يهود الظاهر: مسعودة وليشع ومرزوق > مراجعات كتاب يهود الظاهر: مسعودة وليشع ومرزوق

مراجعات كتاب يهود الظاهر: مسعودة وليشع ومرزوق

ماذا كان رأي القرّاء بكتاب يهود الظاهر: مسعودة وليشع ومرزوق؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.

يهود الظاهر: مسعودة وليشع ومرزوق - سهير عبد الحميد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب " يهود الظاهر"

    اسم المؤلف " سهير عبد الحميد"

    الدار المصرية اللبنانية

    359 صفحة – قراءة ورقي / إلكتروني

    التقييم 5 نجمات

    🪴🪴🪴

    لماذا نكتب عن الماضي ؟

    هل الكتابة عن الماضي مجرد توثيق أم كشف حقائق أم نوستالجيا لتلك الأيام!؟

    سؤال طالما دار في قلبي وعقلي كلما مررت علي أطلال مبني قديم تُري من كان يعيش هنا وكيف كان يعيش ومن أسس هذا المكان ولماذا أُطلق عليه هذا الإسم ؟

    هل يكتب التاريخ المنتصرون ام المنهزمون؟

    أم يكتب التاريخ كل شخص عاش الزمان والمكان والحدث !؟

    بدأت الكاتبة رحلتها إلى الماضي حيث كانت القاهرة مزينة بأبهي زينة منتظرة المظفر قطز بعد هزيمتة المغول في موقعته الشهيرة عين جالوت لكنها تفاجأ بالملك القاهر ركن الدين بيبرس هو من أتي بجثمان الملك قطز، نتعرف كيف بدأ بيبرس عهده ونتعرف بعدها حكاية الألقاب التي كان يُلقب بها الملوك والأمراء وتبدل اسم الظاهر بيبرس من القاهر إلي الظاهر وكيف نشأ الحي مروراً بحكاية شجر الدر تلك الجميلة التي حكمت مصر وظُلمت ايما ظلم , ومقتل قطز ثم خطة التوريث

    تنتقل بنا الكاتبة لحكاية بناء مسجد الظاهر الذي كان مخطط له البناء مكان الإسطبل والذي رفضه بيبرس مبدلاً اياه بمكان لعبه الاأثير ل البولو قائلاً: لا والله ما جعلت الجامع مكان الجِمال, وأولي ما جعلته ميداني الذي ألعب فيه بالكرة وهو نزهتي", وفي هذا الجزء من الكتاب تعرفت شخصية الظاهر بيبرس اكثر واكثر

    ^*^ ^*^ ^*^

    في الحكايات عن اليهود المصرين نجد كلها اتفقت علي شيء واحد وهو العشرة والجيران الطيبون, سنجد عشرات الحكايات المتشابهه , سنجد عشرات الحكايات المتشابهه عن الجيران اليهود الطيبون وقد يكون السبب الرئيسي هنا هو ان المصريين شعب لطيف المعشر ويتقبل جميع الجنسيات والعقائد وهذا يظهر جليا في جميع معاملاتهم

    $ $ $

    تتنقل بنا الكاتبة في الزمان والمكان والمظاهر في حي الظاهر علي روائح طعمية فلفل ودُقة بسيح ومظاهر الصلاوات والأعياد وحفلات الزفاف وغيرها ... وا اسرائيل واشهر السكان فيه مثل ليللي مراد وراقية ابراهيم والمستشرق اسرائيل ولفنسون تلميذ طه حسين الأشهر

    لفت نظري ان في زواج اليهود ان "الدوطة" او المهر اللي بتقدمها العروس وليس العريس ,وبيكون فيها مبالغة الي حد كبير وارهاق لأهل العروسة في مقابل مبلغ قليل ممن العريس حاجة كدة استغفر الله العظيم بصوت الكبير اوووي 

    _ تعرفت علي صحف يهودية كانت تصدر وقتها اشهرها واطولها عمراً هي الكليم ويليها الاتحاد الاسرائيلي الداعمة للصهيييونية ثم الشبان القرائيون , وظهر علي صفحات الكليم كلا من نجيب وناصر بل ان الكليم نشرت حوار بين الرئيس محمد نجيب علي صفحاتها عقب زيارته لمعبد موسي الدرعي في الاحتفال باليوبيل الفضي له وقدمو له الهدايا القيمة والتي كانت عبارة عن سفر التوراه في لوحة العشاء الاخير وآية الكرسي ومفتاح الحرية لحركة الضباط الأحرار وباقات من الزهور

    _ عرفت الكثير عن الطائفة القرائية والتي كانت الأقل في العدد لكنها الأكثر شبهاً بالمصريين المسلمين خاصة من ناحية التطهر قبل الصلاة وتعرفت علي اشهر العائلات القرائية مثل عائلة مسعودة وليشع والسرجاني والتي اصبح لها السيطرة بعدما كانت السيطرة للطائفة الربانية وعائلات شيكوريل وقطاوي وموصيري ولم يكن للقرائين شهرة سوي للموسيقار داوود حسني والمحامي والأديب مراد فرج

    _ الظاهر كان به جمعيات الطائفة القرائية مثل جمعيات حماية الفقراء وجمعية مساعدة العزاري علي الزواج عزرات هبتولوت والمستشفي الاسرائيلي التي كانت من المنافذ التي يوصي بها اثرياء الطائفة ونادي مكابي الذي أسس باسهامات من عائلات شيكوريل وعاداة وقطاوي وهذا النادي كان ابرز لاعبيهموريس كوهين وأوني ليفي وفيكتور كوهين وفاز فريق كرة السلة ببطولة مصر عام 1953

    _ حظيت مصر ب 60 معبدا يهوديا كان في القاهرة 29 معبدا وفي الظاهر 4 معابد بقي تعرض احدهم للاهمال بينما بقي الثلاثة الي الان وهم معبد حنان وكرايم للطائفة الربانية ومعبد أشكنازي للأشكيناز

    والملاحظ هنا اناليهود المصرين او الذين عاشوا أو ولدوا في مصر تطبعوا بطباعهم فتجدهم يقرأون المعوذتين لطرد الأرواح الشريرة أو التبرك ببركة الأولياء والألتزام بزي محتشم للمرأة حين اختيار الزوجة وحتي " تنضيفة العيد " التكشير طقس مقدس للمرأة اليهودية أو الموالد مثل مولد حايم الأمشاطي وموسي بن ميمون والاعتقاد في الكرامات وزيارة المقابرأيضاً

    * كتابات بعض الأدباء عن اليهود

    " قال احسان عبد القدوس في روايته لا تتركوني هنا وحدي " اليهودي هو يهودي أولاً وبعد ذلك يمكن أن يكون أي شيء كأن يكون يهوديًا فرنسيًا أو أميركيًا او روسيًا ومهما تنقل من جنسية إلي اخري أو من دين إلي أخر فلو اعتنق المسيحية فهو مسيحي يهودي " واحسان اكثر كاتب كان هناك تنوع ديني في كتاباته

    عبد الحميد جودة السحار والذي كتب في مذكراته عن حياته في حي الظاهر " كان معظم سكان الحي من اليهود وكنا اطفال لا نبتعد عن بيوتنا كثيرا لأن اهلنا غرسوا في روعنا أن فطير الفصح لا يكون فطيراً شرعياً الا اذا عجن بدماء مسلم"

    وقالت عنهم الكاتبة صافي ناز كاظم انهم كانت الاسرة المسلمة الوحيدة بالعمارة والتعامل كان في اضيق الحدود ولكنها لا تنسي طعمية فلفل ومطحن ودقة بسيح وتستغرب جداً من أن اليهود يرون أن البرص يجلب الخير والرزق ويحزنون لو قتلنا برصاً كأنه من بقية أهلهم

    كمال رحيم في ثلاثية اليهود وأيضا لوسيت لينادو في الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين

    ## الكتاب توثيق للفترة التي قضاها اليهود في الظاهر وحتي خروجهم بعد النكسة مجبرين او مختارين لكن الأغلب منهم كان مجبر علي الرحيل حتي وان لم يرحل الي اسرائيل وظل يشتاق الي مصر والي الظاهر وشارع نازلي وسينماته وسهراته , قد يكون الأبناء مندهشون ولا يستوعبون فكرة اشتساق اهلهم الي تلك البلاد التي لم يطؤها أو يعرفوها سوي في حديث أبائهم ولمعة اعينهم عند الحكي بل ان بعض اليهود المصرين يعتبرون أن شتاتهم هو خروجهم من مصر وفي كل الأحوال فقد كان اليهود وغيرهم من الأقليات يعيشون في سلام ويحصلون علي كافة حقوقهم

    @ ألقت الكاتبة الضوء علي عدة قضايا وعدة أجيال, حريق القاهرة وعملية سوزانا وبداية الوهابية في مصر وجذورها الفارسية و بدايات الصهيونية والشتات في مزيج زماني ومكاني متضافر

    ^-^ الكتاب ممتع جدا واسلوب الكاتبة بسيط وسهل وممتع بحق وعلي الهامش شاهدت فيديو للكاتبة تتحدث فيه عن قوت القلوب الدمرداشية جعلني ثاني يوم اشتري الكتاب وهذا يعني أن السيدة سهيرة عبد الحميد تكتب بنفس مهارة الحكي  فشكراً لها علي هذا الكتاب المفيد والممتع

    & الغلاف جميل جدا والصور داخل الكتاب موزعة بشكل جميل

    @ ملحوظة

    عاوزة اشيد بالدار المصرية اللبنانية علي الطباعة والتجليد الجيد للكتاب

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    🔷️️اسم الكتاب : يهود الظاهر

    🔷️️اسم الكاتبة : سهير عبد الحميد

    🔷️️نوع الكتاب : تاريخي - ديني

    🔷️️اصدار عن : الدار المصرية اللبنانية طباعة - نشـر - توزيع

    🔷️️عدد الصفحات : ٣٥٩ صفحة

    🔷️سنة الإصدار : ٢٠٢٥

    🔷️️التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐

    🔷 ️️ من المربك بالنسبة لي أن اختار بنفسي قراءة عمل يحمل على غلافه اسم يهود الظاهر ، فما الذي ابحث عنه هنا ؟ وما شأني وشأن اليهود ؟ هذا ما دار في عقلي منذ اللحظه الأولى لرؤيتي للغلاف ، انا التي اعتدت على قراءه القليل من الكتب والكثير من الروايات ، أشعر بالخوف من قراءه كتاب تاريخي منذ بدايته وحتى نهايته ، خوف من ان يصيبني الفتور ولا أستطيع إستكماله ، خوف من ماذا سأستفيد في نهايته وهي سيضيف لي الجديد ، خوف من نظره من حولي حين يرون غلاف بهذا الإسم ، لماذا لاتقرأين عن تاريخنا الإسلامي! حسناً سأجيبكم جميعاً ... عن

    لماذا ؟؟

    🔷️️ خلال سنوات دراستي كنت قد درست تاريخ الدولة الإسلامية منذ بداياته كان مليئاً بالفتوحات والإنتصارات والخيرات ، تاريخ لم يربطني ببلدي مصر ، نعم هو مهم على الجانب التاريخي والديني ولكن بقي هناك جزء ناقص لااعلمه ، هذا النقص هو ما جذبني لقراءة الكتاب ،هل ستصدقني لو اخبرتك اني قبل ان أقرأه لم أكن اعلم ان هناك يهود مصريين ؟ كانت خلفيتي عنهم انهم جاءوا من بقاع الأرض من بلاد اخرى فقط ، وفرضوا علينا فرضاً ، ولكن مع كل صفحة كنت اقرأها كانت يضئ مصباح في عقلي ، نور يملأ قلبي وعقلي سعاده وشغف بهذا الكم من تتبع التاريخ وهذه الدقة في نقل الأحداث ، ونقل الإختلافات التاريخية في كل حدث ...

    🔷️️ الكتاب دسم ويحتاج للكثير من التركيز والتأني والبحث حول شخصياته وأماكنه ، حتى تبلغ الإستفاده القصوى منه ، فقد بدأت الكاتبة بدولة المماليك وسبب تسمية حي الظاهر بهذا الإسم فوجدتني اتجرع معلومات جديدة محاولات اغتيالات ومؤامرات وسعي للسلطه ، حكايات وتراث وخبايا وأقاويل وعكسها تم نقلها كلها بإحترافيه ودقة ،بدأنا بتأسيس الحي لننتقل لبداية تواجد اليهود وحياتهم والصناعات التي أدخلوها كالبمب والصواريخ والذهب القشرة حتى علب الهدايا القطيفة ، حارة امتزج فيها اليهودي مع المسلم مع المسيحي في وئام وسلام وصحبه ، تعايشوا مع بعضهم وكانوا نعم الجيرة كما نقلت الكاتبة حكاوي سكانها وذكرياتهم مع جيرانهم من اليهود .

    🔷لتنقلنا لطوائفهم بالتفصيل وهنا وقفت منبهره بهذا الكم من المعلومات والتواريخ ، انبهرت لإختلافهم فيما بينهم فالقراؤون أكثر تمصراً وأقرب لنا في العادات والواجبات الدينيه عن الربانيون ، وعرفت أشهر عائلاتهم وبم عملوا وكيف تركوا بصمة في مختلف المجالات ، بل وكيف كانوا رجال أعمال يسارعون في الاعمال الخيرية والبناء في الوطن ، لأنتقل لأندياتهم والجمعيات التي أسسوها والصحف التي تفردوا بها لنقل كل ما يخصهم ، وارتحلت لمعابدهم وشاهدتها بأبنيتها الفريدة وتفاصيلها واستزدت ببحثي عن مزيد من الصور على الإنترنت ...

    🔷 كان من المخيف أنني في لحظات وجدتني اتعاطف معهم خاصة بعد ان علمت حبهم لبلدهم ومصريتهم ، ورحيلهم عنها قهراً ، وجدتني انظر للأمر من رؤية مختلفه هم مصريون كانت لهم بيوتاً ومدارس ومعابد وحياة ، كان لهم أصدقاء وأحباب ، كانوا مثلنا يوماً لهم نصيب في كونهم مصريين ، رغم حيادية نقل أخبارهم في الكتاب ، إلا اني عدت مجدداً للفكرة الرئيسية والجدار الحاجز بيني وبين كلمة يهودي ، ألا وهي الصهيونية ، ارض الميعاد وكيف كانوا يملكون صندوقاً أزرق يضعون فيه أموالأً لموعدهم المنشود في فلسطين ، كيف بدأت الصهيونية وكيف زرعوها داخلهم في التلمود ، كيف كانت السياسة هي الأساس في التعامل معهم بعد حرب ثمانية وأربعون ، رغم وجود داعمين منهم للجيش ولمصر في حربها ..

    🔷أحببت في النهاية ربط حياتهم خارج مصر بذكرياتهم فيها ومقارنتهم لخياتهم التي اختلفت كلياً لدرجه ان الورد بالنسبه لهم لا رائحة له ولا حياة خارج مصر ، وكذلك تتبع مؤسساتهم وحمعياتهم التي أسسوها بعد رحيلهم ومد جذورهم في امريكا وغيرها ..

    🔷 ومن المعلومات الصادمة بالنسبه لي البهائية في مصر وكيف حاولوا نشر أذرعتهم ، وعلاقة ايران بمصر ، ففصل لوحة فسيفساء يحتاج ان يتناول ككتاب وحده لكم المعلومات الهامه به .

    🔷 ماأحببته في الكتاب هو الحيادية التامة وتركك لفكرك ورأيك انت في النهاية ، فهنا تضع الكاتبة بين يديك الحقائق والتاريخ والأقوال المختلف فيها وتتركك انت تقرر مارأيك ؟ هل تأثرت ؟ هل تغير فكرك ؟ هل عرفت جديد عن تاريخ بلدك ؟

    وبلا أدنى شك بدات القراءه وانا شخص وخرجت شخص آخر بفكر مختلف ونظره مختلفه ، فبعد قرائتي لناحوم أفندي واستمتاعي بأسلوب الكتابه واللغة السهله العذبة وسهولة التنقل بين الفقرات والمواضيع كان لابد لي ان اكمل هذه الرحله مع قلم مميز وباحثه دقيقه ، بمجهود كبير فاق توقعاتي ...

    🔷أحببت فكره ان كل فصل له موجز صغير في سطور عن ما سيتناوله الفصل وأهم العناوين جعلني ذلك متيقظه اكثر وملمة للمواضبع بشكل أكبر ، كذلك الصور تركت لدي تصورات وحياة للمعلومات و المراجع هامة جداً فهي أساس اي كتاب تاريخ قوي ..

    🔷 في النهاية هذا ما أستطعت ان اعبر عنه خلال قرائتي للكتاب ، و اقف عاجزه عن وصف رحلتي ، ويعجز فكري عن الكتابه عنه واختصاره في بضعة أسطر ، فهو كتاب ثقيل يستحق القراءه والدراسة ...

    🔷 ️إقتباسات /

    -لكن الصدام جاء عندما تحولت اليهودية من ديانة إلى قومية في النفسية اليهودية وهو ما غذته الصهيونية منذ الوهلة الأولى .

    -"اليهودي هو يهودي أولًا وبعد ذلك يمكن أن يكون أي شيء كأن يكون يهوديًا فرنسيًا أو يهوديًا أمريكيًا أو يهوديًا روسيًا، ومهما تنقل من جنسية إلى جنسية فهو أولًا يهودي وكذلك لو تنقل من دين إلى دين فلو اعتنق المسيحية فهو يهودي مسيحي".

    -فهم شعب الله المختار المفضل على العالمين، هم الأخيار ودونهم الأغيار. وهذا تحديدا هو الوتر الذي عزفت عليه الصهيونية السياسية.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أحمل الكثير من المحبة والإعجاب لقلم سهير عبد الحميد الدسم ومهارتها وإخلاصها فى البحث والتقصى عن المعلومة وعلى يديها قرأت عملين ثريين عن تاريخ اليهو.د بإستمتاع وإعجاب ، أما عن إعجابى الشخصى بها فحازته بجدارة فى مقابلة وحيدة لاتتعدى العشرة دقائق حدثتنى فيهاعن مدى حرصها ومجهودها الأكبر لتوصيل المعلومة للقارئ بسهولة ويسر.

    ووجدتنى أمام شخصية جميلة تمتلك من الأدب الجم والتواضع ماجعلنى أشعر وكأننى أقف أمام هانم من هوانم زمان .

    بين دفتى كتاب أنيق بغلاف جذاب ذو ألوان مبهجة وصورة تراثية لما يبدو أنهم طلاب بمدرسة بعنوان يهو.د الظاهر وجملة تفصيلية هى أسماء ثلاث عائلات كبيرة آنذاك مسعودة وليشع ومرزوق فى ٣٦٠ صفحه من إصدار الدار اللبنانية وبإهداء يفتح النفس ويترك إنطباعا حلو المذاق سنعيش عزيزى القارئ فى رحلة بحث استقصائية دسمة بين الزمان من بداية إنشاء حى الظاهر والمكان شوارع وحوارات وبيوت وأماكن كثيرة مميزة حواها هذا الحى العريق فى عشرين فصلا مطعمه بصور الأشخاص والذكريات وصفحات الجرائد ومزيله بعدد كبير جدا من المراجع الذى يدل على مدى إخلاص الكاتبة فى تقديمها للمعلومة .

    بداية تحدثت الكاتبة عن نواة حى الظاهر وهى مسجد السلطان بيبرس والذى سمى والحى نسبة و تخليدا للظاهر بيبرس وأدرجت بالفصول من الأول للثالث معلومات وأحداث عن الحقبة التاريخية التى نشأ وعاش خلالها ثم تولى الحكم وظروف إنشاء مسجد السلطان الظاهر بيبرس فى ميدان قرة قوش وكيف كانت أهمية المسجد وأنشطته ثم ماتعرض له المسجد من بعده من إهمال وتخريب وتغيير فى الأنشطه أيام العثمانيين ،عصر محمد على ، الفاطميين،الفرنسيين والإنجليز، وكيف تدرج العمران وتوالت الإنشاءات وظهرت مناطق الفجالة ، الأزبكية ،غمرة والعباسية وكيف استعمر الناس المكان وعمروه وماحوى المكان من قصور وفلل ومدارس ومستشفيات فى عهد مختلف الأمراء والملوك والأغنياء نظرا للموقع المتميز وماتمتع به المكان من هواء جاف وصحى والدور الذى لعبه الترام فى أهمية المنطقة وعمرانها ومااندلع فيه من حروب بين الفتوات وثورات ومن سكن المنطقه من شخصيات مصريه مهمه كطه حسين وسعد زغلول والأعيان الشوام والأرمن و تحوله ليصبح حى اليه.ود.

    ومن الفصل الرابع للسابع تحدثنا عن حارة اليهو.د مختلف طوائفهم القرائيين والربانيين ، عاداتهم الدينية والإجتماعية ، تأثرهم وتأثيرهم فى جيرانهم المصريين وتعاملاتهم معهم ونشاطاتهم التجارية وخاصة تجارة الذهب وإبتداعهم الفالصو والبمب والصوار.يخ والعلب القطيفة ، ماإشتهروا به من أطعمة وعادات وتقاليد وملابس كالطليت والصيصيط

    وما هى المعاهد والمعابد الدينية الخاصة بيهم كمعبد راب سماحه والإختلافات بين الطوائف والإعتقادات والطقوس التى مارسوها والأعياد الكثيرة التى اشتهروا بها كالفصح والمظلة والعديد من الأخبار والأحداث التى عاشتها الطوائف اليهو.دية والأشخاص المشهورة منهم .

    أما الفصل الثامن فتحكى لنا فيه عن أشهر العائلات القرائية وهم مسعودة ،ليشع ،منشة ،السرجانى ،بيسح ،الجزار،شماس ،دباح ،عبد الواحد ،شمويل، الجميل ،عبدالله وسينانى وعن أبرز الشخصيات التى انتمت لكل عائلة وكان لها دورا مهما سواء فى المجتمع المصرى أواليهو.دى .

    وإستطردت فى الفصل التاسع حكاية اليهو.د الربانيين وأشهرهم المستشرق ولفنسون الباحث المؤرخ تلميذ طه حسين وأول إسرا.ئيلى يلتحق بالجامعه المصرية ويحصل على درجة الدكتوراة والذى منح نفسه لقب أبوذؤيب والذى ألف كتاب تاريخ اليه.ود فى بلاد العرب.

    وفى الفصل العاشر وهوفى رأيى الأكثر إمتاعا تحدثت عن الوسيلة المهمة التى تكاتف وتكافل بها أبناء يهو.د الظاهر بعضهم بعضا وتمثلت فى الجمعيات الدينية والإجتماعية وتحدثت عن الأنشطة المختلفة وتعريف المصطلحات المتصله بها كالدوطه والعاريخاه والمجلس الملى ، إنبهرت كثيرا بمدى إهتمام الأغنياء بالفقراء لدرجة تصييف الفقراء وإنبهرت بكمية المعونات والمساعدات المادية والطبية التى كانت تقدم لهم وقصة طبيب الغلابة الدكتور سنانى ومشروع قطرة اللبن وتبرع إيزاك ليفى بألفى لقاح للكوليرا والتبرعات التى أقامت مستشفى غمرة وماإحتواه من معدات طبية وأسرة وأجهزة كلها من متبرعات الأغنياء

    وماتم إنشاؤه من معاهد دينية وتبرعات شملت مصروفات الكتب وحتى الرحلات للطلاب .

    وجمعية مساعدة الشابات الفقيرات على الزواج .

    وكانت الرياضة وسيلة مهمه للترفيه والتلاحم وكان فريق مكابي لكرة السلة وفوزه بالبطولة المصرية أكبر دليل .

    وكانت للصحافة نصيب مهم فى حياة وتاريخ اليهو.د فى مصر تناوله الفصل الحادى عشر والثانى عشر حيث صحف أبونضارة ، نهضة إسرا.ئيل ، مجلة الإتحاد الإسرا.ئيلى والمجلة الأشهر الكليم وقد تنوعت الصحف فى تناول جميع أخبار الطوائف الدينية والعلمية والسياسية والإجتماعية وقد ذكرت الكاتبة عدد من الأخبار اللطيفه التى نشرت والأجمل أنها أرفقت صور من هذه المجلات .

    أما المعابد الدينية وتنشئتها خصصت لها الكاتبة الجزء الثالث عشر والرابع عشر وتحدثت فيها عن قصص إنشاء كنيس الخازن ، معبد راب سمحاه ومعبد موسى الدرعى ( كنيس العباسية) الذى زاره اللواء محمد نجيب .

    ومعابد الظاهر الثلاثة حنان ، كرايم ونسيم أشكنازى .

    ويعد الفصل الخامس عشر بالنسبة لى هو ثانى الفصول إمتاعا ولطفا ففيه تقص علينا الكاتبة إندماج اليهو.د والمصريين وتشاركهم فى العادات الدينية والإجتماعية وتبادلهم الكثير من التقاليد المتبعه

    والتبرك بالأولياء وحضور الموالد والإنشاد الدينى والإعتقاد فى الكرامات ودقة الزار .

    كما إندهشت من أنهم لديهم ليلة الحنة وتنضيفة العيد وزيارة المقابر

    والفصول من السادس عشر حتى التاسع عشر اصطبغت بالحديث عن الحياة السياسية ومشاكل الهوية والتهجير والغربة التى تعرض لها يهو.د مصر وأثرها عليهم وعلى أبنائهم من بعدهم .

    وفى النهاية كان الفصل العشرين هو محتوى مهم لأسماء الشوارع بالمنطقة ونسب وأصل وفصل كل إسم .

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    "يهود الظاهر"

    للكاتبة المميزة سهير عبد الحميد

    متاح ورقيًا وعلى تطبيق أبجد

    دار النشر: الدار المصرية اللبنانية

    ***

    قد لا أكون من هواة قراءة الكتب بشكل عام، وأكتفي بقراءة ما يخص دراستي، أو أبحاثي في مواضيع معينة أحتاجها..

    لكن بناء على ترشيح الكتاب، وقراري بخوض تجارب مختلفة، فأنا أشكر الجروب وأستاذ إسلام، وأبجد على إتاحة التجربة المميزة هذه لنا.

    ***

    الكتاب دعوة إلى الاقتراب، أن تقف في قلب حي الظاهر، أو تترجل بنفسك وسطه وتستشعر دقّات قلبه.

    الطرقات هناك ليست مجرد أرض تحت أقدامنا، بل مضارب للذاكرة، ورحلة في عبق تاريخ لم نعرف عنه إلا قليلًا، أو لم أعرف أنا عنه إلا النذر اليسير..

    رحلة بدأت مع الظاهر بيبرس، ووضعه لنواة حي صار قبلة للبشر على مدار عقود، وانتهت مع رحيل اليهود عن مصر بين متحسر موجوع، وبين حالم بائس ظن أن يومه الموعود قد أتى، وأن الحياة قد تبسمت له أخيرا في أرض الميعاد.

    قد تبدو قصة شعب تلاحمت أطرافه جميعها، تعايش مسلمينه مع يهوده ومسيحيينه، لكن...

    هناك تلك النعرة العرقية، والأنفة الكاذبة التي جعلت يهوده مهما نادوا بمصريتهم ظلت ديانتهم أولًا ثم هويتهم تلي ذلك، رأيت تعصبهم وانغلاقهم على نفسهم، شاهدت قوميتهم اليهودية تظهر قبل مصريتهم، وصندوقهم الأزرق شاهد على حقيقة ما يخبئونه داخل صدورهم..

    بعضهم رفض الحصول على جنسية البلد التي آوته، وفضل العيش كأجنبي له مميزات الأجانب وتفضيلاته، رأى نفسه كمستثمر وليس كابن وطن، لما لا بينما هو يعامل معاملة خاصة! وله مكانة خاصة! ولن تؤثر عليه الهوية في مده بأي ميزة إضافية!

    ربما لم ير المصريون هذا في بعض دروب الحارة، كانوا يألفون بعضهم، يتعاملون بأريحية وينسون لبعض الوقت أي فوارق دينية،

    ويشهد على ذلك "طعمية موسى"؛ لأن الطعمية لم تكن مجرد أكلة، بل كانت ذكريات مشتركة، وحكاية ناس تعاملوا بسماحة نفس. كان الجيران مسلمًا ويهوديًا ومسيحيًا يشتركون في تناولها دون تفرقة…

    لكن.. لا بد أن يأتي يوم لا تُفلح فيه الأمور، وينكشف المستور، وتتحرك النعرات المستترة داخل نفوس أوغرتها السياسة بالحقد، ومزاعم الوهم بالأفضلية عن باقي البشر.

    ففي منتصف القصة، يأتي موسى مرزوق. لم يكن مجرد طبيب، ولم يشفع له تاريخ البلد التي منحته تعليمًا وهوية ومستقبلًا في جعله يشعر بالولاء، بل كان طاقة مكبوتة، قنبلة معبئة بالكره والحقد، دعتها عقود من تاريخ مسموم، ودروس العنصرية المضطربة فجأة إلى التمرد، ثم أطلقتها في "عملية سوزانا".

    وتحول كل شيء فجأة إلى الأسوأ…

    كل الوجوه المعروفة أصبحت مشبوهة، وكل بسمة على الوجوه صارت تدعو إلى الريبة… الحي الذي كان مجتمعًا لا يفرقه شيء، أصبح يحاوطه الشك والقلق والاضطراب.

    ***

    لغة الكتاب وسرده:

    اللغة فصيحة واضحة. تُرجمَت الذكريات فيه إلى كلمات قصيرة، شديدة الدفء، شديدة التأثير. لم تبالغ في الشعارات، ورغم حياديتها كثيرًا، إلا أنها نجحت في جعل النفس لا تتعاطف، رغم أنها في بعض الأحيان وضحت لنا الكاتبة مدى حزنهم، مدى خوفهم وقلقهم، لكن لا تعاطف معهم، فمهما كانت أحوالهم، كانوا هم المستفيدين الأعظم من بلد منحهم بلا مقابل ورغم هذا تنكروا له بشدة حين وجدوا بديلًا عنه..

    وكأنها تقول لنا هم يهود متصهينون مهما حاولوا إنكار هذا..

    الحوار: لا حوار تقليدي هنا، كل كلام مشهد، كل مشهد حاسة. الكاتبة تمنحك إحساسًا كما لو أنك سمعت الناس بنفسك، ونزلت إلى الشوارع بذاتك، تعاملت ورأيت، ومشيت في تلك الحواري والشوارع على قدميك.

    ***

    رأي أخير:

    "يهود الظاهر" ليست توثيقًا فقط. هي دعوة للإبحار في دروب الزمن، وقراءة بين طيات التاريخ. حكايات الناس الذين ربما لم نعد نراهم أو نعرف عنهم، لكنهم رغم كل شيء كانوا تاريخًا، وكان وجودهم جزءًا من حكاية بلد حتى وإن محى الزمن أثرهم...

    ***

    بعض الإقتباسات من الكتاب:

    ❞ وبعزوف معظمهم عن الحصول على الجنسية المصرية؛ ذلك أن اليهود في مصر لم يكونوا كتلة إثنية متجانسة؛ فمنهم من عاش أبًا عن جد في مصر، ومنهم من وفد إليها من شرق أوربا فرارًا من المذابح، ومنهم من جاء بحثًا عن مجالات الاستثمار الرحب تحت مظلة الامتيازات الأجنبية وفي حماية المحاكم المختلطة. وهؤلاء تحديدًا لم يشعروا بأنهم مصريون. ❝

    ❞ "اليهودي هو يهودي أولًا، وبعد ذلك يمكن أن يكون أي شيء، كأن يكون يهوديًا فرنسيًا، أو يهوديًا أمريكيًا، أو يهوديًا روسيًا، ومهما تنقل من جنسية إلى جنسية فهو أولًا يهودي، وكذلك لو تنقل من دين إلى دين، فلو اعتنق المسيحية فهو يهودي مسيحي❝

    ❞ أن اليهود هم جزء من روح الله، وهم وحدهم سيدخلون الجنة، وفي حين أنه لا يجوز التعامل بالربا مع اليهودي، أو سرقته، أو قتله، أو الزنى بامرأة يهودية، يجوز ذلك مع غير اليهودي. ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ● اسم الكتاب : يهود الظاهر

    ●اسم الكاتبة :سهير عبد الحميد

    الناشر: الدار المصرية اللبنانية●

    عدد الصفحات: 359●

    النوع: تاريخي – ديني ●

    ●التقييم الشخصي: ⭐⭐⭐⭐⭐

    ● بصراحة، أنا من الناس اللي كنت مستحيل أختار كتاب عن "اليهود" كده من نفسي، خصوصًا بعنوان زي "يهود الظاهر"، كنت دايمًا بحس إن الموضوع مش يخصني، ومش من اهتماماتي، وكنت فاكرة إن تاريخهم لا يهمني في حاجة، بالعكس! كنت مترددة أبدأ بيه أصلًا، لكن من أول صفحة، حسيت إني دخلت نفق من الحكايات اللي مش عاوزة أخرج منه.

    ●الكتاب ده مش مجرد حكايات عن طائفة، ده كأنك بتشوف فيلم وثائقي أدبي عن حي الظاهر وتاريخ مصر من أول المماليك، عن ناس كانوا عايشين وسطنا وبيشبهونا جدًا من بره، لكن من جوه، حكاية تانية خالص ..

    ●الكاتبة بدأت من الجذور… من أول الظاهر بيبرس وهو بيحط أول حجر في الحي، وبعدين شافت إزاي اليهود بدأوا يظهروا، وإزاي اتوزعوا في الظاهر والعباسية، لحد ما بقوا جزء من نسيج القاهرة.

    ●أكتر حاجة شدتني كانت التفاصيل الدقيقة عن العائلات اليهودية، كل عيلة وراها قصة، وراها نشاط، وراها شخصية مؤثرة. من اللي بنى مدرسة للي أسس جمعية، للي نشر مجلة، وكل ده موثق بصور وأسماء ومراجع. حسيت إني بقلب في أرشيف حي، مش مجرد كتاب.

    ● الصور كانت نقطة قوة جدًا خلتني أحس إن التاريخ بيتنفس قدامي. شفت المعابد، المجلات، الناس بملامحهم، وحتى نواديهم وطقوسهم الدينية والدنيوية وربطت المعلومات اكتر في دماغي .

    ● الغريب إنك ممكن تلاقي نفسك متعاطف معاهم في لحظة، وبترجع تنفر منهم في لحظة تانية. شعور غريب أوي... حبيت ده في أسلوب الكاتبة، إنها ما فرضتش عليك تتعاطف أو تكره، هي عرضت وانت حر تفكر وتحكم.

    ● بس لما دخلنا في فصل الصهيونية، والـ"صندوق الأزرق" اللي كانوا بيجمعوا فيه فلوسهم عشان "أرض الميعاد"، ومعرفتهم إنهم مهما حبوا مصر، في الآخر هم عندهم وطن تاني في دماغهم... حسيت اني مش طيقاهم خصوصًا لما افتكرت إن منهم جواسيس، ومنهم ناس فضلوا لحد آخر لحظة شايلين كرههم للبلد اللي عاشوا فيها طول عمرهم.

    ● عرفت لأول مرة إن فيه طوائف يهودية مختلفة، زي الربانيين والقرائين، وعرفت إن القرائين كانوا الأقرب لينا، والأقل استجابة للصهيونية، وده زاد فضولي إني أقرأ أكتر عنهم بعد كده.

    الكتاب ده رحلة حقيقية، مش سهلة، ومش خفيفة، بس● ضرورية جدًا لأي حد مهتم يفهم مش بس تاريخ فئة، لكن تاريخ بلد وأحياء وأفكار لسه بتأثر فينا لحد النهاردة.

    أنا بدأت الكتاب وكنت شخص، وخلصته وأنا شخص تاني، بفكر بشكل مختلف، وببص لتاريخ بلدي من زاوية عمرها ما كانت في بالي.

    شايفه انه كنز في اي مكتبة ويستحق القراءه ثاني وثالث .

    ومحتاج وقت وتاني في قرائته عشان تستمتع معاه .

    ●: الاقتباسات

    - "من العدل أن يقتل اليهودي كل أُمَمي "غير اليهودي" لأنه بذلك يقرب قربانًا إلى الله ويكافأ بالخلود في الفردوس وللإقامة هناك أما من يقتل يهوديًا فكأنما قتل العالم أجمع".

    -❞ "اليهودي هو يهودي أولًا وبعد ذلك يمكن أن يكون أي شيء كأن يكون يهوديًا فرنسيًا أو يهوديًا أمريكيًا أو يهوديًا روسيًا، ومهما تنقل من جنسية إلى جنسية فهو أولًا يهودي وكذلك لو تنقل من دين إلى دين فلو اعتنق المسيحية فهو يهودي مسيحي". ❝

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يهود الظاهر

    Sohair Abd El Hamid

    359 صفحة

    2025

    الدار المصرية اللبنانية طباعة - نشـر - توزيع

    في "يهود الظاهر"، لا تسرد الكاتبة حكاية تقليدية، بل تفتح بوابة واسعة إلى التاريخ، إلى ذلك العمق المركب من الزمان والمكان والدين والهوية.

    لا تبدأ الكاتبة بقصة اليhود في مصر، بل بما قبل ذلك، عندما وضع الظاهر بيبرس أول حجر في حي الظاهر، فكانت البداية أعمق مما توقعنا، وكانت الحكاية أكبر من مجرد رصد حياة طائفة.

    إنما نحن أمام نسيج معقد من حكايات متداخلة، وأصول متفرعة، وحياة انغرست بين ثنايا القاهرة القديمة، وبصمتها الذهبية لا تزال في الحواري حتى وإن اختفى أصحابها.

    الكتاب الذى جاء في 359 صفحة، مقسمة على 20 فصلًا، تحفر في ذاكرة المدينة، وتحلل تفاصيل الحياة اليومية لليhود في حي الظاهر، وكأن الكاتبة أرادت أن تصنع توثيقًا أدبيًا، لا يخلو من شاعرية اللغة ورهافة التحليل.

    لم تكن اللغة أكاديمية جافة، لكنها أيضًا لم تغرق في العاطفية، بل جاءت فصيحة مشبعة بالحكمة، تنقلك بسلاسة من تاريخ المماليك إلى صراعات الطوائف اليhودية، .وملامح العائلات إلى تفاصيل المعابد والمجلات

    من أولى الصفحات، شعرت وكأن الكاتبة تزيح الغطاء عن طبقة منسية من تاريخ مصر.

    نقرأ عن المماليك الذين لم يملكوا حتى أسماءهم، وعن أطفال تم أسرهم وتغيير هويتهم تمامًا، عن "الترا" الذي أصبح "عفريت"، وعن اليhود الذين بدؤوا من حارة اليhود ثم انتشروا في الظاهر والعباسية.

    نعرف طوائفهم: الربانيين الأكثر عددًا وثروة، والقرائين الأقل عددًا والأكثر شغفًا بالتعليم والفنون والثقافة. ونتعرف على قوانينهم الخاصة، طقوسهم، مدارسهم، معابدهم، وملامح حياتهم اليومية بكل ما فيها من تديّن وتقليد وازدواجية.

    من أكثر ما لفت نظري في العمل، هو دقة الكاتبة في تتبع سيرة كل عائلة يهودية تقريبًا، 15 اسمًا تم تتبعهم بدقة لافتة.

    كل عائلة تأتي لتضيف لبنة في بناء مجتمعهم الداخلي المغلق. من يقيم المدارس، من يدعم الكتاتيب، من ينشئ جمعية خيرية، من يضع نظامًا لتوريث اليhودية عن طريق الأم. شعرت وأنا أقرأ كأنني داخل أرشيف حي، وكأن لكل اسم قصة وصوت وصورة محفوظة وما ساعد فى ذلك ارفاق العمل بالكثير من الصور للأشخاص والمنشأت.

    ومع هذا التوثيق الحميم، كنت أُفاجأ بمشاعري التي تتضارب. فكلما اندمجت في الحكايات، شعرت بنوع من القرب غير المفهوم، وكأنني أقرأ عن أقارب قدامى، ثم فجأة أصطدم بالواقع، فأشعر بنفور حاد.

    شيء ما في أعماقي يرفض هذا الاندماج، يرفض أن يشعر تجاههم بأي ألفة.

    فبرغم التنظيم والوعي والتعليم الذي ميزهم، إلا أن الغرور والتعالي على الوطن ظل يطفو في كل فصل، في كل موقف.

    وقد أوضحت الكاتبة هذا جيدًا، خصوصًا في الفصل السادس عشر، حين أسقط القناع، وتكشفت الحقيقة المعروفة دائما وابدا للجميع.

    إنهم مهما تشبهوا بالمصريين، وتبنوا عاداتهم وتقاليدهم – من قراءة القرآن لطرد الشيطان، إلى كتابة آيات على المقابر، إلى الزار والموالد وليلة الحنّة – إلا أنهم لم يكونوا يومًا منهم. فهم في النهاية لا يعترفون إلا بهويتهم اليhودية، ولا وطن لهم سوى إسرائيل، حتى وهم يسكنون وسط المصريين.

    احتقارهم للمصريين، وعزوفهم عن الحصول على الجنسية، لم يكن سوى انعكاس لفكرة "شعب الله المختار" التي لم يتخلوا عنها يومًا.

    ما أزعجني أكثر، هو أنني وجدت نفسي أقرأ وكأنني أمام سير ذاتية مبجلة لعائلات لم تحب هذا الوطن، بل استغلته. شعرت أحيانًا أن العمل يسير في اتجاه التعاطف مع جماعة لا تستحقه.

    نعم، الكاتبة لم تطلب منا حبهم، وأُجزم أنها كتبت لتكشف لا لتبرر، لكنها جعلتنا نراهم من الداخل لدرجة كادت تعمي العين عن حقيقتهم.

    فهم من نسفوا أحياء، وخربوا مؤسسات، وتم القبض على 13 جاسوسًا منهم، وكانوا كمن يعاقبون وطناً لم يحبوه أبدًا.

    لكن، لا يمكن إنكار أن العمل بُني بحرفية عالية. الهوامش التي أضافتها الكاتبة، كانت بمثابة كنز معرفي، تشرح كل تفصيلة، كل اصطلاح مبهم. كانت تُمسك بيد القارئ دومًا، وتدله على الطريق.

    والربط بين ما هو ديني وتاريخي واجتماعي وثقافي كان بارعًا بحق.

    كما كان من الرائع أن نقرأ عن طقوسهم في النوادي، في الرياضات المختلفة، عن مؤسسات تعليم البنات، عن مجلاتهم الثلاث (الاتحاد الإسرائيلي، مجلة الشبان القرائين، الكليم)، وتفاصيل معابدهم مثل معبد موسى الدرعي وراب سمحاه. كذلك أبدعت الكاتبة حين كشفت عن إيمانهم بالمعجزات، بالأولياء، بأبو حصيرة، بالزار، بتشابههم الشكلي مع المصريين واختلافهم الجوهري عنهم وهذا الموضوع باستفاضه فى كتابها الساحر "على عتبة المقام".

    ومع كل هذا، ظل السؤال يطاردني: "ما الذي يُرجى من قراءة تاريخهم؟" لا أحبهم، ولن أحبهم، ولم أخرج بتعاطف بل بكثير من التحفز.

    لكن ربما هذا ما أرادته الكاتبة. أن نعرف، لا لنحب، بل لنفهم. أن نطلع، لا لنتعاطف، بل لنحذر.

    فالمعرفة هنا سلاح، وكشف النوايا القديمة رسالة.

    في النهاية، "يهود الظاهر" عمل ثقيل المعرفة، شديد العمق،

    كاشف لحقيقة مجتمع موازٍ عاش بيننا لكنه لم ينتمِ إلينا. الكاتبة، رغم دسم المادة، أبقتنا مشدودين حتى السطر

    الأخير. لكنه، رغم الجهد الهائل، لم يلامسني كما فعل "نحوم أفندي". فذاك كان تحليليًا سياسيًا. أما هذا، فكان غوصًا في سير ذاتية لعدو، تحاول أن تفهمه، دون أن تقع في حبّه... وهو أمر لو تعلمون عظيم لمن سحر بقلم أستاذة سهير عبد الحميد.

    الاقتباسات بالصور

    #ما_وراء_الغلاف_مع_DoaaSaad

    #ريفيوهات_DoaaSaad

    #كتاب_الشهر_في_مكتبة_وهبان

    #يهود_الظاهر

    #مسابقات_مكتبة_وهبان

    #مسابقة_مراجعات_يهود_الظاهر

    #مسابقة_ريفيوهات_يهود_الظاهر

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    "يهود الظاهر بين اليهود الماضي والحاضر "

    في كتابها الجديد" "يهود الظاهر" الصادر عن الدار المصريه اللبنانيه في معرض الكتاب 2025 بتاخدنا الكاتبه سهير عبد الحميد الى رحله عبر دروب المحروسه، دد والرحله المره دي عن اليهود وتحديدا يهود حي الظاهر

    في البدايه بتاخدنا الكاتبه في رحله تاريخيه لنشأة حي الظاهر اللي اسسه الظاهر بيبرس بعد موقعة عين جالوت ومق ت ل سيف الدين قطز، اللي اتفاجئ اهل المحروسه انه بدل ما يدخل عليهم منتصر كان اللي جاي على راس الجيش السلطان الجديد بيبرس

    بنشوف على مدار اول ثلاث فصول نشأة الحي بدايه من بناء المسجد ومراحل تحول المسجد من مسجد لشويه بقى مخزن شويه خرابه شويه بقى حاجه ثانيه لحد ما تم تعميره وبدايه التوسع العمراني ونشأة الحي الفعلية

    بعد كده وعلى مدار الفصول المتتاليه بنشوف مع الكاتبه تطور الحي وليه اليهود اصلا استوطنوا فيه واشهر الاكلات اللي كانوا بيعملوها وكمان العادات الاجتماعيه خاصه ليله السبت، طقوس اليهود في الليله دي وازاي كانوا بيتعاملوا مع جيرانهم المسلمين حتى المسيحيين وكمان اشهر الاساطير اللي كانت متداوله او حتى شائعات اللي كان ابسطها ان لازم العجين يبقى فيه د م مسلم ودة كان سبب ان أهالي الاطفال المسلمين بيخافوا جدا على عيالهم خاصه ليله السبت زي ما قال الاديب الكبير عبد الحميد جوده السحار اللي كان من سكان الحي ويتكلم عنه في كتابه هذه حياتي

    بعد كده بنتكلم عن طائفه القرائيين اللي هي كانت اقل عدد من طائفه اليهود الربانيين زي ما عرفنا قبل كده في كتابها السابق ناحوم افندي، وبتتكلم هنا عن العدد كان قليل واشهر او اهم الفروقات بين القرائيين والربانيين وكل

    طائفه كانت بتتميز ب ايه

    بنشوف كمان اهم وسائل الترابط بين الاسر اليهوديه وفكره التكامل الاجتماعي واهتمامهم ببعض لدرجه ان كان عندهم ناس بتطلع الفقراء المصايف ،كمان فكره جواز البنات لان عندهم نظام الدوطة اللي هو العريس هو اللي بياخد مهر من من العروسه وده كان بيسبب ازمات ماليه كبيره جدا كمان معدل الجواز نفسه كان قليل... الحته دي الصراحه عجبتني جدا فكره ان هم مهتمين حتى برفاهيه الفقراء كانت جميله، كمان اشهر الجمعيات الخيريه وكل جمعيه كانت بتعمل ايه زي جمعية قطره اللبن اللي كانت مهتمه بتوفير اللبن للاطفال

    بعد كده في الفصل الثامن تحديدا بدات الكاتبه تتكلم عن اشهر العائلات القرائيه زي مسعوده واللي يحتكروا راس الطائفه الاكثر انتشارا في الظاهر واسره السرجاني كمان هنا بتتكلم عن كل اسره كانت بتميز بايه بالظبط و مدى تاثيرها على المجتمع اليهودي والتبرعات والجمعيات اللي انشأوها

    كمان هنا بنعرف عن اشهر الشخصيات في كل عيله وتاثيرها على المجتمع المصري وعلاقتها بالملك والاسره الحاكمه وبعد كده علاقتهم باعضاء الجمهوريه الجديده والرؤساء من اول زياره محمد نجيب لمعبد عدلي وبعد كده

    علاقه جمال عبد الناصر كمان بالمجتمع اليهودي لحد ما بدا خروج اليهود من مصر، واصلا الفتره دي كمان اتاخدت في الكتاب بشكل كويس قوي و مركز ولكن بنظام كبير جدا

    كمان الكاتبه اهتمت بذكر الصحف اليهوديه اللي كانت بتتكلم بلسان اليهود اللي اولهم كانت مجله الكليم وكل واحده فيهم تاسست امتى وفضلت لحد قد ايه

    وبعد كده بنتكلم عن معابد الظاهر والعادات المصريه وازاي تأثر اليهود بالمجتمع المصري لدرجه ان كان فيهم ناس بتكتب ايات قرانيه على المقابر بتاعتهم

    بعد كده وفي اخر فصول الفرق بين الماسونيه واليهوديه ازاي بدات فكرة الماسونيه والصندوق الازرق اللي كان موجود في كل بيت يهودي وده كان بيجمع تبرعات عشان نشر اليهوديه وهجره اليهود من كل بقاع الارض لفلسطين واللي كان للاسف في جزء منه بمباركه وتغاضي الحكومه المصريه وتغافل كمان عن اللي كان بيحصل وده عرفناه اكثر في كتاب ناحوم افندي كان

    اخر فصل بيتكلم عن لوحه فسيفساء و ازاي الحي لحد دلوقتي في اسامي شوارع من اول العصر الاسلامي بعد كدة مسيحيه

    ويهوديه ...الفصل ده تحديدا دسم ومركز جدا ومحتاج قراءة أكثر من مرة

    الفكره دايما في كتابه استاذة سهير انها بتحط لك كل الاراء

    قدامك على الطاوله من غير تحيز من غير ما تفرض عليك رأي

    هي هنا اتكلمت عن اليهود بشكل كامل في فصل بتتكلم فهنا في ناس انا انا اتعاطفت معاهم جدا وفي ناس هم اصلا ما كانوش حابين مصر ما فرقوش معايا

    الكتاب مكتوب بطريقه سلسه جدا... تقسيم الفصول عجبني قوي الفصل بادئ بعنوان جذاب بعد كده زي ملخص سريع بعد كده طريقه الكلام وطريقه الربط بين العائلات وفي عائلات تم تتبعها بشكل يعني حلو قوي...المعلومة مكتوبه صح البحث كمان والمراجع واضح ان في مجهود كبير من كميه المراجع اللي اتقالت في اخر الكتاب ...الصور كمان حلوه قوي كمان زود جمال التجربه بصراحه ان قراته على ابجد فهي في الاخر التجربه حلوه جدا

    الكتاب رغم بساطة كتابته دسم، ظي ميزه كتاب الشهر في مكتبه وهبان ان احنا بنقرا الكتاب على فتره على مدار شهر فبناخد الموضوع على مهلنا بدون استعجال

    في النهايه بشكر استاذه سهير على كتاب حيادي جدا اه انا وقلبي وجعني بشكل شخصي ولكن الكتاب حيادي

    واخيرا

    تعيش الكتابة الحلوة... والاقلام المبدعة

    #رفقاء٢٠٢٥

    #قراءات_حرة

    #قراءات_يوليو

    ١/٢٣

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    **كتاب يهود الظاهر**

    «فَهم، وإن طابت لهم الحياة على أرضِ مصر، لكنّهم حملوا بداخلهم تلك النَّعرة التلموديّة التي زرعها فيهم حاخاماتُهم القُدماء؛ فهم شعبُ اللهِ المختار المُفضَّل على العالمين، هم الأخيارُ ودونهم الأغيار. وهذا تحديدًا هو الوتر الذي عزفت عليه الصهيونيّة السياسيّة.»

    على الرغم من أنّ هذه هي أوّلُ تجربةٍ لي مع الكاتبة، إلّا أنّ الكتاب قد جذبني من أوّلِ صفحاته. لم أتخيّل يومًا أنّي سأكون شغوفةً هكذا بكتابٍ يتحدّث عن اليهود؛ فلم أقرأ عنهم سابقًا، وبالتأكيد تلك لن تكون مرّتي الأخيرة.

    بلُغةٍ فُصحى بسيطة استطاعت الكاتبة أن تسرد علينا أحداث الكتاب بسلاسةٍ ساحرةٍ، رغم امتلائه بالمعلومات القيّمة.

    فتناول الكتاب التاريخ من أوّله، بدءًا من الظاهر بيبرس وكيفيّة إنشاء وتعمير الحيّ «حيّ الظاهر»، وكيف أنّ معظم سكّانه كانوا من اليهود.

    وتوالت الصفحات بين شعورٍ بالدِّفء، ورؤيةٍ ودراسةٍ لتاريخ المنطقة والمناطق المجاورة، فنرى تعاملاتهم، وتِجاراتِهم، وتعليمهم وأعيادهم.

    وكيف أنّه كان لهم صحفٌ خاصّةٌ بهم مثل صحيفة «الكليم»، ونتعلّم الفرق بين طائفتي القَرّائين والربّانيّين، ومن ثمّ نتعرّف على أشهر العائلات القَرّائيّة، وعلى معابدهم، وعلى أنديتهم وجمعيّاتهم.

    قد مررنا برحلةٍ كبيرةٍ خلال هذا الكتاب، ولربّما نسينا في بعض أجزائه أنّنا نقرأ عن «اليهود»، ولا سيّما عندما ارتأينا آراءَ الجيران فيهم من المسلمين والمسيحيّين.

    ولكن، وبمجرّد وصولنا للفصول الأخيرة من الكتاب، فإنّنا نصطدم مرّةً أخرى بحقيقتهم التي لا يمكن التغافل عنها؛ نصطدم بازدواجيّتهم، وأنّهم وكما قال إحسان عبد القدّوس: «اليهوديّ هو يهوديٌّ أوّلًا، وبعد ذلك يمكن أن يكون أيّ شيء».

    فمهما اكتسبوا من طِباعٍ مصريّةٍ على مرّ السنين، فإنّ انتماءهم الوحيد سيظلّ دائمًا وأبدًا لدينهم؛ فلا هم ينتمون لوطنهم، ولا لعائلاتهم، وإنّما فقط لدينهم.

    وعلى الرغم من أنّ الحركة الصهيونيّة كانت خطّةً منظّمةً لإقناعِ كافّة أبناء الطائفة وزرعِ الفكرة في عقولهم، وبرغم استجابة الكثيرين لها، إلّا أنّ القَرّائين كانوا الأقلّ استجابةً لهذا الفكر، والأكثر تَمصُّرًا.

    وقد خرج أغلبهم من مصر رَغْمًا عنهم إبّان الحرب، وتشتّتوا في بقاع العالم المختلفة؛ فقد كانت مصرُ وطنًا لهم، واعتبر بعضهم أنفسهم مصريّين، الأمر الذي أحزنهم عند اضطرارهم لترك الجنسيّة المصريّة خلفهم والتخلّي عنها. وتعرّضوا فيما بعد للعنصريّة، فحتى أبناء جنسهم لم يعاملوهم كيهود؛ لأنّ مؤسّسة الحاخامات الربّانيّة شكّكت في وجودهم كيهود، فكانت تنظر إليهم على أنّهم «أوغاد».

    ولا أُخفي عليكم سرًّا أنّ مشاعري كانت مُختلطة أثناء قراءتي عن مَن خرجوا من مصر وهم ينتمون لها، ولقد حزنتُ لأمرِهم بعض الشيء:

    «لم تكدِ السفينة تُغادر ميناء الإسكندريّة حتى سمعتُ صرخة أبي: “رجّعونا مصر!”. لقد كان أبي يتحدّث بهوسٍ شديدٍ عن بيتِنا في شارع الملكة نازلي، كما لو كان ينتظر منّي أنا أن أتمسّك بكلّ ما فقدناه.»

    ولكن سرعان ما زال هذا التعاطف، فكما هو الحال مع اليهود دائمًا: فإنّهم وإن اختلفت آراؤهم حول حبّ مصر — فأحبّها البعض وبغضها البعض الآخر — فإنّ حتى هؤلاء الذين لم يبغضوها، وإن تعلّقت قلوبهم بها، فإنّ انحيازهم للعقيدة الصهيونيّة لا يزال قائمًا.

    «لم يُفارقْنا الصندوق الأزرق، وهو الصندوق القوميّ لليهود، الذي نجمع فيه النقود لتأسيس دولة إسرائيل.»

    وأحببتُ كيف اختتمت الكاتبة الكتابَ بتشبيه الحيّ بلوحةِ الفُسيفساء؛ فقد كان بمثابةِ مُجمّعٍ للأديانِ والأجناس: فسكنَه الأرمنُ والشوامُ والمصريون، وتعايشَ فيه اليهودُ والمسلمون والمسيحيون.

    "إنّك مدعوٌّ هنا في حيّ الظاهر إلى مشاهدةِ لوحةِ فسيفساءَ متباينةِ التفاصيل، منسجمةٍ في غيرِ تنافرٍ، أو فلنقل إنّها لوحة منمنمات فارسيّة كثيرة التفاصيل، متناغمةٍ دون ارتباك."

    وإنّي لأعتقد أنّ الفصل الأخير من الكتاب، من كثرةِ المعلومات التي احتواها، يستطيعُ أن يكون قائمًا بذاتِه؛ فلقد ذُكرَ فيه العديد من الشخصيّات من أجناسٍ مختلفة، ولقد كوَّن جزءًا هامًّا من التاريخ.

    وختامًا، هذا الكتاب يُعدّ موسوعةً رائعةً وشاملة لتاريخِ اليهود في مصر، وتاريخِ الحيّ «حيّ الظاهر» في القاهرة. ولقد استمتعتُ أيّما استمتاعٍ خلال قراءتي له، وأكثرُ ما لفتَ انتباهي هو حياديّةُ الكاتبةِ في نقلِها للتاريخ؛ حيثُ تعرضُ عليكَ الأحداثَ وتتركُ لك المساحةَ لتعتنقَ الرأيَ الذي تراه مناسبًا لك.

    التقييم 4.5 من 5 ⭐

    #مسابقة_ريفيوهات_يهود_الظاهر

    #كتاب_الشهر_في_مكتبة_وهبان

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كتاب يهود الظاهر للكاتبة سهير عبد الحميد

    دار النشر: دار المصرية اللبنانية

    سنة النشر: 2025

    عدد الصفحات: 360 صفحة

    من الصفحات الأولى أو حتى عنوان الكتاب كنت أتصور أنني سأكون مع رحلة لمعرفة تاريخ اليه.ود في مصر، ولكن عندما بدأت أخطو خطواتي داخل المعلومات الموجودة فيه وجدت أنني أتعرف على تاريخ مصر من جديد، ففي البداية عرفتني الكاتبة عن تاريخ الكثير من الأحياء المعروفة في القاهرة مثل العباسية وشبرا والظاهر وغيرها، وكذلك تاريخ الكثير من الشخصيات المهمة التي تولت حكم مصر في فترات مختلفة مثل شجرة الدر وبيبرس وقطز ومحمد علي والتطورات التي قام كل منهم بها في منطقة القاهرة وما يجاورها من أجل بناء قصور أو مقرات لهم، لتجد نفسك بالتدريج تدخل إلى منطقة حارة اليه.ود والتي سنبدأ في التعرف منها على الطوائف الموجودة فيها ما بين الربانية والقرائيية ومعتقدات ومحذورات كل منهم، فتشعر وكأنك لأول مرة تتعرف عليهم، كما أشارت في الكثير من الفصول التالية مدى مصرية الكثير منهم من خلال اتباع بعض الصفات أو العادات التي كان يقوم بها المصريين مثل قراءة المعوذتين لطرد الأرواح الشريرة أو تلمس البركة من الأولياء وإيمانهم بالحسد واستخدامها للخرزة الزرقاء.

    تأخذنا الكاتبة إلى الكثير من الأسماء والشخصيات المعروفة بين اليه.وديين في مصر، والذين كان لهم اسم رنان في عدد من المجالات مثل المجوهرات والساعات وغيرها، والجميل أنها تربط بينها وبين ناحوم أفندي لتجعلك تود العودة مرة أخرى إلى كتابها السابق لتستزيد منه الكثير من المعلومات التي ستفيدك في هذا الكتاب.

    لم تترك الكاتبة أي مجال أو حدث كان للي.هود أثر فيه إلا وتحدثت عنه مثل الصحف التي أصدروها أو تناولت أخبارهم وطرحت عدد من الفقرات باسماءهم، بالإضافة بالتأكيد إلى حديثها عن المعابد مثل معبد موسى الدرعي ومعبد عدلي ومعبد حَنان وطراز تصميمه والذي كان تخليدًا لذكرى حاييم حنان، ومعبد راب سمحاه الذي هناك خلاف على توقيت وسبب بناءه ، وعن المخطوطة التي اختفت من العباسية لتظهر تاليًا في ت.ل أبي.ب!!

    في نهاية الكتاب كانت لوحة الفسيفساء، التي تثبت لنا أن مصر كانت معبر لكل الديانات ما بين اليه.ودية والمسيحية والإسلامية وحتى البهائية وغيرها، وكذلك الكثير من الجنسيات والدول مثل الإير.انية والأرمنية والشامية... فتجمعت فيها جميع الأطياف بوفاق وود استمر لسنوات وبقيّ التاريخ شاهد عليه حتى الآن ما بين اسماء شوارع ومناطق وآثار باقية وعادات وتاريخ لن يمكن محوه أبدًا.

    من الأفكار التي أحببتها في الكتاب هي وجود عناوين محددة في بداية كل فصل يتم تناولها بالتتابع على مدار الفصل بالكامل، وكذلك الصور الموجودة في نهاية كل فصل ومرتبطة بما ورد فيه لتعرفك على الأشخاص الذين تحدثت عنهم وبعض الصور الجماعية وكذلك صور للمناطق نفسها أو اقصوصات من الجرائد للأخبار أو النعي أو غيرها، لتعيش الحدث بشكل كامل ومن جميع جوانهم سواء بالتخيل أو المعلومة او الصورة المرئية.

    النقطة السلبية الوحيدة في الكتاب بالنسبة لي هي كثرة المعلومات تلو بعضها البعض والذي جعلني أشعر في بعض الأحيان بالتشتت وعدم القدرة على تتبع الأحداث وتفاصيلها وتواريخها، وهو ما جعلني أفكر قليلًا قبل أن أمنح الكتاب ما بين ثلاث نجوم ونص أو أربعة نجوم.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    يهود الظاهر

    مسعودة وليشيع ومرزوق

    للكاتبة الباحثة ا.سهير عبد الحميد

    الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية

    قرأت للكاتبة الحاخام الأخير ناحوم افندى وتحدثت فيه الكاتبة عن حاخام طائفة اليهود الربانيين الاخير  فى مصر لتكمل بحثها وحديثها الشيق عن  اليهود الذين عاشوا فى مصر والذين استوطنوا حى الظاهر فتحدثت فى البداية عن نشأة الحى من ايام الظاهر بيبرس ومن سكنه من اليهود وغيرهم وتجمع اليهود فيه وخاصة من اليهود القارئين الاكثر قربا لاولاد البلد من المصريين فى العادات والتقاليد وان كان سكنه ايضا بعض من اليهود الربانيين

    الكتاب يحتوى  على معلومات عن المجتمع اليهودى فى مصر منذ القدم واختلاطهم بالشعب المصرى مع احتفاظهم بهويتهم الدينية المستقلة وتغلغلهم فى النسيج الشعبى بل بالعكس حصولهم على امتيازات كثيرة لانهم كان معظمهم يحملون جنسيات اوروبية وعند اصدار قانون الجنسية فضل الكثير منهم البقاء على جنسيتهم ماعدا كثير من اليهود القرائين الذين حصلوا على الجنسية المصرية لوجودهم فى المجتمع المصرى لاجيال سابقة كثيرة

    وان كانت الكاتبة فى كتابها السابق ركزت عل. اليهود الربانيين ففى هذا الكتاب ركزت على اليهود القرائين فتحدثت عن الصحف الناطقة باسم الطائفة وجمعياتهم الخيرية ومعابدهم وفرقهم الرباضية ومستشفايتهم واشهر عائلتهم والمهن التى برعوا فيها

    لنجد انه كما اهتمت الطائفة الربانية بالاقتصاد اهتمت الطائفة القرائية بالادب والتعلم والتجارة مثل تجارة الذهب والصاغة وكانوا يشتهروا بالامانة والدقة

    وكان منهم فى الفن الملحن داوود حسنى التى تتلمذت على يديه ليلى مراد

    والشاعر المحامى مراد فرج

    ولكن نجد ايضا برغم اختلاطهم بالمجتمع المصرى الذى يستوعب الغرباء ويعاملهم معاملة اهل البلاد الا انهم يعانون من ازدواجية الانتماء فانتمائهم الداهلى الذين لم يستطيعوا التخلص منه هو هويتهم اليهودية وهى ما دخلت من خلاله الصهيونية وتغلغلت فى المجتمع اليهودى المصرى لتستقطبهم  اليها ولكن نجد ان اقل الفىات استقطابا هم اليهود القرائين

    كما ذكرت آراء بعض الكتاب مثل احسان عبد القدوس وعبد الحميد جودة السحار    وطبعا طه حسين الذى كان من سكان الظاهر هو وزوجته فى فترة من الزمن وكان تلميذه المستشرق اليهودى اسرائيل ولفنستون الذى ناقشه فى رسالة الدكتوراة

    لندرك مدى انخراط اليهود فى الخياة المصرية ثم مغادرتهم البلاد بعد العدوان الثلاثى سواء الى فلسطين المحتلة او الى اوروبا

    كتاب شيق جدا وغاية فى الامتاع باسلوب الكاتبة المتميز السلس الشديد الروعة 

      شكرا لابجد ولمكتبة وهبان على الاختيار المتميز كالعادة وفى انتظار الاختيار الجديد

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    الكتاب :- يهود الظاهر

    الكاتبة :- سهير عبد الحميد

    القراءة :- ورقي والكتروني

    التقييم:- ⭐⭐⭐⭐

    انا هتكلم عن الكتاب ككل الكتاب بيتكلم عن اليهود اللي عاشو في حي الظاهر اللي انشأه الظاهر بيبرس في فترة حكم مصر ويحكي عن اليهود بطوائفهم ( القرائيين والربانيين ) والاشكيناز والسفرديم ازاي عاشو في مصر في امان واستقرار بالرغم من ان طوال قرائتي للكتاب هما بيحاولوا يبقو بعاد عن المصريين ودا ظهر في أكثر من مكان في تجمعاتهم مدارسهم حياتهم الشخصية بالرغم انهم طول الكتاب بيقولوا انهم مصريين لكن في أول مشكلة حقيقية ظهروا وقالو لا يبقى لينا وطن ولكن لا انكر ان منهم من كان مصريا ولا يريد الخروج من مصر ومع بداية تجنيد عملاء ليهم في عملية سوزانا او فضيحة لافون خانو البلد اللي عايشين فيها بكل سهوله وانعدام ضمير منهم ومع ذلك فضلو قاعدين في مصر لغاية ما خلاص مبقاش مرغوب فيهم وتوالت خيانتهم لمصر وعلى رأسهم الممثلة راقية إبراهيم ولكن مثل ما كانت مصر لهم بلد يعيشون بها كانت ملاذ للأرمن والشوام ومنهم كثيرين عاشو بمصر وبحي الظاهر مثل عائلة الشاعر الكبير فؤاد حداد وبالمناسبة اول مرة اعرف ان أصله من الشام

    من المعلومات اللي عرفتها اسماء اعيادهم ومواعيد الاحتفال بيها وكمان الاضرحة الخاصة بيهم وكان اشهرهم ابو حصيرة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2