دلشاد : سيرة الجوع والشبع > مراجعات رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

دلشاد : سيرة الجوع والشبع - بشرى خلفان
تحميل الكتاب

دلشاد : سيرة الجوع والشبع

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

دلشاد: سيرة الجوع والشبع، والكسل.

تخيل معي عزيزي القارئ أن الرواية كسفينة بحرية، قُبطان السفينة كاتبتها، والشخصيات هم البحارة والعاملين، ونحن المُسافرين على متن هذه السفينة القراء، فماذا تنتظر من هذه الرحلة؟

ننتظر المُتعة، ونتتظر حبكة لقصص من زمن فات وولى، وننتظر أن نرى شخصيات من لحم ودم، قرارتها منطقية، أو حتى لا منطقية ولكن مُبررة، فأولاً وأخيراً، نحن بشر، لا يُميزنا إتخاذ القرارت المنطقية دائماً.

فتبدأ الرحلة/ الحكاية، بتوافد البحارة، ونعرف نشأتهم، من والدي "دلشاد"، حتى أحفاده، -فستشعر حتماً أنها رواية أجيال، ولكنها مُتعددة الأصوات-، رمت الكاتبة من فوق السفينة في بداية الرحلة الكثير من الشخصيات، قتل، قتل، قتل، وجدت أنه في أقل من رُبع الكتاب مات العديد من الشخصيات، وتلك سمة هامة، الكاتبة شجاعة في قتل شخصياتها، وإلى منتصف الرواية، كان يُمكن بلع الأحداث ولامنطقيتها، حتى وصلنا إلى النصف الثاني من الأحداث، وكُنا بانتظار شيء أكبر من ذلك، ولكنه كان أقل من مستوى النصف الأول! فجأة أختفت شخصيات هامة على مستوى الأحداث، تذرع السفينة بحثاً عنها ولكنك لا تجدها، تنهل الصفحات، كيف لشخصية هامة، أن تختفي أكثر من ثُلث الرواية؟ بدون تطور لها أو أي شيء من هذا القبيل، هكذا اختفت وستظهر في النهاية فجأة كما اختفت! حتى النهاية التي نكتشف أن هذا الكتاب هو جزء أول من حكاية، وما زال هناك جزء ثان، إذاً لماذا لم يتم التنويه على غُلاف الكتاب، أو بداخله، أو في أي مكان؟

بعدما أنهيت الرواية وجدت نفسي غاضباً، ليس لأن الرواية سيئة إلى درجة الغصب، ولكن لأن الإمكانيات المُتاحة للكاتبة، كانت تعد برواية أكثر من جيدة، رواية ستقف عندها كثيراً، لُغة الكاتبة رائعة، سرد الأحداث كان رشيق يجعلك تطير في القراءة، حتى الفكرة كانت لا بأس بها، ولكن الشخصيات تاهوا في كُل تلك الحكايات، أحياناً كانت تظهر شخصيات ثانوية من العدم وتختفي مرة أخرى، وذلك بالطبع جعلك تتذكر الشخصيات الأساسية الذي لم يتعدوا عدد أصابع اليد الواحدة، لأن الشخصيات الثانوية كانت مُهلهلة، وفارغة، فقط وجدودا من أجل سد هذا الفراغ الكبير في الأحداث، ولم يفعلوا!

إذاً لماذا تقترب الرواية من حاجز الخمسمائة صفحة إذا كُنا لن نستطيع أن نكتب حبكة مُتماسكة وشخصيات جيدة؟

أعرف أن الغرض من الرواية هو الحكي، الحكي والقصص المُختلفة، وتقلبات الجوع والشبع، ولا أنكر أن هذا الجانب مُمتع وشيق، ولكن، الكسل، جعل الرواية تقع في فُخوخ عديدة، رغم أن لغة الكاتبة جميلة، ولكن أين حواشي الكلمات الغريبة علينا؟ باللغات البلوشية والفارسية والله وحده يعلم كم لغة كانت بداخل الرواية ولم نرى لها أي ترجمة في الحواشي؟ أين التواريخ والترتيب الزمني للأحداث؟ طالما جعلت الحرب العالمية الثانية وما قبلها أحداث خلفية، بل وتدخلت بشكل سافر في المنتصف الثاني من الأحداث، فلماذا لا نُرتب الأحداث زمنياً؟ بذكر التاريخ قبل كُل فصل أو حتى قبل كُل عدة فصول؟ بسبب الكسل بكل تأكيد.

لا تدع كلماتي تؤثر عليك، رُبما الرواية ليست بهذا السوء، ولكني غاضب، لأن الرواية كان بإمكانها أن تكون أفضل من ذلك بكثير، حتى كجزء أول مُستقل، ولأنني توقعت الكثير من الرواية، ولم أجد، وليس فقط بسبب الحماسة، بسبب أنني فعلاً في المنتصف الأول قد جذبتني الرواية، وتوقعت أننا نتجه إلى الأعلى، وليس إلى الأسفل.

الرواية تحكي عن أحداث مهمة، وكانت مثل النقطة العمياء بالنسبة لي، عُمان قبل إكتشاف النفط، الجوع الذي أكل العديد من أهلها في مسقط ونواحيها، وهذه الجزئية هي أفضل جزء في الرواية بالنسبة لي.

ختاماً،

رواية مُمتعة، كان يُمكن أن تكون أفضل من ذلك بكثير، ولكن كان للكسل كلاماً آخر، ورغم كلامي الغاضب، أعتقد أن سأحب أن أقرأ للكاتبة مرة أخرى.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق