اقتباسات من كتاب إلى المنكسرة قلوبهم

‫9 ‫ انتظرتُ الثلثَ الأخيرَ من الليلِ، ‫ لأدعوَ عليكَ، ‫ وفي السُّجود غلبني قلبي، ‫ ووجدتني أدعو لكَ! ‫ بالسَّعادة والهناء، والخروجِ الآمِنِ من قلبي، ‫ فأما الخروجُ الآمِنُ قد تحقق، ‫ لم يعدْ لكَ متسعٌ في هذا القلب،

‫ من لانَ للناس ألانَ اللهُ له قلوب الناس!

‫ ومن قضى حوائجَ الناسِ قضى الله له حوائجه على أيسرِ السُّبُل!

‫ ولا سامحَ اللهُ كل من دخل قلباً فنزعَ منه طمأنينته!

❞ إذا أردتَ أن تعيد إنساناً إلى الحياة، ضَعْ في طريقه شخصاً يُؤمن به!

⁠‫لهذا ابتعد عن كل عينٍ تستصغرك،

⁠‫وعن كل يد تحاول أن تقص أجنحتك،

⁠‫واقتربْ، اقترِبْ كثيراً ممن يقول لكَ: أنتَ تستطيع! ❝

❞ تقولْ فيه «هايزل غرايس» عن موت «أغسطس»:

⁠‫ثم أدركتُ أن لا أحد اتصل بي لأبكي معه،

⁠‫وهذا أكثر ما أحزنني،

⁠‫فالشخص الوحيد الذي أردتُ أن أحدثه عن موت «أغسطس»،

⁠‫هو «أغسطس» نفسه! ❝

❞ الحالُ في السياسةِ كما هو الحالُ في حياةِ الناس،

⁠‫من أرادَ أن يُخاصمكَ فسيجدُ ألف سبب، وإن لم يجدْ اخترعَ واحداً،

⁠‫ومن أرادَ أن يبقى معك، تجاهلَ ألف سببٍ لمفارقتك! ❝

❞ ⁠‫﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾

⁠‫أقرؤها هذه المرَّة بقلبي يا الله،

⁠‫أتحسسُ قدرتكَ وأستشعِرُ ضعفي،

⁠‫فأبرأُ من حولي وقوتي إلى حولكَ وقوتكَ،

⁠‫فإنكَ تقدرُ ولا أقدِرُ ❝

❞ ما دامت الأشياءُ لا تخدشُ كرامتي،

⁠‫ولا تكسرُ كبريائي،

⁠‫فأنا أتمسَّك!

⁠‫أما في اللحظة التي أُهانُ فيها،

⁠‫فإني أُفلتُ إفلاتاً لا إمساكَ بعده،

⁠‫ولم يحدث أبداً أن سقط مني شيءٌ،

⁠‫ثم انحنيتُ لألتقطه،

⁠‫لطالما كانت كرامتي أكبر من قلبي،

⁠‫وهذه من أكثر الصفات التي تُعجبني في نفسي! ❝

❞ ستعطي كل شخصٍ ما يستحق لا أقل ولا أكثر،

⁠‫ستغادر المكان الذي لم يتسع لكَ،

⁠‫ستنظرُ في عين الذي استخفَّ بكَ،

⁠‫وتقول له: لقد سئمتُ منكَ،

⁠‫ثم ستخلو بعدها بنفسك مستغرباً،

⁠‫هذه القوة التي حلَّتْ بكَ،

⁠‫لا تستغرب هذه قوة كرامتك! ❝

❞ أُطرقْ الباب بأنامل الحُب،

⁠‫فإن لم تجد إجابةً فلا تتسوله!

⁠‫على المرء أنْ لا يُريق ماء وجهه مهما حدثَ،

⁠‫أنتَ الوحيد الذي ستبقى لنفسك،

⁠‫ومن حق نفسكَ عليكَ أنْ لا تذلها! ❝

❞ إذا أردتَ أن تتخلَّصَ من علاقةٍ،

⁠‫بأخفِّ الأوجاع وأيسرِ الطُّرق،

⁠‫فأغلِقْ دونها كل الأبواب والنوافذ،

⁠‫لا تسترق النَّظر، ولا السَّمع،

⁠‫اُتركهم لحياتهم، وامضِ لحياتكَ، ❝

❞ وإنَّ أجمل ما قِيل في الصدقة:

⁠‫هي ادِّخارُ أموال الدُنيا للآخرة، فأنتَ لا تستطيع أن تصحبَ مالكَ إلى القبر،

⁠‫ولكنكَ تستطيع أن تجعله ينتظركَ هناك! ❝

❞ عندما يأتيكَ إنسان في حاجةٍ فاعلمْ أنه طلبها من الله أولاً،

⁠‫فأرشده سُبحانه إليك، وجعلكَ سبباً في إجابةِ الدعاء،

⁠‫فلا تنظُرْ في شأنِ من تقضي حاجته فقط،

⁠‫وإنَّما في الذي أراد أن يتكرمَ عليكَ ويجعلكَ سبباً في قضاءِ حوائجِ الناس! ❝

ثم تُقرر أخيراً أن تختارَ نفسكَ، ‫ لن تتعلق أكثر لأنك عرفتَ أن القشَّة لا تُنقذ الغريق! ‫ وأن السَّفينة المثقوبة لا تصلح للإبحار، ‫ وأنها فخٌ من فِخاخ الموت أكثر منها راحلة للسفر! ‫ ستقفُ على قدميكَ وإن كان كل شيء حولكَ، ‫ يدعو للارتماء! ‫ ستبدو ثابتاً وإن كان في القلب عاصفة تدعو للارتجاف! ‫ ستعطي كل شخصٍ ما يستحق لا أقل ولا أكثر، ‫ ستغادر المكان الذي لم يتسع لكَ، ‫ ستنظرُ في عين الذي استخفَّ بكَ، ‫ وتقول له: لقد سئمتُ منكَ، ‫ ثم ستخلو بعدها بنفسك مستغرباً، ‫ هذه القوة التي حلَّتْ بكَ، ‫ لا

❞ يحدثُ للإنسانِ أن يخونَهُ نُبله مرةً وما أجمل قول علي بن الجهم:

⁠‫ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها

⁠‫كفى المرءُ نُبلاً أن تُعدَّ معايبه ❝

من قضى حياته ينظرُ إلى ما في أيدي الناس،

‫ فلن يجدَ وقتاً لينظر إلى ما جعلَ اللهُ في يده،

‫ وسيعيشُ وطعم الحرمانِ مُر في فمه وقلبه!

الجفاف العاطفي مقتل، مقتل بالمعنى الحرفيِّ للكلمة،

‫ كلنا فينا جوع للحُب، ونتضوَّرُ انتظاراً له،

‫ لهذا إن لم نجده اخترعناه!

‫ أو بتعبير أدق توهَّمناه!

‫ نحن حين نعيشُ جفافاً عاطفياً،

‫ نكون فرائس سهلة لأولئك الذين يبحثون عن العلاقات العابرة،

‫ يُريدون أن يضجعوكَ أرضاً، ويذبحوكَ،

‫ فإذا انتفضتَ اتهموكَ أن سكينهم آذتهم لأنكَ لم تكُنْ ذبيحاً مُسالِماً!

‫ لا تخدعنَّكم المظاهر، الناسُ صناديقُ مُغلقة.

‫ فلا تحكموا على الصندوقِ فإنَّ فيه ما لا ترون!

‫ والناسُ كالكُتبِ فيهم ما لا يُمكن معرفته بالنظرِ إلى

‫ من لانَ للناس ألانَ اللهُ له قلوب الناس!

‫ ومن قضى حوائجَ الناسِ قضى الله له حوائجه على أيسرِ السُّبُل!