اقتباسات أحمد خالد توفيق

مرّت ثوانٍ من محاولة فهم الموقف .. ثم البحث عن الصوت .. فالصراخ .. الصراخ الذى يمكنە إيقاظ قتلى حرب ( قادش ) جميعًا ..

لا توجد صداقة بين ذكر وأنثى .. وإن وجدت فهى كصداقة الأسد والحمار الوحشى .. جديرة بأن تعرض كفقرة فى السيرك القومى ..

لقد ظل هذا البلد قرونًا يعانى حكم هؤلاء السادة ، وحكم كل بائع دخان فى ( الآستانة ) جاء ها هنا ليجلد الفلاحين بالسياط .. الفلاحين الذين هم جدودى .. الحفاة العراة الجائعون ..

من هو ( بابى ) الصعيدى الذى يسمح لابنتە بالخروج فى نزهة مع فتاها بعيدًا عن رقابتە ؟ لو كان يعلم فتلك مصيبة .. أو كان لا يعلم فهى كارثة .. لست متزمتًا لكنى أمقت الادعاء .. إما أن تتحمل قرارها فى شجاعة مثل ( إيناس ) ، أو تظل فى كنف ( بابى ) ولا تتظاهر بالتحرر ..

جذب السائق شهيقًا عميقًا ، وأطلق سبة صغيرة ــ وهى طريقة ناجحة لجعل المحرك يعمل ــ ثم واصل محاولة بعث الحياة فى الوحش الحديدى النائم

أنت تعرف مقرر الرسم وتعرف ألا علاقة لە بالفن بتاتًا .. تصميم مفرش .. بطاقة معايدة .. عروس المولد .. عيد الأم .. كلها مواضيع وضعها موجهون يمقتون الفنّ ويحاولون جعل الطلبة يمقتونە بالمثل ..

فيما مضى كان الجنون هو ما يسمون بە حالتك .. ثم جاء علم النفس ليطلق عليها أسماء جميلة غامضة مثل ( عصاب ) و ( وساوس ) و( ضلالات ) ..

كان حنانها قد بدأ يؤثِّر فىَّ حقًّا .. إننا دومًا أطفالهن .. خرجنا من أرحامهن .. وهن وحدهن يعرفن كيف يزلن خوفنا من الظلام .. إننا أقوى منهن وأشجع منهن لكنهن يعرفن كيف يحميننا ..‏

إن الحيوانات لا تظهر أبدًا عكس ما تبطن ، هذە نقطة فى صالحها دون شك …

الأخيار ليسوا بالضرورة جميلى الخلقة يرتدون ثيابًا بيضاء وهالة الملائكة فوق رءوسهم .. وليس الأشرار دائمًا وحوشًا ذات أنياب يسيل الزبد من أشداقها ولا تتورع عن ركل القطط ..

نظرة عابرة إلى أرقام المنبە الفوسفورية وسط السواد المتجانس المريح ؛ تخبرك أنها الرابعة صباحًا .. وصوت الـ ( تك تك ) الرتيب المطمئن يخبرك أن دورة الزمن مستمرة بثقة .. وأن حركة الأفلاك منتظمة .. وأن الغد قد جاء .. فلا تقلق .. لا تقلق

ربما كان هناك علم يصف هذە الظواهر .. لكنە علم وليد لم يبلغ أشدّە بعد .. ليس العلم الوحيد هو ( ثابت بلانك ) وتكافؤ الصوديوم وتشريح الصرصور .. هناك علم يتحدث عما وراء الطبيعة لكنە لم يُقنن بعد .. وحتماً لم يكتب

دعونى أتلُ عليكم قصيدتى الأخيرة .. كتبتها في مناسبة الذكرى الخامسة لوفاة السيد رئيس مجلس الإدارة :‏

‫‏ولّى الذى قد كان نبراسًا ‏

‫‏من بعدە ساد الأسى الناسا

وأنا لا أفهم السبب الذى يجعــل إنسانًا ينفعل بـ ( عيد الفـــلاح ) أو ( وفــــاة وكيـــل أول الوزارة ) أو ( عيد المحافظة ) ، إلى درجة كتابة قصيدة لا تقل عن ستين بيتًا .. كلها تنتهى بقافية الألف على غرار ( إقبالًا ــ آمالًا ــ إجلالًا ) أو ( شبابًا ــ يبابًا ــ مهابًا ) ..‏

إن الإنسان الميت هو الذى كف عن التعلم واكتساب الخبرات .. ولهذا ترون أننا محاطون بالموتى الأحياء طيلة الوقت ، لكننا لا ندرك ذلك !‏

جانب النجوم !! المكان الذى تأتى منه الشرور والمسوخ ومصاصو الدماء .. إنها أسطورة رومانية قائمة بالفعل ولم يخترعها المولف ، لكنه استعملها مرارًا فى ( ما وراء الطبيعة ) حتى صار جانب النجوم هذا مكانًا جغرافيًّا كأنه كوبرى 6 أكتوبر أو شارع ( صلاح سالم ) ، فلم يبق إلا أن تقف سيارات ( ميكروباص ) يقف على بابها صبية ينادون : جانب نجوم .. واحد ! جانب نجوم .. واحد !

هذا سحر السينما .. إنها تجعل الحياة أكبر من الحياة ذاتها .. ثم أن تأثير الحركة البطيئة والموسيقا تجعلك تعتقدين أن الفيلم أعمق مما هو فى الحقيقة ..

إن العثور على من يتحدث الإنجليزية أو الألمانية أو الروسية أو البولندية عسير جدًّا فى جبال الإنديز .. هذا هو النحس الخاص بـ ( إيجور ) .. برغم إجادتە لأربع لغات إلا أنە يحتاج دومًا إلى اللغة الخامسة .. ولو كان يجيد الإسبانية لوجد الجنرال قد فرّ إلى الصين أو فولتا العليا ..‏

⁠‫‏( لاباز ) هى أعلى عاصمة فى العالم .. معلومة هامة ربما تفيد أحدكم يومًا فى أثناء حلّ الكلمات المتقاطعة ، أو فى برنامج مسابقات ، أو حين يلقاە مذيع متحمس فى الطريق ليقذف هذا السؤال فى وجهە ، بل هى تفيد كل هواة المعلومات السخيفة على غرار ( أطول نهر ) ، ( أعلى جبل ) ، ( كم عمر نقار الخشب ؟ ) ، ( متى ولد أبو الأسود الدؤلى ؟ )‏

إن منزلى يعجّ بأجهزة اتصال الـ (CIA) والـ (KGB) والمكتب الثانى والموساد والسافاك والسكيوريتاتيا(‏1‏).. وربما الجشتابو أيضًا .. لو كان لـ ( ترينداد ) جهاز مخابرات فلا بد أنە يتنصّت على شقتى الآن ! »‏