اقتباسات من رواية مدن الحليب والثلج

❞ وآمنتُ أنّ بعض الفقد يشبه ثقبًا لا يُردم، ❝

❞ هناك جرائمُ تُرتَكَب بتواطؤٍ صامت يمنحُ الجلاد الشرعية لسلطته على الضحية. حين تنكر الحماية وجود الألم، يصبحُ العالمُ بأسرهِ شريكًا في الجريمة، تمسي الحياة مسرحيّة عبثيّة، المذنب يُصفق له، والضحية تُجَرَّد من يقينها حتى تشكك في جراحها. ❝

❞ أبحثُ عن أيّ شيء يجعلُ غيابه أقل وجعًا، ويجعل المسافة بيننا أقل برودة؛ لكن كلّ الأعذار نفدت، لم يبقَ سوى الغصّة، جاثمةً في حلقي، باردةً كحقيقةٍ لم أعُد قادرة على إنكارها. ❝

❞ حين تضيق الأرض، يبحث المرء عن جذوره. ❝

❞ أطفالي… أنا عالمهم، وسأصمد لأجلهم.

⁠‫وهو ــ رغم كلّ شيء ــ ما زال محور عالمي، وإن ابتلعه العالم. ❝

❞ أطفالي… أنا عالمهم، وسأصمد لأجلهم.

⁠‫وهو ــ رغم كلّ شيء ــ ما زال محور عالمي، وإن ابتلعه العالم. ❝

الزمن يسرق كلّ شيء، إلّا ما نخبّئه بصدقٍ في القلب

الزمن يسرق كلّ شيء، إلّا ما نخبّئه بصدقٍ في القلب

كلماته ليست جارحة بحدّتها، هي مؤلمة بصدقها.

كلماته ليست جارحة بحدّتها، هي مؤلمة بصدقها.

لا شيء يحدث بغتة. كلُّ ألمٍ هو امتدادٌ لوجعٍ قديم، وكلّ سقوطٍ هو تتمّةٌ لسقوطٍ سبقه. الحياة تُعِدُّنا للفقد على جرعاتٍ خفيّة، حتى لا نفزع حين يدهمنا بأكمله. تدريبات ناعمة قبل الطامة الكبرى، تشيرُ بيدها ساخرة:

‫ «تفضّلي… هذا نموذج مصغّر مما هو قادم».

أخرج،

‫ الأرض طين.

‫ أمشي وأترك أثرًا لا يتبعه أحد.

‫ أنا امرأة لا تُرى.

‫ امرأةٌ لا يتذكّرها أحد إلا حين تبكي بصوتٍ مرتفع

أخرج،

‫ الأرض طين.

‫ أمشي وأترك أثرًا لا يتبعه أحد.

‫ أنا امرأة لا تُرى.

‫ امرأةٌ لا يتذكّرها أحد إلا حين تبكي بصوتٍ مرتفع

أخرج،

‫ الأرض طين.

‫ أمشي وأترك أثرًا لا يتبعه أحد.

‫ أنا امرأة لا تُرى.

‫ امرأةٌ لا يتذكّرها أحد إلا حين تبكي بصوتٍ مرتفع

ماذا يفعل من يحاصره الخوف والخذلان؟ ماذا يفعل حين يدرك أنّ الأمانَ وهمٌ، والعدالةَ ليست سوى سرديّة محتملة لا تصدق إلّا نادرًا، يبحثُ عن مهرب، ولو كان قرصًا صغيرًا يذوبُ في الدّم كما يذوب الأمل، يسرقُ الوعي ويُطفِئ الحقيقة كما تُطفَأ الأعين حين تعجز عن مواجهة الليل.

ماذا يفعل من يحاصره الخوف والخذلان؟ ماذا يفعل حين يدرك أنّ الأمانَ وهمٌ، والعدالةَ ليست سوى سرديّة محتملة لا تصدق إلّا نادرًا، يبحثُ عن مهرب، ولو كان قرصًا صغيرًا يذوبُ في الدّم كما يذوب الأمل، يسرقُ الوعي ويُطفِئ الحقيقة كما تُطفَأ الأعين حين تعجز عن مواجهة الليل.

والشوق.. أقسى من الندم والخوف معًا، أشدّ من كلّ شيء. رأسي على الوسادة. أبكي بصمت، أرسم في رأسي وجوههم كلّ ليلة، أحاول أن أبقيهم معي دائما، أقاوم نسيانًا يبتلعني معهم»

ينهشني الخوف كلّ ليلة، يسرقُ نومي، وضحكتي. أخاف ممن حولي، وأخافُ من يدي التي تكتب، وأخافُ من أن تُكشَف كلماتي، تتعرى، تصير ضدي.

‫ حين نقرأ مذكراتِ من رحل، لا نفعل ذلك بدهاءٍ ومكر غالبًا، إننا نحاكم أنفسنا ونحن نقلبُ الصفحات، بحثًا عن خيطٍ قد فاتنا، عن صرخةٍ لم نسمعها في وقتها، عن كلماتٍ لم نقلها قبل أن يصبحَ الصمت سلاح الجريمة. نحن لا نقرأ فحسب، نحنُ نحملُ إرث الغائب على أكتافنا، نحمله كأنه عبءٌ وعقابٌ لا فكاك منه.

‫ فالحقيقة لا تموت بموت صاحبها، تبقى نابضة في حروفه.

صبرتُ، أُلجمتُ صراخًا في داخلي، وابتلعتُ الخذلان مرّة بعد مرّة، تعاطيت جرعاتٍ سامة من القهر، تجرعتها ببطء معتقدةً أنني سأنجو.

‫ وهأنذا، قد وصلت.

‫ انفجرتُ بالبكاء، كلّ الدموع التي حبستها شهورًا، ربما سنوات، انهمرت دُفعةً واحدة.