وكالة عطية - خيري شلبي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

وكالة عطية

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

يتسبب اعتداء بطل الرواية ــ الطالب المتفوق بمعهد المعلمين بدمنهورــ على مدرسه في طرده من المعهد وسقوطه إلى العالم السفلى: وكالة عطية: مأوى المهمشين والصعاليك والأشقياء في المدينة. ومن هنا يأخذنا الكاتب الكبير خيري شلبي في واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة بل تكاد تكون خيالية. حصلت هذه الرواية على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003، وصدرت بالإنجليزية عام 2007
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.2 94 تقييم
567 مشاركة

اقتباسات من رواية وكالة عطية

إن الانسان لا يمكن ان يكون شريفًا داخل محيط من الفساد و الفسق، الشرف لايمكن أن يكون فردياً بأى حال من الأحوال،حتى لو تحلى به الإنسان و اعتنقه، فالشرف كما يبدو لي الآن؛ لا يتحقق بالاختيار فقط ولا بالممارسة فحسب و إلا فأنا شريك بالصمت في هذه الجريمة

مشاركة من Mostafa Farahat
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية وكالة عطية

    95

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    ما من شريد بائس قابلته في الحياة إلا ويتضح لي أنه من هواة الأدب والشعر والزجل، وأنه بسبب هذه الهواية المهببة ركبه البؤس فلا حصَّل ولا وصَّل! وفي يوم رأيت بيرم التونسي جالساً على مقهى يأكل كسرة فول ويتخانق مع الجرسون على قرش تعريفة! كان منظره يصعب على الكافر، ولحظتها كان صوت أم كلثوم في راديو المقهى يصدح بأغنية الأمل صارخاً: "ما التقتش إليك وسيلة!"، ولم يكن الجرسون يعرف بالطبع أن هذا البائس الذي يصر على استرداد قرش تعريفة، هو نفسه مؤلف هذه الأغنية الفيَّاضة بالكرم والنور والخير! ولو عرف لما صدق أن هذا الرجل محتاج لهذا القرش فعلاً! لحظتها طلقت هذه الهواية بالثلاثة! وأنا الآن كما ترى فل! أعيش كما أهوى! حر نفسي! أضع رجلي في عين التخين! آكل أحسن أكل! ألبس أفخر لبس، أفعل ما يحلو لي! فاسمع نصيحتي ونفَّض دماغك من هذه الأمنيات الطموح المكلفة إن كنت تريد أن تعيش لك يومين في أمان ولذة واطمئنان .

    يقول خيري شلبي عن نفسه : ما أنا إلا حكواتي سريح، شرير ومجنون، ولو كنت عاقل ماكنتش هبقى خيري شلبي، أنا ابن الخيال الشعبي والسير والملاحم والفلكلور، مولع بالتفاصيل المحشودة في أبنية ذات شعب موصولة بالمسكوت عنه من الواقع الإنساني المؤلم والساحر في آن، فأنا ابن الفلكلور المصري الذي رسخ في وعي طفولتي المبكرة، إن لي أختًا تحت الأرض يجب أن أحنو عليها وأن أترك لها لقمة تقع من يدي، إن كل ما كتبته من قصص وروايات أنا في الواقع أغوص فيها علي صعيد الوقائع الحياتية، وأكاد أزعم بالفعل أن كل ما كتبته من رواية أو حتى أقصوصة من نصف صفحة كان تجربة فنية نابعة من تجربة حياتية.

    مزيج ما بين العربية والفصحى نسج " خيري شلبي " عباءة تخفيت فيها على مدى الساعات التي عشت فيها مع تلك الرواية ، التي استطاع بها أن يسحبنا ويجذبنا فيها إلى زوريق العالم السفلي ، التي تشتكي فيه الحياة لنفسها ، وتعيش فيها على جثث ضحاياها الذين لا تكترث لوجودهم وبالتالي فإن رحيلهم لا يعني لها شيئًا .

    في وكالة عطية ، أحسست أني لست في مكان نعتم ومظلم يمور بالفقراء والنصابين والمحتالين ، بل شعرت أني في عالم حقيقي ، هو صورة مصغرة للعالم الذي نعيش فيها، العالم الغلبة فيه لمن يعرفون طرق الحيل والنصب والتعامل مع الحياة بقوة الدراع ، خصوصًا أنه نكأ في طيات الكتاب الوهم الذي نعيش فيه نحن طلاب الجامعات ، أصحاب الأحلام الوردية ، الذين يزايدون على أنفسهم ويأملونها آمالًا ليست لها القدرة على تحقيقها ، فيقول : “أنت تؤمن بالمثل القائل عن بلدنا إنها بلد بتاعة شهادات وأنا أحب أن أرى من ألف هذا المثل الكاذب لأضربه جزمتين على بوزه !! نحن بلد لا قيمة للشهادات فيها حتى شهادة أن لا إله إلا الله يقولونها برو عتب .

    لوهلة أحسست أن شخصية الرواية الأساسية هو "خيري شلبي " نفسه ، فالشخصيتان متشابهتان حد التطابق ، تقريبًا هو نقل فصولًا من حياته وطبع بها هذه الرواية ، وهذا ما أعطاه بعضًا من الواقعية الممتزجة بالألم والضيق .

    من هذا المنطلق بنى "خيري شلبي" عالمه الخاص القائم على بساطة الحكاية المفعمة بالخيال الجامح في الأسطورة الشعبية، فاستطاع أن يقترب من الطبقات المسحوقة تحت نعال المجتمع، وأن يطفو بالصعاليك والأوباش إلى قمة الهرم الاجتماعي يرسم بقلمه عالمهم المليء بالحكايات، ويصول بقارئه ويجول داخل سراديب هذا العالم الذي لا نعرف عنه سوى الاسم فقط، عن أناس دربوا أنفسهم على لعبة الاستغناء التي يعتاد فيها الجسد بالقوة الجبرية على ألا يطلب شيئًا على الاطلاق، فروايته "وكالة عطية" التي عدوها ملحمة العشق والحرمان والألم كانت أشبه بالقصر المسحور مغلق الأبواب وحالك الظلمة، تدخله فلا تلبث أن تنجذب بقوة لا تقاوم إلى عالمه السفلي الذي يمور بخيرات الفقراء والنصابين والصعاليك والمظلومين، شخصيات لا ندري كيف تعيش على اختلافها تحت سقف واحد ردحًا غير صغير من الزمن، تسكن جنبًا إلى جنب في نسيج واحد لا يكاد خيط منه ينفصل عن الآخر.

    وبجانب حكايات "خيري شلبي" عن صعاليك القاهرة وأوباشها، استطاع أن ينقل تجربته التي احتلت وجدان القارئ بمجرد سماعها في شيء أشبه بالاستعمارالقادر على أن يمكنه من أن يعمل مبضعه في قارئه، ويقيم في داخله الجسور والسكك مفسحًا المجال أمام كلماته وعباراته التي سرعان ما تستحيل إلى شخوص حية، لأن كاتبها عندما أشاع فيها من روح قلمه لم يثقل كاهلها بالأدب العتيق الذي تخنقه العبارات الصعبة المعقدة والتي لا يستطيع إنقاذها فتكون كتابته في جسد ميت بلا روح، لذا أصبح للقرية حضور قوي في ذاكرة "شلبي" والتي تتماهى مع ذاكرة الزمن.

    في كل عمل من أعماله عالم من البهجة والإثارة، هناك مدن مسحورة وأخرى واقعية، وحضور قوي لأناس لا حصر لهم من الصعاليك والأوباش والفلاحين، وفضاءات شاسعة تدور بها معارك طاحنة في دفقة من المشاعر الإنسانية المتجددة، وهناك حكم وأمثال كالآلئ في أصداف من الحكايات الشائعة الجذابة، بها ينزاح الستر عن الحقائق المتخفية حتى تجعل زلزال الصدام لدى القارئ يوشك أن ينفجر، لكن سرعان ما يفرغك من مشاعر الخوف والاضطراب والقلق، كي تنخرط في تلك الحكايا مفتونًا بما فيها من عبقرية خالية من حشد المثاليات والتضحيات والعذابات المغذاة بأسانيد من اللغة المعقدة والمأثورات اللماعة.

    يقول صاحبنا: الخيال لا يعني تأليف شيء من العدم أو تخيل عالم بأكمله من الفراغ، إنما الخيال هو عمق الإحساس بالتجربة المعيشة سواء عاشها المرء بنفسه أو عايشها عن كثب، إن الخيال خبرة بالتفاصيل وبكيفية استخدامها ضمن نسيج كلي

    Facebook Twitter Link .
    9 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    اول قراءة ليا كاملة لخيرى شلبى بعد محاولتى الفاشلة فى إتمام رواية " صالح هيصة " ، وبالرغم من الرواية السالف ذكرها تتسم بنفس العيب الذى وجدته ف وكالة عطية إلا اننى ارغمت نفسى ع إتمامها ليس لمجرد كرهى لنقطة قراءة كتاب وعدم اكماله للآخر مهما كانت عيوبه ولكن لان بعض فصول وشخصيات الرواية جذبتنى لمعرفة نهايتها .

    خيرى شلبى يتسم بسلاح ذو الحدين وهو الإسهاب ف ذكر التفاصيل ، فعلى الرغم من شعورى بالملل ف بعض فصول الرواية ، إلا ان ذكره لتفاصيل حياة بعض الاشخاص المحورية ف الرواية - بل وبعضها شخصيات ثانوية ايضا - وبراعته ف الوصف جعلتنى اتغاضى عن كل ذلك .

    فمن بطل الرواية المجهول اسمه للشوادفى وزناتى ودميانة ووديدة ووداد ونور الصباح واقارب البطل ، تمكن خيرى من نسج خيوط الرواية لتصبح كالقنبلة التى تصدمنا ف زيف الواقع ، وتجعلنا نعلم ماهية حياة المناطق العشوائية الفقيرة التى قد تكون مجهولة بالنسبة لكثيرين ، فوكالة عطية تضم بين طياتها السواء الاعظم من الشعب ، من عاطل عن العمل وفاشل ف الدراسة ومطرود من قريته لسبب ما وآخرى هاربة من فضائح ولاتريد سوى الستر ، لآخرى مجنونة تقيم علاقة مع قرد عجوز ! ، لآخر محترف ف فنون النصب هو وعشيرته ، إلى غير ذلك .

    ولم يتوقف خيرى شلبى عن سرد جوانب حيوات هؤلاء الاشخاص بل تطرق الى السياسة ف عهد حكم عبد الناصر وفظائع السجون وفزاعة الاخوان المسلمين وكيف تعاطف عدد من الشعب معهم نتيجة الزج بهم ف المعتقلات لأسباب واهية .

    قد اكون غير منصفة ف درجة تقييمى للرواية ولكن ربما تكون هناك فرصة ثانية لتصحيح وجهة نظرى عن خيرى شلبى من خلال قراءة رواية آخرى له .

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    الرواية مسبكة

    شخوص كثيرة ذات تفاصيل وحواديت تسحرك.

    جعل الكاتب عنوان كل فصل من فصولها اسم شخصية من الشخصيات وأظن دا فكرة فرنسية.

    لم تعجبني النهاية أحسست أن خيري بعدما رفعنا إلى السماء أسقطنا دون هوادة .

    لا أدري أجاءت النهاية تحمل العقاب لشخصية الرئيسية وذلك حتى يشعر القارئ بالارتياح كما هو أغلب الروايات أم ......

    الرواية ذكرتني برواية تغريدة البجعة

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    وكالة عطية... مرحبا بكم في العالم السفلي لمدينة دمنهور!!!

    الآن فقط أدركتُ ما يقصده "أومبرتو إيكو" حين قال(ماذا يعني تخيل قارئ قادر على التغلب على كفارة الصفحات المائة الأولى؟يعني على وجه التحديد أن كتابة مائة صفحة إنما ترمي إلى تشكيل قارئ مناسب لما سيأتي لاحقا بعدها من صفحات)و تعني أيضا يا إيكو المتعة التي يُكافَئ بها القارئ ككفارة للمئة صفحة الأولى من رواية وكالة عطية للكاتب (خيري شلبي ) شيخ الحكائين كما يطيب للبعض تسميته.

    و كأني (بخيري شلبي) جالسٌ قبالتنا على تلك المصطبة لا غيرها التي يجلس عليها (الشوادفي)_ مالك وكالة عطية_و هو منهمكٌ في تحضير عدة الشاي و لفِّ سيجارة الحشيش التي سيأخذُ بعد قليل نفَسها رويداً رويداً مع كل حكاية يُطلعْ نفس و تِطلع جنية أو جني بطلٌ لهذه الحكاية ، (الشوادفي) و هو يروي على مسامع البطل (فلان) الذي فضّل (خيري شلبي) أن يترك إسمه هكذا دون تحديد دون تفصيل حتى يقول أننا قد نكون ذاك الشخص يوما ما و أننا لسنا بمعصومين من دوران الزمن كما يقال ، و أن ما حدث ل (فلان) قد يحدث لأكثر شخص حريص فينا على شرفه، هيبته و كرامته ، يقول خيري شلبي ( إن الانسان لا يمكن أن يكون شريفًا داخل محيط من الفساد و الفسق، الشرف لايمكن أن يكون فردياً بأى حال من الأحوال،حتى لو تحلى به الإنسان و اعتنقه، فالشرف كما يبدو لي الآن؛ لا يتحقق بالاختيار فقط ولا بالممارسة فحسب و إلا فأنا شريك بالصمت في هذه الجريمة) ربما تعد هذه الإشكالية من بين أهم القضايا التي طرحها علما الإجتماع و النفس، هل الإنسان إبن بيئته؟ و كيف يأثر و يتأثر بها؟

    إذن ما الحدث الذي جعل بطل روايتنا يقع بين فكي(وكالة عطية) ؟؟ و لا يستطيع الخروج منها بعد ذلك !! يقول (فلان)( ما كنت أحسب أن الحال يمكن أن يتحدر بي إلى حد قبول السكنى في وكالة عطية. بل ما كنت أتصور أنني قد صرت صعلوكا حقيقيا، ومن زمرة الصياع القراريين، إلى حد إن أعرف مكانا في مدينة دمنهور اسمه "وكالة عطية"... المفروض أنني طالب بمعهد المعلمين العام، أقصد كنت كذلك لما يزيد على عامين. إلا أنني رزئت بمدرس... لم يعجبه أن أبناء الفلاحين المعدمين، القادمين من القرى والعزب أشبه بالجرابيع الحفاة، يمكن أن يتفوقوا على أبناء المدارس الأصلاء من أبناء الذوات )

    وكالة عطية... المسرح المفتوح على الحياة..

    يبدع كالعادة الحكاء(خيري شلبي) في وصف تفاصيل التفاصيل في رسم جسد المدينة، تعرجاتها، شوارعها، أزقتها، أناسها، روائحها ووو كله مجسد أمامك من خلال كلمات و حبكة شلبي ، يجعلنا في كثير من الأحيان نشك في وجود تلك المعالم التي يرويها لنا شلبي و نحن فاتحي الفم ، نعم فاتحي الفم ذهولاً لدقة الوصف ثم لأسطرة الأماكن أيضا، هل يمكن أن يصدق شخص قرأ رواية وكالة عطية أن الوكالة لا وجود لها على الواقع ؟ أبدا... أبدا ، لابد و أنها موجودة و أن شلبي رآها رأي العين أو على الأقل سمع عنها من خلال الآثار ، لكن أن تكون محض خيال المؤلف فهو الإبداع بل السحر بعينه... ( الوكالة مكونة من طابقين اثنين رغم علو جدرانها ، حجرات صغيرة متلاصقة متداخلة ؛ كل حجرة يلتصق بها سلم حلزوني من الخارج متآكل الدرج يوصل إلى الحجرة العلوية . أمام كل حجرة مساحة يزيد عرضها على المترين مسقوفة بالخشب الجملون فوق عمدان خشبية تأخذ شكل البواكي . معظم الحجرات مفتوحة في الطابقين ، يطل من بعضها ضوء خافت ، مع أصوات خافتة بلغط كـالعراك ، كالمودة ، كالمزاح ، كالمناهدة ، كالمواقعة الجنسية ، كل ذلك يطـن في الفناء الواسع . روائح تجثم على الأنف دفعة واحدة : عطانة ، عرق ، كحول محترق ، دخان محمص ، سردین ورنجة ، روث ، صنان ، لكن الهـواء من حين لآخر يحمل لفحة عطر عابرة تلطش الأنف بزخم ثقيل كريه) ثم مع تأثيث المكان (الوكالة ) يأتي شلبي لخلق عوالم هذه الوكالة بشخوصها، بلحمهم دمهم، صورهم،قصة حياتهم ،بل حتى مكنوناتهم !!! لا نبالغ إن قلنا أن (وكالة عطية) تنافس ألف ليلة و ليلة و لا نبالغ إن قلنا أن شلبي قعد في مكان شهرزاد و تربع، فلم يثنه حتى صياح ديك الصباح على المضي قدماً في نسج حكاياه و غزل صوف قصصه.

    ربما أكثر شخصية _محورية_ في وكالة عطية هي شخصية هذا المارد (الشوادفي) ، هو بالضبط كمن يمسك خيوط اللعبة ، أو كمن يحرك الدمى على المسرح، يعلم بكل شاردة وواردة في الوكالة بيده مفاتيح أسرار الجميع، هم تحت قبضته شاؤوا أم أبوا ، و لرسم شخصية الشوادفي أعطى شلبي له بعدا اسطوريا، و وصفاً خيالياً و مرعبا أيضا( ثمة يد كبيرة بأصابع كالثعابين تمتد لترفع شريط لمبة الفانوس . عمّ الضوء برحاية مدخل البوابة ، فإذا برجل يتمدد على مصطبة مبنية بالأسمنت لصق الحائط ، لا يقل طولها عن ثلاثة أمتار ، يفترش ويتغطى بمجموعة من الأجولة المرقعة ببقايا بطاطين الجيش . شكله يقطع بأن جسده لم يعرف الماء طول حياته وأنها قد لا تصله في طعام أو شراب حتى إن الحشف والقشف جعلاه يبدو كجذع شجرة جزورين جافة أحرقتها شمس لاهبة، أصابع يديه و قدمه طويلة الأظافـر كالمخالب المخيفة ، وجهه مثل قدر فخاري أسود ، بلحية منتصبة الشعر كالأسلاك الشائكة . تطل منه عينان كعيني الجمل العجوز يتطاير منهما الشرر الأحمر ، وفم واسع كفتحة المرحاض خال من الأسنان ، وأنف مثل كوز الذرة المشوى).

    ربما حدث الرواية أو حبكتها الأساسية تتمثل في إنحدار البطل (فلان) من عالمه الخاص و بيئته، الطالب الفلاح المنتمي إلى عالم "المتعلمين من ذوي الأصول الريفية" إلى عالم "الصياع و ذوي السوابق ، الحشاشين من ذوي الأصول الريفية أيضا" بعد واقعة أو حادثة طرده من المعهد أي سقوطه من عالمه إلى العالم السفلي في الرواية ،بالإضافة إلى ذلك نجد الزمان و المكان الذي شكل هذا العالم السفلي المتمثل في حكايات شخصيات نزلاء وكالة عطية و يكتشف البطل (فلان) قصصهم تباعا، و يكتشف القارئ معه قصصهم و أخبارهم (شوادفي ـ قطيطة ـ دميانة والقرد ـ الداية والحانوتي ـ زينهم العتريس ـ عفريت أم وداد ـ سندس والهريسة ـ وديدة أنقح من وديدة ـ بديع ـ فكيهة).

    قد لا تكون لوكالة عطية وجود حقيقي أو فعلي في الواقع لكن الشيء المؤكد أن حكايا نزلاءها موجودة في بين الأزقة و الحواري المظلمة لكل مدينة مهمشة يعيش أصحابها تحت أنين الظلم و قهر الزمن.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    وكالة عطيه

    خيري شلبي

    تدور احداث الروايه في خمسينيات القرن الماضي حيث ينقلنا الكاتب من عالمنا و من حياتنا إلي مكان لم نفكر يوما أن نراه بل لم نكن نظن أنه موجود في كوكب الأرض و ليس مصر فقط !!!!

    إنها وكالة عطيه في دمنهور عاصمة محافظة البحيره و التي تسمي مدينة النور …

    وكالة عطيه هي حي قائم بذاته محاط بالأسوار و له باب مغلق دائما و يفتح أحيانا بموافقة صاحب الوكاله " شوادفي " الذي كان مستأجرا لها من

    " عطيه " ثم استولي عليها و رفض مغادرتها و أكتفي عطيه بحصوله علي بضعه قروش كل شهر لا تكفي مصاريف ادويته يومان و لا يستطيع إستردادها من شوادفي و لا بستطيع بيعها لأنها مستأجره من الوقف ..

    ووكالة عطيه كانت في الأصل إستراحه للملك فؤاد و كانت من ضمن أملاك الأميرة شويكار الزوجه الاولي له و الذي طلقها بعد أن حاول شقيقها قتلة بعد خيانته لها و سرقة اموالها للصرف علي عشيقته اليهوديه ،،،،

    وكالة عطيه هي دنيا ثانيه و عالم آخر يسكنها الصعاليك و المشردين و المتسولين و الشحاتين و بنات الهوي و العوالم و الحشاشين و الهاربين من القانون بعضهم يستأجر حجرات للنوم و البعض يفترش الأرض فكل مكان له أجر و ثمن و يتولي إدارتها بكل حزم و حسم و قوه هذا المدعو

    " شوادفي "

    تقود الأقدار شاب ريفي كان طالب متفوق بمعهد المعلمين و كان يتمني أن يكون يوما ما مدرسا للرياضيات لطلبة المرحله الثانويه و لكن كراهيه غير منطقية من مدرس بالمعهد يري أن أبناء الفلاحين المعدمين ليس لهم الحق في التفوق علي أبناء العائلات و الناس الطيبين و قام بكل جبروت يسحب ورقه الاجابه منه في إحدي الأمتحانات بحجة الغش و طرده مما أضطر الطالب الريفي للعراك معه و الأعتداء عليه بوحشيه تسببت له في عاهه مستديمه حيث فقد المدرس إحدي عينيه و كانت نتيجتها الفصل النهائي من المعهد و الحكم عليه بستة اشهر سجن مع إيقاف التنفيذ و يضيع حلم الشاب الريفي المتفوق ….

    تقوده الصدفه الي ذلك المستنقع "وكالة عطيه "لتكون مأوي له حيث لا يستطيع العوده الي قريته خشية صدمة أمه و عقاب أبوه ،،

    لم يحدد الكاتب للبطل أسما و كأنه رمز لشباب كثير فقدوا الأمل و ألقي بهم الي العالم السفلي !!!

    يعرض لنا الكاتب نماذج من البشر تعيش في الوكالة

    جاءت من قاع المجتمع لتعيش في تلك الوكاله تختلف أسمائهم و أعمارهم و ملامحهم لكنهم شخص واحد ليس له عائله و ليس له مؤهل و ليس له مكان علي الأرض و رفضه المجتمع فلجأ الي الوكاله متخذا منها سكن و عائله يبحث عن لقمة العيش و عليه أن يحصل عليها بأي وسيله مع أو ضد القانون .. الله في قلبه و لكنه يعصيه و كله ثقه و أمل في الغفران و كل شيء مباح لا حدود لاي فكره طالما بعيده عن خيانة أو أذي أي شخص آخر من ساكني الوكاله فهذا هو القانون الوحيد الذي يحترمه و الطاعه واجبه للشوادفي لأنه الكبير و الحامي و الحكيم أيضا لما يتمتع به من خبرة السنين ،،،

    و من خلال الروايه نتعرف علي تلك النماذج من أين أتت و كيف أصبحت علي هذا الحال ..

    منهم من كان ضحية امرأه و منهم من كانت ضحية زوج الأم و منهم من كان نتاج طمع العم و منهم من كان لقيط وجد في صفيحة زباله و منهم من كانت ضحيه العشق و قسوة الأخ …

    كل واحد أختار لنفسه عمل فهذه عالمه و تلك ضاربة الودع و أخري دايه و هذا حرامي اتوبيسات تساعده إحداهن و هذا نصاب محترف يستغل زوجاته الأربعه في عمليات النصب خاصه في الموالد و هذا حانوتي و هذا صبي في غرزه ..

    يتركوا الوكاله صباحا كل الي عمله و يعودوا مساء و قبل صلاه العشاء حيث تغلق الوكاله بابها لتبدأ السهره بين الخمر و القمار و سماع الست …

    و يصبح الطالب المتفوق الريفي البسيط واحد من عدة ( صبيان ) أحدهم بعد أن حاول أن يجد عملا فلم يجد ،،،

    بدأت الروايه و الشاب في المدرسه و أنتهت و هو في الزنزانه …

    هل هو نتاج الجهل أم الفقر أم العنصريه ؟؟؟

    اسلوب الكاتب في السرد ممتع للغايه فتقرأ و كأنك تشاهد فالتفاصيل في تحديد الاماكن و الأشخاص تنقلك من القراءه إلي المشاهده بل أن كل شخصيه في الروايه تصلح أن تستقل بروايه خاصه بها ..

    تشعر و كأنك أمام فيلم سينمائي و ما عليك إلا وضع الموسيقي التصويريه له …

    أستحقت الروايه ما حصلت عليه من جوائز و أستحق الكاتب أن يظل أسمه محفورا في سجل الأدباء العظام الذين أنجبتهم مصر ،،،

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    إنهم أهل الوكالة التي رأي صاحبنا نفسه مندمجا فيها كواحد من ساكنيها البارزين و راح خيري شلبي يروي لنا الحكاية تلو الحكاية و الحكاية داخل الحكاية حتى ابتلعتنا الوكالة التي تكاد تشبه مصر و كل مصر في كل أوان و عصر حتى أدرك خيري الصباح فسكت عن الكلام المباح.

    دميانة مدربة القرود على النشل و الرقص و التسول و رمضان عريجة مرشد المباحث و لص الماشية و يقوم بأدوار المساعدة في بعض عمليات النصب و زينهم العتريس الشيخ الشحاذ تابع الدرويش القطب و المجاهد السابق ضد الإنجليز و اللص أحيانا. و وداد ضاربة الودع و حلبية التي تدق الوشم و قطيطة التي تبيع الحلوى في الطرقات و الدجاج الحي في الأسواق و كل شيء قابل للبيع في كل زمان و مكان. أما سيد زناتي فهو صاحب العدة و العدة هنا ليس مال و لا متاع بل بشر ممن خلق و اصطنع على شاكلته ليأتمروا بأمره و ينفذوا تعليماته فينتشرون في الأرض يجمعوا رحيقها فينتج شرابا مختلفا ألوانه فيه شقاء الناس و عذابهم. و كلبهم -شوادفي- باسط زراعيه بالوصيد. لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا.

    01

    كنت قمينا بأن أهتز من مناظرهم و أرتج رهبا. لولا شوادفي. كان يشيع كل عمدة أو باشا أو بيك أو شهبندر تجار باللقب الذي يستحقه عند الوداع. مع السلامه ياد يا ملعب. نهارك فل يا زقلط. ربنا معاك يا زعبله. قلبي معاك يا ابن القحبة. .. إلخ .. إلخ. مما أدخل في روعي أن حجرات الوكالة هذه ليست إلا كواليس مسرح و ها هم الممثلون يخرجون إلى خشبة المسرح مرتدين ثياب أدوارهم. فداخلني شعور بأنني يجب أن أقوم أنا الأخر لأرتدي ملابس دور ينبغي أن أخرج لأؤديه. لحظتئذ جوبهت بحقيقة تقبض لها قلبي بشكل قارص حاد. حتى كدت أطلق آهة عميقة ضجرة. تلك هي أنني ليس لي دور على خشبة أي مسرح و لا حتى دور كومبارس.

    02

    لقد صرت متأكدا الأن من أن سندس لفت على هؤلاء المساكين الأغرار حتى حفظت شكل ذهبهم و اشترت نظائر له من الذهب الفالصو بواسطة رمضان عريجة الذي رأيته بعيني يتسلم منها الذهب الأصلي. و لكن هل أستطيع التصريح بذلك أو الاعتراف به؟ هل يرحمني أحد؟ هل يحترمني البوليس أو حتى يترفق بي؟ لا أظن ذلك مطلقا. إن الإنسان لا يمكن أن يكون شريفا داخل محيط من الفساد و الفسق. الشرف لا يمكن أن يكون فرديا بأي حال من الأحوال حتى لو أراده شخص مثلي يحلو له أن يكون كاتبا يتحدث عن الأخلاق و المثل العليا. و حتى لو تحلى به الإنسان و اعتنقه. فالشرف كما يبدو لي الأن لا يتحقق بالاختيار فقط و لا بالممارسة فحسب و إلا فأنا شريك بالصمت في هذه الجريمة.

    03

    فانبرى شوادفي: إذن أسمعونا الفاتحة.

    أوشكت ضحكتي على الانفجار لكنني اعتقلتها بشدة. حينما رأيت الجميع -لدهشتي- قد رفعوا أكفهم نحو السماء و اندمجوا في قراءة الفاتحة بورع متقن كأنهم في المسجد اثر انتهاء الصلاة. مسح الجميع بأكفهم على وجوههم ثم إن شوادفي وجه الكلام لي قائلا: الفاتحة تقصم ظهر الخائن. فأومأنا جميعا بالموافقة على قوله. و شربنا نخب الفاتحة! كل واحد رشفة من كأس واحد.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    يوميات قراءتي لهذه الرواية:

    تبدو لي هذه الرواية شيقة على غير عادة هذا اللون من الروايات التي يروج لها الإعلام لعلاقة الصداقة والشللية التي تجمع بعض أطرافه بمؤلفي الكتب ومدبجي الروايات السخيفة.

    ـ أعجبني في الصفحات الأولى منها تناولها لحياة الطبقات المسحوقة في المجتمع المصري، وهي عالم قلما قرأنا له أو عنه، هل سينجح الكاتب في شد انتباهي إليه هذا ما سأراه وأحكم له به وعليه.

    ـ لا زلت أستمتع بما يكتبه خيري شلبي في هذه الرواية البديعة للغاية التي تصف حياة شريحة اجتماعية مصرية لم أقترب منها قرائياً إلا كتب معدودة جداً، وكنت أمني نفسي بالقراءة في عوالمها الداخلية لكني ثقافتي القرائية في الرواية المصرية محدودة أو مقتصرة على روائيين ليس لديهم هذا الاهتمام بتناول هذه الشريحة الاجتماعية العجيبة.

    ـ الرواية ممتعة بالفعل ولا أريد الانتهاء منها، ولفت نظري وشد انتباهي أن واقع هذه الفئة المسحوقة اجتماعياً قديم في مصر وليس حديثاً أو وليد التغيرات الاقتصادية التي مرت عليها مصر العقود الماضية.

    ـ بالفعل تستحق خمس نجوم.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    الرواية كانت جميلة وتصور جزء من الحياة المصرية بأسلوب جميل وشيق ،يعاب على الكاتب الإكثار من استخدام اللغة المصرية الدارجه والشعبيه

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    أحبائي

    الزميل الأديب الكبير خيري شلبي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    Vv

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ممتازة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون