أيام حي البوسطة

نبذة عن الرواية

"أطفأتِ المصباح فغرقت الغرفة في بحرِ الليل، تمددتِ على سريرك وغطيتِ جسدك بثوبك، وقريبًا من النوم وولوج عالم الأحلام أحسستِ بيدٍ تربّت على كتفك، تُزيح عنكِ ثوبكِ، تومئ لكِ أن تتبعيها، يُصبح لليد جسد وللجسد رأس وللرأس ملامح، ملامح خالد، تقبضُ اليدُ على معصمك وتجرّك نحو الغرفة القديمة، غرفتكما، أنتِ وهو، يختلطُ في وعْيِك الحلم بالحقيقة والوهم بالواقع، تدخلين الغرفة تابعةً اليَد وعينَيْها المنتشيتين، تحاولين الرفض والإباء، لكن الباب يوصد. *** النفسُ الإنسانية مثل الكرة، مهما قلّبْناها وأدرْناها يظل هناك جانبٌ غائب عنَّا، وكذلك حيواتنا، لكنّ الذاكرة تُبنى على أساس ما تراه، وتُكوّن عالمها الخاص بكامل أحاسيسه، حتى إذا استدعيناها أذاقتنا ما كانت تضمره في أدراجها، والذاكرة بطبعها منحازة تبغض الحياد. نحنُ حتمًا في حالةٍ دائمة من التذكُّر وتحت تأثيرٍ لا ينقطع مما يُنقشُ على هذا الكتاب العجيب..."