اقتباسات رضوى عاشور

❞ الأولاد أمرهم غريب يتصورون أمهم حقيبة يحملونها أينما ذهبوا. يرفعونها من هنا ويحطُّونها هناك. سبحان الله! ❝

❞ تسعين صفحة لا أكثر. قال إنه عن غزو لبنان. كيف؟ هل يمكن حكاية ما جرى في هذه الصفحات المعدودة؟ كيف يحتمل كتاب صغير أو كبير آلاف الجثث. قدر الدم. كمّ الأنقاض. الفزع. رَكْضُنَا طلبًا للحياة ونحن نتمنَّى الموت. ❝

❞ هذه هي الجنينة الأولى. (أحب الكلمة منذ وعيت أنها تصغير لكلمة جنّة) ❝

❞ قيل إن محتويات مكتبة المركز نُقلت في قافلة من الشاحنات اتجهت إلى إسرائيل، وإن خبراء انضموا إلى الضباط والجنود لفحص ما يريدون نهبه. نقلوا ما يقرب من عشرة آلاف كتاب بالعربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية، فضلًا عن مخطوطات وخرائط نادرة ووثائق، ❝

❞ تصوَّر يا أخي لو كل شخص أو مجموعة أشخاص من قرية فلسطينية دُمِّرت ونهبت أراضيها وممتلكات أهاليها رفعوا قضايا. ستنظر المحاكم في ٤١٨ قضية بحد أدنى. ولو أن أهالي القرى التي تعرضت لمجازر رفعوا قضايا فأمامنا ٢٠ مجزرة بعضها أكبر ❝

❞ رسوم ناجي العلي تعرّفنا بأنفسنا.⁠‫

‫وعندما نعرف نستطيع.⁠‫

‫ربما لذلك اغتالوه.‏ ❝

❞ يقرفص في يمين الصورة حاملًا لافتة مكتوب عليها «في ذكرى حطين». يفكِّر «لو كان صلاح الدين عايش». في يسار الصورة، حنظلة يتطلع إلى الرجال القصار السمان كبار المؤخرة، يفكِّر كانه سمع فكرة والده: «كانوا اغتالوه».‏ ❝

❞ وأخيرًا رسم ناجي أطفال الحجارة وسمّاهم قبل أن تقوم الانتفاضة وتُعرف بهذا الاسم، رسم الأطفال وهم يرمون الحجارة على المحتلين وشكَّل من الحجارة الصغيرة دبابة تواجه ❝

❞ أُحب رسوم ناجي العلي. وهي كثيرة وغنية بالمعاني وتعلِّمُنا الكثير. أحب حنظلة لأنه صار أليفًا بتكراره في الرسوم، ولأنه لسبب لا أفهمه يجعلني أفكر أنني مثله. رغم أن حنظلة حافي القدمين وبثوبه رقعة تدلّ على أنه فقير، وأنا عندي بدلًا ❝

❞ ولم ينس أن أهله يعيشون في عين الحلوة وأن الطائرات الإسرائيلية تقصف المُخَيَّم بانتظام كأن قتل الناس واجب يومي مقرر.‏ ❝

❞ تفصل بين الوليمتين ثلاثة حروب ومجزرة.⁠‫ ❝

❞ حسن هو الذي اقترح عليّ كتابة حكايتي. قلت:‏

⁠‫• ‏‏لست بكاتبة! ‏

‫قال:‏

⁠‫• ‏‏احك الحكاية، اكتبي ما رأيته وعشته وسمعته، وما تفكِّرين فيه، وإن صعُبت الكتابة احك شفاهةً وسجِّلي الكلام، بعدها ننقله على الورق. هذا مهم يا أمي، أهم مما تتخيِّلين.‏ ❝

❞ والمؤكد أن هناك رابعًا وخامسًا وسادسًا تتعلمه من الحرب، لكن دائما تتعلم وإن ورد هذا في الأول أو في الختام، أن تتحمَّل. تنتظر وتتحمَّل لأن البديل أن يختلَّ توازنك، باختصار تجنُّ.‏ ❝

❞ أحب أن أنصت لحكاياتهن حتى وإن كانت حزينة في البداية. فالحكايات دائمًا تبدأ بهناك، ما حدث حين «استحلّوا البلد وأطلعونا فشردنا إلى لبنان». تمضي الحكاية، ولا تمضي تمامًا، لأنها وهي تتقدم إلى الزمن التالي تظل ترجع وتسترجع. تتشابه الحكايات وأيضًا ❝

❞ سأحمل روحي على راحتي وأُلقي بها في مهاوي الردى‏

‫فإما حياةٌ تســر الصديـقَ وإمـا ممـاتٌ يغيـظ العـدا‏

⁠‫• ‏‏تمام تمام. احفظها يا حسن. ولا تنس الشجرة مرة أخرى، عمك ناجي بِدُّه يزعل منك لو نسيتها. ❝

❞ الخوف المُضْمَر كمياه جوفية مقيمة في الصحو والمنام، والخوف الصريح لحظة ترتج المدينة فجأة. دقائق ثم تنتبه أن البناية التي تحوَّلت إلى ركام يتصاعد منه اللهب والدخان، بصدفة غير مفهومة، هي بناية الجيران لا البناية التي تسكن أنت فيها.‏

‫حكاية غير ❝

❞ لا حقًا سوف أعرف أن أغلب نساء المُخَيَّم يحملن مفاتيح دورهن تمامًا كما كانت تفعل أمي. البعض كان يريه لي وهو يحكي عن القرية الذي جاء منها. وأحيانًا كنت ألمح طرف الحبل الذي يحيط بالرقبة وإن لم أر المفتاح. وأحيانًا ❝

❞ مثل أمي سيبقى المفتاح معلّقًا في عنقي. في الصحو والمنام. لا أخلعه حتى في الحمام. وكلما تهرأ الحبل استبدلت به حبلًا جديدًا.‏ ❝

❞ ينوِّر اللوز، يسرقُ قلوبَنا ثم يزيد، يتملَّكُها بثمره الهش المراوغ، لاذعٌ وسكَّر. لا ننتظر تخشُّبه، نمد أيدينا إلى القطوف القريبة. نتسلَّق الأغصان فنحصل على ما نريد. نأكله عن الشجر أو نحمل زوَّادةً منه في جيوبنا أونرفع أذيال الثوب نلمُّه فيها ❝

❞ نسمِّي العشب في بلادنا «ربيع»، لأن الربيع حين يدور العام ويَحِلُّ موعده، يكسو به التلال والوديان. طبقاتٌ وصنوفٌ وطوائف من اللون الكثيف أو الخشن أو العميق أو الهشّ أو الناعم أو الحَيِيّ الخفيف، وكلُّها أخضر يجمح بلا قيدٍ عليه ولا ❝