دلشاد : سيرة الجوع والشبع - بشرى خلفان
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

دلشاد : سيرة الجوع والشبع

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

التهم الغول الشيخَ وابنَه، وانتبهت أنا من ضحكي، تغير الوقت، ولم أعد أنا دلشاد الذي كان. أرجع بذاكرتي إلى ذلك اليوم، فأرى عسكريًّا هنديًّا في بنطلون قصير يقف أمامي، يأمرني بالوقوف ويسألني عمَّن أكون، قلت له: اسمي دلشاد وأنا من مسقط، والغول ابتلع شيخي وابنه، لكنه لم يفهمني رغم أني تكلمت بالأوردو التي تعلمتها في سوق مسقط، وساقني أمامه إلى المخفر، وهناك قلبتني الأيادي والأقدام بعنف شديد، أردت أن أصرخ في وجه الأحذية والقبعات، لكن ضحكتي سبقت صراخي، فاهتاجوا أكثر، وازدادت قوة ضرباتهم، ثم فجأة توقفوا وقذفوني إلى الشارع مرة أخرى، دون أن يسألني أحد عن شيء، أو حتى يوجهوا سبابة اتهام إلى وجهي، وكأن كل حاجتهم مني كانت التدرب على الركل والصفع. جررت جسدي ومشيت في أزقة مومبي وحاراتها، كانت عيون الناس تلتفت إلى دشداشتي الممزقة، ومشيتي العرجاء، لم تكن العيون تطيل النظر، بل تستقر قليلًا ثم تذوب، تتجاوز ضعفي وبؤسي بسرعة، وتذهب إلى مكان آخر.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.4 340 تقييم
2548 مشاركة

اقتباسات من رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع

لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين

مشاركة من Abir Oueslati
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع

    347

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    مع السطور الأخيرة في رواية "دلشاد" سيفاجئ القارئ بلاشك أنه كان يقرأ الجزء الأول من هذه الرواية، والتي حملت عنوانًا جانبيًا هو "سيرة الجوع والشبع"، وأن ما قرأه كله يخص "الجوع" وثمة جزءًا ثانيًا عن "الشبع"، أي أن الانتقالات الثلاث التي رسمتها الروائية "بشرى خلفان" بكل مهارة واقتدار في الرواية كانت كلها صورًا مختلفة للجوع، على اختلاف الزمان والأماكن بل وطبقة المجتمع التي تناولتها. وهو ما يمنح شعورًا آخر بالترقب لما ستكون عليه البنية والتفاصيل في الجزء التالي الذي يحمل عنوان "الشبع"!

    في روايتها الثانية (دلشاد ..سيرة الجوع والشبع) والصادرة عن منشورات تكوين، وبعد نحو خمس سنوات من نجاح روايتها الأولى "الباغ" (مسعى -2016) تعود بشرى خلفان إلى رصد وتصوير حياة البسطاء والمهمشين في بلدها عمان، جنبًا إلى جنبٍ مع الأغنياء والموسرين، ذلك أن الجوع لا يبدو _ كما قد يتبادر إلى الذهن، لاسيما مع الفصول الأولى من الرواية _ مرتبطًا بعالم الفقراء وحدهم، ولكن ثمة جوع مختلف، ربما يكون أشد قسوة وعنفًا يلتهم كبار الأغنياء والتجار بغير رأفة!

    تنتقل بنا الرواية عبر ثلاث مناطق/ حارات مختلفة في مسقط بين "لوغان" و"ولجات" و"حارة الشمال"، وترصد من خلال انتقال أبطال الرواية بين تلك المناطق وغيرها حال عمان وحياة أهلها في الربع الأول من القرن العشرين، وكيف كان أثر الحماية البريطانية على أرضها، وكيف جاء أثر الحرب العالمية عليهم، نتعرف في البداية على "دلشاد" ذلك الاسم الذي يثير حيرة القارئ لمعرفه معناه وهو الاسم الفارسي الذي منحته أم دلشاد له ويعني "الضاحك" ليواجه به قسوة الحياة، ولكن حياته لم تتسم بالسرور والضحك ولكن جاءت المفارقة أنه أصبح يضحك ويزداد صوت ضحكاته في أقسى المواقف والأزمات التي يتعرض لها!

    سيرة الجوع .. مسيرة الحياة

    رغم شظف الحياة وقسوتها إلا أن دلشاد يتمكن من الزواج بامرأةٍ من البلوش ولكنها سرعان ما توافيها المنية بعد ولادتها لابنتها "مريم" ويتولى هو هم ومسؤولية تربية البنت والقيام على مصالحها حتى يشتد عودها فيضطر إلى أن يتركها في أحد بيوت "ولجات" حيث يمكنها أن تحد قوت يومها وتحظى بمكانةٍ لاتقلل من شأنها في "بيت لوماه"، وهناك يقع في غرامها سيد البيت "عبد اللطيف" فتنتقل حياتها نقلة نوعية إلى حياة الدعة والرخاء، إلا أن الأمر لا يستقر لا بمريم ولا بدلشاد أو عبد اللطيف، فسرعان ما تتقلب بهم الأحوال وتتغيّر، فبينما يهاجر دلشاد مسقط كلها بحثًا عن لقمة عيش سرعان ما تنقض الحرب أوصال "بيت لوماه" لتخرج مريم وابنتها فريدة باحثين عن فرصة أخرى للحياة في حارة الشمال.

    ربما يبدو للقارئ لأول وهلة أن الحكاية - على نحو ما يوحي العنوان – هي حكاية "دلشاد" أو سيرة الجوع والشبع الخاص به، ولكن سرعان ما يتكشف له الأمر بين فصول الرواية القصيرة المحكمة، أن الرواية تحكي عن أبطالهم كلهم، والتي يحمل كل فصلٍ منها صوت أحد رواتها، بل يبرز بينهم صوت "مريم" ابنة دلشاد بشكلٍ خاص، تبدو هي فيه وكأنها بطلة العمل بلا منازع، ولكن يحضر باقي أبطال العمل ويعبرون عن أنفسهم بوضوح، فتغدو الرواية كمعزوفة موسيقية يتقاسمها العازفون كل واحدٍ منهم يروي من جهته ما يراه وما يحدث له، وكيف يواجه الحياة، سواء كان فقيرًا معدمًا أو تاجرًا غنيًا، وتكمن البراعة في تمثل كل شخصيةٍ من شخصيات الرواية في طبقاتها المختلفة رجالاً ونساءً وقدرة الكاتبة على التعبير عنهم بواقعية شديدة، ثم حياة تنشأ وصعاب وصراعات تحيط بالجميع، وبين هذا وذاك نتعرّف على طرفٍ عزيز من تاريخ الوطن العربي من خلال حياة أهل عمان، عاداتهم وتقاليدهم، وكيف واجهوا ظروف الحياة الصعبة، وتغلبوا عليها.

    تقنيات روائية محكمة

    كانت تقنية تعدد الأصوات واحدة من عوامل التشويق والمهارة في بناء الرواية، ولكن بشرى خلفان أضافت إلى الرواية طابعًا محليًا شديد الخصوصية والجمال، وهي التي عرفنا اهتمامها الخاص بتوثيق طرف من تاريخ الناس في عمان مثلما فعلت في روايتها الأولى المتميزة "الباغ"، وهي هنا تواصل ذلك من خلال رصد عادات الناس وتقاليدهم في ذلك العهد القديم، إعدادهم للطعام وحفلات عرسهم ومآتمهم، وغير ذلك، بل وتضيف إلى كل ذلك عددًا من الأغاني والحكايات والأساطير والمقولات المأثورة بلغة أهلها الأصلية، والتي تأتي متماشية مع نسيج الرواية المحكم، ويطبع الرواية في النهاية بطابعها الخاص.

    وعد الحب الذي ينشأ.. ولا يزول

    (عندما عدت إلى مسقط، كانت لهفتي عليها أكثر من لهفتي على البيت، وبالتأكيد كانت أكثر من لهفتي على أختي، وعندما وجدت أن البنت التي كانت قد بدأت بترك طفولتها قبل أن أغادر، قد تبدلت وطالت، ولمعت بشرتها واحمرَّت وجنتاها، واستدارت ثمارها خفق لها قلبي بشدة، وعندما قبَّلت كفي وهي تسلم علي، اجتاحتني شهوة جاهدت كي لا تظهر علاماتها عليَّ ‫ كنت أراقب حركاتها، وضحكاتها، وبريق الذكاء في عينيها، وشفتيها الواعدتين بالسكر، فعرفت أني أريدها كما لم أُرِد أحدًا من النساء)

    رغم ظروف الحياة الصعبة وما يقاسيه أهل مسقط من مآسي الجوع والفقر، يحضر الحب في حياتهم أكثر من مرة، وتخفق قلوبهم، ويتناولون في حكاياتهم قصص أهل العشق والغرام، يحضر الحب لا في الحكايات فحسب، بل بين أبطال الرواية مرهفًا وشاعريًا وجميلاً، يعبّر عبد اللطيف بصوته وحكايته عن ولعه بمريم منذ دخلت بيتهم، وتصوّر الكاتبة ببراعة حيرة البراءة عند مريم التي لم تكن تعرف في الحياة أبعد من ما تقيم به حياتها، وبعدهم بأعوامٍ نجد الجيل التالي الذي تمثله فريدة وقاسم، الذي نتتبع خيوط حكايتهم، وما يحدث بينهم من صد ورد، حتى تكون تلك الحكاية مسك الختام للرواية.

    Facebook Twitter Link .
    12 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    4

    اسم الكتاب: دلشاد

    اسم الكاتبة: بشرى خلفان

    تقييمي:٤.٥/٥

    عدد صفحاتها: ٤٩٦

    دلشاد سيرة الجوع والشبع: سيرة ربطت بها الكاتبة بين الضحك والجوع ، سبرت اغوار الجوع والفقر فهما وجهان لعملة واحدة، فما اجتمع الفقر الا وكان رفيقه الجوع .

    رواية طرحت الحياة السياسية والاقتصادية في سلطنة عمان قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها وما بعدها واصفةً بذلك حياة الناس في الحارات والخيم ومسقط ومطرح وإن دل ذلك فإن الكاتبة تمتلك خيالاً خصباً تأخذ القارئ الى هذه الحارات والى حياتهم والخيم والبيوت الفارهة انذاك

    تدور احداث هذه الرواية حول دلشاد العربي غير معروف النسب كون ان اباه توفي قبل ان يأتي لهذه الحياة ولأم لم تكن تهتم به وتعطيه وتشعره بعاطفة الامومة لذلك كان يتنقل بين الخيم للحصول على الاكل والاهتمام والحب.

    لينتقل بعد وفاة والدته ليعيش عند حليمه المرأة البلوشية التي ستربيه مع اولادها وتجده عوضاً عمن سيموت منهم لاحقاً من جراء الكوليرا. فقد كانت هذه الخيم تعاني الفقر والجوع والمرض وكانت الكوليرا تحصد ارواح البشر فمن ينفذ من الموت بسبب الجوع تأخذه الكوليرا.يكبر دلشاد لدى حليمة وتزوجه الا ان الاقدار قد تسير لا كما نرغب بل كما ترغب هي لتموت زوجته تاركة له ابنتاً عمرها ساعات تتلقفها ايادي نساء الخيم لارضاعها واطعامها والحنو عليها.

    كم هو قاس الجوع والفقر لابنة مثل مريم واب نصف عاجز كدلشاد ، فالجوع الذي لازم صفحات الرواية وتحدث عنه اغلب شخصيات الرواية ربطت الكاتبة في سردها بينه وبين الضحك حيث انه كلما زادت قرصات الجوع في البطون كلما ارتفعت اصداء الضحكات لتحاول تناسي الم القرصات.

    كما اشارت الرواية الى ان الجوع متوارث لدى مسقط واهلها وهذا ما وصفته بنحول جسد دلشاد وابنته مريم وهزالة اجسادهم والذي يقد يؤدي الى الموت، فالجوع لا ينهش البطون فقط انما ينهش القلوب ايضاً وذلك من خلال تطرق الكاتبة الى قيام بعض اهل الخيم ونتيجة الفقر والجوع بالتخلي عن بناتهم لعائلات غنية تقوم بتكفلهن واطعامهن وتعليمهن الحساب والقراءة وتعاليم الدين وذلك مقابل خدمة هذه العائلات واطعامهن.

    وهن ما فعله دلشاد بالتخلي عن ابنته لعائلة لوماه الامر الذي فتح لها حياة جديدة تعلمت بها الطبخ والبهارات والحساب والقراءة وتعاليم الدين وليقع بعد ذلك صاحب المنزل بحبها وتصبح سيدة هذا البيت، ولتتطور شخصيتها وحياتها في هذا المنزل وتتعلم الكثير الذي يفيدها بعد ذلك في حياتها لاحقاً .

    حاول دلشاد استرجاعها الا انه لم يفلح ليذهب بعد ذلك تاركاً مسقط هائماً في البحار الى بومباي والبصرة وتتوالى احداث الرواية بالكثير من التشويق والاحداث السياسية المهمة في حياة العمانيين.

    اعتمد اسلوب الرواية على السرد على لسان شخصياتها كونهم يتقاسمون الحياة نفسها من زوايا مختلفة فسردت الكاتبة عن الخيم والحارات والاسواق والبحر ومسقط ومطرح وصولا الى بومباي

    Facebook Twitter Link .
    12 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    0

    كتاب رائع بأسلوب مشوق كل الاحترام للمؤلفه بشرى خلفان

    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    دلشاد: سيرة الجوع والشبع

    الكاتبة: يسرى خلفان

    دلشاد

    "كنت يتيمًا، ووحدهم اليتامى يعرفون معنى العري، وكيف يكون البرد في عظامك من لحظة الميلاد حتى الموت"

    مريم

    "لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولًا على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين ولم أكن أعرف أن الساعة التي فصلت بين تقبيلي كف أبي ذلك الصباح وغرق السفينة، هي آخر ساعات الهناء، وأن ما بعدها من عمر سيكون شقاء. كله شقاء ‫ والآن صرت أعرف، وصرت أجرجر قدمين ثقيلتين في هذا العالم" ‬‬‬

    الجوع ودلشاد وعمان

    الجوع "هو حالة تصيب الجسم تشعره بالضعف بالعجز بسبب عدم الحصول على امدادات الطعام والسعرات الحرارية الكافة"، ونستطيع القول ان الجوع يعني هدما كبيرا لهرم ما سلو للأمن بدرجاته الخمس حيث يقودنا الى الأمان والاستقرار النفسي والتفكير بالرفاهية لكننا هنا نواجه ونحاول الصمود فالفقر لعين والجوع مذل والتقسيم لم يتغير بين الشبع للأغنياء والجوع للفقراء وقد عمدت المؤلفة من خلال الانتقال بين ثلاث حواري في عمان" لوغان ولجات وحارة الشمال "في فترة زمنية شكلت “بداية تأسيس الدولة العمانية “ الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى الى نهاية الحرب الثانية وزمن ظهور النفط نقلتنا بشرى الى رصد حياة الناس البسطاء والمهمشين في بلدها عمان، جنبًا إلى جنبٍ مع الأغنياء والموسرين، فهي رواية الضحك والجوع والشبع في اتصال كبير وترابط غريب بعدد صفحات 495 صفحة عن دار طباق للنش بنسختها الفلسطينية والنسخة العربية من اصدار تكوين .

    شخصيات الرواية

    شخصيات أساسية وهي جيل دلشاد وثانوية وهم الاناس الذين اثرو في حياتهم وهم كثر

    - لكل اسم رمز معبن في الرواية لقد ارادت الكاتبة من خلال الشخوص الحديث عن ابعاد الرواية دلشاد هنا الشخصية الأساسية وسميت الرواية على اسمه نحن ننتقل بين الشخوص ونعرف معنى الاسم الذي يدعى المحبة والفرح والبهجة حسب الطقوس الفارسية وهو أسم مركب من القلب وشاد: سعيد، مسرور، حيث يأخذانه الى البعد الأول بعد الامل.

    - لننتقل الى ابنته مريم: عمان الحديثة فهي بداية البناء والخروج الى العالم بداية تحرر المرأة العمانية وخروجها الى السوق لقد صبرت على أشياء كثيرة في إشارة الى تمتع الفقراء بالصبر والصمود فهي الجندي الذي حمى الدولة من الانهيار

    -نأتي الى فريدة أبنة مريم حيث نرى فيها الحداثة والتطور والثقافة كل هذه الصفات اجتمعت معاً، لاسم فريدة أكثر من معنى، وأبرزها الجوهرة النفيسة والثمينة، دلالة على كنوز البلاد.

    -عبد اللطيف وفردوس وسكان البيت الكبير: هنا الطبقة المخملية الطاغية التي ترفض الاختلاط بين الكبار والصغار ننحن نعاني من هذه الطبقة في كل العصور والازمنة لقد مثل عبد اللطيف التجارة والعادات العمانية بالتجارة.

    الاحداث: لغة الحضور والغياب:

    في لغة الحضور والغياب نفهم ماذا ارادت الكاتبة ان تخبرنا عن بعد الغياب والمكان والحرب وارتباط الابعاد بالجوع والشبع رغم صدمة القارئ عند معرفته بوجود جزء ثان لم تخبرنا عنه الكاتبة في بداية الاحداث لكنها عرفتنا بعادات وتقاليد السكان العرب والبلوش ثيابهم ازيائهم طريقة حياتهم والوجع وتريي المجتمع بين الغني والفقير.

    فهنا طفل عربي مات ابواه ولم يعرفهم تربى في منازل البلوش وهم كما أخبرنا موقع ويكا " البلوش إحدى القوميات التي تسكن بين باكستان وإيران وأفغانستان في إقليم بلوتشستان وتوجد أقليات منهم في الهند وفي الخليج العربي ليسمى اسما بلوشيا وينبذ بالرغم من اصوله وتنبذ ابنته من بعده بعد موت زوجها. في انتقال بين زمنين زمن الحداثة وزمن النفط زمن الجوع والشبع فمريم أصبحت السيدة الأولى بعد زواجها في توليفة غريبة جدا بين عمان الجوع وعمان النفط والتجارة كما اشارت الكاتبة في العنوان سيرة الجوع والشبع وان وعدتنا بجزء ثان عنه.

    يكبر دلشاد عند امه حليمة ويتزوج وينجب ابنته مريم التي لم تعرف عدد اخوتها فكل نساء البلوش اخوة مريم في إشارة الى بساطة النساء وعدم اهتمامهم بالأنساب وشهادات الميلاد وغيرها ليبيعها الى لوما فتصل الى بيت عبد الرحيم ويهرب بعدها من مسقط الى البحر وتكبر مريم في مطبخ لوما وتعرف تفاصيل حياتها تتعلم كل شيء وتتزوج وتنجب فريدة ثم تهرب بعد وفاة زوجها في إشارة كبرى الى العبد والسيد.

    رب ضارة نافعة: هروب مريم وحكمتها في اخذ الذهب وتعريض حياتها للخطر لإنقاذه من التيران وصراعها مع فردوس لحماية فريدة والتجار لحماية تجارتها في إشارة واضحة الى الصراع التي خاضته عمان الحديثة ذات الطوائف المتعددة حماها الله من الفتن التي عصفت بالمجتمع العربي بين الطائفية السياسية والدينية

    نعم مثلت مريم وفريدة عمان الحديثة التي قاتلت وحاربت ضد الغريب الذي حاول امتلاكها مثل نظام احمد رسلان لكنها تمكنت من الصمود في إشارة أيضا الى معاناة المرأة الخليجية ضد المجتمع الذكوري لذلك حرصت على البناء والعلم لأنه الأساس فالجامعات العمانية اليوم والتقدم العلمي كبير في عمان في ربط واضح بين العادات والتقاليد والحداثة والعلم.

    البحر وتاريخ عمان

    ارتبط البحر بالتاريخ العماني ارتباطا قويا فالبحر هو أساس التجارة في عمان وربطت الكاتبة فالبحر ظهر بقوة مع دلشاد يوم قرر الهجرة وترك عمان فالتجارة البحرية أساس الاقتصاد العماني في ذاك الوقت، بين موانئ الهند وآسيا وأفريقيا. يتحدث دلشاد عن هذا "أقف في مقدمة الباخرة الإنجليزية، وورائي مدخنتها العظيمة تنفث دخاناً أسود ما يلبث أن يتلاشى في الهواء".

    راي قارئ:

    تعد الرواية تاريخية ثقافية تحدثت عن مرحلة مهمة في التاريخ العماني لكن ما لفت انتباهي هو الامل او مواجهة الحياة كما فعل دلشاد حيث واجه الحياة بالضحك بدل الغضب فهي سيرة الضحك ضد الجوع في ازمنة الجفاء والحزن

    تعرفنا على تفاصيل المجتمع العماني اسواقه وعاداته وتقاليده اسواقه والتجارة وأسماء بعض الأماكن فهذه هي التجربة الثانية مع الادب العماني بعد سيدات القمر لخوخة الحارثي.

    من الممكن ان نسمي الرواية: حكاية البحر وعادات البلوش فهي خاضت في عادات وتقاليد فئة البلوش أكثر وعادات البحر وارتباطه بالسكان.

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    فلسفة الجوع والضحك في رواية دلشاد

    " من عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم، مثل مرض، ولا يمكن لأي شبع بعده أن يشفيك"

    ليس الجوع هو خواء البطون وترجيع صدى قرقرة المعدات الخاوية، الجوع هو تاريخ للبؤس الإنساني، للوجع المعجون بشظف العيش، هو سجل توثيقي للمهمشين الذين لا تتذكرهم إلا شواطئ المنافي البعيدة، وهم يتجولون بين أزقة حاراتها يبحثون عن كسرة خبز، أو نواة تمر، أو رشفة حليب، يسكتون بها صيحات الجوع التي تصم آذانهم وتعمي أبصارهم عن رؤية مباهج الحياة.

    للجوع وجه وجودي، يدفع المرء لمساءلة معنى الحياة وعدالتها، جوع يحفز كل خلية في الجسد لتثبت للعالم أجمع بشريتها، مهما كانت العرقية التي تنتمي إليها، جوع للعدل في زمن لا يعترف إلا بلغة الغنى والقوة.

    للجوع والشبع سيرة أخذت الكاتبة "بشرى خلفان" على عاتقها رواية أحداثها، بسرد يلتقط تفاصيل المشهد العماني في بدايات القرن العشرين بتقنية الكاميرا السينمائية، متنقلة بين حارات مسقط وما فيها من خيام للبلوش والعرب، ماضية إلى حارات مسقط وأسواقها، متجهة إلى " مطرح" وخيام المشردين، وحارتها الشمالية، لتصل إلى بومباي في الهند و" مكران “في بلوشستان.

    أثرى هذا التنقل المكاني أحداث الرواية بتنوع لغوي وثقافي، تجلى من خلال النصوص التي أوردتها الكاتبة باللغة " الأوردية"، وأخرى " بالسواحيلية"، ولإن اللغة حاملة الثقافة، فقد كانت تلك النصوص نافذة يطل من خلالها القارئ على أساطير بلوشستان، وأثيوبيا، والهند، ويسمع حكايات تعكس البنية الثقافية لتلك المجتمعات.

    فالبعد الأنثروبولوجي واضح في الرواية، إذ أغنت الكاتبة روايتها بذكر عادات وتقاليد الفسيفساء العرقية في عُمان، كحديثها عن ملابس البلوش وعاداتهم في الزواج، والموت، العين والحسد، والمرض، ولم تغفل الكاتبة الإشارة إلى التراتبية الاجتماعية التي سادت في المجتمع العماني وفقا لهذا التنوع العرقي.

    هذه التوليفة العرقية انصهرت في بوتقة التعايش والتسامح الديني، فللمسلمين مساجدهم، وليس بعيداً منها معابد الهندوس، إلى جانب كنيسة الإنجليز وإرسالياتهم التبشيرية.

    إلا أن ما جمع هؤلاء في رواية واحدة هو " سيرة الجوع والشبع"، وكان بطل الجوع هو " دلشاد" العربي الجائع المنبوذ الذي حمل اسماً بلوشيا، يعني " السعيد او الفرحان"، في مفارقة درامية بين معنى اسمه وطبيعة حياته القاسية.

    دلشاد، الطفل الضاحك اللقيط، تربى في خيام البلوش، وقد نبذته أمه طويلاً، عاش في حظائر أبقار الهندوس، وبعد موتها عاش في خيمة ماه حليمة، ليكون أخا لأبنائها، لكن سرعان ما خطفت الكوليرا أبناء حليمة.

    كان سلاح دلشاد الوحيد لمواجهة مآسي الحياة هو الضحك، كان ينفجر ضاحكاً في أكثر المواقف تراجيدية، ضحك مخيف، يعبر عن آخر حيلة دفاعية يمتلكها المرؤ حين يعجز عن تغيير واقعه.

    وورثت ابنته مريم عن أبيها ذاك الضحك، كلما اشتدت عليها مآسي الحياة تضحك، كان الضحك سلاحها ضد الفقد، والهجر، والترمل، والموت.

    " بسهولة كانت الأشياء تضحكني، خاصة تلك التي لا أفهمها حقاً".

    يقول عالم الانثروبولوجيا دافيد لو بروتران: " الضحك مبدد لليأس، يؤكد سيادة المرء على القدر المعاكس الذي يصيبه، فحين لا يستطيع أحد تغيير مسير الأمور، وحين يرزح تحت نوئها يضحك منها".

    الضحك تحول كيميائي للهشاشة أو الرعب القاهر، والشعور بالعجز، انتصار للأنا على عجزها من تغيير واقعها، سبيل لحفاظ المرء على رأسه عالياً، من خلال تحويله المآسي لحدث مضحك، يعلن من خلاله انتصاره على الألم، وعدم رغبته للانسياق خلف سوداوية واقعه المر.

    الضحك الذي حمل دلشاد اسمه، ضحك بصيحة ألم، احتضار روح، صلاة أرواح معذبة، ضحك أسود، يناسب تماما سيرة الجوع التي لم تعرف بعد طعم الشبع.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    لو كان الفقر رجلاً لقتلته

    "الأمام علي بن أبي طالب" كرم الله وجهه..

    دلشاد "سيرة الجوع والشبع" رواية جرت أحداثها في عُمان بداية القرن العشرين حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وقبل الثورة التي أحدثها اكتشاف النفط في دول الخليج وبالتالي ما صورته الكاتبة عن مسقط ينطبق على ما اظن على معظم المدن الخليجية الكبرى. مزيج غريب من الفقر والغنى، من الجوع والشبع، من الخيم البائسة الى الدور الفخمة، من روائح المزابل الى روائح المسك والعنبر والياسمين مع مزيج من الاجناس، العرب، البلوش، الهنود والانكليز. صحبتنا الكاتبة في عالم من الحكايات عن وبلسان شخصياتها التي تجذبك كالسحر حتى تكمل الرواية كلها لتتفاجىء بنهاية مفتوحة ولا ادري اذا كان ذلك نقطة ضعف في الرواية او عامل جذب تضمن به الكاتبة انك ستنتظر الجزء الثاني حتى تكتمل القصص التي لم تنتهي في الجزء الأول.

    اندمجت تماما بعالم الرواية حتى اني تخيلتها كفيلم يعرض امامي دون ان اغفال اي تفصيلة عن ذلك العالم البعيد والقديم بما في ذلك الروائح والألوان وحتى صوت البحر. شخصيات حية تشعر بجوعها والمها، ضحكها وبكائها، صراعها للبقاء، احلامها، حبها وكرهها، وتراها تكبر وتنضج بمرور الاعوام. دلشاد، عيسى، مريم، عبد اللطيف، فردوس، حميد، ناصر، ما مويزي، فريدة، ناصر، قاسم وبتول والكثيرين غيرهم.

    لغة الرواية سهلة رغم غياب هوامش لترجمة بعد الكلمات البلوشية والعامية العمانية.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ناقشنا هذه الرواية الجميلة باستفاضة في حلقة من نادي الكتاب (قهوة عالمفرق) منشورة عاليوتيوب مع أخريات ممن دخلن في القائمة القصيرة للبوكر. في تقديري رواية ممتعة واللغة جميلة جدا وأدت هدف الكاتبة التي ترى أن الرواية هي توثيق لتاريخ مسقط. أنا فخورة جدا بوجود روائية متميزة في المشهد الروائي العربي مثل بشرى خلفان.

    https://m.youtube.com/watch?fbclid=IwAR3LnlvrxeMmeb286euZxxriA2e1VCTi-brW0PhV_MiOUPBn6NStnDBPpw0&v=-saB_IefH-k&feature=youtu.be

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    ساحرة.. تعيش مع شخصياتها بكل حواسك وتنفصل عن عالمك وتنغمس في عالمها مع شخوصها ومشاعرهم وقد تنتهي حكاية بعض الشخصيات فجأة وتتساءل أين وصلوا وإلى أين صاروا ولكن على أمل تتبعهم في الجزء أو الأجزاء المتممة للرواية

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    قرأت هذه الرواية ليلة أمس،في غضون خمس ساعات متواصلة،او أكثر قليلًا ،فقد جذبتني وشدتني أحداثها،بقوة مذ بدايتها،فلم أشعر إلا وأنا أنتهي من قراءتها كاملة،وسوف يأتي الحديث عن النهاية الصادمة لاحقًا.

    ذهبت مع قلم "بشرى خلفان" إلى مسقط التي اكتشفت أنني اجهلها، والتي لم يحدثني عنها لا معلمة الجغرافيا، ولا أستاذ التاريخ عندما كنت صغيرة بالمدرسة،ولم يخبراني أن هذه البقعة من العالم مرضت بالجوع والألم إلى هذا الحد،وأن جيل النفط جاء بعد ويلات الحروب،والتشرذم الذي عانى منه أجدادهم

    أخلع نظارة القراءة خاصتي، واجلس القرفصاء مع ضوء شحيح، نكاية في الترف الذي استكثرته على نفسي، والذي شعرت انه يتنافى مع ما اورثته كلمات "بشرى" داخل روحي، من ألم، وأذوب في صحراء مسقط و لهيب حكايات اهلها الموجعة.

    تحكي الرواية عن سيرة العاصمة العمانية مسقط وماضيها المقفر الحزين وتاريخها البائس وذكرياتها المؤلمة، وتعدد الهوية فيها، والموت الذي مع الوقت يصبح عاديًا، وأن الكثير من الأبناء كانوا بلا أباء، ولا أمهات فقد غيبهم الموت، إما جوعًا أو مرضًا في تلك المدنية التي خاضت الحروب والجوع والوجع والتي تمنيت أن تكون الكاتبة قد بالغت في وصفها

    بداية العنوان

    "دلشاد- سيرة الجوع والشبع"

    ودلشاد معناها كما ورد في الرواية،صاحب القلب السعيد

    وهو اسم بطلها، الذي كان يضحك..يضحك دائما ربما

    نكاية في الألم،والجوع،فكانت كلما اتسعت، وعلت ضحكته، كلما اتسع قلبه واستطاع أن يتعالى على الألم،وأن يكبح شهوة الجوع داخله،فإذا ما ابتلي الإنسان بالفقر المدقع، عليه أن يعلم أنه ابتلي معه ببلاء القسمة في كل شيئ،وليس الطعام فقط، وأنه لن يأخذ النصيب الأكبر، إلا في رغيف الوجع، وكي لا يموت جوعًا وألمًا، عليه أن يشبع روحه بالرضى

    العنوان كان موفق في الجزء الأول منه وهو "دلشاد" أما بقية اسم الرواية،فلم يعجبني،فعادة شرح المعنى،يفسد التأويل، والمتعة

    فردت الكاتبة،لكل شخصية بساط، ومساحةصوت،بلغة عذبة رقراقة، لم يفسدها سوى الكلمات الغير مفهومة الكلمات(الأوردية، العمانية، والبلوشية)، والتي لم يوضع لها هوامش كباقي الروايات التي قرأتها، والتي منحتني ثراء لغوي، كروايات "انعام كجه جي" الكاتبة العراقية وغيرها من الكتاب العرب.

    أما عن الشخصيات في الرواية

    فقدحظيت شخصية "دلشاد، ومريم دلشاد" بنصيب الأسد فيها، وربما بالأخص "مريم " تلك الفتاة الجميلة التي ورثت ضحكة أبيها، التي مع الوقت يعتادها الجميع بعد إنكارها والتعجب منها، بل ويفتنون بها، وورثت مريم أيضًا الجمال من امها "نور جيهان"، والتي همشت الكاتبة دورها بشكل كبير، يتنافى مع ما اورثته من جوع داخل قلب "دلشاد"

    أظهرت الكاتبة دور الأمهات العظيم، اللاتي استحققن لقب ام، حتى ولو لم يكن هن الأمهات الأصلين للأبناء يظهر ذلك جليًا في شخصية "ما حليمة" التي احتضنت -دلشاد- واطعمته رغم فقرها الشديد وربته مع أبنائها

    و"ما مويزي" التي راعت "مريم" في بيت لوماه الغريب عنها،الذي دخلته رغمًا عنها، عندما ظن أباها أنه يحميها من الفقر، بتواجدها هناك

    أما عن الشخصيات الذكورية،فكانت ما بين شخصيات بديعة، وصفتها الكاتبة بدقة وروعة، كشخصية "قاسم" "وعبد اللطيف لوماه" وشخصيات أخرى لم يكن تواجدها إلا حشوًا زائدًا، أصاب الرواية بالترهل في بعض أجزائها

    اللغة

    فتنت بلغة "بشرى" حد الوله, خاصة إذا تحدثت باللغة العربية الفصحى التي تنتمي إلينا جميعًا،او بالأصح ننتمي إليها نحن ونقدسها فتقول مثلًا في مشهد يقطر عذوبة ولا يخدش الحياء:

    (عندما نكون معًا داخل غرفتنا،والباب مغلق وضوء السراج ينوس على الجدران ، يركع عند قدمي يقبلها، فأصبح سيدته، ينام في حضني فأصبح امه، يسند ظهري إلى صدره فيصبح جداري ومتكئي، يرفعني فأصبح طفلته، استنشقه فيصبح هوائي.

    في العلن هو سيدي، ولكن إذا أغلق علينا الباب صرت سيدته)

    تقول أيضًا عن لسان "دلشاد"

    (أما الأكل مع الشيخ وابنه فقد أعادني إلى الجوع ، ولكن ليس ذلك الجوع الذي ينهش البطن، بل الجوع الذي يأكل القلب)

    وصفت الكاتبة الجوع بكل أشكاله فاعطته طابع فلسفي

    جوع الحب

    جوع الأمان

    جوع الإنتماء للعائلة ويتضح لنا في النهاية أن أقل وأهون انواع الجوع، هو جوع البطن، وان فراغ البطن مع امتلاء الروح، هو غاية الشبع وأجمله

    سلبيات الرواية

    عدم منطقية بعض الأحداث مثل وصف الكاتبة لشخصية ما بأنها سحاقية، ثم الحديث عن أنها أحبت شخص ولم تتزوج منه وعاشت على ذكراه، ثم زواجها وإنجابها بعد ذلك، وعدم التطرق للموضوع بعدها لا من قريب ولا من بعيد وأعتقد أنه ليس من المنطق أن تكون الأحداث هكذا طبيعية، حتى من الناحية العلمية.

    نسيت الكاتبة بعض الأبطال ربما سهوًا، وربما عمدًا فلم تخبرنا عن مصيرهم

    ربما اعتقدت الكاتبة أن من الذكاء أن تضع نهاية مفتوحة للحكاية، لكنها بلا شك كانت نهاية صادمة وغير محبوكة أو منطقية.

    واخيرًا جاء تنويه الكاتبة عن رواية جديدة، أو جزء ثان للرواية بمثابة حديث يلقى على أطفال صغار يعدهم الكبار بحكايات أخرى غدًا ،خاصة أن الرواية لم ينشر أي شئ عنها

    في النهاية "بشرى خلفان" تمتلك مقومات الكاتبة القوية ،قلمها فاخر ،تحتاج فقط للتدقيق والمراجعة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    "دلشاد" رواية عمانية.. هذا بحد ذاته حافز كبير لقراءة الرواية لنتعرّف على عُمان.. المجهولة دائمًا.. عُمان التي لا نعرف عنها الكثير الآن، فكيف بتلك الفترة الزمنية التي تحدثت عنها الرواية قبل حوالي قرن من الزمان؛ ما بعد الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

    "دلشاد" كلمة تلفت الانتباه لغرابتها، وهو الشخصية المحورية في بداية الرواية بجزئها الأول المعنون بـ "لوغان".. واسمه كلمة فارسية من مقطعين تعني القلب السعيد أو القلب الفرح، وهل سيعيش دلشاد هذا الفرح؟. والجزآن الآخران تمت عنونتهم أيضاً بحارات مسقط؛ ولجات، وحارة الشمال.

    الرواية رسمت لنا مسقط وحاراتها ومرافئها، ونسير بين جنباتها ونتعرف على تاريخها والوقائع التي مرت بها بلسان الناس الذي يعيشون فيها؛ بتنوعهم الاجتماعي والثقافي، العرب والبلوش والبحارنة وغيرهم. ونتعرف على الطبقات الاجتماعية المختلفة؛ التجار والخدم والعبيد وبيع العبيد. والوضع السياسي داخل البلد من تناحر القبائل والحرب مع الإمامة، والعلاقات الدولية والتحالفات مع الإنجليز والهنود. كما ألمحت في حديثها عن تعليم الفتيات الذي يقتصر على حفظ القرآن فقط دون تعليمهم الكتابة. "تعليم الفتيات الكتابة إيذان بفضيحة".

    "الجهل أشد الضعف، يقول أبي، ينخر الأمم من داخلها كجيش من الرمة، ثم يجعلها تتهاوى عند أبسط لمسة من العدو".

    الرواية منسوجة بأصوات شخوصها المتعددة، حيث استخدمت الروائية بشرى خلفان تقنية "تعدد الأصوات"، فكل شخصية تشرد لنا أحداث الرواية من زاويتها، فنتعرف عليها عن قرب وتروي لنا الحدث من جهتها وتضيف عليه أكثر ليكتمل نسيج الحكاية. واستطاعت "خلفان" أن تحكم سيطرتها على الأحداث رغم كثرة الشخصيات فلا تتوه ولا تتشتت.. بل تشعر أنك تتفرج على فيلم سينمائي متقن الأحداث والتفاصيل.. لم نكن نقرأ فقط بل كنا نشاهد كل شيء نشعر بالروائح بدءا من رائحة الجوع التي تملأ المدينة وكأن البطولة للجوع وحده. مرورًا برائحة البحر الذي يشاركه البطولة طوال سير أحداث الرواية، ورائحة الموت الذي يغيّب نساء المدينة أثناء الولادة أو يغيبهم المرض والجوع، وانتهاءً برائحة الزعفران والصندل والياسمين والأقمشة. وتجعلك تتساءل إذا كان هذا هو حال مسقط العاصمة، فكيف هو الحال بغيرها من المدن والقرى؟

    "دلشاد" جاءت قريبة من النفس رغم الوجع والأسى، لتنوع حكاياتها الشعبية المطعمة بلهجة بلوشية أو سواحلية، فتشعر أنها تأخذك لعمق حارات مسقط وتقترب من أصوات الناس ، كنت أراها إضافة جميلة رغم أن البعض اعتبرها عيباً وبحاجة لشروح في الهوامش. ولكن السياق كان كفيلا بإيضاح معظم معانيها. لأنك تندمج مع هذه الرواية وأحداثها التاريخية التي تجيء منسابة مع أحداث الحكاية، وهذه ميزة أعجبتني في الرواية، حيث إنك تشعر أن التاريخ يذوب مع حياة الناس وتعاملاتهم اليومية، فليست هي رواية تاريخية كما يُقال عنها.

    الجوع في هذه الرواية ليس الجوع للأكل والمال فقط.. هو الجوع للحب، للعائلة، للدفء، للأمان والاستقرار.. هو الجوع لكل شيء وأي شيء يمكن أن يفتقده إنسان ما.. لكل منا جوعه الخاص ووجعه الخاص؛ فالجوع والوجع توءمان لا يفترقان.

    "قاسٍ هو الجوع، قاسٍ وقبيح، ومثلي يقف عاريًا بلا أب".

    "الفقر يقتل الكرامة أول ما يقتل، وينزع حرية الإنسان، ويقيّده للآخر بحبل من المعروف والمذلة"؟

    وعلى الرغم من كل هذه المآسي، والفقد والحروب وما خلفته من دمار ووجع، لم تُغفل الرواية الحديث عن الحب والعشق.

    "كانت أول مرة أسمع عن هذا المرض الذي يسمى العشق، في تلك اللحظة ظننته لعنة، لكنها قالت إنه يصيب الفتيات المحظوظات فقط، والمحظوظات أكثر يُصبن به مرتين". ورغم كثرة الحكايات والسرد المشوّق الجاذب، تصدمنا الرواية بنهاية مفتوحة لا تُشبع فضولنا لمعرفة ما حدث حول شخوص الرواية الثلاثة التي تمثل الأجيال المختلفة التي عاشت ي مسقط تلك الفترة؛ دلشاد وابنته مريم، وحفيدته فريدة. هل تعمّدت الروائية ذلك لتوهمنا أن الشبع قادم وأنها ربما تعمل على جزء ثانٍ..؟ لا أعتقد.

    "من عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم، مثل المرض، ولا يمكن لأي شبع أن يشفيك منه".

    بشرى خلفان، كاتبة وروائية وشاعرة وناشطة ثقافية عمانية. و"دلشاد" صادرة عن منشورات تكوين ووصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر العالمية للرواية العربية عام 2022.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    دلشاد: سيرة الجوع والشبع، والكسل.

    تخيل معي عزيزي القارئ أن الرواية كسفينة بحرية، قُبطان السفينة كاتبتها، والشخصيات هم البحارة والعاملين، ونحن المُسافرين على متن هذه السفينة القراء، فماذا تنتظر من هذه الرحلة؟

    ننتظر المُتعة، ونتتظر حبكة لقصص من زمن فات وولى، وننتظر أن نرى شخصيات من لحم ودم، قرارتها منطقية، أو حتى لا منطقية ولكن مُبررة، فأولاً وأخيراً، نحن بشر، لا يُميزنا إتخاذ القرارت المنطقية دائماً.

    فتبدأ الرحلة/ الحكاية، بتوافد البحارة، ونعرف نشأتهم، من والدي "دلشاد"، حتى أحفاده، -فستشعر حتماً أنها رواية أجيال، ولكنها مُتعددة الأصوات-، رمت الكاتبة من فوق السفينة في بداية الرحلة الكثير من الشخصيات، قتل، قتل، قتل، وجدت أنه في أقل من رُبع الكتاب مات العديد من الشخصيات، وتلك سمة هامة، الكاتبة شجاعة في قتل شخصياتها، وإلى منتصف الرواية، كان يُمكن بلع الأحداث ولامنطقيتها، حتى وصلنا إلى النصف الثاني من الأحداث، وكُنا بانتظار شيء أكبر من ذلك، ولكنه كان أقل من مستوى النصف الأول! فجأة أختفت شخصيات هامة على مستوى الأحداث، تذرع السفينة بحثاً عنها ولكنك لا تجدها، تنهل الصفحات، كيف لشخصية هامة، أن تختفي أكثر من ثُلث الرواية؟ بدون تطور لها أو أي شيء من هذا القبيل، هكذا اختفت وستظهر في النهاية فجأة كما اختفت! حتى النهاية التي نكتشف أن هذا الكتاب هو جزء أول من حكاية، وما زال هناك جزء ثان، إذاً لماذا لم يتم التنويه على غُلاف الكتاب، أو بداخله، أو في أي مكان؟

    بعدما أنهيت الرواية وجدت نفسي غاضباً، ليس لأن الرواية سيئة إلى درجة الغصب، ولكن لأن الإمكانيات المُتاحة للكاتبة، كانت تعد برواية أكثر من جيدة، رواية ستقف عندها كثيراً، لُغة الكاتبة رائعة، سرد الأحداث كان رشيق يجعلك تطير في القراءة، حتى الفكرة كانت لا بأس بها، ولكن الشخصيات تاهوا في كُل تلك الحكايات، أحياناً كانت تظهر شخصيات ثانوية من العدم وتختفي مرة أخرى، وذلك بالطبع جعلك تتذكر الشخصيات الأساسية الذي لم يتعدوا عدد أصابع اليد الواحدة، لأن الشخصيات الثانوية كانت مُهلهلة، وفارغة، فقط وجدودا من أجل سد هذا الفراغ الكبير في الأحداث، ولم يفعلوا!

    إذاً لماذا تقترب الرواية من حاجز الخمسمائة صفحة إذا كُنا لن نستطيع أن نكتب حبكة مُتماسكة وشخصيات جيدة؟

    أعرف أن الغرض من الرواية هو الحكي، الحكي والقصص المُختلفة، وتقلبات الجوع والشبع، ولا أنكر أن هذا الجانب مُمتع وشيق، ولكن، الكسل، جعل الرواية تقع في فُخوخ عديدة، رغم أن لغة الكاتبة جميلة، ولكن أين حواشي الكلمات الغريبة علينا؟ باللغات البلوشية والفارسية والله وحده يعلم كم لغة كانت بداخل الرواية ولم نرى لها أي ترجمة في الحواشي؟ أين التواريخ والترتيب الزمني للأحداث؟ طالما جعلت الحرب العالمية الثانية وما قبلها أحداث خلفية، بل وتدخلت بشكل سافر في المنتصف الثاني من الأحداث، فلماذا لا نُرتب الأحداث زمنياً؟ بذكر التاريخ قبل كُل فصل أو حتى قبل كُل عدة فصول؟ بسبب الكسل بكل تأكيد.

    لا تدع كلماتي تؤثر عليك، رُبما الرواية ليست بهذا السوء، ولكني غاضب، لأن الرواية كان بإمكانها أن تكون أفضل من ذلك بكثير، حتى كجزء أول مُستقل، ولأنني توقعت الكثير من الرواية، ولم أجد، وليس فقط بسبب الحماسة، بسبب أنني فعلاً في المنتصف الأول قد جذبتني الرواية، وتوقعت أننا نتجه إلى الأعلى، وليس إلى الأسفل.

    الرواية تحكي عن أحداث مهمة، وكانت مثل النقطة العمياء بالنسبة لي، عُمان قبل إكتشاف النفط، الجوع الذي أكل العديد من أهلها في مسقط ونواحيها، وهذه الجزئية هي أفضل جزء في الرواية بالنسبة لي.

    ختاماً،

    رواية مُمتعة، كان يُمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير، ولكن كان للكسل كلاماً آخر، ورغم كلامي الغاضب، أعتقد أن سأحب أن أقرأ للكاتبة مرة أخرى.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    #رحلات2022

    #دلشاد_سيرة_الجوع_والشبع

    "دلشاد... محاولات النجاة بين الجوع والحرب"

    تبقى الحرب هي مأساة الإنسان الأولى، فحيث تكون الحرب يكون الجوع، وحيث يكون الجوع تنهار القيم الإنسانية، ويصبح الهدف الأول للإنسان هو فقط النجاة بروحه من فك جوع يفترسه

    وفي"دلشاد" كانت الحكاية كاملة، ففي رواية متعددة الأصوات والراوة تأخذنا الكاتبة في رحلة تاريخية إلى"مسقط" العمانية أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، نتعرف على المدينة الساحلية التي قدر لها أن تزرح تحت وطأة الفقر والجوع المستمر طوال فترة الحرب، التي لايملك العماني فيها ناقةً ولا جمل، ولكنه يدفع الثمن الباهظ على أي حال

    نتعرف عبر الرواية وأبطالها على ملامح المجتمع العماني في تلك الفترة، فعلي لسان"دلشاد" نعيش مأساة وباء الكواليرا الذي فتك بمجموعة كبيرة من أهل البلدة وسط وضع صحي متردي للغاية، تأثير ذلك على "دلشاد" وعودته لكنف أهله بالتبني، كما نتعرف على أبرز العادات الإجتماعية خاصة في الزواج والمصاهرةـ ف بزواج دلشاد بدأت حكاية جديدة بطلتها"مريم"

    ومع "مريم" كانت المحاولة الجديدة للنجاة، ففي بيت دولما بدأت رحلة مريم، التي بدأتها طفلة ضحى بها أبوها في محاولته الأخيرة للحفاظ على حياتها، تتلمس مريم خطواتها المتعثرة في بيت جديد ومستقبل غامض، تكبر مريم وتكبر معها أحلامها حتى كان المنعطف الأكبر في حياتها برحيل الزوج وإختفاء الأب من قبله، تخطو مريم نحو المجهول حاملةَ قرة العين"فريدة"

    عبر أصوات متعددة نقشت الكاتبة حكايتها كاملةً، نتعرف مع الأبطال على الوضع الإقتصادي ل"عمان"، أبرز الإتفاقيات الإقتصادية والمعاملات المنظمة للجميع، طرق السفر والتجارة، العادات الإجتماعية المتعلقة بالمرأة خاصةً في مجتمع منغلق للغاية على نفسه ولا يقبل أي محاولات للتجديد

    نسجت الكاتبة ببراعة حكايتها، استطاعت عبر تعدد الأصوات رسم كل شخصية بما يناسبها، توضيح المعاناة الشخصية ونفسية كل منهم، توصيل الحكاية من زاوية مختلفة في كل مرة، رغم تعدد الشخصيات وظهورها المفاجئ إلا أن متعتي كانت كاملةً مع كل حكاية على لسان الشخصية الجديدة

    كما كانت اللغة سلسلة رغم وجود بعض المرادفات العامية بدون فواصل ترجمة، ولكني بشكل ما لم أجد صعوبة في إكمال النص الأدبي، كان تصوير المشاهد عذباً للغاية، فكأنني أستمع إلى صوت الموج يتكسر على الشاطئ، أشم ريح البحر مع عبداللطيف في الأمسيات، أحس بوجيب قلب مريم في إنتظاره، أتلهف على خبر من دلشاد

    رواية تاريخية إجتماعية، راقت لي وبشدة، رغم النهاية المفتوحة

    #الكتاب_رقم33

    #روايات_البوكر

    #قراءات_رمضان

    #قراءات_تطبيق_أبجد

    33/120

    3-ابريل

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    دلشاد، سيرة الجوع والشبع...

    في البداية أنا متحيزة بشكل كبير للروايات التي كهذه، تحكي عن المجتمعات البشرية الأصيلة. تأسرني، تخطفني بتفاصيلها، وهذا امرٌ أجادت بشرى صنعه هنا، فقد حملتنا في رحلة عبر الزمان والمكان وحطت بنا في عُمان، أيام الحرب العالمية الثانية. رأينا بين كلماتها حارات مسقط، رأينا خيام الجوعى، ورأينا أخلاط البشر المختلفة، عربهم وعجمهم، بلوشهم وهنودهم، رأينا كيف يتكلمون وكيف يعيشون، كيف يحبون وكيف يسخطون، وكيف يختبرهم الجوع فيخرج اقسى مافي بعضهم، وأرق مافي بعضهم الآخر.

    كل ذلك نراه في حكاية دلشاد. الذي نراه في بداية الحكاية طفلاً مهملاً وضيع النسب، لطيف المعشر باسماً رغم ذلك. دلشاد الذي تموت أمه فينتقل للعيش مع ما حليمة، البلوشية، وعائلتها. دلشاد الذي يوجد في أغلب فصول الرواية غائباً، في شوق ابنته، في أحلامها وتساؤلاتها، في توقها الدؤوب لتعرف ان كان تخلى عنها، أو ان كان قد مات، او لا زال حياً.

    الأصوات المتعددة التي نقرأ الرواية من خلالها بديعة ومتقنة النسيج. فرغم أن الخط الزمني للرواية ليس خطياً تماماً (حيث تكثر الحركات الصغيرة للخلف والأمام كلما انتقلنا من راوٍ لآخر) إلا أن بشرى عرفت كيف تجعل شخصياتها تتلقف الحكي من واحدةٍ إلى أخرى بسلاسة، وجعلت شخوصها تغطي الحدث الواحد من أكثر من وجهة نظر دون أن نشعر بتكرار وصف الأحداث، فكل شخصيةٍ تروي الحدث ترويه من وجهة نظرها وتضيف عناصر تتكامل مع رواية الشخصية الأخرى.

    والنقطة الأخيرة التي تعني لي كثيراً في أدبٍ عربيٍ أصبح يسوق نفسه بالابتذال: الرواية نظيفة. فرغم الحديث عن اللقطاء، والأطماع في فتياتٍ يتيمات، والهواجس المختلفة التي فرضتها طبيعة الزمان والمكان، إلا أن الكاتبة نجحت تماماً في رواية الأحداث دون أن تجرح عين القارئ بتفاصيل مبتذلة، فأشارت ولمحت واختصرت وتركت سردها بهياً، غنياً، مكتملاً، خالياً من البهارات الأدبية الرخيصة وما اصبح بعض الكتاب يتفاخرون به من "كسر للتابوهات".

    اوصي بها وبشدة. وانتظر بشوق، الجزء التالي، كتاب الشبع.

    اوه، نعم، كل هذا ليس الا الجزء الأول، كتاب الجوع. واتمنى ان لا يطول انتظارنا لنقرأ كتاب الشبع!

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    الرواية وصلت للقائمة القصيرة لجائزة بوكر 2022 وبناء على رأي العديد من القراء أنها تستحق الفوز، بدأتها وأنا لا أعرف شيئا عن قصتها.

    "دلشاد" عنوان غريب لم أعرف أي لغة هذه؟ لاحقا سنعرف انه اسم بلغة "البلوش" أُطلق على بطل الرواية.

    من خلال "دلشاد" وأقاربه وأصدقائهم وجيرانهم سنتعرف على "عمان" مختلفة عن زمننا الحالي في الفترة من الحرب العالمية الأولى للثانية وما بعدها، أهلها وسكانها؛ عاداتهم وطبقاتهم الاجتماعية والفروقات بينهم.

    لم تكن الرواية سهلة، مصطلحات وأسماء ولهجات وأعراق متعددة ألجأتني لجوجل أكثر من مرة، وفي بعض الأحيان كنت أفهم من السياق أو أتجاهل ما لم أفهمه إن رأيته غير مهم.

    لم يكن هذا السبب هو الوحيد لصعوبة الرواية، لكن كثرة الشخصيات وحكاياتها، اتبعت الكاتبة أسلوب "الراوي" فكل شخصية تروي حكايتها والأحداث من وجهة نظرها في فصل معنون باسمها؛ وهذا أسلوب محبب للكثيرين وأنا منهم، لكن في النصف الثاني من الكتاب ازدادت الشخصيات فبالتالي تباعدت الفصول التي تتكلم عن نفس الشخصية لدرجة تداخلها في ذهن القارئ أو نسيانها بالكلية.

    لم يكن "دلشاد" هو بطل الرواية في رأيي، بل "مريم" التي كانت محور الأحداث والحكي على لسان باقي الشخصيات، "مريم" التي استحوذت على ما يعادل نصف الرواية بطفولتها وشبابها وتطور شخصيتها من الطفلة البريئة إلى التاجرة الحاذقة.

    جاءت اللغة سلسلة وجميلة طعمتها الكاتبة بلهجات ولغات متعددة أعطت لها نكهة خاصة وإن أتعبتني في فهمها والتجاوب معها، كما جاء السرد سلسلا غير ممل في معظم الكتاب وينبئ بحكاءة مميزة، أما الحبكة والأحداث فشابتها بعض اللامنطقية وطالها البتر في العديد من المواضع وألقت تساؤلات عديدة تحمل كلمتي "كيف هذا؟!"

    وفي النهاية، سنكتشف أن هذا هو الجزء الأول "الجوع" ويليه "الشبع" في جزء ثانٍ. وإجمالا، الرواية لطيفة، محيرة، يجب قراءتها وحدها دون شريك من كتب أخرى كيلا يضيع القارئ بين الشخصيات والأحداث وينساها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    رواية دلشاد رواية غنية بالتفاصيل والأحداث والأماكن، رواية متعددة الأصوات فكل شخصية تسرد حدث ما من وجهة نظرها أو تكمل حدث ما وتضيف عليه، فلذا لا توجد شخصية معينة تستفرد بالصفحات والأحداث ، حتى دلشاد حامل أسم الرواية حضوره في أحداث الرواية معادل لحضور بعض الشخصيات أو حتى أقل، وأحيانا بعض الشخصيات تطهر بشكل سريع وتختفي لتكمل حدث سابق ولا يصبح لحضورها داعي ، من هنا يصبح هذا التعدد الصوتي مهم ومفيد في استيعاب الأحداث وفي دفع الحدث للأمام وكذلك أن هذه التقنية تدفع الملل عن القارئ وتجره للمشاركة، ولكنها من جهة أخرى قد توقع القارئ بالضياع بسبب كثرت الشخوص وكذلك أن تواجد بعض الأصوات لم يكن لها داعي وكان بالإمكان الاستغناء عنها.

    اللغة في الرواية جدا جميلة بالرغم من اختلاطها مع لغة أعجمية بعض الأحيان من باب الواقعية وتقريب الحدث إلا أن ذلك لم يفقد اللغة بالرواية شيء من متعتها والانصهار بأحرفها. كذلك استيعاب المرحلة التاريخية والاجتماعية وأثر ذلك على الشخوص كان ملفت ومثير في تطور الأحداث والشخصيات. بالتأكيد تفاجأت بأن الرواية مرتبطة بجزء ثاني وهذا ما أزعجني بعض الشيء وخاصة أني ألتهمت الرواية بشكل سريع لمعرفة أحداثها ، ولكن في ذات الوقت أسعدني لأن من ناحية سألتقي مع شخوص الرواية من جديد ومعرفة مصيرهم ، ومن ناحية من الجميل أن نلتقي مع الكاتبة في مرحلة أخرى من تأريخ عمان.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الجوع ليس فقط خواء البطن.

    رحلة شاقة للاكتفاء والستر تخوضها مريم بنت دلشاد من فاقة حارة لوغان حتى ترف بيت لوماه حيث جربت امتلاء البطن فأدركت أنواع أخرى من الجوع.. جوع الروح، جوع الدفء، وجوع العلم.

    قد تحتار إذا كان دلشاد آثمًا في حق ابنته عندما تركها في بيت لوماه، أو منقذًا؟

    عبر رحلتها مضت مريم من اليأس إلى الأمل، ثم إلى حواف اليأس مرة أخرى.. لكن ذاك الفعل الذي أقدم عليه دلشاد بدافع حماية ابنته وكفايتها فتح آفاقها على عوالم أوسع من خيم لوغان، فخاضت الحياة وجرّبتها وانتزعت منها شجاعة وجرأة لتقف حائلًا بين اليأس وابنتها.. فارتحلت معها بين المقاطعات لتعلمها، خرجت إلى السوق تاجرة صاحبة دكان رغم رفض الرجال لتكفيها، ونجحت في التسلل بين قلوب الأغراب وفتح ممرات الود حتى إغلاق أبواب الفضول.

    أصوات عديدة في الرواية لم أشعر في تعاقبها أي التباس لأن لكل منها قصة مميزة وتفاصيل فريدة، تشترك في الجوع والضياع، تبحث كل منها عن مستقرٍ بطريقتها الخاصة.

    دلشاد والهروب من إثمه، قصص سنجور جمعة، فردوس وخواء الوحدة، عبد اللطيف وازدواج معاييره، عقدة حميد بن عبد الله، ناصر بن صالح وملاحقة أمه، جنون حسن لبن، علم قاسم وعشقه، وآخرون سحرتني تفاصيلهم…

    الرواية قوية ومتناغمة، لغتها بليغة قوية، تتسق مع الشخصيات رغم ذلك.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية جدًا ممتعة وأسلوب شيق يجعلك وكأنك تعيش مع شخصيات الرواية…الا أنني تمنيت على الكاتبة لو انها شرحت بعض المصطلحات التي قد لا يعرفها إلا أهل عُمان مثل ( الدعن -تغطية أنفي و فمي بالليسو -أنشد النساء الجلوة-لا أخرج منها إلا إلى الكنيف-أو دعها بطن المندوس..الخ من المصطلحات الشعبية والتي بالنسبة لي لم تفسد متعتي بالقراءة إلا ان معرفة تلك المصطلحات سوف يضيف للقارئ مجال أكثر وهو يرسم صورة المشاهد في مخيلته.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية جميلة ورائعة جدا

    استمتعت بها كثيرا

    اعجبت بواقعيتها، بتقلبات الأحداث فيها.

    اعجبت بتصويرها للأحوال التي كانت عليها عمان في اوائل القرن الماضي، والتداخل السكاني بين العرب والهنود والبلوش، وأثر السيطرة البريطانية على البلاد، وتأثير الحرب العالمية الثانية حتى دولة نائية عن الصراع مثل عمان.

    رواية جميلة ورائعة، ومتشوق لقراءة الجزء الثاني

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    هل لأننا ذقنا الشبع ,,لا نحتمل استمرارية احداث تدور حول تفكير الانسان وإحتياجاته الاساسية من طعام ومأوى ورغبه ومن أن يبقى على قيد الحياه!! اتوق الى تحولات حياة فريدة ،،هل توسع افق احتياجها وجماليات الحياه بنظرها! ام اننا الى عصرنا ورغم انفتاح كل شيء لا زلنا في الدائرة الضيقه ذاتها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    الرواية تتحدث عن الجوع وسيرته لكنها عكس الجوع تماما، مشبعة بالحكايات، والألوان والأسئلة، حقبة تاريخية هامة جدا ورواية ثرية بتقنياتها السردية وأبرزها تقنية تعدد الأصوات، أنجذب إلى هذه التقنية منذ أن قرأت رواية تبكي الأرض يضحك زحل_عبدالعزيز الفارسي رحمه الله

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    ان ستيني اعمل قصت هيه نيد القات بدات القصه عمن وحد يا سير ال المدينه المكرمه يشتي يا يحق نسين ندي السمه اسمه يحي واق افنينه قتلهوقلهم ‏ادعي لكم كل الفلوس بس تبطلو القتل و بس

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    حبيت الكتاب مره بس في شيء ماعجبني لا وهو تسميه شخصية بعبدالرسول وهو شيء لايجوز في ديننا الاسلامي بس بعيدا عن الاسم الكتاب يجنن❤️👍

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ممتازة

    اعتقد ان رواية دلشاد هتكون رقم واحد في جائزة البوكر للقائمة القصيرة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    لن تترك هذه الرواية حتى تنهيها في جلسة واحدة.. ننتظر إضافة الجزء الثاني

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    لم استطع الخروج من هذه الروايه سالما. مبدعه هذه الكاتبة في حياكة الآلام

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    اجمل ما ستقرأه في بقية عمرك

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية ساحرة، في إنتظار ج2

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق