دلشاد : سيرة الجوع والشبع > مراجعات رواية دلشاد : سيرة الجوع والشبع > مراجعة Salma.Ahmed

دلشاد : سيرة الجوع والشبع - بشرى خلفان
تحميل الكتاب

دلشاد : سيرة الجوع والشبع

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

قرأت هذه الرواية ليلة أمس،في غضون خمس ساعات متواصلة،او أكثر قليلًا ،فقد جذبتني وشدتني أحداثها،بقوة مذ بدايتها،فلم أشعر إلا وأنا أنتهي من قراءتها كاملة،وسوف يأتي الحديث عن النهاية الصادمة لاحقًا.

ذهبت مع قلم "بشرى خلفان" إلى مسقط التي اكتشفت أنني اجهلها، والتي لم يحدثني عنها لا معلمة الجغرافيا، ولا أستاذ التاريخ عندما كنت صغيرة بالمدرسة،ولم يخبراني أن هذه البقعة من العالم مرضت بالجوع والألم إلى هذا الحد،وأن جيل النفط جاء بعد ويلات الحروب،والتشرذم الذي عانى منه أجدادهم

أخلع نظارة القراءة خاصتي، واجلس القرفصاء مع ضوء شحيح، نكاية في الترف الذي استكثرته على نفسي، والذي شعرت انه يتنافى مع ما اورثته كلمات "بشرى" داخل روحي، من ألم، وأذوب في صحراء مسقط و لهيب حكايات اهلها الموجعة.

تحكي الرواية عن سيرة العاصمة العمانية مسقط وماضيها المقفر الحزين وتاريخها البائس وذكرياتها المؤلمة، وتعدد الهوية فيها، والموت الذي مع الوقت يصبح عاديًا، وأن الكثير من الأبناء كانوا بلا أباء، ولا أمهات فقد غيبهم الموت، إما جوعًا أو مرضًا في تلك المدنية التي خاضت الحروب والجوع والوجع والتي تمنيت أن تكون الكاتبة قد بالغت في وصفها

بداية العنوان

"دلشاد- سيرة الجوع والشبع"

ودلشاد معناها كما ورد في الرواية،صاحب القلب السعيد

وهو اسم بطلها، الذي كان يضحك..يضحك دائما ربما

نكاية في الألم،والجوع،فكانت كلما اتسعت، وعلت ضحكته، كلما اتسع قلبه واستطاع أن يتعالى على الألم،وأن يكبح شهوة الجوع داخله،فإذا ما ابتلي الإنسان بالفقر المدقع، عليه أن يعلم أنه ابتلي معه ببلاء القسمة في كل شيئ،وليس الطعام فقط، وأنه لن يأخذ النصيب الأكبر، إلا في رغيف الوجع، وكي لا يموت جوعًا وألمًا، عليه أن يشبع روحه بالرضى

العنوان كان موفق في الجزء الأول منه وهو "دلشاد" أما بقية اسم الرواية،فلم يعجبني،فعادة شرح المعنى،يفسد التأويل، والمتعة

فردت الكاتبة،لكل شخصية بساط، ومساحةصوت،بلغة عذبة رقراقة، لم يفسدها سوى الكلمات الغير مفهومة الكلمات(الأوردية، العمانية، والبلوشية)، والتي لم يوضع لها هوامش كباقي الروايات التي قرأتها، والتي منحتني ثراء لغوي، كروايات "انعام كجه جي" الكاتبة العراقية وغيرها من الكتاب العرب.

أما عن الشخصيات في الرواية

فقدحظيت شخصية "دلشاد، ومريم دلشاد" بنصيب الأسد فيها، وربما بالأخص "مريم " تلك الفتاة الجميلة التي ورثت ضحكة أبيها، التي مع الوقت يعتادها الجميع بعد إنكارها والتعجب منها، بل ويفتنون بها، وورثت مريم أيضًا الجمال من امها "نور جيهان"، والتي همشت الكاتبة دورها بشكل كبير، يتنافى مع ما اورثته من جوع داخل قلب "دلشاد"

أظهرت الكاتبة دور الأمهات العظيم، اللاتي استحققن لقب ام، حتى ولو لم يكن هن الأمهات الأصلين للأبناء يظهر ذلك جليًا في شخصية "ما حليمة" التي احتضنت -دلشاد- واطعمته رغم فقرها الشديد وربته مع أبنائها

و"ما مويزي" التي راعت "مريم" في بيت لوماه الغريب عنها،الذي دخلته رغمًا عنها، عندما ظن أباها أنه يحميها من الفقر، بتواجدها هناك

أما عن الشخصيات الذكورية،فكانت ما بين شخصيات بديعة، وصفتها الكاتبة بدقة وروعة، كشخصية "قاسم" "وعبد اللطيف لوماه" وشخصيات أخرى لم يكن تواجدها إلا حشوًا زائدًا، أصاب الرواية بالترهل في بعض أجزائها

اللغة

فتنت بلغة "بشرى" حد الوله, خاصة إذا تحدثت باللغة العربية الفصحى التي تنتمي إلينا جميعًا،او بالأصح ننتمي إليها نحن ونقدسها فتقول مثلًا في مشهد يقطر عذوبة ولا يخدش الحياء:

(عندما نكون معًا داخل غرفتنا،والباب مغلق وضوء السراج ينوس على الجدران ، يركع عند قدمي يقبلها، فأصبح سيدته، ينام في حضني فأصبح امه، يسند ظهري إلى صدره فيصبح جداري ومتكئي، يرفعني فأصبح طفلته، استنشقه فيصبح هوائي.

في العلن هو سيدي، ولكن إذا أغلق علينا الباب صرت سيدته)

تقول أيضًا عن لسان "دلشاد"

(أما الأكل مع الشيخ وابنه فقد أعادني إلى الجوع ، ولكن ليس ذلك الجوع الذي ينهش البطن، بل الجوع الذي يأكل القلب)

وصفت الكاتبة الجوع بكل أشكاله فاعطته طابع فلسفي

جوع الحب

جوع الأمان

جوع الإنتماء للعائلة ويتضح لنا في النهاية أن أقل وأهون انواع الجوع، هو جوع البطن، وان فراغ البطن مع امتلاء الروح، هو غاية الشبع وأجمله

سلبيات الرواية

عدم منطقية بعض الأحداث مثل وصف الكاتبة لشخصية ما بأنها سحاقية، ثم الحديث عن أنها أحبت شخص ولم تتزوج منه وعاشت على ذكراه، ثم زواجها وإنجابها بعد ذلك، وعدم التطرق للموضوع بعدها لا من قريب ولا من بعيد وأعتقد أنه ليس من المنطق أن تكون الأحداث هكذا طبيعية، حتى من الناحية العلمية.

نسيت الكاتبة بعض الأبطال ربما سهوًا، وربما عمدًا فلم تخبرنا عن مصيرهم

ربما اعتقدت الكاتبة أن من الذكاء أن تضع نهاية مفتوحة للحكاية، لكنها بلا شك كانت نهاية صادمة وغير محبوكة أو منطقية.

واخيرًا جاء تنويه الكاتبة عن رواية جديدة، أو جزء ثان للرواية بمثابة حديث يلقى على أطفال صغار يعدهم الكبار بحكايات أخرى غدًا ،خاصة أن الرواية لم ينشر أي شئ عنها

في النهاية "بشرى خلفان" تمتلك مقومات الكاتبة القوية ،قلمها فاخر ،تحتاج فقط للتدقيق والمراجعة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق