وكالة عطية > مراجعات رواية وكالة عطية > مراجعة Mohammed Makram

وكالة عطية - خيري شلبي
تحميل الكتاب

وكالة عطية

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

إنهم أهل الوكالة التي رأي صاحبنا نفسه مندمجا فيها كواحد من ساكنيها البارزين و راح خيري شلبي يروي لنا الحكاية تلو الحكاية و الحكاية داخل الحكاية حتى ابتلعتنا الوكالة التي تكاد تشبه مصر و كل مصر في كل أوان و عصر حتى أدرك خيري الصباح فسكت عن الكلام المباح.

دميانة مدربة القرود على النشل و الرقص و التسول و رمضان عريجة مرشد المباحث و لص الماشية و يقوم بأدوار المساعدة في بعض عمليات النصب و زينهم العتريس الشيخ الشحاذ تابع الدرويش القطب و المجاهد السابق ضد الإنجليز و اللص أحيانا. و وداد ضاربة الودع و حلبية التي تدق الوشم و قطيطة التي تبيع الحلوى في الطرقات و الدجاج الحي في الأسواق و كل شيء قابل للبيع في كل زمان و مكان. أما سيد زناتي فهو صاحب العدة و العدة هنا ليس مال و لا متاع بل بشر ممن خلق و اصطنع على شاكلته ليأتمروا بأمره و ينفذوا تعليماته فينتشرون في الأرض يجمعوا رحيقها فينتج شرابا مختلفا ألوانه فيه شقاء الناس و عذابهم. و كلبهم -شوادفي- باسط زراعيه بالوصيد. لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا.

01

كنت قمينا بأن أهتز من مناظرهم و أرتج رهبا. لولا شوادفي. كان يشيع كل عمدة أو باشا أو بيك أو شهبندر تجار باللقب الذي يستحقه عند الوداع. مع السلامه ياد يا ملعب. نهارك فل يا زقلط. ربنا معاك يا زعبله. قلبي معاك يا ابن القحبة. .. إلخ .. إلخ. مما أدخل في روعي أن حجرات الوكالة هذه ليست إلا كواليس مسرح و ها هم الممثلون يخرجون إلى خشبة المسرح مرتدين ثياب أدوارهم. فداخلني شعور بأنني يجب أن أقوم أنا الأخر لأرتدي ملابس دور ينبغي أن أخرج لأؤديه. لحظتئذ جوبهت بحقيقة تقبض لها قلبي بشكل قارص حاد. حتى كدت أطلق آهة عميقة ضجرة. تلك هي أنني ليس لي دور على خشبة أي مسرح و لا حتى دور كومبارس.

02

لقد صرت متأكدا الأن من أن سندس لفت على هؤلاء المساكين الأغرار حتى حفظت شكل ذهبهم و اشترت نظائر له من الذهب الفالصو بواسطة رمضان عريجة الذي رأيته بعيني يتسلم منها الذهب الأصلي. و لكن هل أستطيع التصريح بذلك أو الاعتراف به؟ هل يرحمني أحد؟ هل يحترمني البوليس أو حتى يترفق بي؟ لا أظن ذلك مطلقا. إن الإنسان لا يمكن أن يكون شريفا داخل محيط من الفساد و الفسق. الشرف لا يمكن أن يكون فرديا بأي حال من الأحوال حتى لو أراده شخص مثلي يحلو له أن يكون كاتبا يتحدث عن الأخلاق و المثل العليا. و حتى لو تحلى به الإنسان و اعتنقه. فالشرف كما يبدو لي الأن لا يتحقق بالاختيار فقط و لا بالممارسة فحسب و إلا فأنا شريك بالصمت في هذه الجريمة.

03

فانبرى شوادفي: إذن أسمعونا الفاتحة.

أوشكت ضحكتي على الانفجار لكنني اعتقلتها بشدة. حينما رأيت الجميع -لدهشتي- قد رفعوا أكفهم نحو السماء و اندمجوا في قراءة الفاتحة بورع متقن كأنهم في المسجد اثر انتهاء الصلاة. مسح الجميع بأكفهم على وجوههم ثم إن شوادفي وجه الكلام لي قائلا: الفاتحة تقصم ظهر الخائن. فأومأنا جميعا بالموافقة على قوله. و شربنا نخب الفاتحة! كل واحد رشفة من كأس واحد.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق