من الأمور الجميلة في رام الله أنها مجتمع رحبٌ وشفاف، نسيجُه مسيحيٌ إسلامي، تتمازج فيه طقوس أصحاب الديانتين بشكل تلقائي بديع.
رأيت رام الله > اقتباسات من كتاب رأيت رام الله
اقتباسات من كتاب رأيت رام الله
اقتباسات ومقتطفات من كتاب رأيت رام الله أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
رأيت رام الله
اقتباسات
كن أول من يضيف اقتباس
-
هل هناك من امتحن إنسانيته الفردية؟ إنسانيته هو بالذات؟
أعلم كل شيء عن لا إنسانية وظيفته؛ إنه جندي إحتلال وهو في كل الأحوال في وضع مختلف عن وضعي، خصوصًا في هذه اللحظة. هل هو مؤهل للإنتباه إلي إنسانيتي؟ إنسانية الفلسطينين اللذين يمرون تحت ظل بندقيته اللامعة كل يوم؟.
مشاركة من المغربية -
فإذا بنا نسمعه يقول: إننا نتعرض لنكسة.
ثم يضيف أنه سيتنحى تمامًا ونهائيًا (قالها بفتح النون ولاتزال ترن في أذني هكذا: نهائيًا) عن كل مناصبه الرسمية إلخ.
قفزت فورًا من الصالة إلى الباب إلى الشارع. وجدت نفسي واحدًا من ملايين البشر الذين قفزوا في نفس اللحظة إلى عتمة الشوارع وعتمة المستقبل.
متى خرجت هذه الملايين؟ أنا خرجت بعد انتهاء الخطاب مباشرة وربما قبل انتهائه، لقد خرج الجميع في اللحظة نفسها إذا، في لحظة تكون المعرفة بما حدث لهم.
مشاركة من المغربية -
أخيراً! ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر، الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب، وثلاثين عاماً من الغربة.
كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمّة بأكملها عن أحلامها؟ أن تمنع أجيالاً بأكملها من تناول قهوتها في بيوت كانت لها؟
كيف رمتنا إلى كل هذا الصبر وكل ذلك الموت؟ كيف استطاعت أن توزعنا على المنابذ والخيام وأحزاب الوشوشة الخائفة؟
مشاركة من المغربية -
هذا الذي ولد على نهر النيل في مستشفى الدكتور شريف جوهر في القاهرة لأب فلسطيني بجواز سفر أردني وأم مصرية، لم يرى من فلسطين إلا غيابها الكامل وقصتها الكاملة.
عندما تم ترحيلي من مصر كان عمره خمسة أشهر. وعندما أحضرته رضوى معها للقاء بي في شقة مفروشة في بودابست كان عمره ثلاثة عشر شهراً. وصار يناديني:
- عمّو
أضحك وأحاول أن أصحح له الأمر:
- أنا مش عمّو يا تميم. أنا بابا .
فيناديني:
- عمّو بابا.
مشاركة من المغربية -
غمزة
غمزة من عينها في العرس
وانجن الولد!
وكأن الأهل والليل
وأكتاف الشباب المستعيذين من الأحزان بالدبكة
والعمات والخالات والمختار
صاروا لا أحد
وحده التلويح
في مندسله، يرتج كل الليل
والبنت التي خصّته بالضوء المصفى
أصبحت كل البلد
مد يمناه على آخرها
نفض المنديل مثنى وثلاثًا
ركب الجن على أكتافه ثم رماهم وانحنى
ركب الجن على ركبته ثم رماهم واعتدل
قدم ثبتها في الأرض لمحًا
ورمى الأخرى إلى الأعلى كشاكوش وأرساها وتد
كلما أوشك أن يهوي على سحجة كف
جاءه من سحبة الناي سند
يلقف العتمة كالشهوة من أعلى بروج الليل
حتى ضوء عينيها تمامًا
يعرق الصدر وشعر الصدر من ميلاته يمنى ويسرى
ثم يسري عرق الظهر عموديًا تمامًا
والقميص الأبيض المبتل حتى حزام الجلد
خلى فقرات الظهر تحصى بالعدد
غمزة أخرى ولو مت هنا
غمزة أخرى ولو طال انتظاري للأبد!
مشاركة من المغربية -
إن كتباً كثيرة يجب أن تكتب حول دور الشقيق الأكبر في العائلة الفلسطينية، منذ مراهقته يصاب بدور الأخ والأب والأم ورب الأسرة وواهب النصائح والطفل الذي يبتلى بإيثار الآخرين وعدم الاستئثار بأي شيء، الطفل الذي يعطي ولا يقتني، الطفل الذي يتفقد رعية تكبره سنًا وتصغره سنًا فيتقن الانتباه.
مشاركة من المغربية -
كل من كتب عليهم المنفى يتقاسمون الصفات ذاتها.. ففي المنافي تختل المكانة المعهودة للشخص المعروف، يصبح مجهولاً ونكرة!
الكريم يبخل، خفيف الظل ينظر ساهمًا، الشكوك التي تحوم حول حظوظ المحظوظين منهم تتحول إلى مهنة من لا مهنة له إلا مراقبة الآخرين.
كانت أوروبا التي أقمت في وسطها سنوات وتنقلت فيها شرقًا وغربًا تغص بهم، من كل بلدان العرب.. لكل منهم قصة لا أستطيع كتابتها.. وقد لا يستطيع كتابتها أحد.. هدوء المنافي وأمانها المنشود لا يتحقق كاملاً للمنفي.. الأوطان لا تغادر أجسادهم.. حتى اللحظة الأخير، لحظة الموت.
مشاركة من المغربية -
والاستبداد عند المثقفين هو الاستبداد نفسه عند السياسيين من الجانبين، جانب السلطة وجانب المعارضة. والقيادات لدى الطرفين تتقاسم الصفات ذاتها؛ الخلود في الموقع، الضيق بالنقد، وتحريم المساءلة أياً كان مصدرها، والتيقن المطلق من أنهم دائماً على حق، مبدعون، علماء، ظرفاء، مناسبون، وجديرون كما هم، حيث هم!
مشاركة من المغربية -
عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة، كحلية، أو كذكرى أو كمصحف ذهبي، أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها، ونمسح غبارها عن ياقات قمصاننا وعن خطانا المستعجلة إلى قضاء شؤوننا اليومية العابرة العادية المضجرة، عندما نتذمر من حرها وبردها ومن رتابة البقاء فيها طويلاً، عندئذ نكون قد اقتربنا منها حقًا.
ها هي الآن أمامك أيها المسافر إليها، أنظر جيدًا.
مشاركة من المغربية