اقتباسات جان دوست

الكتب سجونٌ تقيم فيها الأفكار والعلوم، لايحررها منها إلا المترجمون.

"قضيت عمري أمشي على دروب الحيرة، قضيته في التيه، قضيته في الانتظار المرّ للحقيقة المستحيلة. وفي ذلك التيه صار قلبي يتسع للهلال والصليب معاً، لم يعد قلبي يعرف الكراهية. تلك كانت غنيمتي الكبرى، ولقد دفعت عمري ثمناً لذلك".

إذا عطشت فعاقب الماء في خيالك بالنفي

تقام الصلاة في المساجد بعد وضوء سريع بالماء. أما صلاة الحرية فتحتاج إلى وضوء بالدم. لذا لا يحضرها إلا القلة

كم نكذب نحن الكبار على الأطفال في زمن الحرب. نحن نكذب عليهم في كل التفاصيل ونعتقد أن الأطفال لا يفهمون شيئاً. الأطفال يدركون معنى الحرب أكثر منا يا علي يا ابني. إنهم يتذوقون أكثر من الجميع طعمها المر.»

كل السوريين انتصروا. والسوريون كلهم انهزموا أيضاً يا ابن أختي. لم يبق فريقٌ منتصرٌ لم يتعرض للهزيمة. لم تبق فصيلة لم تنهزم. لم تبق طائفة لم تنتصر. هذه معادلة لم يعرفها المتقاتلون في بلدنا ولا يعرفونها إلى الآن. فالذي انتصر، ملأ الأرض قبوراً ومفجوعين وثكالى وأرامل وأيتاماً ومفقودين ومعتقلين. والذي انهزم كذلك. فأي فرق بين الهزيمة والانتصار في هذه الحروب إن كانت النتيجة واحدة عند المنتصر والمهزوم؟

الممر الآمن هو الخوف من ألا تصل. هو ألا تعرف أصلاً إلى أين أنت ذاهب.

الممر الآمن يا أخي آلان هو كل ما ذكرته لك وما لم أذكره أيضاً من فجائع. الممر الآمن يعني كل شيء إلا أنه آمن فعلاً. ي

بقي الرجل المسكين عند جثمان ابنه ولفافته في يده، يده الأخرى في جيبه ينظر بحيرة لانهايئة إلى البطانية الملفوفة على جسد ابنه الذي كان يئن حتى قبل دقائق قليلة.

‫ مشهد حزين.

‫ قلت لخالي فرد وهو يستوي جالساً بجانب الخال نعسو:

‫ الحزن في هذه المواقف شعور لا قيمة له.

ففي الحروب يعيش الناس لأنهم لا يقدرون على تسديد نفقات الموت المكلفة

ففي الحروب يعيش الناس لأنهم لا يقدرون على تسديد نفقات الموت المكلفة

بإمكانك أن تكره التركي. هذا حقك وربما واجب فالتركي أشبعك ظلماً واضطهاداً. لكن هذا لا يعني أن ترحب بمن ظلمك طوال عقود عديدة ولا يعني كذلك أن تهلل لقدوم الذي سلبك هويتك على مدى سنوات طويلة وأذاقك صنوف الذل والقهر والهوان. وكذلك لا يعني الأمر أن تفرح وتغتر بهذا الذي منعك أن تغني حتى في الأعراس بلغتك.

وانعزلت كلُّ طائفةٍ عن الأخرى كما تتحصّن السلحفاة في درقتها والحلزونة في قوقعتها. إن الاختلاف يا بني آيةٌ من آيات الربّ، فقد شاء جلَّ وعلا أن يختلف البشر في الألوان والألسن والأديان، ولو أراد لجعلهم أمةً واحدة. ألا ترى أن الدنيا تصبح أجمل ما تكون حين تمتلئ بأزهارٍ شتّى وثمارٍ مختلفة الطعم واللون وهضاب وسهول وأنهار وصحاري وبحار وجبال وشمس وقمر ونجوم!

الدنيا هكذا دائماً: اعتلالٌ واختلالٌ، نشوءٌ وزوال، رقيٌّ واضمحلال إلى ما شاء الله ذو الجلال.

من يسرق ثورةً يسرق كل شيء.

فأي فرق بين الهزيمة والانتصار في هذه الحروب إن كانت النتيجة واحدة عند المنتصر والمهزوم؟

الممر الآمن هو الخوف من ألا تصل. هو ألا تعرف أصلاً إلى أين أنت ذاهب.

ففي الحروب يعيش الناس لأنهم لا يقدرون على تسديد نفقات الموت المكلفة.

وجع أهالي المخطوفين المغيبين؟ اسأليني أنا.

‫ إنه وجع لا يشبه أي وجع آخر.

‫ ربما يشبه نصلاً مغروزاً في القلب ينتظر من ينتزعه ويداوي الجرح أو يعلن موت الجريح.

الحب صنو الإيمان وتوأمه، أما محكه، فهو الفراق، الفراق هو الأتون الذي تُلقى فيه قلوب العشاق فتزداد ضراماً وألقاً وترقُّ كالزجاج وتَطهُرُ من الدنس