أحمل الكثير من المحبة والإعجاب لقلم سهير عبد الحميد الدسم ومهارتها وإخلاصها فى البحث والتقصى عن المعلومة وعلى يديها قرأت عملين ثريين عن تاريخ اليهو.د بإستمتاع وإعجاب ، أما عن إعجابى الشخصى بها فحازته بجدارة فى مقابلة وحيدة لاتتعدى العشرة دقائق حدثتنى فيهاعن مدى حرصها ومجهودها الأكبر لتوصيل المعلومة للقارئ بسهولة ويسر.
ووجدتنى أمام شخصية جميلة تمتلك من الأدب الجم والتواضع ماجعلنى أشعر وكأننى أقف أمام هانم من هوانم زمان .
بين دفتى كتاب أنيق بغلاف جذاب ذو ألوان مبهجة وصورة تراثية لما يبدو أنهم طلاب بمدرسة بعنوان يهو.د الظاهر وجملة تفصيلية هى أسماء ثلاث عائلات كبيرة آنذاك مسعودة وليشع ومرزوق فى ٣٦٠ صفحه من إصدار الدار اللبنانية وبإهداء يفتح النفس ويترك إنطباعا حلو المذاق سنعيش عزيزى القارئ فى رحلة بحث استقصائية دسمة بين الزمان من بداية إنشاء حى الظاهر والمكان شوارع وحوارات وبيوت وأماكن كثيرة مميزة حواها هذا الحى العريق فى عشرين فصلا مطعمه بصور الأشخاص والذكريات وصفحات الجرائد ومزيله بعدد كبير جدا من المراجع الذى يدل على مدى إخلاص الكاتبة فى تقديمها للمعلومة .
بداية تحدثت الكاتبة عن نواة حى الظاهر وهى مسجد السلطان بيبرس والذى سمى والحى نسبة و تخليدا للظاهر بيبرس وأدرجت بالفصول من الأول للثالث معلومات وأحداث عن الحقبة التاريخية التى نشأ وعاش خلالها ثم تولى الحكم وظروف إنشاء مسجد السلطان الظاهر بيبرس فى ميدان قرة قوش وكيف كانت أهمية المسجد وأنشطته ثم ماتعرض له المسجد من بعده من إهمال وتخريب وتغيير فى الأنشطه أيام العثمانيين ،عصر محمد على ، الفاطميين،الفرنسيين والإنجليز، وكيف تدرج العمران وتوالت الإنشاءات وظهرت مناطق الفجالة ، الأزبكية ،غمرة والعباسية وكيف استعمر الناس المكان وعمروه وماحوى المكان من قصور وفلل ومدارس ومستشفيات فى عهد مختلف الأمراء والملوك والأغنياء نظرا للموقع المتميز وماتمتع به المكان من هواء جاف وصحى والدور الذى لعبه الترام فى أهمية المنطقة وعمرانها ومااندلع فيه من حروب بين الفتوات وثورات ومن سكن المنطقه من شخصيات مصريه مهمه كطه حسين وسعد زغلول والأعيان الشوام والأرمن و تحوله ليصبح حى اليه.ود.
ومن الفصل الرابع للسابع تحدثنا عن حارة اليهو.د مختلف طوائفهم القرائيين والربانيين ، عاداتهم الدينية والإجتماعية ، تأثرهم وتأثيرهم فى جيرانهم المصريين وتعاملاتهم معهم ونشاطاتهم التجارية وخاصة تجارة الذهب وإبتداعهم الفالصو والبمب والصوار.يخ والعلب القطيفة ، ماإشتهروا به من أطعمة وعادات وتقاليد وملابس كالطليت والصيصيط
وما هى المعاهد والمعابد الدينية الخاصة بيهم كمعبد راب سماحه والإختلافات بين الطوائف والإعتقادات والطقوس التى مارسوها والأعياد الكثيرة التى اشتهروا بها كالفصح والمظلة والعديد من الأخبار والأحداث التى عاشتها الطوائف اليهو.دية والأشخاص المشهورة منهم .
أما الفصل الثامن فتحكى لنا فيه عن أشهر العائلات القرائية وهم مسعودة ،ليشع ،منشة ،السرجانى ،بيسح ،الجزار،شماس ،دباح ،عبد الواحد ،شمويل، الجميل ،عبدالله وسينانى وعن أبرز الشخصيات التى انتمت لكل عائلة وكان لها دورا مهما سواء فى المجتمع المصرى أواليهو.دى .
وإستطردت فى الفصل التاسع حكاية اليهو.د الربانيين وأشهرهم المستشرق ولفنسون الباحث المؤرخ تلميذ طه حسين وأول إسرا.ئيلى يلتحق بالجامعه المصرية ويحصل على درجة الدكتوراة والذى منح نفسه لقب أبوذؤيب والذى ألف كتاب تاريخ اليه.ود فى بلاد العرب.
وفى الفصل العاشر وهوفى رأيى الأكثر إمتاعا تحدثت عن الوسيلة المهمة التى تكاتف وتكافل بها أبناء يهو.د الظاهر بعضهم بعضا وتمثلت فى الجمعيات الدينية والإجتماعية وتحدثت عن الأنشطة المختلفة وتعريف المصطلحات المتصله بها كالدوطه والعاريخاه والمجلس الملى ، إنبهرت كثيرا بمدى إهتمام الأغنياء بالفقراء لدرجة تصييف الفقراء وإنبهرت بكمية المعونات والمساعدات المادية والطبية التى كانت تقدم لهم وقصة طبيب الغلابة الدكتور سنانى ومشروع قطرة اللبن وتبرع إيزاك ليفى بألفى لقاح للكوليرا والتبرعات التى أقامت مستشفى غمرة وماإحتواه من معدات طبية وأسرة وأجهزة كلها من متبرعات الأغنياء
وماتم إنشاؤه من معاهد دينية وتبرعات شملت مصروفات الكتب وحتى الرحلات للطلاب .
وجمعية مساعدة الشابات الفقيرات على الزواج .
وكانت الرياضة وسيلة مهمه للترفيه والتلاحم وكان فريق مكابي لكرة السلة وفوزه بالبطولة المصرية أكبر دليل .
وكانت للصحافة نصيب مهم فى حياة وتاريخ اليهو.د فى مصر تناوله الفصل الحادى عشر والثانى عشر حيث صحف أبونضارة ، نهضة إسرا.ئيل ، مجلة الإتحاد الإسرا.ئيلى والمجلة الأشهر الكليم وقد تنوعت الصحف فى تناول جميع أخبار الطوائف الدينية والعلمية والسياسية والإجتماعية وقد ذكرت الكاتبة عدد من الأخبار اللطيفه التى نشرت والأجمل أنها أرفقت صور من هذه المجلات .
أما المعابد الدينية وتنشئتها خصصت لها الكاتبة الجزء الثالث عشر والرابع عشر وتحدثت فيها عن قصص إنشاء كنيس الخازن ، معبد راب سمحاه ومعبد موسى الدرعى ( كنيس العباسية) الذى زاره اللواء محمد نجيب .
ومعابد الظاهر الثلاثة حنان ، كرايم ونسيم أشكنازى .
ويعد الفصل الخامس عشر بالنسبة لى هو ثانى الفصول إمتاعا ولطفا ففيه تقص علينا الكاتبة إندماج اليهو.د والمصريين وتشاركهم فى العادات الدينية والإجتماعية وتبادلهم الكثير من التقاليد المتبعه
والتبرك بالأولياء وحضور الموالد والإنشاد الدينى والإعتقاد فى الكرامات ودقة الزار .
كما إندهشت من أنهم لديهم ليلة الحنة وتنضيفة العيد وزيارة المقابر
والفصول من السادس عشر حتى التاسع عشر اصطبغت بالحديث عن الحياة السياسية ومشاكل الهوية والتهجير والغربة التى تعرض لها يهو.د مصر وأثرها عليهم وعلى أبنائهم من بعدهم .
وفى النهاية كان الفصل العشرين هو محتوى مهم لأسماء الشوارع بالمنطقة ونسب وأصل وفصل كل إسم .