اقتباسات جون فردريكسون

فلقد تعلمنا ألا نستمع، ولذلك نحن دائمًا في حالة هرب، غير مدركين بأن ما نهرب منه هي مشاعرنا والسبب الحقيقي الذي يثيرها، ولم نتعلم أبدًا كيف نفرق بين من نحن في الحقيقة وكيف نحاول أن نبدو.

في مثل تلك المواقف هناك رسالة بالغة الأثر يحرص المعالجون دومًا على إيصالها لمرضاهم، وهي أن «ما تهرب منه هو المكان الذي ستجد فيه راحتك، وما تخاف منه هو ما أنت بحاجة لمواجهته، وما تتجاهله هو ما أنت بحاجة لسماعه».

عندما نتجنب ما نحن بحاجة لمواجهته، تبدأ أعراض ذلك بالظهور علينا

ماذا لو كان الخطأ بداخلنا يشير إلى الحقيقة؟ ماذا لو كنا بحاجة للتوقف عن الركض والهرب لنفهم ما هو السبب الحقيقي وراء خوفنا؟ فبمجرد مواجهة حقائق حياتنا لن نسلط الضوء فحسب على معاناتنا، ولكن سنقوى بذلك على مواجهة تلك الحقائق.

كان يستمع إلى إجابات عقله ليتجنب الإصغاء إلى ابنته، كاشفًا أنه أحب أفكاره أكثر مما أحب ابنته. عندما نختار افتراضاتنا، فإننا نكشف عن خوفنا من الحقيقة.

إن الناس ليسوا ممتلكات لنحكمهم بإرادتنا، وليسوا أملاكًا نستغلها كما نشاء، ولكنهم ينابيع ماء ننهل منها، ونعم نمتنُّ لوجودها، وألغاز نحاول حلها.

إن التحقير ليس وجهات نظر ثاقبة إنما فضلات العقل. لسنا بلا فائدة؛ ولكن تحقيرهم هو الذي بلا فائدة. ومن المفارقات، أن التحقير يظهر قيمتنا -وهو ما يحسده الشخص الذي يقلل من قيمتنا ويكره أن يراه فينا. فالتحقير يحرم الشخص من أي علاقة إنسانية سليمة، يحاول أن يقضي على أي شيء جيد يثير الحسد.

إذا خيبتَ أملي مرة، فهذه معلومة عرفتها عنك. أما إذا خيبت أملي عشرات المرات فهذه معلومة عرفتها عن نفسي وهي إنكاري للحقيقة.

لا يمكننا أن نفهم دواخل الآخرين بشكل كامل. وبما أن فهمنا للآخرين دائمًا ما يكون سطحيًّا وغير كامل، فإن «معرفتنا» ما هي إلا كذبة متفرعة تتنكر تمامًا كالشجرة.

«الحقيقة مؤلمة، ولكن إنكارها خطير»((10)). إذا انتظرنا الحياة التي نتمناها، سنخسر الحياة التي بين أيدينا.

نحن عالقون في أوهامنا الخيالية -ليس نحن.. ليس هنا.. ليس الآن- وهذا هو الإدمان الأزلي. الطعام، والممنوعات، والإنترنت، والجنس، والشهرة، والعمل ومثل تلك الأشياء ما هي إلا وسائل نستخدمها لنهرب من الواقع لنعيش في الخيال الذي يوافق كل ما نتوقعه ونريده. نتوق لعالم من المثالية سواء في الماضي أو المستقبل، ذلك العالم الذي لم ولن يكون موجودًا أبدًا. فلا نستطيع أن نعيش ما حدث بالأمس اليوم. وبدلًا من أن نتعايش مع الحاضر، نظل في انتظار تحقُّق أمنيتنا.

وعندما نتوقف عن انتظار الحياة لتتغير، نكون قد تغيرنا. فكل أزمة من أزمات الحياة تخترق دفاعاتنا وتطلق العنان لمشاعرنا، كاشفة عن الجوانب الخفية بداخلنا. وبعد تحمُّل تلك الجوانب الخفية، نلمس الرؤية الجديدة للأمور التي تنبع من أعماقنا.

«سوف تشفيك الحقيقة، ولكن في البداية ستؤلمك كثيرًا».

نتعافى بالتعلق بكل ما هو حقيقي حولنا، ونمرض إذا تعلقنا بأوهامنا،

❞ نسير في درب الحياة حاملين شمعة، متخيلين أن ضوءها سيرينا العالم بأسره، بينما يرينا جزء منه فقط. قيمتنا الحقيقية لا تكمن في الضوء إنما في الظلام. من يعلم مستقبلنا؟ لا أحد. مهمتنا هي أن نخضع لكل ما هو مجهول عن ❝

‫ الحياة صعبة، والمعاناة النفسية أحيانًا لا يمكن تحمُّلها ولنجد طريقة لاحتمالها، قد نذهب إلى معالج نفسي كي يساعدنا ويمتلك المعالج النفسي الجيد حكمة فطرية أنجبتها تجارب الحياة الأليمة، وهي حكمة لا يمكن اكتسابها إلا بهذه الطريقة ولكن إذا وجدنا مثل هذا الشخص، فكيف نعمل معًا لنضع حدًّا لمعاناتنا؟ ‫ ولنجيب عن هذا السؤال، علينا أن نفهم سبب معاناتنا وكيف يتم التعافي نعاني بسبب الأكاذيب التي صدقناها أو التي خدعنا بها أنفسنا لنتجنب الألم فقد نصدق أننا سيئين بدلًا من أن نعترف بأن شخصًا ما قد ظلمنا وقد نكذب على أنفسنا كذبة كتلك: «كل شيء سيكون على ما يرام» بدلًا

إذا كانت المعرفة هي غذاء الروح، كما يقول بلوتو، فالتعافي سيتحقق إذا ما استطعنا تحمل ما نهرب منه، حينها تبزغ المعرفة.

ربما ذلك الاعتقاد بأن هناك شيئًا ما لا يسير على ما يرام بداخلنا يشير إلى أننا بحاجة إلى أن نحيا حياة أكثر صدقًا.

«لأنني أهتم لأمرك، سأكون صادقًا. وإذا أخجلتني، لن أدع ذلك يؤثر عليَّ. فأنت بهذا تتهمني بأنني أجرحك، بينما أكاذيبك هي التي تجرحك. فالحقيقة، والتي هي غذاء الروح،

تصغي إلى الثرثرة التي في رأسها وليس إلى القلق الذي ملأ جسدها فتجاهلت نفسها ومشاعرها.