اقتباسات من كتاب تجربة مع نرجسي - من الاغواء إلى التعافي

للأسف أنت مَن تعاني كل المعاناة، فهو دائمًا في وضع وحالة التأهُّب القُصوى للهجوم وأنت في وضع الصد والدفاع ومحاولات يائسة للهروب، هذا هو السبب في كل المعاناة مع النرجسيين.

⁠‫والسلام كل السلام لروحٍ أنهكتها المحاربة.

تفهَّم جيدًا أنَّ الأشخاص مراحل في حياة بعضهم البعض، ولا تأخذ وجود شخص أو عدم وجوده في حياتك على محمل الأبدية، كل شيء يتغير، الفصول تتغير، البحور تتغير، الكون من حولك يُجري العديد من العمليات الدقيقة الهدف منها التطور والبقاء والتغيير، فكيف تمضي بنفس النمط الذي تشعر أنه ملاذك الآمن؟

أنت ذاتك ونفسك، اعتز بهُويتك ولا تسمح أبدًا لأي شخص مهما كان أن يعبث بك، فأنت لا يليق بك أن تستمر دُميةً لا عقل لها.. وتُستغَل لأقصى حد!

كل شخص لديه نقطة من الممكن أن ينهار عندها، هذه الآلية في فُقدان ذاتك والتي استجاب لها عقلك هي مصممة للحفاظ عليك.

‫ ستجد أنه رغم أنَّ شريكك هو المسيطر دائمًا المتحكم فيك بصورة كاملة إلا أنه غير الراضي، وهو الذي دائمًا ما يُلقي اللوم عليك ويقلِّل من قيمتك ويُهينك أو ينتقد أفكارك بشكل دائم.

النرجسي هو مجرد مدمن على الاستفزاز قامت حياته على استفزاز الآخرين وإلقاء المسؤوليات عليهم

ينتقم النرجسي الانتقامي من أجل عكس مشاعر الإذلال واستعادة كبريائه من خلال هزيمة الطرف الآخر، إنه بارع في مهاجمتك وصب التُّهَم والتفنُّن في قصفك بالشتائم كبداية من الإساءة اللفظية وحتى البدنية إلى الحد الذي يجعلك لا تعرف مَن أنت، وكيف وصلت معه إلى هذا الحد.

ينظر النرجسي إلى العالم على أنه عدائي ومهدِّد له، ويتحرك ضد الناس بقوة وعُنف قولًا وسلوكًا، هذا من أبشع صور الإساءة النرجسية

إذا كنت مع شريك نرجسي فيجب ألَّا تتألق، لا تنجح ولا تتفوق، هذا يُثير غيرته وحقده وحسده كما تعلم.. ثم يزداد إساءةً إليك!

الوحدة دومًا خير من شبه مشاركة وشق قلب ونصف علاقة.. فلا الهوامش تليق بنا ولا منتصفات الأشياء تعنينا.

اختر معاركك لتحافظ على ذاتك.

أنت مهم أيضًا، ذكِّر نفسك بانتظام بنقاط قوتك ورغباتك وأهدافك، لا تنسَ ذلك مهما حاول هو التلاعب بعقلك وتشتيت هُويتك.

لاحظ أنَّ اهتمامك كله يذهب إليه وهذه غايته، هدفه أن يكون هو محور حياتك، بل محور الكون كله، سواء كان اهتمامك به سلبيًّا أو إيجابيًّا، فإنَّه يعمل بجد لإبقاء نفسه داخل دائرة الضوء.

⁠‫وستجد نفسك في دورك تمامًا لإنجاح هذا التكتيك،

إن لم تكن قادرًا على تجنُّب النرجسي فحاول على الأقل أن تبني علاقات صحية أخرى من حولك وشبكة من المعارف الداعمين لك، حيثُ إنَّ قضاء الكثير من الوقت في علاقة معطوبة مع نرجسي حرفيًّا يستنفد طاقتك بل يُسلبك هُويتك وسلامك.

الشخص النرجسي لن يعترف بخطئه، أؤكد ثانيةً لن يعترف بخطئه أبدًا ولن يتحمَّل مسؤولية أذيته لك، بدلًا من ذلك سيسعى لعكس سلوكياته السلبية عليك أو على أي شخصٍ آخر.. قلب الطاولة عليك حِرفتهِ المفضَّلة.

فهو يُملي عليها كل تصرفاتها وتحركاتها وتصبح تمامًا كالريبوت المتحرك، إن خالفت أوامره سيفتح عليها جحيم غضبه وشتى أساليب التعذيب والإيذاء المادي والمعنوي.

وغالبًا ما يتأرجح بك ذهابًا وإيابًا بين هذين الأمرين، أنت معه كأنك على أرجوحة، عندما يشعر بالرضا تجاهك فإنه يرى أنك مميز، ثم إذا ما فعلت شيئًا لا يحبه، فجأةً تصبح سيئًا وعديم القيمة وتُقذَف بأقسى الإساءات.

لدى النرجسي أهداف أخرى، امتلاكك ثم إعادة تأهيلك وتشكيلك بالكامل على مقاس رغباته معتقدًا أنَّه بذلك يميِّزك، بل ويمنُّ عليك بوجوده معك، وهذا أيضًا هو السبب الذي يجعلك تُصدِّقه وتؤمن به حد الهلاك بين ذراعيه وأنت مستسلمًا تمامًا.

ثم تصبح دائمًا أنت المسيء، و هو دائمًا الضحية.

الناس يصدِّقونه أولًا، لأنَّه خطط لذلك جيدًا بما تم تزييفه لهم من مثالية وسُمعة وواجهة رائعة!