اقتباسات محمد الغزالي

﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾

(إِنَّما أَتقبَّل الصلاة مِمَّن تَواضَعَ بها لِعَظَمتِي، ولم يَسْتَطِلْ على خَلْقِي، ولم يَبِت مُصِرًّا على معصِيَتِي، وقَطَع النهارَ في ذِكْرِي، ورَحِم المسكِينَ وابْنَ السَّبيلِ والأرْملةَ، ورَحِمَ المُصَابَ)

﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾

(إنما بُعِثتُ لأُتـمِّمَ مكارمَ الأخلاق)

قيل لعالم مسلم: هل قرأت أدب النفس (لأرسطو)؟ فقال: بل قرأت أدب النفس لمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام..!

إن سنن الله الكونية تثأر ممن يتجاهلها وتواجهه بعواقب تفريطه! وأمة يستقر فيها اغتصاب الحكم(30) وتعشش في أجوائها الخرافات والانحرافات، لابد أن تدفع ثمن هذا السلوك المعوج، لن يغني عنها ادعاؤها للإسلام، لاسيما إذا كان حكام الدول «الكافرة» أعدل، ومعاملاتهم لشعوبهم أجدى وأرحم، وإذا كانت هذه الشعوب أدنى إلى منطق الفطرة في علاقاتها الداخلية

إن الإِسلام يراد هدمه باسم الإسلام!

‫ والقائم بهذه المهمة شيوخ أو شباب لا هم من أهل الذكر ولا هم من أهل الفكر…

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: (إن المؤمنَ ليُدْرِكُ بحُسْن خُلُقِهِ درجةَ الصائم القائم». وفي رواية: «إن المؤمنَ ليدركُ بحُسْن الخُلُقِ درجات قائمِ الليلِ وصائمِ النهارِ) [رواه أبو داود].

‫ وقال: (مَا مِنْ شيء أثقل في ميزان المؤمن يومَ القيامة من خُلُق حَسَن، إن الله يكْرَه الفاحشَ البذيء. وإن صاحبَ حُسْنِ الخُلُقِ ليَبْلغُ به درجةَ صاحب الصومِ والصلاة) [رواه أحمد].هذا

‫ في هذه الإجابة تقدير لقيمة الخُلق العالى وفيها -كذلك- تنويه بأن الصدقة عبادة اجتماعية، يتعدَّى نفعها إلى الغير، ولذلك لم يفترض التقلل منها كما افترض التقلل من الصلاة والصيام، وهي عبادات شخصية في ظاهرها.

‫ وقد وضح صاحب الرسالة أن الإيمان القويَّ يلدُ الخلق القوي حتمًا، وأن انهيار الأخلاق مردُّه إلى ضعف الإيمان، أو فقدانه، بحسب تفاقم الشر أو تفاهته.

‫ فالرجل الصفيق الوجه، المعوجُّ السلوك الذي يقترف الرذائل غير آبه لأحد، يقول رسول الإسلام في وصف حاله: (الحياءُ والإيمانُ قُرَنَاءُ جميعًا فإذا رُفعَ أحدُهُما رُفعَ الآخَرُ) [رواه الحاكم والطبراني].

وقد رُوي أن النبي ضرب لهذه الحالات مثلاً قريبًا، قال: (الخُلُقُ الحَسَنُ يُذِيبُ الخطايا كما يُذِيبُ الماءُ الجليدَ، والخُلُقُ السُّوءُ يُفْسِدُ العمَلَ كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ) [رواه البيهقي].

‫ وإقرارًا لهذا المعنى قال الرسول ﷺ: (مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَهُ وشَرَابَه)

‫ فالإبعاد عن الرذائل، والتطهير من سوء القول وسوء العمل، هو حقيقة الصلاة، وقد جاء في حديث يرويه النبيّ عن ربه: (إِنَّما أَتقبَّل الصلاة مِمَّن تَواضَعَ بها لِعَظَمتِي، ولم يَسْتَطِلْ على خَلْقِي، ولم يَبِت مُصِرًّا على معصِيَتِي، وقَطَع النهارَ في ذِكْرِي، ورَحِم المسكِينَ وابْنَ السَّبيلِ والأرْملةَ، ورَحِمَ المُصَابَ)

وقد وضح صاحب الرسالة أن الإيمان القويَّ يلدُ الخلق القوي حتمًا، وأن انهيار الأخلاق مردُّه إلى ضعف الإيمان، أو فقدانه، بحسب تفاقم الشر أو تفاهته.

في سورة القصص: شرح مستفيض لعواقب الحكم الفردي والاستبداد السياسي، وشرح آخر لعواقب الطغيان الاقتصادي، والاغترار بالمال العريض، أوجزه المولى تبارك اسمه في هذه الخلاصة: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾

من أمد بعيد أحسست أننا مصابون من داخلنا، وأن مواريثنا الفكرية لا تنبع من ديننا، بل من تعاليم دخيلة على هذا الدين…

ولا تزيدني الأيام إلا ثقة في الخطة التي انتهجتها لخدمة الإسلام وتبليغ رسالته ورد العدوان عن حقائقه النقية.

ولولا هذه السنة العملية والقولية لكان القرآن أشبه بالفلسفات النظرية الثابتة في عالم الخيال!

ولكن العلاج الصحيح للداء العضال يكون بالتمكن من الدنيا والاستكبار على دناياها.