اول قراءة ليا كاملة لخيرى شلبى بعد محاولتى الفاشلة فى إتمام رواية " صالح هيصة " ، وبالرغم من الرواية السالف ذكرها تتسم بنفس العيب الذى وجدته ف وكالة عطية إلا اننى ارغمت نفسى ع إتمامها ليس لمجرد كرهى لنقطة قراءة كتاب وعدم اكماله للآخر مهما كانت عيوبه ولكن لان بعض فصول وشخصيات الرواية جذبتنى لمعرفة نهايتها .
خيرى شلبى يتسم بسلاح ذو الحدين وهو الإسهاب ف ذكر التفاصيل ، فعلى الرغم من شعورى بالملل ف بعض فصول الرواية ، إلا ان ذكره لتفاصيل حياة بعض الاشخاص المحورية ف الرواية - بل وبعضها شخصيات ثانوية ايضا - وبراعته ف الوصف جعلتنى اتغاضى عن كل ذلك .
فمن بطل الرواية المجهول اسمه للشوادفى وزناتى ودميانة ووديدة ووداد ونور الصباح واقارب البطل ، تمكن خيرى من نسج خيوط الرواية لتصبح كالقنبلة التى تصدمنا ف زيف الواقع ، وتجعلنا نعلم ماهية حياة المناطق العشوائية الفقيرة التى قد تكون مجهولة بالنسبة لكثيرين ، فوكالة عطية تضم بين طياتها السواء الاعظم من الشعب ، من عاطل عن العمل وفاشل ف الدراسة ومطرود من قريته لسبب ما وآخرى هاربة من فضائح ولاتريد سوى الستر ، لآخرى مجنونة تقيم علاقة مع قرد عجوز ! ، لآخر محترف ف فنون النصب هو وعشيرته ، إلى غير ذلك .
ولم يتوقف خيرى شلبى عن سرد جوانب حيوات هؤلاء الاشخاص بل تطرق الى السياسة ف عهد حكم عبد الناصر وفظائع السجون وفزاعة الاخوان المسلمين وكيف تعاطف عدد من الشعب معهم نتيجة الزج بهم ف المعتقلات لأسباب واهية .
قد اكون غير منصفة ف درجة تقييمى للرواية ولكن ربما تكون هناك فرصة ثانية لتصحيح وجهة نظرى عن خيرى شلبى من خلال قراءة رواية آخرى له .