الكتاب " يهود الظاهر"
اسم المؤلف " سهير عبد الحميد"
الدار المصرية اللبنانية
359 صفحة – قراءة ورقي / إلكتروني
التقييم 5 نجمات
🪴🪴🪴
لماذا نكتب عن الماضي ؟
هل الكتابة عن الماضي مجرد توثيق أم كشف حقائق أم نوستالجيا لتلك الأيام!؟
سؤال طالما دار في قلبي وعقلي كلما مررت علي أطلال مبني قديم تُري من كان يعيش هنا وكيف كان يعيش ومن أسس هذا المكان ولماذا أُطلق عليه هذا الإسم ؟
هل يكتب التاريخ المنتصرون ام المنهزمون؟
أم يكتب التاريخ كل شخص عاش الزمان والمكان والحدث !؟
بدأت الكاتبة رحلتها إلى الماضي حيث كانت القاهرة مزينة بأبهي زينة منتظرة المظفر قطز بعد هزيمتة المغول في موقعته الشهيرة عين جالوت لكنها تفاجأ بالملك القاهر ركن الدين بيبرس هو من أتي بجثمان الملك قطز، نتعرف كيف بدأ بيبرس عهده ونتعرف بعدها حكاية الألقاب التي كان يُلقب بها الملوك والأمراء وتبدل اسم الظاهر بيبرس من القاهر إلي الظاهر وكيف نشأ الحي مروراً بحكاية شجر الدر تلك الجميلة التي حكمت مصر وظُلمت ايما ظلم , ومقتل قطز ثم خطة التوريث
تنتقل بنا الكاتبة لحكاية بناء مسجد الظاهر الذي كان مخطط له البناء مكان الإسطبل والذي رفضه بيبرس مبدلاً اياه بمكان لعبه الاأثير ل البولو قائلاً: لا والله ما جعلت الجامع مكان الجِمال, وأولي ما جعلته ميداني الذي ألعب فيه بالكرة وهو نزهتي", وفي هذا الجزء من الكتاب تعرفت شخصية الظاهر بيبرس اكثر واكثر
^*^ ^*^ ^*^
في الحكايات عن اليهود المصرين نجد كلها اتفقت علي شيء واحد وهو العشرة والجيران الطيبون, سنجد عشرات الحكايات المتشابهه , سنجد عشرات الحكايات المتشابهه عن الجيران اليهود الطيبون وقد يكون السبب الرئيسي هنا هو ان المصريين شعب لطيف المعشر ويتقبل جميع الجنسيات والعقائد وهذا يظهر جليا في جميع معاملاتهم
$ $ $
تتنقل بنا الكاتبة في الزمان والمكان والمظاهر في حي الظاهر علي روائح طعمية فلفل ودُقة بسيح ومظاهر الصلاوات والأعياد وحفلات الزفاف وغيرها ... وا اسرائيل واشهر السكان فيه مثل ليللي مراد وراقية ابراهيم والمستشرق اسرائيل ولفنسون تلميذ طه حسين الأشهر
لفت نظري ان في زواج اليهود ان "الدوطة" او المهر اللي بتقدمها العروس وليس العريس ,وبيكون فيها مبالغة الي حد كبير وارهاق لأهل العروسة في مقابل مبلغ قليل ممن العريس حاجة كدة استغفر الله العظيم بصوت الكبير اوووي
_ تعرفت علي صحف يهودية كانت تصدر وقتها اشهرها واطولها عمراً هي الكليم ويليها الاتحاد الاسرائيلي الداعمة للصهيييونية ثم الشبان القرائيون , وظهر علي صفحات الكليم كلا من نجيب وناصر بل ان الكليم نشرت حوار بين الرئيس محمد نجيب علي صفحاتها عقب زيارته لمعبد موسي الدرعي في الاحتفال باليوبيل الفضي له وقدمو له الهدايا القيمة والتي كانت عبارة عن سفر التوراه في لوحة العشاء الاخير وآية الكرسي ومفتاح الحرية لحركة الضباط الأحرار وباقات من الزهور
_ عرفت الكثير عن الطائفة القرائية والتي كانت الأقل في العدد لكنها الأكثر شبهاً بالمصريين المسلمين خاصة من ناحية التطهر قبل الصلاة وتعرفت علي اشهر العائلات القرائية مثل عائلة مسعودة وليشع والسرجاني والتي اصبح لها السيطرة بعدما كانت السيطرة للطائفة الربانية وعائلات شيكوريل وقطاوي وموصيري ولم يكن للقرائين شهرة سوي للموسيقار داوود حسني والمحامي والأديب مراد فرج
_ الظاهر كان به جمعيات الطائفة القرائية مثل جمعيات حماية الفقراء وجمعية مساعدة العزاري علي الزواج عزرات هبتولوت والمستشفي الاسرائيلي التي كانت من المنافذ التي يوصي بها اثرياء الطائفة ونادي مكابي الذي أسس باسهامات من عائلات شيكوريل وعاداة وقطاوي وهذا النادي كان ابرز لاعبيهموريس كوهين وأوني ليفي وفيكتور كوهين وفاز فريق كرة السلة ببطولة مصر عام 1953
_ حظيت مصر ب 60 معبدا يهوديا كان في القاهرة 29 معبدا وفي الظاهر 4 معابد بقي تعرض احدهم للاهمال بينما بقي الثلاثة الي الان وهم معبد حنان وكرايم للطائفة الربانية ومعبد أشكنازي للأشكيناز
والملاحظ هنا اناليهود المصرين او الذين عاشوا أو ولدوا في مصر تطبعوا بطباعهم فتجدهم يقرأون المعوذتين لطرد الأرواح الشريرة أو التبرك ببركة الأولياء والألتزام بزي محتشم للمرأة حين اختيار الزوجة وحتي " تنضيفة العيد " التكشير طقس مقدس للمرأة اليهودية أو الموالد مثل مولد حايم الأمشاطي وموسي بن ميمون والاعتقاد في الكرامات وزيارة المقابرأيضاً
* كتابات بعض الأدباء عن اليهود
" قال احسان عبد القدوس في روايته لا تتركوني هنا وحدي " اليهودي هو يهودي أولاً وبعد ذلك يمكن أن يكون أي شيء كأن يكون يهوديًا فرنسيًا أو أميركيًا او روسيًا ومهما تنقل من جنسية إلي اخري أو من دين إلي أخر فلو اعتنق المسيحية فهو مسيحي يهودي " واحسان اكثر كاتب كان هناك تنوع ديني في كتاباته
عبد الحميد جودة السحار والذي كتب في مذكراته عن حياته في حي الظاهر " كان معظم سكان الحي من اليهود وكنا اطفال لا نبتعد عن بيوتنا كثيرا لأن اهلنا غرسوا في روعنا أن فطير الفصح لا يكون فطيراً شرعياً الا اذا عجن بدماء مسلم"
وقالت عنهم الكاتبة صافي ناز كاظم انهم كانت الاسرة المسلمة الوحيدة بالعمارة والتعامل كان في اضيق الحدود ولكنها لا تنسي طعمية فلفل ومطحن ودقة بسيح وتستغرب جداً من أن اليهود يرون أن البرص يجلب الخير والرزق ويحزنون لو قتلنا برصاً كأنه من بقية أهلهم
كمال رحيم في ثلاثية اليهود وأيضا لوسيت لينادو في الرجل ذو البدلة البيضاء الشركسكين
## الكتاب توثيق للفترة التي قضاها اليهود في الظاهر وحتي خروجهم بعد النكسة مجبرين او مختارين لكن الأغلب منهم كان مجبر علي الرحيل حتي وان لم يرحل الي اسرائيل وظل يشتاق الي مصر والي الظاهر وشارع نازلي وسينماته وسهراته , قد يكون الأبناء مندهشون ولا يستوعبون فكرة اشتساق اهلهم الي تلك البلاد التي لم يطؤها أو يعرفوها سوي في حديث أبائهم ولمعة اعينهم عند الحكي بل ان بعض اليهود المصرين يعتبرون أن شتاتهم هو خروجهم من مصر وفي كل الأحوال فقد كان اليهود وغيرهم من الأقليات يعيشون في سلام ويحصلون علي كافة حقوقهم
@ ألقت الكاتبة الضوء علي عدة قضايا وعدة أجيال, حريق القاهرة وعملية سوزانا وبداية الوهابية في مصر وجذورها الفارسية و بدايات الصهيونية والشتات في مزيج زماني ومكاني متضافر
^-^ الكتاب ممتع جدا واسلوب الكاتبة بسيط وسهل وممتع بحق وعلي الهامش شاهدت فيديو للكاتبة تتحدث فيه عن قوت القلوب الدمرداشية جعلني ثاني يوم اشتري الكتاب وهذا يعني أن السيدة سهيرة عبد الحميد تكتب بنفس مهارة الحكي فشكراً لها علي هذا الكتاب المفيد والممتع
& الغلاف جميل جدا والصور داخل الكتاب موزعة بشكل جميل
@ ملحوظة
عاوزة اشيد بالدار المصرية اللبنانية علي الطباعة والتجليد الجيد للكتاب