يتطلب الصمتُ ارادةً لا تُقهر، إرادة الصمت أصعب من إرادة الكلام.
ثناء على الجيل الجديد
نبذة عن الكتاب
لا أفتقر لمعرفة بالجيل الجديد، أغلب علاقاتي وأحاديثي وحواراتي معهم، هم أقرب إليّ، يعرفون جيدًا قربي لهم، وفهمي لنمط حضورهم في العالم الجديد. عملت في التعليم أكثر من أربعين سنة، وكنت وما زلت أقرب لرؤية جيل الأبناء من رؤية جيلي. ذلك ما يدعوني للكتابة عن هذا الجيل، وتثمين منجزه اليوم، وما يعد به غدًا. حاولت في هذا الكتاب تقديمَ رؤيتي الشخصية، وإن كنت أعرف سلفًا أنها لا تعكس رؤيةَ كلِّ جيلي، ولم أمنح نفسي الحق بالكلام نيابة عن أيّ إنسان في الأرض. إنها رؤية شخصية لأب لديه عائلة تشكلت قبل نصف قرن تقريبًا، تتكون هذه العائلة من أم وأب، وابنتين، وأربعة أبناء، أصغرهم تجاوز الثلاثين من عمره، وأكملوا تعليمهم العالي، وتحصَّل بعضهم على الدكتوراه، وآخرون على الماجستير. لا يحمل هذا الكتاب شعارات تحريضية ولا دعوات تعبوية، إنه محاولة تنشد تفسير ما يميز جيل الأبناء ويجعله متفوقًا على آبائه وأسلافه، ولا ينشد الكتابُ افتعالَ صراع بين الأجيال، بل يحاول الكشف عن نسيج تضاريس الواقع المتشعّبة والمتضادّة الذي تعيشه مجتمعاتنا اليوم. إنها دعوة لتفهم الآباء لعالَم الأبناء، وتفهم الأبناء لعالَم الآباء. ولا يتحقّق ذلك إلا بمواقف شجاعة للآباء والأبناء معًا، يبادر فيها الكلُّ للحوار والتفاهم والتصالح، والعمل الجادّ على خلق شراكة واقعية تُستثمَر فيها الطاقات من أجل بناء عالم أجمل، والسعي لخفض وتيرة عدم الاعتراف والتنابذ والاحتراب والقطيعة بين جيل الآباء والأبناء.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 200 صفحة
- [ردمك 13] 9789922721590
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب ثناء على الجيل الجديد
مشاركة من Kesmat Khaled
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أماني هندام
❞ أخطر أنماط الحُبّ عندما يصير استعبادًا، وأعذب أنماطه عندما يصير محرِّرًا. الحُبّ مرآةُ الذات، كلُّ إنسان يحب على شاكلته، إن كان الحُبّ بمعنى الحرية يكون مُلهِمًا ومحرّرًا، وإن كان الحُبّ بمعنى الامتلاك يكون استعبادًا ❝
❞الباطنيّة والغموض وتحوّل كلّ شيء في الحياة إلى سر يبدد المحبة.المحبة بوح ووضوح وانكشاف،وإظهار المشتركات،الأعمق في تجذير المحبة هو تحويل الاختلافات إلى مزايا، يتكامل فيها ما لدى الحبيبين من نقص"
أكثر ما أعجبني فصل "الاستثمار في الحب صعب" حيث يبين لنا الكاتب أن الوضوح والانكشاف بين طرفي علاقة قوامها الحب هما الأساس من أجل نهاية سعيدة وترعرع الحب في بيئة سوية،متى ما أخفى أحدهما شئ عن الآخر كان مآل تلك العلاقة إلى الانهيار فالصدق هومنجاة مشاعرنا من الغرق أو الاحتراق في أتون الكذب الذي كلما خبا زاده الغموض اشتعالاً..
ولأن التخفي تحت قناع هوالسبيل لهدم بنيان أي حب ولأن الحياة لاتُحتمل وطأتها عندما يكون الوضوح والانكشاف هما ديدن أحدهما والآخرعلى النقيض يبادر إلى هدم كل ماله علاقة أن تُظهر خباياه فتنفصم عرى هذا الحب المتوهم ولأننا نستحل الخوض في ملابسات مقتل الحب على يد أحدهم فنجأربالشكوى ونعترف لأنفسنا أن ما أوصلنا إلى تلك المنطقة المسدودة أو إلى هذا السجن الموصدة أبوابه هوأنانية الآخر الذي أحجمناعن التصريح له بمكنوناتنا ولأنني لاأميل إلى نظرية الضحية والجلاد في منظومة الحب فالكل سواء على كفة العقاب،من تمادى في ظلمه ومن استحل لنفسه العيش في معية الذل والهوان.
وفي فصل "حب الإنسان طريق لحب الله" يرفرف قلبي بين كل كلمة تتهادى في سكينة المحب لدى الخلود إلى رياض الأنس بالله في تفسيره الأكثر من رائع لآية ٥٤ من سورة المائدة يتبين لنا أن صلةٍ بالله تتأسّس على المحبة المُتبادلَة: «يُحبهُمْ وَيُحبونَهُ» ترسمُ الآيةُ صورةً تفاعلية للصلة بالله، ثنائيةُ الاتجاه لا أُحادية، من الله إلى الإنسان ومن الإنسان إلى الله يبدأ اللهُ الإنسانَ بالحب، فيتفاعل معه ويبادله الإنسانُ الحب الصلةُ في الآية ليست عموديةً تسلُّطية استعبادية باتجاهٍ واحد الحب فيها مُتبادَل، لا تتحدثُ الآيةُ عن الله بوصفه فاعلًا، وعن الإنسان بوصفه منفعلًا سلبيًّا في الحب عندما يفيض اللهُ الحب على عباده يتَّخذ الحب قلوبَهم موطنًا له، يهدأ قلقُهم الوجوديُّ، ويعيشون سلامًا باطنيًّا، وتنشـرح صدورُهم بالاستنارة الروحية الاستنارةُ الروحية أجملُ ما منحته الأديانُ لحياة الإنسان، في الإسلام كانت الاستنارةُ الروحيَّة منبعًا مُلِهمًا لتحويل الصلة بالله من علاقة مليئةبالخوف والرعب إلى صلةٍ مشبَعة بسكينة الروح وطمأنينة القلب. ❝