اقتباسات من رواية مدن الحليب والثلج

❞ غادر، ووجهه مشوّه بالخسارة، وبقيت أنا. ❝

‫ وأنّ الجاذبية ليست في مرآة، ولا في نظرةٍ عابرة، هي في امرأةٍ تنسلّ من ماضيها وتمضي دون خوف. امرأةٍ تمزّق الصورة التي رسمتها لها الظروف، وتعيد نحت ملامحها بصورة أبهى. امرأةٌ لم تعد تعيش على أطلال البارحة، وإنما تبني مجدها من تجربتها بكلّ آلامها. امرأةٌ لا تخشى رحيل رجلٍ، ولا تنتظر عودته. امرأةٌ تفهم أن الوجع، إن أحسنّا الإصغاء له، يرسم خارطةً نحو الحرية.

‫ هناك جرائمُ تُرتَكَب بتواطؤٍ صامت يمنحُ الجلاد الشرعية لسلطته على الضحية. حين تنكر الحماية وجود الألم، يصبحُ العالمُ بأسرهِ شريكًا في الجريمة، تمسي الحياة مسرحيّة عبثيّة، المذنب يُصفق له، والضحية تُجَرَّد من يقينها حتى تشكك في جراحها.

‫ مشهدٌ غريبٌ، خليطٌ بين الانتصار والانكسار.

‫ مشهدٌ غريبٌ، خليطٌ بين الانتصار والانكسار.

‫ مشهدٌ غريبٌ، خليطٌ بين الانتصار والانكسار.

الهوية ليست اسماً على وثيقة، ولا علماً فوق مبنى قنصلية. الهوية جذر عميق. حين يُقتلَع، لا يتبقى إلا ساقٌ ذابلٌ.

‫ الغفرانُ قوة تتطلب مساحةً من السلام، سلامٍ لا أعرف كيف أصل إليه وأنا ما زلتُ أنزفُ من جروحٍ لم تلتئم.

❞ الغربة ألّا يكون لك مقام تنتمي إليه. ❝

كم مرّةً خُدعنا بجمال الأشياء قبل أنْ نكتشف أنّها محضُ قناعٍ هشٍّ يغطي عطبًا فاسدًا في جذورها؟ كم مرّة ألقى بنا القلب في متاهاتِ وهمٍ سخيف، ظنًّا منه أنّ العطر دليل طهارة، وأنّ اللّون مؤشر للحياة؟

تعلمتُ من التجربة القاسيّة أن أنحني لطفولتها، أثق في قراراتها، وإنْ لم أستطع فهم دوافعها.

‫ هي، رغم صغر سنها، ترى ما أعجز أنا عن رؤيته، تفهم بعيني طفولتها ما لا تفهمه عيناي. أتابعها من بعيد، أراقبها كمن يخشى أن يُعيد الخطأ نفسه

كيف تكون الأم حصنًا، ثم تدرك أنها ثغرةٌ لهجمة الذئاب؟

حين ندرك أنّ هناك من يفكر فينا بطريقةٍ لا نشبهها؛ لكنها تعنينا.. نشتبه في مفهوم الحب.

❞ تحاول أن تقذفني بعيدًا عنك، فأمسك بك بقوة، ليسقط قلبي فيك بقوةٍ أكبر، أعمق، لأبعد مما تخيّلت. ❝

‫ ــ ما تعريفكِ للأمومة؟

‫ أجيب همسًا لا يُسمع:

‫ الأمومة؟

‫ الأمومة؛ أن تضعي طفلك جهةَ القلب، وتضعي بقية العالم، على وضع الطيران.

رغم كلّ شيء، رغم التعب، ورغم أوقاتٍ أبكي فيها خُفيَةً لأنني مرهقةٌ وخائفةٌ، أبتسم وأنا أراه ينمو، بإيقاعه، بعالمٍ لا يشبه عوالمنا؛ لكنّه جميل بطريقته الخاصة.

غيرَ أننّي أفقتُ سريعًا على حقيقةٍ مرّة: الأب لا يعوضه زوج، مهما كان عمره أو منزلته.

‫ وآمنتُ أنّ بعض الفقد يشبه ثقبًا لا يُردم، مهما حاولنا، تهزمنا هشاشته.

ارتداد الصدمة في الجسد، انتقام الحزن من القلب

‫ الأمومة؛ أن تضعي طفلك جهةَ القلب، وتضعي بقية العالم، على وضع الطيران. أن تكوني أول من يستيقظ على شهقة، وآخر من ينام على نبضه، وأن تتذكّري في نومكِ أنّ طفلكِ سيبكي بعد قليل، فلا تعرفين النوم أصلًا. أن تُخيطِي النهار على مقاس بكائه، أن تنسي صوتكِ لتُتقني لغته، وتُذيبِي جسدكِ كي يشتدّ عوده. أن تنجبيه بعد تسعة أشهر، وتحمليه بعدها كلّ العمر.

عالمٍ لا يعترف إلّا بالمصالح، أما الأرواح، فمجرد هامش.