اقتباسات عماد عيد

حقيقٌ عليكَ اليوم أن تدركَ أنَّ الجرح قد أنضجك بما فيه الكفاية لتعلمَ أنَّك -يوم تبتلع ما يؤذيك- تجعل من نفسكَ لقمةً سائغةً كي يبتلعها هو بكلِّ امتنان. فارفق بروحك يا صاح، وابصق تلك الكلمات في أقرب سلّة مهملات!‏

انـجُ بنفسكَ يا صاح ولا تهدرها على ما لا طاقة لها به. وآمنْ أنَّك لا تستحق أن تُسجنَ في سجنٍ من الكلمات.‏

إنّها تلك النظرة التي تجعل صاحبها مطمئنًا، ويسير مدفوعًا ببواعث الحمد، شاكرًا لأنعمِ ربّه، فتراه يستيقظ خفيفًا، متلهِّفًا ومتشوِّقًا لقراءة الصفحة الجديدة من فصل حياته، ثمّ يُغلِقها بنفس الخفّةِ التي بدأ بها.‏

حدِّث بتلك النعم، واجعلْ لكَ وِردًا يوميًا لذكرها وإحصائها، وفاضل بين ما تملك وبين ما تفقد، وستجد أنّك تلقائيًا تختار ما بحوزتك؛ فالإنسان لا يستطيع أن يمتلك كل شيء، لكنه باستطاعته أن يرى ما يملكه هو كل شيء.‏

سِر على البسيطةِ خيرًا يبتسم كالزهور، ويساقطُ كرمًا كالسحاب. وأفشِ السلام بين الناس، وستتفشّى الحياة بداخلك إلى أن تموت فيك آخر قطرةِ خيرٍ بموت آخر لحظةٍ من حياتك، وحينها فقط سيبقى أثرك، وسيعمّ ذكرك في البلاد، وستكون لك حياة أخرى بعد رحيلك، لأنّ ذكرك الطيّب في الأرض ما هو إلّا عمر آخر لك،

واعلم أنّ ابتسامك في وجه العابرين صدقة، بل هو أفضل خيرٍ من الممكن أن تفعله؛ فإنك لا تعلم ما في قلوب الناس من همٍ، وقد تكون ابتسامتك سببًا في زرع الأمل في قلب أحدهم.‏

ولو صادفتَ عجوزًا يحمل في يده أشياء تثقل عليه، فاحملها عنه، وستحسّ فجأةً أنّ روحك أصبحت أخفّ من الريشة.‏

وإذا وجدت زميلًا في عملك مُتعسِّرًا في أمرٍ ما، فكن في عونه، حينها ستشعر أنّك تبتسم من داخلك.

اجعل جدولكَ اليومي فيه قسطٌ من الخير، وكُن عصًا يتوكَّأ عليها الآخرون، فمتى احتاجوك وجدوك، ومتى ضاقت بهم الحياة قصدوك.

فليكن كلّ يومٍ تقضيه بمثابة كأسٍ تملؤها بكلّ الأشياء التي تُفرحك وتُدهشك، ولا تأبه لبساطتها أو لجنونها أو لكونك فقط مَن يندهش بها، المهم أن تكون سعيدًا. واترك مساحةً للارتجال فهو جَلَّاب البهجة وخالق روح المغامرة‏‎.‎

بمقدورك أن تستعيد شغفك من ضحكة العجائز البسطاء، ومن بساطة الدكاكين الصغيرة المشبعة بعبق الذكريات وحكايات الناس، باستطاعتك أيضًا أن تجد دافعًا للابتهاج في نكتةٍ يلقيها صديق، أو كلمةٍ تخرج مِن عيونٍ تحبّها، أو لحظةٍ مع حبيب لك، لحظة هربتْ مِن سطوةِ عقارب الساعة وأخذتكما إلى خارج الزمان‏

فبوسعك أن ترى الأشجار صديقات يفتحن لك أذرعهن لتأوي إلى ظِلِّهن، فتسكُن نفسك، وبوسعك أن ترى الموسيقى في الجو بهجةً تطير بأجنحة الحياة،

فبوسعك أن ترى الأشجار صديقات يفتحن لك أذرعهن لتأوي إلى ظِلِّهن، فتسكُن نفسك، وبوسعك أن ترى الموسيقى في الجو بهجةً تطير بأجنحة الحياة،

فبوسعك أن ترى الأشجار صديقات يفتحن لك أذرعهن لتأوي إلى ظِلِّهن، فتسكُن نفسك، وبوسعك أن ترى الموسيقى في الجو بهجةً تطير بأجنحة الحياة،

لكنّك حينما تستمع إلى قصيدةٍ رقيقةٍ أو إلى غناء الريح أو إلى شدو السماء برعدها، ستتحوّل إلى نهرٍ جارٍ من العاطفة، ويحدث أن تكون محضَ نغمةٍ، تسرَّبتْ إلى أذنك واسترقَّتْ قلبك، بمثابةِ أصابع سحريةٍ تمسُّ جرحك الدفين، فتنفيه خارج جسدك إلى الأبد، وتجعلك حافلًا بالسرور وبالإنسانية ويقظة الضمير.‏

تعلّم منه أن تكون عابرًا، فكما يغادر هو البلاد، ويعبر الأماكن، ويجوب كافّة جَنَبات السماء، كن مثله، فلا تمكث في مكانٍ لا يعجبك، ولا وظيفة لا تطيقها، ولا علاقة لا ترتاح فيها، بل كن عابرًا يترك وراءه كل ما ينغّص عليه عيشته، وانبذ بكل شجاعةٍ كل ما يعيق صفاء حياتك وتناغمها؛

وإن أولى خِصال الورد كثرة الابتسام، إذ يبتسم مهما اشتدّت عليه الرياح،

نكهة الكرامة، وهي حلوة المذاق لمن ذاقها لو تعلمون!‏

اصنع جميلًا لنفسك وخذها معك إلى نزهةٍ قصيرة في مروج ذكرياتك الرحبة،

وتبًّا لنظرات الناس ولنظرات الزمان