اقتباسات من كتاب رأيت الله

إلهي، أرنيك في تقليبك وأشهدنيك في تربيتك وأوجدني بك في إشهادك حتى لا تكون عليَّ لسواك ربانية الحكم ولا رهبانية العلم ولا معنوية الاسم.

يا عبد، أنا علمك وإلا فلا علم لك، وأنا وجدك وإلا فلا وجد لك، وأنا سمعك وإلا فلا سمع لك، وأنا بصرك وإلا فلا بصر لك.

‫ يا عبد، حجبت بنعيم الدنيا، فهو النعيم الحاجب.. وكشفت بنعيم الآخرة، فهو النعيم الكاشف.

وقال لي: إن أكلت بشيء شربت به، وإن شربت بشيء سکرت به.

مولاي، أسألك برحمانيتك، أسألك بنورك، أسألك بجمالك، أسألك ببهائك.. أسألك بك، بذاتك، بوجهك، بنفسك، بجنبك، بيدك، بروحك، بعينك، ببيتك، بصمديتك، بكلية أوصافك، بجمعية أفعالك.. بكل ما أضفته لنفسك وعظمته في تعظيمك، أسألك عفو الصفح والكرم وستر التوبة والإنابة.

وعزتك ثم لا وعزتك، ما لي مجير من

يا عبد، أنا الغيور المحال، خلقت الصور لك وخلقتك لي، فلماذا تترك ما أنت له لتضيع وقتك في ما سخرته لك؟!.. أنا أغار على حياتك أن تصرفها في ما لا يليق وفي ما هو دون مكانتك وكرامتك.

أوقفني في الرؤية وقال لي: ما فيها مقال ولا قول ولا عبارة ولا إشارة ولا علم ولا معرفة ولا سمع ولا صمم ولا كشف ولا حجاب.

إذا أعطتك الحدود فادخر، وإذا أعطيتك أنا فلا تدخر (أي إذا رأيت رزقك من الأسباب فادخر أما إذا رأيته مني فلا تدخر).

— آليتُ على نفسي لا يجاورني إلا مَن وجد بي أو بما مني (أي بذكري وآلائي ونعمائي).

‫ هذه صفة أهل الظل الممدود.. فانظر أين أنت من المُذهِبين عنه أو الموصلين إليه.

‫ لن تراني حتى تراني أفعل، ولن ترى فعلي حتى تُسلِّم لي.

‫ لن تراني حتى تراني أفعل، ولن ترى فعلي حتى تُسلِّم لي.

‫ لن تراني حتى تراني أفعل، ولن ترى فعلي حتى تُسلِّم لي.

البينة ما تعرفت به في رؤيتي، والمعرفة ما تعرفت به في غيبتي، فالمعرفة لسان بينتي والبينة لسان قيوميتي.

‫ والصمت من أحكام البينة، والنطق من أحكام المعرفة.

إذا جاءتك الوسوسة جاءتك بـ «كيف» -وهو لسانها وهو سؤالها- لتردك إلى العلم، فإذا دخلت إلى العلم وقعت بين إقبال العقل وإدباره.. أما إذا دخلت إلى المعرفة لم تأتِك «بكيف» لأنه لا «كيف» فيها.. فقل للوسوسة به عرفت صفته لا بصفته عرفته، وبه علمت العلم لا بالعلم علمته، وبه عرفت المعرفة لا بالمعرفة عرفته.. «وكيف» قائمة بين يديه يرسلها لمن يشاء لتبتليه عنه أو لتزيده علمًا به..

وفي نور الحضرة لا يفقه العقل شيئًا؛ فهذا ليس مقامه

وقال لي: باب حضرتي هو باب الصبر عليَّ.

‫ وقال لي: في باب الصبر عليَّ تدري من أنت وتدري ما اسمك عنـدي.

قال لي: أقرب الأبواب إليَّ باب الصبر عليَّ.. وليس بيني وبينه باب، وكل الأبواب من وراء هذا الباب.. ولكل باب حجاب وليس لباب الصبر حجاب، فأقم فيه.

‫ تريد ربك..؟

‫ انظر إليه واصبر حتى يبتديك.

‫ تريد ربك..؟

‫ انظر إليه وأخبت (اخشع) حتى يعزم هو.

‫ وقال لي: إذا عز بك الصبر عليَّ، ويعز بك لأنك إذا وقفت فيه وقفت في العزة، فقل كلمات الصبر. وقال لي: كلمات باب الصبر هي:

‫ ربي هو يفعل كل شيء.

ليس في المجالسة ذكر ولا في المجالسين ذاكر، إنما الجليس ناظر لا ذاكر.. ناظر لا يرجع ناظره.. فَهِمٌ لا ينطق فهمه.. مُدْرِكٌ لا بشيء إدراكه.

جليسي أقرب عبادي إليَّ وهو أقرب إليَّ ممن يراني.. والمجالسة ثمرة الرؤية الكبرى وهي رؤيتي في كل شيء وفي كل وقت، ومن بلغها يبلغ السكون تحت جناح الجلال والاستقرار.

الذي يبوح بحاجته وشكواه إليَّ يتخذ من لسانه مهربًا. أضمر حاجتك في قلبك ولا تبح بها، أكن أنا مهربك وليس لسانك. والآمن من جعل مهربه إليَّ لا إلى لسانه، فأنا لا تجير مني الألسن ولا تنقذ مني الأقوال، فأقم لسانك على الصمت لي وقم أنت بین يدي.