اقتباسات أحمد خالد توفيق

السبب مهم جدًّا فى الريف ؛ لأن كل القرية ــ بلا مبالغة ــ تخرج لمراقبتك فى شـك .. الكل يشعر بحق إلهـى فـى التدخل فيما لا يعنيـه .. فجأة صارت للإنسان مهمة واحدة فى الحيـاة هـى معرفـة ماذا تريـد .. لم يعد أحـد يأكـل أو يشرب أو يعمل ولـم تعد هنـاك همـوم أو مشاكـل ما عــداك ..

إن القهـوة تقتبس دومًا جزءًا من رائحة اللهب الـذى تعد عليه ، لهذا الشاى تناسبه ( السبرتاية ) بينما القهوة يناسبها مصباح ( بنزن ) ..

إن كـل حــلاق يفهم سياسة الدولـة خيرًا من أى سياسى محترم ولديه حلول اقتصادية لم يتوصل لها صندوق النقد الدولى بعد ، كما أنه ناقد سينمائى وزير نساء وخبير فى الانشطار النووى لو لزم الأمر

لا تعرف أبـدًا متى كـان الناس ( كما كانـوا ) .. فلا بد أنهـا كانـت تعيش فـى العصر الباليوزى Paleozoic ، حين كان الناس على خلق ولا يخدعون أحـدًا .. لسبب بسيط هو أنه لم يكن هناك ناس فى ذلك العصر

الألم يزحـف ببـطء من وراء عظمة القص ، ليشع فى الكتف اليسرى والذراع اليسرى .. والسبب معروف .. إن ( بكر ) فـى الخامسة والأربعيـن .. السـن التـى تكف فيها الشرايين التاجية عن أداء عملها كما يجب .. لقد سـدَّت مجراها آلاف الكيلوجرامات من الدهن والتبغ والهموم وليالى الإحباط

لـم تكن مـن النسوة البلهـاوات اللاتـى يقتلن بسبب الغيرة ، ولكن لأسبـاب ماديـة ملموسـة يمكن تحويلها إلى أرقام ..

وكما يفعل الفارس الذى لا يخرج سيفە مـن غمدە إلا عند الحاجـة .. الآن يفهم كـلام شعراء العرب عـن ( جـردت نظرتهـا ) أو ( أعـادت عينيها إلى غمدها ) ..

من الخطأ أن يتكلم المرء عـن عينين قويتين .. إن ما يعطى الانطباع بالنظرة هو أشيـاء أخرى .. شكل الأهـداب .. شكل الحاجبين .. اتساع فتحة العين .. كـل هذە أشياء لا بد منها لتعرف إن كانت النظرة قوية أم لا .. أما أن تضع كرتين فى حوض زجاجى فهما ذات الكرتين لدى أى شخص آخر .. كأنك تتأمل إطار سيـارة منزوعًا ثم تحاول الكلام عن فخامة السيارة ذاتها وانسيابيتها ..

وكان الأب يقول : اخرس يا ( جان بيير ) ..

‫هذە طريقة تربوية أثبتت فعاليتها منذ الأزل .. وقلما تفشل ..

لقد عزف الناس عن محاولات التجديـد لأنهـا ( ليست مما ألفوە ) .. بينما عزفـوا عـن أفلامها التقليديـة لأنها ( مما ألفوە ) .. هناك لحظة تقرر فيهـا الجماهير فجأة أن اللعبة انتهت .. ولا أحـد يعرف متى ولا لماذا

كـان يلبس الروب القصير اللامـع وتحتە ربطة العنق ، حتى ليذكرك بالأوغـاد فى السينما المصريـة .. أعنى مـن يمثلون أدوار الأوغاد طبعًا .. الذيـن يقشرون التفاح ويصبون الشامبانيا ويخدعون الفتيات البريئات طيلة اليوم ..

معذرة لهذا الاستقبال البارد .. لكن لا تثق كثيرًا بموضوع التربيت تحت الذقن مع كلاب الدوبرمان .. أحيانًا تدعى هذە الكلاب أنك لم تفعل ..

هـم دائمًا قلقون .. منذ مائـة عام وهـم قلقون .. أحرقوا أطفالنا وقرانا ومساجدنا وما زالوا قلقين .. يملكون الطائرات والقنابل النووية والهيدروجينية والنيوترونية والأيونية وما زالـوا قلقين .. عروا نساءنا واقتحمـوا ديارنـا وما زالـوا قلقين .. لا أعرف كيف نطمئنهم على أن لا خطر منا!

لو كـان الهنـود الحمر يملكـون مدافـع وديناميـت وجيوشًا منظمة لظلـوا أحياء .. ولربما طردوا الغزاة الأوروبيين كذلك .. لقد صدقوا مقولة ( إن الشجاعة تكفى ) .. لكنهم لم يعرفوا أن ( التكنولوجيا تقهر الشجاعة ) ..

على قـدر علمى لا يوجـد طريقة لحفظ السلام إلا أن تملك مـا يملكه خصمك .. فيما عـدا هـذا لا توجـد أسس للسلام ..

لدينـا مثل يقـول ( الحقوهم بالصوت ) ولا أعرف إن كـان فـى أرضكم أنتم أيضًا .. إذا كنت أنت الطرف الخطأ الذى لا حق له ، فعليك أن تكون الأعلى صوتًا والأكثر صراخًا .. هذا يقنع الناس بعدالة قضيتك !

برنادت تصطاد السمك .. إنها أسوأ صياد سمك عرفتە فى حياتى ، لكنها كذلك أجمل صياد .

هناك عقدة لدى كل إنسان يقدم على اختيار مصيرى ، هى أنە يتظاهر بالسعادة لأنە يخشى الشماتة أو أن يقال إن اختيارە خطأ .. »

حسن .. هـا نحن أولاء نعـود إلـى الحـدس الأنثــوى .. النقطة التـى لا نجرؤ معها نحن الرجال على الكلام ويخرسننا بها .. هـن شفافـات نقيات الروح ونحن ماديـون مغلقو الروح كالحجارة .. ليكن

ويوم أغيب ..

‫وراء المغيب ..

‫يقولون كان عنيدا ..

‫وكان يقول القصيدا ..

‫وراح يحاول شيئًا جديدا ..

‫ومات وخلّف هذا الوجودا ..

‫كما كان قبلًا .. غبيًّا بليدا !!

‫( دكتور غازى القصيبى )