اقتباسات عبد الجبار الرفاعي

الكتابة بلا قراءة هي نحو من اجتراح المستحيل، إنها بمثابة من يحاول تشغيل محرك بلا وقوده الخاص

يقول كارل غوستاف يونغ: «الإنسان الذي تخلّص من مخاوفه هو إنسان على حافة الهاوية»

يعجز الإنسانُ عن تغيير عالَم لا يفهمه، مثلما يعجز إن كان لا يقدر على تغيير ذاته.

الأخطاءُ إذا اعترفنا بها وعالجناها تتحول إلى دواء يشفينا، وإذا تنكّرنا لها وتواصل إصرارُنا عليها تتحول إلى أمراض أخلاقية مزمنة

إن أعذب كتابةٍ هي ما يرى فيها القارئُ محطاتِ حياته، وتتكشف فيها ملامحُ صورته، ‏ويتجلى فيها شيءٌ من الأعماق المختبئة في نفسه، وتفضح العقدَ الكامنة بداخله، ‏وتعلن أسئلتَه ومعتقداته الحذرة والخائفة. القارئ يفتش في الكتابة عن شخصيةِ الكاتب، وأحوالِه وانفعالاته وحساسياته وهشاشته وضعفه البشري، ويدقّق في كلِّ ما يسعى الكاتبُ لإخفائه. يريد القارئ تمزيقَ ما يحجبُ شخصيةَ الكاتب من أقنعة، وما يتوارى خلفه وجهُه. لا يبحث القارئ عن المكشوف الذي يعرفه الآخرون عن الكاتب.

السلفية في كلِّ الأديان والمذاهب تعمل على تعطيلِ إيقاع الزمان، وإيقافِ صيرورة التاريخ، وتحويلِ الحاضر والمستقبل إلى ماضٍ يتكرّر إلى ما لا نهاية

بعدَ أن يختفي من حياتهم البصرُ نهائيًّا يموتُ المعنى الذي يدلّ عليه البصرُ في أذهانهم.

الصمت لا يغذّي الحُبَّ ولا يثريه، يذبل الحُبّ إن كان أحدُ الحبيبين مُضرِبًا عن الكلام

لو خلق اللهٌ الانسانَ كاملًا لا ينقصه شيء، ‏لفقدت كلُّ الأشياء معناها في حياته، لا الحب يبقى حبا، لا الفرح يعود فرحًا، لا البهجة بهجة، لا السعادة سعادة، لا السكينة سكينة، ولا الهدوء هدوءًا. الإنسانُ بطبيعته يضجرُ من التكرار والرتابة الأبدية، التكرارُ المتواصل لكلِّ شيء في الحياة يجعلها تفتقر لأيّ معنىً جميل. تُعرَف الأشياءُ بأضدادها، يضجرُ الإنسانُ حتى من الأشياء الجميلة إن كان لا يرى أضدادَها.

(الحيثية)، يقال: «لولا الحيثيات لبطلت الفلسفة»، بمعنى أن كلَّ زاوية نظر تقودنا إلى نتيجة، ومن مجموع زوايا النظر تتعدّد وتتنوع المواقفُ الفلسفية في المعرفة والوجود والقيم

«إلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحبتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً، وَمَنْ ذَا الَّذي أنـِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً»

لا يتحقق الحُبّ دائمًا بطول المعاشرة، ولا بتمارين أو ارتياضات خاصة،كلُّ ذلك يمكن أن يساعد على تنمية الحب وتكريسه، لكن لا يوجده إن لم يوجد بذاته

مكافأة الحُبّ هي الحُبّ ذاته. لا يعني هذا القول الاكتفاءَ بالكلمات، كما يفعل بعض من يغرقون غيرهم بكلمات المحبة بلا أيّ تعبيرٍ عملي.

بالحب المؤطر بضميرٍ أخلاقي ينتصر الإنسانُ على الأنانية والقلق والخوف واليأس والضجر. الحب الذي يكرّسه الإيمانُ يثري الروحَ بالسكينة

الحب عصيّ على التفسير، منطق ‏الحب الأصيل هو اللامنطق، قانونه خارج القانون، لغته خارج اللغات.

الحب ليس حاجةً ثانوية، الحب إن كان صادقًا محميًّا بضمير أخلاقي يقظ؛ يعني الاعتراف، والثقةَ بالذات، وتذوقَ جماليات العالم، والقدرةَ على مقاومة ما يفرضه علينا الواقعُ من قسوة وإنهاك نعجز عن تحمله

الحب ضد الاستعباد، حتى حب الله إن تحوّلَ إلى استعبادٍ تام فإنه يمسخ شخصية الإنسان. منطق الحب الحرية، ومنطق الاستعباد الاسترقاق، وهما متضادان. الاسترقاق هوانٌ وذلّ وشقاء وهتك للكرامة، الحب ارتواء وحرية وتكريم. الله لا يحتاج رقيقًا، الله لا يريد إهانةَ الإنسان، بل يريد تكريمَه وإرواءَ ظمئه الأنطولوجي.

حُب الله ليس كلمة نكرّرها، الحُب سلوك ومواقف وأفعال وعطاء، الحب لا يتحقّق إلا برعايةِ حقوق الإنسان واحترامِ حرياته، وإسعافِ جروح قلبه، وتدريبِ النفس على العطاء المعنوي والعطاء المادي.

كلُّ إنسان يحتاج ‏الحب، لو اكتشف الإنسانُ طريقَ ‏الحب في الوصول إلى الله لتشبّعتْ حياتُه بالسكينة، واستوطن السلامُ حياتَه وحياةَ مَن حوله.

تستجيب الذاتُ لإكراه الإنسان لها ابتداء، غير أن الإكراهَ المتواصل للذات على ما لا تطيقه يستنزفها ويصيّرها رميمًا.