تصف المقولة نهاية العالم بأنها ليست حدثًا ننتظره، بل هي كل يوم.. كل جريمة.. كل انتهاك، وكل سرقة، وكل قتل. نستيقظ كل يوم على نهاية العالم، ونودِّعها قبل أن نغلق جفوننا ليلًا.
عالمي الهادئ
نبذة عن الرواية
"في أول أيام سجني العسكري، زارني والدي، وسألني "ماذا تفعل؟". أخبرته أنني لا أريد حمل السلاح، لا أريد أن أشترك في الحرب. أخبرته بحلمٍ زارني الليلة السابقة، عن أن الحرب توقفت، لأن جمع الجنود في كل الجيوش قرروا ذات صباح أن يتوقفوا عن حمل السلاح. قال لي: لن تستطيع تغيير العالم فردًا رددت: إن لم أغيره، سأحاربه. وهكذا كانت حياتي، أمضيتها أحارب هذا العالم.. وأسوا ما يحدث عندما تحارب العالم، أنك لن تدرك أبدًا أنك تخوض كل المعارك الخاسرة، إلا قرب النهاية.. أنا أكره هذا العالم.. أنا آسفٌ لك؛ جعلتك جزءًا من حربي الخاسرة."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 127 صفحة
- [ردمك 13] 9789777514309
- روافد للنشر والتوزيع
اقتباسات من رواية عالمي الهادئ
مشاركة من سها السباعي
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Doaa Saad
عالمي الهادئ
إسماعيل وهدان
127صفحة
2018سنة
روافد للنشر والتوزيع
**بين وعد النهاية السعيدة وواقع الحرب الأسود**
من عنوان عالمي الهادئ ووعد الكاتب بنهاية سعيدة، تتوقع أنك تمسك عمل مبهج يربت على القلب… لكن ما إن تفتح الصفحات الأولى حتى تصطدم بويلات حرب لا ترحم.
رواية تُفتَح برسائل تُقرأ عليك، لتضعك مباشرة أمام حكاية شاب اُنتُزع من دياره ليُجند فى جيش لا يعرف عنه شيئًا، ويُلقى به فى معركة لا يدري عنها شيئًا، ليواجه جيشًا آخر لا يعرف عنه شيئًا أيضًا. ستة جيوش يسمّون أنفسهم أسماء لا يقتنع بها إلا هم، وكلهم ينقضّون على أقوام أبرياء أكثر مما يواجهون المعتدين… وكأنها الكوميديا السوداء التى يعيشها هذا العالم المنكوب.
وسط كل هذا العبث يرى بطل الرواية أبشع صور الحرب، فيبوح بكلمات تزلزل القلب:
> ❞ أنت لن تكره الحرب أكثر مني.. أنت لم تجرب ألم اليقين بأنك ستموت الآن… لم تجرب ألم أن تقتل أحدًا لا تعلم عنه شيئًا… لم تر عينَي شاب يأمل بالعودة لأهله تنطفئان للأبد… كل ما أريده حياة ساكنة، وأن لا أرى دمًا آخر… ❝
عند هذا الاقتباس بالذات… يترقرق الدمع فى عينيك، وقد تعجز عن متابعة السطور التالية من شدة ما تحمله الكلمات من وجع. تستريح قليلًا، تلتقط أنفاسك، ثم تكمل، لتجد شبح الحرب يتجسد أمام البطل، يعيد تشكيل وعيه تدريجيًا، ويؤكد له أنه لن يعود كما كان بعد تلك الحرب الغشماء.
عند هذه النقطة يرتمى البطل على سحر الطبيعة الطيبة، يحاول أن يحيا من جديد بعدما ظن أنه صار شبحًا لا يَرى ولا يُرى. وهنا يضع الكاتب شعلة أمل صغيرة فى منتصف الظلام… يفتح له باب الحب، بقصة رقيقة دافئة تحمل الكثير من التفاؤل.
يقابل البطل عائلة ممزقة، شتّتها القصف وشرّدت الحرب بعضها، حتى صار بعضهم هشًّا لا يلوى على شىء. ومع الوقت يتجمعون ويلُمون شملهم من جديد… لكن الحرب لا تترك شيئًا على حاله.
تنقلب الدنيا مرة أخرى عندما يتألم البطل فى أذنه، فتعود إليه تلك النصيحة القديمة التى تلقاها فى الجيش، فينقذ بها ما تبقّى من قلبه، ليعيش أخيرًا مع حبيبته… أنصاف بشر بعد أن التهمت النيران كل من أحبوهما.
فى هذه اللحظات يتزعزع إيمان قلب الأنثى الطيب بأسئلة وجودية عن الحرب وعن ربّ السلم والحرب. لكن يظهر إيمان البطل هنا ثابتًا، قويًا، يقوّم اعوجاج قلبها الهش بتروٍّ ورفق، حتى تستعيد بعدها تفاؤلها من جديد.
تحاول معه تعمير الأرض، أو حتى جزء صغير منها، فقط ليسترجعا آدميتهما المفقودة.
ثم تأتى النهاية وكأنها تهمس:
ستستمر محاولات العيش مهما طالت الحرب… سيعود التعمير بعد الخراب… سيبقى الصبر والدعاء رفيقين أمام الظلم والبلاء.
ويختتم البطل رحلته بفكرة كتابة مذكراته، ليخلّد وجوده فى عالم لفظه، هو وكل من لم يطلب سوى حياة بسيطة فى سلام.
زين الكاتب العمل بلغة عربية فصحى سلسة مميزة وحساسة جدا وتوجها بغلاف معبر جدا عن محتوى العمل.
رأى الشخصي
رواية أكثر من رائعة… أُرشّحها بشدة.
لكن ترفّقوا بقلوب المكلومين؛ فمن فقد حبيبًا فى الحرب، أو شارك فيها يومًا، فلا أنصحه بخوض هذه الرحلة الشاقة مرة أخرى.
اقتباسات راقت لي
❞ كل الحكايات تنتهي، والنهاية في ذاتها لا تفرق كثيرًا.. فقط أتمنى أننا سنصل لنهايتها الحقيقية بدون أي أحزان أخرى. ❝
❞ أنا لم أفقد إيماني بالرب، برغم إني في لحظات كثيرة أردت هذا.. في لحظات كثيرة شعرت بأن عدم وجود من يسمعني أخف وطأة من أن يكون هناك من يسمعني ويتجاهلني.. لكنني لم أستطع.. ما زلت في بداية كل يوم أسأله بداخلي علامة، تدلني على معنى لكل ما يحدث، أو إشارة أنه موجود.. وأنه يأبه..
- وهل وجدت هذه العلامة أبدًا؟
ابتسمت لها مطمئنًا ❝
❞ أكره العالم.. أكره دفعه لي دومًا نحو الهرب والتعلق بأمل مؤلم بالنجاة. لا نجاة من هذا العالم.. كل الطرق تؤدي للموت.
تجسَّدتُ الموت ينظر لنا في أعيننا بسخرية واستهزاء. أو لا.. هو حتى لا يبالي بنا بما يكفي لكي يسخر أو يستهزئ.. ❝
❞ - لا أريد الهروب. أريد أن أحارب من تسبب في هذا. سأحارب حتى آخر نفس في حياتي. ❝
❞ -الحياة قصيرة. وأنا أقولها حقيقة ليس مجازًا كمن يقول إن الثمانين عامًا يمضون كدقيقة وثلث.. بل حقيقة، كشكٍ في أنني سأكمل الثلاثين من الأصل. لقد رأيت شبابًا ورفاقًا أصغر مني يموتون.. لا بد من انتهاز أقل فرصة.. ❝
#أبجد
#عالمي_الهادئ
#إسماعيل_وهدان
#مسابقةـريفيوهات
ـعالميـالهادئ #ما_وراء_الغلاف_مع_Doaasaad
#مسابقاتـمكتبةـو
هبان -
Samar Hemdan
#مسابقات_مكتبة_وهبان
#مسابقة_ريفيوهات_عالمي_الهادئ
متى ينتهي العالم؟؟
بداية فلسفية جدا للرواية لرؤية الكاتب بأن العالم ينتهي لحظة إغلاقه لعينيه للمرة الأخيرة، لم أفكر بها من قبل ولكنها حقًّا فكرة رائعة. فكل موتٍ هو نهاية لعالم صاحبه ـ رحم الله موتانا جميعًاـ
❞ "إن أحسست بضغطٍ عالٍ على أذنيك وأنت في ساحة القتال، احتمِ بأقرب ساتر بجانبك، واسأل الرب الرحمة". ❝ ما أقسى هذه الكلمات عند سماعها وأنت ذاهبٌ إلى ساحة القتال، فهي كلمات لا نجاة بعدها، ويالحظه فقد نجا!!
❞ لا أدري ما المنطق في هذا، لكنني لحظتها تمنيت الموت خوفًا من الموت. ❝ جملة صعبة جدًا
كيف يهرب الإنسان من الموت، هل هناك مهرب منه؟! وكيف يتمنى الموت خوفًا منه، فهو ميت في جميع الأحوال! لكن الكاتب هنا كان يتمنى الموت السريع دون تعذيب أو ترهيب كان يتمنى إغماض عينيه فلا يرى ولا يسمع أي شيء بعد ذلك.
"اسمي جِرم" كلمتان، مجرد كلمتان كانتا بمثابة باب الرحمة والحياة. لماذا تركوه حيًّا؟! هل لاعتقادهم بأنه أبله أم لعدم تمكنهم من اقتناص أي معلومات منه فتركوه في محبسه حتى حين؟!
مشهد الإعدام الذي جاء في أول الرواية هو مشهد متكرر في كل الحروب وكأنه أيقونة الحروب ولا تستقيم حربًا ويحدث فيها انتصارًا إلا بحضور هذا المشهد الأليم.
مع قراءتي للرواية كنت أكتب انفعالي اللحظي مع انتهاء كل فصل إلى أن ظهرت شخصية شبح الحرب جذبتي رغمًا عني وتوقفت عن الكتابة لأكمل الرواية كاملة،
توقفت كثيرا أمام تلك الشخصية، ذلك الطفل الصغير الضعيف الذي لم يستطع الدفاع عن نفسه أمام شخص خسيس، والأب المكلوم في ولده وإحساسه بالضيق والحزن لعدم وجودخ في الوقت الذي احتاجه ابنه فيه، فكان كل نفكيره تأن يجعل ابنه قويًّا، وتكونت شخصية شبح الحرب الذي رفض القتل دون سبب، رفض الحرب، رفض الظلم، ترك الجيش ليصبح هو جيشًا بأكمله.
تأثرت كثيرا به، وحزنت حزنًا شديدًا على موته بالرغم من شجاعته إلى آخر نفس، استطاع الكاتب أن يكتب شحصية شبح الحرب بجدارة.
تكتمل الرواية بعد موته ويذهب جِرم غربًا بحثا عن المحيط، لكن أقداره توصله إلى مزرعة رادن وأسرته وتتوهظ عزيزي القارئ او يوهمك الكاتب بأن الحياة بدأت تبتسم لجِرم، لكن انتظر لا تبتهج كثيرا فالمنحوس منحوس، وبدلًا من الهرب وحده تهرب معه حبيبته بعدما فقدت كل ما كان لها في الحياة بسبب حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وعدنا الكاتب في البداية بالنهاية السعيدة، فهل حقًّا كانت النهاية سعيد؟! أم أننا فقط نتوهمها؟
في اعتقادي الشخصي انه لا توجد أبدًا نهاية سعيدة مع الحروب حتى مع انتهائها فهي أبدًا لا تكون سعيدة بعد فقد الأهل والأحباب والمسكن والأمان.
هذه الرواية من أجمل ما قرأت، لغة سلسة وسرد رائع وتتابع شيق للأحداث دون تطويل، عنوان الرواية يوحي بالهدوء والرومانسية ربما، لكن غلافها عكس ذلك تمامًا.
الرواية برغم قِدمها إلا أنها تصلح لكل الأوقات وتصف بطريقة ما الحروب في كل الأزمان، فالكاتب هنا لم يصف حربًا بعينها ولا دولة في حد ذاتها ولكنه صاغ الأحداث في مكان وزمان مجهولين، فلا المكان ولا الزمان يغيران حقيقة أن كل حرب تبدأ بمطامع شخصية لجيوش وحكومات مختلفة والخاسر الوحيد فيها هو الإنسان البرئ.
مراجعة أمنية شوقي
-
Achaimaa Adel
#مسابقة_رواية_عالمي_الهادئ
#اقتباسات_رواية_عالمي_الهادئ
#مكتبة_وهبان
اسم الرواية//عالمي الهادئ
الكاتب//إسماعيل وهدان
دار النشر//روافد للنشر والتوزيع
القراءة إلكترونية على أبجد
عدد الصفحات//186
العنوان /
دل على ما يتمناه كل انسان فى الحياة -حياة هادئة-و لكن هل استطاع الابطال أن يعيشوا بأمان و هدوء؟
اللغة و السرد /
كانت باللغة العربية الفصحى السلسلة سردا و حوارا. فاللغة جاءت معبرة و مؤثرة و تثير الحزن و الشحن فى مواضع و الامل و التفاؤل فى مواضع أخري قليلة .
مقدمة/
كيف لي أن ابدا الحكاية ، إنها حكاية حياة حزينة يعيشها الكثير حولنا .فهي عن الحروب دون تحديد مسمى للبلد و لكن بصفتها إن كانت الأرض الخضراء ام الصحارى ام الوديان .فالكل يتدمر دون مراعاة لصغير أو كبير ،رجل أو امرأة ،فالحرب لا تميز بين المجني عليهم .
و لكن هل كل محارب يرغب في خوض هذه المعركة ،أم أن كثير من الشباب يجبر على خوضها و الدفاع عن _وهمها_ و إلا وصم بالعار. و هنا تبدأ الحكاية بجرم الذي أجبر على التجنيد و الدخول فى الحرب دون رغبة منه أو فهم .
يسرد لنا الكاتب مشاعر جرم الذي خاض ما لم يخضه الكثير و لكنه كسر نفسه و هزم روحه فأصبح انسان يخشي الامل حتى قالت له نيرة حبيبته و بطلة الرواية و التى لم تلوثها الحرب بعد ❞ "الأمل خطير جدًا.. ألا تقدر على التفاؤل؟" ❝
اتفق كثيرا مع البطل فمن قد مر بظروف تفقده الامل فى حياة سعيدة و مسالمة ، فيعتقد أن الامان فخا .
تنقسم الرواية إلى ثلاث مراحل ، الجزء الاول ملئ بالأحداث الجثام التى تحدث فى الحروب و أن تقسيم البلاد و محاربتها بعضها البعض لا ينتج عنه خير أبدا و يزيد الارهاب و التطرف و ظهور عناصر تحارب الجميع فقد يصاب أحدهم بفكر متطرف و يريد أن الخلاص من الحرب هى القضاء على كل من يخوضها .
❞ أنا لست محاربًا. أنا لم أقتل لوطن ولا دين ولا شعب، أنا حاربت الحرب ذاتها!
- لا أفهمك.
- حربي كانت على كل من حمل سلاحًا ليقتل غيره. وحتى هذه الحرب لم أخترها! ❝
فلا يسلم أحد من الحرب وويلاتها حتى الارانب الضعيفة فى مراعيها ، ماذا فعلت ،و لماذا الحروب اصلا ما الطائل منها كلها دمار و قتل و خسارة فى الممتلكات و حياة بلا امل و فى خوف مستمر .
فنحن و للاسف نحيا مؤخرا في جو ملئ بالحروب و التوترات ، التى جعلتنا لا نشعر بالامان ، بالرغم من سلامة وطننا من الحرب و لكننا محاطون بالحروب من كل جانب يجعلنا نعيش فى ترقب و تأثر اقتصادى و سياسي و امنى على حدودنا .
و نتساءل ما يحدث و لماذا و هنا يخطر فى بالى هل للدين صلة فكلهم نفس الدين أحيانا كثيرة فالدين برئ و هنا يذكر الكاتب أنه حتى مع اختلاف الديانات فالنتيجة واحدة
❞ في الحرب تستوي الأديان، ولا يبقى سوى دين البقاء، ❝
و هنا تتحول الأحداث إلى الجزء الثانى الخاص بحياة أسرة بسيطة فى منطقة بعيدة عن الحروب و قد ظنت أنها فى مأمن و لكن يحدث ما لا يحمد عقباه .
و هنا تظهر حالة نيرة ،حيث الفاجعة تخرس القلوب قبل العقول فيصاب اللسان بالعجز عن التعبير.
و هنا تسال نيرة سؤال خطر فى بالنا كثيرا فيما يحدث فى بلادنا المنكوبة ، لماذا يحدث هذا على مرأي و مسمع من الله ، اكيد هناك حكمة لا ندركها بعقولنا و لكنى دائما ادعو لهم بالصبر و أن يحافظ الله على دينهم و عقلهم فهم يرون شتى العذاب حتى الاطفال منهم دون اقتراف اى إثم .
❞ أحيانًا يكون السكون قاتلًا.
حينما تُترك لذاتك كل هذه الساعات، تسرح في الماضي والحاضر والمستقبل. تكسر أفكارك حاجز الزمن، وتزداد جراءةً على عبور خطوط الأمان التي وضعتها عبر السنين، وتضحك من ذكريات قديمة كما لو كنت تراها أمام عينيك، وتفكر في المستقبل كما لو كان في متناول يدك. ❝
فعندما تبكي الأم يبكى لبكائها الحجر ،و يشعر الاطفال بفقدان الأمان .
❞ عندما عاد، وجد أمه تبكي حتى كادت روحها أن تفيض، فبكى لبكائها. ما دام من يستمد منهم الأمان في العالم يبكون، فما عاد هناك أمان. ❝
و هنا يعيش بطلنا فى ترقب و خوف بعدما تم تجنيده لحرب لا يعرف هدفها ،فعندما ينجو بنفسه لا يعود نقي السريرة كما كان و لكنه يعيش فى :
❞ الخوف هو غياب الألم مع توقعه، إذا حل الألم ما عاد هناك خوف.
الظلام مرهق، لكنه يقف صامدًا في منتصفه. ❝
❞ أنا لا أهاجم أحدًا لم يبدأ بهجومي.
- ولكن بعدما يبدأ بهجومك، ستقل فرص انتصارك لأقل من النصف.
- هذه الاحتمالات تكفيني. ❝
و هنا يتطرق الكاتب لجنود الظلام حتى لو كان المسمى غير ذلك فالله لم يأمرنا بزعزعة الأمن و ادخال الرعب فى النفوس الآمنة
❞ وما حكاية جند الآلهة هؤلاء؟
حدق نحو معسكرهم الخفي، وتحدث كأنما شرد في زمن آخر:
- إنهم حفنة من المجانين الخطرين. يؤمنون بأن القذائف المدمرة -كمثل التي أصابتك- صواعق من الرب، يرسلها على من يغضبونه، على يد ملائكته، وستتوقف عندما يحكمون هم. لذا يحاربون الجميع أملًا في تحقيق ذلك. ❝
و هنا يتساءل البطل عندما كان فى احلك ظروف الحرب و الاسر و رؤيته لأصحابه قد قالوا بدم بارد و يتساءل
❞ ما الذي يمكن أن يكون موضوعًا لحوار آخر ليلة للعالم؟ ❝
❞ وهكذا كانت حياتي، أمضيتها أحارب هذا العالم.. وأسوا ما يحدث عندما تحارب العالم، أنك لن تدرك أبدًا أنك تخوض كل المعارك الخاسرة، إلا قرب النهاية.. ❝
يثور من أفاق من مسح عقله و على ما يحدث و ما تم و ما زج فيه غصبا
❞ - أنا لست محاربًا. أنا لم أقتل لوطن ولا دين ولا شعب، أنا حاربت الحرب ذاتها!
- لا أفهمك.
- حربي كانت على كل من حمل سلاحًا ليقتل غيره. وحتى هذه الحرب لم أخترها! ❝
تنتقل الرواية إلى المكان الوحيد الذي نسيته الحرب مؤقتا و جعلته يشعر بأمان زائف فكيف لحروب حوله أن ينجو منها و يحاول أن يوضح أهمية التعليم لانه نجاة للعقل و تنوير
❞ هل تذهب إلى المدرسة؟
- نعم.. هي بعيدة، لذا الأمر متعب، لكن بابا يخبرني دومًا بأن الحياة أوسع من هذه الحقول، والتعليم هو طريقي لأرى العالم. ❝
❞ أتمنى لو أنني لم أرَ سوى الجمال في المشهد، ولم يقُدني عقلي إلى هذه التساؤلات السوداء.. أشعر أن عقلي صار ملوثًا للأبد بالسواد. ❝
❞ الأمان هو الاعتقاد الكاذب أن الكون غافل عنا ولن يؤذينا. ❝
و يختم الكاتب روايته بقصة حب قد تكون نواة مجتمع جديد بعيد عن الصراع و الحروب باختيار ترك اماكن الصراع و البحث عن المناطق الآمنة حتى و لو لم تكن مناسبة للعيش فبالعمل و الامل تنجو .
الخاتمة//
ليس كل انسحاب هزيمة ، فقد يكون نعم النصر ،أنك انتصرت على نفسك و هواك . فإن كانت الحرب ليست للدفاع عن الدين أو العرض أو الوطن ،فهى ليست بحرب ذي معنى و هدف، الا الدمار و الخراب و تشتيت شمل الناس و تدمير أمانهم أى كانت ديانتهم أو لونهم أو جنسيتهم .
و هنا يأتي القرار بالهروب بنفسك من اى حرب سواء كانت نفسية أو غير ذلك و هذا كان قرار البطل و البطلة ، فالحرب الآن لم تعد تقتصر على المدافع و لكنها أصبحت أقسي من ذلك ،فقد يكون لسان أحدهم و بثه للحزن و الحقد و التنمر على الآخرين هى أقسي ، فالحرب الحقيقة قد يموت الانسان فيها مرة ،أما الحرب النفسية يموت فيها الإنسان مائة مرة .
و هنا السؤال هل الهروب من ويلات حرب لا هدف لها يعتبر خيانة أم نجاة ؟ هل البحث عن منطقة آمنة بعيدا عن الخوف ضعف ؟
❞ تمنياتي لك أيضًا بحياة أفضل، وهروبٍ سعيد من عالمك إن كان تعسٍا، إلى عالمٍ أجمل، وأهدأ. ❝
#أبجد
#عالمي_الهادئ
#إسماعيل_وهدان
-
Mohamed Tharwat Abdulaziz
عالمي الهادئ .. التأرجح ما بين غضب الرب ونسيانه
يقوم الكاتب إسماعيل وهدان في روايته عالمي الهادئ الصادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع في 127 صفحة بطرح فكرة الحrب وما يتبعها من عوامل نفسية على الفرد والمجتمع ككل بشكل منمق لا يخلو من بعض التطرق لفلسفة الموت بالاضافة للكثير من الاسقاطات التي تجعل النص صالح لكل زمان ومكان.
يقول برجسون: "الحرب هي تسلية الزعماء الوحيدة التي يسمحون لأفراد الشعب بالمشاركة فيها" تجلت تلك المقولة في حالة البطل "جِرم" فها هو يؤخذ من ذويه ليُجند إجبارياً في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل ليؤخذ كما يقال من الدار للنار حتى انه وصف لحظة وصولهم لخط النار انها كانت ليلاً ولكن السماء كانت تضيئها القذائف فأي طارئ أكثر من ذلك لتنخلع القلوب من الصدور وسط انفجاrات ودmاء وهم بعد لم يعلمو شيئا غير أنهم يجب عليه القتال والدفاع لا يعلمون حتى عن ماذا وقد عبر الكاتب عن تلك الحالة بأسلوب رائع حينما قال البطل بعدما وقع أسيراً ❞ من أي جيش أنت، وتبع أي فصيل؟ أين كتيبتك؟!
لم أسمعه يقول هذا، لكنني أجبته الإجابة الصادقة:
- لا أعرف.
لا أعرف، لأن في حياتنا لم نعرف سوى جيش واحد، بلا أسماء. الجيش والعدو.. هذان هما الفصيلان اللذان عرفناهما. كيف تسألني من أي جيش، وأجيبك؟! ❝
هذا وتشاء الأقدار ان يكشف البطل شيئاً من شأنه أن يجعله بلا فائدة للعدو فيتركوه وحيداً في زنزانته لتأخده الحياة لمرحلة تالية لم يكن ليسع اليها أبداً فيحدث أن يكون رفيقاً لشبح حرب أو "بارِج" فيكون هو أول من يدعوه للتأمل والتفكر بعين العقل ليخرج عن ثقافة القطيع حتى ولو استلزم ذلك منه أن يحارب العالم أجمع.وبمرور الأحداث ينتقل جرم إلى حياة أخرى لمساعدة أسرة صغيرة في مكان بعيد عن الحرب وويلاتها منتظراً ما هو قادم لا محالة.
الرمزية في الرواية:
1️⃣الرواية تحمل الكثير من الإسقاطات بالرغم من صغر حجمها ولعل أول ما يجب الإشادة به هو عدم تحديد مكان أو زمان للأحداث وكأنها تصلح لكل وقت وحين وكذلك الأمر بالنسبة لأسماء الشخصيات وطريقة معيشتهم فهي تتراوح ما بين الشرقي والغربي فلا تعرف ألى أي فصيل ينتمون .
2️⃣حينما حكى بارج عن الجيوش وفصائلها السبع في رأيي كان ذلك إسقاطاً على السبع قارات وكأن العالم كله يتناحر من أجل القتال فقط لا شيء حتى أنه ذكر أن هناك بعض الجيوش تحارب دون أن تُفصح عن طلباتها.
3️⃣حينما تحدث عن جند الآلهة شُبه علي الأمر في طرفين حيث أن الوصف يليق بهما هذا وإن اختلفا في المسمى فالفعل المشين والتعصب واحد وهما كل من dاعش حيث أنه صور لباسهم بأقنعتهم السوداء والشارة الخضراء حول ايديهم وكذلك حينما وضح أنهم اجبرو طفل لكي يتوب على قtل اسرته كاملة ، أما الفريق الثاني والذي يشبههم في الخسة والوضاعة فهم الاsraئليون حيث وصفهم قائلاً ❞ إنهم حفنة من المجانين الخطرين. يؤمنون بأن القذائف المدمرة -كمثل التي أصابتك- صواعق من الرب، يرسلها على من يغضبونه، على يد ملائكته، وستتوقف عندما يحكمون هم. لذا يحاربون الجميع أملًا في تحقيق ذلك. يظنهم البعض أقل من اعتبارهم طرفاً في المعركة لكنهم ازدادوا قوة يومًا بعد يوم.. غير أن معظم عملياتهم يدسونها باسم آخرين، ليؤججوا قتال الآخرين بينهم وبين بعض، فهذا يقصِّر الطريق لهم.. ❝
ناهيك عن وصف كتاب يخصهم مكتوب لغة غريبة وبه كلمات مثل إنقطاع وبحر وصراع .
4️⃣ في وصف جيش حكومة الوسط ووصفها بالمضحكة لأنها الأضعف والأكثر خنوعاً ما يجعلنا نستنتج ما هي الدول الموصوفة بذلك وهو ما حدث خلال الايام الماضية بالفعل والأدلة كثيرة وكأن الكاتب تنبأ قبل سنوات بما سيحدث لاحقا.
البحث عن العالم الفاضل:
يقول غاندي " إننا سوف نكسب معركتنا لا بمقدار ما نقتل من خصومنا، ولكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل" هذا ويبدو أن بارج قد اعتنق هذه الفلسفة فقد قرر أن يكبح جماح نفسه ولا يستخدم قدارته الا في الخير ومحاربة الشر حتى أنه شبه نفسهحينما حاجه جِرم ووصفه بأنه من جند الآلهة ومثلهم أنه يحارب للحق وأنه كمثل ملائكة العذاب على الأرض ويتجلى ذلك أيضاً في حواره مع والده أنه سوف يحارب العالم لو استلزم الأمر ذلك وأخيراً في نصيحته ل جِرم ووصفه لأرض الخلاص ❞ هناك حكايات سمعت قطعًا منها متناثرة، بين أساطير مجانين مازالوا يحملون الأمل، وأسرار المكاتب المغلقة لعسكر جيوشٍ مختلفة. هناك من يظن أن العالم لا ينتهى عند المحيط، وأن مياهه غير سرمدية. هناك من يؤمن أن هناك عالمًا آخر، ستصل إليه إن أبحرت بما يكفي.. يجتمع الحالمون في الغرب عند ميناء سُمي بميناء الخلاص، تيمنًا بحلمهم، ويركبون البحر متبعين مغرب الشمس. ارحل معهم.. هم العقلاء الوحيدون. الأمل الوحيد هو أن تترك هذا العالم، وتبحث عن آخر. ❝
ديانة الحrب:
بدأ العمل بتساؤل البطل وهو تساؤل عميق يبحث في فلسفة الموت وماهيته ❞ ما الفارق بين نهايتي ونهاية الكون؟.. كيف سأعرف أنني أنا من متُّ، وليس أن الكون هو من انتهى فجأة ولم يبقَ سواي؟ ".
ولعل الكاتب بذلك أراد جذب الإنتباه لما هو آت من حrوب وويلات لينتهي بإستنتاج واضح على لسان البطل حينما فهم المغزى من الحياة حيث أدرك ان الجميع أمام الموت سواسية ولا فرق بيننا نحن البشر على الأرض فيه حينما قال ❞ في الحرب تستوي الأديان، ولا يبقى سوى دين البقاء، فأنت لن تتساءل إن كان من ستقتله الآن على نفسك دينك، ولن تسأل من ينقذك أولًا إن كان عليه أو ترفض صنيعته. الحرب تقضي على الطائفية بطريقتها.. الحرب تبدأ بالطائفية، فتقضي على الطائفية! ❝ واستشهد بذلك في إختلاف نظرته للموت فلو كان يعلم قبل ما خاضه انه سوف يموت غدا كان سيخطط لفعل الكثير اما الآن وقد تساوت الأمور في نظره فلا فارق عنده ولا شيء يشتهيه.
كراهية العالم:
❞ العالم مجنون.. فلنساير جنونه بالابتعاد عنه.. بهجران كل شيء. كم سيكون جميلًا أن يكون لنا ركننا الخاص من العالم! "
كما وعدنا الكاتب بنهاية سعيدة في بداية العمل على عكس الواقع المعتاد كانت هذه هي نصيحة البطل فبالرغم من كراهية العالم وعدائه تجاه الجنس البشري كما رأينا أول لنكن منصفين فهي كراهية البشر لبني جنسهم نصحنا بالأمل والتمسك بالحب الذي ينير الطريق ويفتح آفاق بعيدة تجعل من الحلم العسير واقع يمكن لمسه ولو بعين الخيال كبداية مشجعة فكما قال محمود درويش: "الأمل قوة الضعيف المستعصية على المقاومة.وفى الأمل ما يكفى من العافية لقطع المسافة الطويلة من اللامكان الواسعالى المكان الضيق."
في النهاية كان العمل بسيط رغم ثقل ما يحمل من موضوع غير ان تداعيات الأوضاع الحالية جعلت مما تحدث عنه الكاتب جنة عدن بعدما رأينا ويلات الحrوب رأي العين فقط كما جاء بلغة بسيطة طيعة على الفهم ونهاية حالمة مراوغة حيث فتح الكاتب لنا باباً خلفياً وآثر الا يطلعنا على ما حدث بعد ذلك ليوفي لنا بوعده غير أني فقط لم استصغ موضعين من الكلمات اعتقد ان الكاتب خانه التعبير فيهما حتى وإن كانتا كلمات صحيحه فوقعهما كان ثقيلا وسط عذوبة النص وهما ❞ في عيني صرت أرى الكون سيارة فاخرة مغطاة بالتراب وفشخها الزمن؛ ❝ و ❞ كان الألم بارحًا ❝
اخيرا كانت تجربة أولى محببة لقلبي أنصح بقرأتها وفي إنتظار عمل آخر بالتوفيق.
#مسابقة_ريفيوهات_عالمي_الهادئ
#أبجد
#عالمي_الهادئ
#إسماعيل_وهدان
-
Mahmoud Toghan
1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية
2️⃣ العمل : " عالمي الهادئ "
3️⃣ التصنيف : فلسفية ـ نفسية
4️⃣ الكاتب : Ismail Wahdan
5️⃣ الصفحات : 127 Abjjad | أبجد
6️⃣ سنة النشر : 2018 م
7️⃣ الناشر : روافد للنشر والتوزيع
8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐
▪️ـ روي عن سيدنا رسول الله ﷺ قوله : " مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرها " هذا الحديث شرحه شرحاً ممتعاً موجعاً إسماعيل وهدان في شكل قصة ، وما أكثرَ الروايات التي تهتف وتفجع ، وما أقلّ تلك التي تهمسُ وتدمع ، همسًا يدوّي كالرعد في الآذان ؛ لتسيل الدموع قبل العين من الوجدان ، نص لا يحاك بالكلمات والعبارات ، بقدر ما يُحاك باللعنات والآهات والأنّات!
▪️عمل لا يُقرأ هذا صعب ، بل يُنزَع نزْعًا من لحم الحرب ؛ نصٌّ لا يُصافح العقل بالحبكة والفنون ، بل ينتزع روحه من براثن السكون ، يُلقي به في فم العاصفة ، لتتلقفك القنابل الناسفة ، عنوانها سكينة وبراح ، وباطنها فجيعة ونواح ، لفظها صمت في طمأنينة ، ومعانيها رجفة حزينة ، يبتسم الهدوء في الآفاق ، بينما يزأر الجحيم في الأعماق ، عالم هادئ إسماً ، ملعون رسماً ، مجنون وسماً ، يلمع فيه الضوء على حواف الظلام ، ويخفت فيه الحـرب إن حضر السلام .
▪️ـ ليس ثمّة رواية تُستقبل بالسكينة والوقار ، بينما هي مبنيّة على الاضطراب والدمار ، مثل «عالمي الهادئ» .. فمنذ العتبة الأولى، يُلقي إسماعيل وهدان قارئه في قلب مفارقة بلاغية مُرّة: عنوان يَعِد بالهدوء وينعم بالرشاد ، ونصّ يفيض بالعصف والدم والرماد .. لا يقف النص على أطراف الحرب ، بل يدخلها من بابها المشتعل ، يتوغل فيها ، يشرحها ؛ ليشهد وقائعها من جانب ، ومن آخر ليُفكّك أسبابها ويفضح قسوتها ، ويلعن وطأتها ، ويعيد الإنسان — ذاك المخلوق المنكسر — إلى مركز السؤال الوجودي الأكبر: لماذا نُقاتل؟ ومن نقاتل ، ولمتى نقاتل ، ولمن ندفع أرواحنا رهائن؟
▪️في هذه الرواية أنت تعيش الحرب ، بصفتها تجربة قسرية تُلقى على كتفي رجلٍ اسمه جِرْم؛ رجل لم يحمل طموح الجندية ، ولم يطلب شرف الميدان ، مُسلوب الإرادة ، يُقاد إلى الحرب كما تُقاد الذبيحة إلى المدبح .. يرمي فيها كما السنابل في طاحونة الدقيق ، لا يملك قرارًا، ولا يستطيع فراراً ، ولا يحمل يقينًا ، وإنما يعلوه أنيناً ، يرتمي فجأة داخل معسكرٍ عابسٍ يعلّق على بوابته لافتة واحدة: «الحياة هنا تُسلَب، فلا تسأل» ..
▪️ـ وهناك تبدأ المأساة: رائحة الدم حين تفور، غبار القذائف حين يثور ، الجثث وهي تُرمى فوق بعضها كأخشاب مبتلة ، وهنت من الإغراق ، والعيون وهي تنطفئ ببطء كشموعٍ معتلة ، تعبت من الاحتراق .. وهل تكتفي الأقدار بهذا …؟
لم تكتفي بجحيم الحرب، بل ترمي بطلها في متاهة الأسر والهروب، ليصبح جرم جسدًا تائهًا بين المعسكرات، وروحًا معلَّقة بين الموت والحياة .. يتقاذفه القدر مرةً إلى قبضة الجيش، وأخرى إلى الأسر، وثالثة إلى يد رجل غامض يُدعى بارِج ..!
▪️ـ بارِج : من طفل بسيط يعانى الشتات ، لمحارب خاص في القوات ، رجُلٌ خُلق ليُناقض الحرب بسلامه ، ويُحارب المقاتلين بسلاحهم، ويحمل على كتفيه ميراثًا من الفجيعة جعله لا يؤمن بسلامٍ يولد من المفاوضة، بل بسلامٍ يُنتزع من أنياب البنادق .. يقتحم معسكرات، ويمحو مستوطنات، ويجعل من رائحة البارود معولًا لهدم كل يدٍ ترفع السلاح على غيرها .. ولذلك لم يكن اسمه اسمًا، ولا وسمه وسماً ، ولا صفته صفة؛ كان شبحًا من أشباح الفقد، انتزعته الجيوش من رحمها ثم لفظته لأنه أقوى من أن يُستَعمل، وأخطر من أن يُترك.
▪️ـ يترافق جرم وبارج مسيرةً شنيعة ، يقتسمان الطريق بين هدمٍ وهرب، بين رغبة وغضبٍ ، حتى يسقط بارج ، ويجد جرم نفسه وحيدًا، مُثقَل الروح، مُحمَّل الذاكرة، يبحث عن ظلٍّ آمن ، هارباً يصل إلى قرية منعزلة، يجد أن العالم — رغم صليل الحديد — لا يزال قادرًا على خلق بقاعٍ طاهرة، بقاعٍ لا تعرف صوت المدفع ولا لون الدم .. هناك، بين المروج والحقول، يجد جرم فتاته وأمل حياته " نَيْرَة" ؛ فتاةً تشبه نافذةً فُتحت على الفجر، تُغسل بوجودها شقوق القلب، وتعيد إليه ما سلبته الحرب ، من قهر الجحيم إلى نورٍ ونعيم .. ابتسامتها وميضٌ، وخطواتها رجاء، وحضورها يقينٌ بأنّ الإنسان، مهما تعثّر في دروب الجحيم، لا يزال يملك القدرة على أن ينهض إذا وجد يدًا تُخرجه من ظلامه.
🔸ـ لكنَّ عالمًا قام على الهدمِ والقتالِ والحروبِ والجيوشِ والمعاركِ والفِرارِ والمرارِ والنارِ، هل سيترك للخُضرةِ، وللهدوءِ، وللقرارِ والحب ، مكانًا يُنعَمُ فيه؟ أبَدًا… لم يكن ! دُمِّرت هذه القرية من قبل الجيوش ، ولكن نجا الاثنان، فَرّا نحو البحار، وعلى شاطئ المحيط وقفا، واستوطنا حياةً جديدة، وكتبا قصتهما، وتلك هي التي قرأناها .. وقد وعد الكاتبُ القرّاءَ بقصةٍ فريدةٍ ، ونهايةٍ سعيدة.
▪️ـ قلوبٌ وأنفُسٌ صوّرتها الروايةُ بين ثلاثة: أحدُهم لا يرضى ويخاف ويَفِرّ .. والآخَر لا يرضى ويواجه وينتقم .. والثالث لا يفقدُ الأمل، يبحث عنه حتى في السَّراب .. وفي تصويره خيال ممزوج بواقع ، وألم فاضت معه المدامع.
▪️ـ نداءٌ — بعد كثيرٍ من التساؤلات — لكلِّ من آلمه الفقدُ والموتُ، وطالته الأهوال، وتغيّرت عليه الأحوال، ومزّقته الهموم ودثرته الغموم .. إنّها همسة عاصفة من الكاتب، نزلت بعطفٍ على قلوبٍ وَهَنَت، وأنفُسٍ تَعِبَت، وأرواحٍ ضَمِرَت؛ أنّ الأملَ باقٍ، وأنّ الربَّ — جلّ وعلا — يَعلَمُ حالَنا، ويرانا، وكلُّ مقدورٍ ونحن نمضي.
▪️ـ بلُغةٍ عربيةٍ قويّةٍ، سهلةٍ شجيّةٍ، بسيطة ندية ، تحمل متّسعًا من المعاني على ظهر قليلٍ من العبارات، وتنقل صرخاتٍ وآهاتٍ بهمسٍ أشبه بالصمت .. سرد سريع وحوار مناسب وفكرة قوية وحبكة ليس المقصود منها الإبهار بل الإعتبار ، لا تأخذك إلى عوالم التشويق والإثارة بقدر رسالتها لتنير لك ظلاماً كثيراً ، وتكون لك من هولك مجيراً .
🚫ـ ورغم ذلك، فإنّ قليلًا لم يُعجبني في كثيرٍ:
ـ ومن ذلك خَطُّ العنوان، وغلافُ العمل، بعيدَيْن تمامًا عن أيِّ جذبٍ بصريٍّ أو سمعيٍّ، وهو أمرٌ سهلُ التدارك في الطبعات القادمة.
ـ كذلك هناك هفواتٌ بسيطة في التدقيق اللغوي؛ فنجد كلمة «ماما» في سردٍ فصيح، وكلمة «فشخها الزمن» في وصفٍ شحيح، ثم تصويرٌ لشخصية بارِج لم أرَهُ إلا في الدراما الهنديّة، بعيدًا تمامًا عن الواقعية.
👌ـ والحق أقول ، فهي روايةٌ تركت في قلوبنا كثيرًا من التساؤلات الفلسفية العبقرية، وعاشت في دواخلنا، وغاصت في أعماقنا، وتركت في نفوسنا أثرًا لا ينقطع، وأملًا لا يموت.
#أبجد
#عالمي_الهادئ
#اسماعيل_وهدان
#مراجعات_محمود_توغان
-
Hanaa Mohamed
ريفيو مسابقة عالمى الهادئ
العمل : عالمى الهادئ
دار النشر : روافد للنشر والتوزيع
الكاتب : إسماعيل وهدان
عدد الصفحات : ١٣٠ صفحة على أبجد
التقييم : ٤.٥/٥
الرواية تأخذنا فى حالة من الحماس المشوب بالحزن من المقدمة، أسلوب الحكاية يدفع فى قلبى ببعض الإطمئنان لنهايتها فالراوى عاش الأحداث كاملة ورأى فيها ما يستحق الخلود فدّونها لتنال أبديّة الحروف بين السطور
لكن طابع نهاية العالم المُسيطر على الأجواء منذ المقدمة هو ما جعل بى من التوجس للأحداث وقد كان!
نبدأ الرواية مع جِرم الذى وضعته الحياة فى محل الجندى المحارِب دون رغبة حقيقية منه، بل والأكثر بؤساً أنه لا يعلم ماذا يُحارب ولصالح مَن؟! فقط يعلم أنه يجب أن يحارب، يقتل أرواحاً لم تأثم شيئاً فقط كى لا يُقتل
فى أثناء تحضيراته للحرب وتلقيه التعليمات مع زملائه لا يعلق بذهنه سوى نصيحة واحدة ويشاء القدر أن تكن هى سبب نجاته فى المعركة وهى: "إن أحسست بضغطٍ عالٍ على أذنيك وأنت فى ساحة القتال، إحتمِ بأقرب ساتر بجانبك، وإسأل الرب الرحمة"
ترتفع وتيرة الأحداث من محاولة هرب جِرم من حطام المعركة ورغبته فى العودة إلى أهله إلى الوقوع فى أسر العدو ورؤيته تنفيذ حكم الإعدام فى زملاءه الأسرى إلى أن ينقلب عالمه مرة أخرى عندما يقع فى أسر من نوع مختلف هذه المرة
بارِج أو من لُقب بشبح الحرب
معه نغوص فى قصة أُخرى بطلها طفل صغير ضعيف يرى الدنيا جميلة فاتحة له كل أذرعها واعِدة له بمستقبل مبهج ملئ بألوان ريشته التى وجدت مكانها بين أنامله المميزة فأبدع بها الرسم فكان له حُلماً أن يرسم يوما لوحة تحوى جمال الكون محتشداً فيها ليعلم العالم من بعده أن أنامله أتقنت إمساك فرشاته لكنه كان حلماً أجمل من أن يُحقق، لعل العِلة كانت فى من إستبدلوا فرشاته وألوانه بالأسلحة والرصاص أو ربما لم يحوى العالم أياً من جمال لتصوره أنامله فى لوحة!
نشأ بارِج على التدريب كمقاتل وأجاد جميع فنون القتال إلا شئ واحد، الرغبة فيه
بعد أن تنازع عليه ضابطا الشرطة العسكرية والقوات الخاصة، هرب بارِج فى أول فرصة سنحت له وإختبأ بمنزله إلا أن تم القبض عليه ووصمه بالخيانة للوطن والواجب العسكرى وأُلقى فى ظلمة ما خلف القضبان وإذ به يجد من يعاونه على الهرب ليضموه معهم فى جيش عُرف ب(جُند الآلهة) وهم من صدق عليهم وصفه فيما بعد بالمجانين
إنفصل عنهم بارِج عندما إكتشف نواياهم وأصبح يُحارب بمفرده جميع هذه الجيوش مستغلاً قدراته القتالية والحسابية الفذة مستثنياً فقط من لم يطلق رصاصة قاتلة فى حياته وهنا يلتقى طريقه مع جِرم الذى سيصبح ذراعه الأيمن ليساعده فى تصفيه العديد من المعسكرات فيما بعد إلى أن ينقلب الأمر فى عشيةً وضُحاها ويقع كلاهما فى أسر جند الآلهة ويتم الحكم عليهما بالإعدام لكن بارِج ينقذ جِرم فى اللحظة الأخيرة مُضحياً بنفسه ليُكمل جرم طريقه فى الحياة عسى أن يحمل نهاية مُغايرة لخاصته.
بعد أيام من الهرب والتيه فى الصحراء يصل جرم إلى جنة خضراء يلتجئ إلى أهلها فيضيفوه ويُكرموا مثواه ويمنحوه العمل والمبيت فيعود له مفهوم العائلة بعد الوحدة والشبع بعد الجوع والإرتواء بعد العطش والأمن بعد طيل الخوف والتيه ولأول مرة كانت الحياة معه كريمة فمنحته الحب لنيرة إبنة العائلة التى تبادله حبه
فى أصفى لحظة تمر بحياة جرم وأسعدها تحدث الكارثة لتقع على قلب نيرة بالحريق الذى طالها مجازاً من إحتراق قريتها وبعد محاولات بائسة لإنقاذ أى شئ يجدا أن عليهما بالفرار قبل أن تأكلهما ألسنة النيران التى لا تُبقى ولا تَذِر
ليخرجا إلى الصحراء لا يملكان إلا حصاناً والذى سرعان ما فقداه فقداناً مؤلماً ليعودا صِفراً للتيه مرة أخرى، إلى أن تهتدى نيرة إلى البدء من الصفر على رصيف ميناء المحيط ببناء بيتاً خشبياً من خشب الأرصفة هناك ويتخذا بقعتهما الهادئة المنفصلة عن العالم ويوافقها جرم بل ويزيد عليها بكتابة رحلتهما وتركها تجول أمواج المحيط حتى يقرأها أُناسٍ ما لا يهم إن كانوا أحياء وقتها أم بعدهم بقرون، لكن حكايتهم ستبقى وسيقرؤها أشخاص آخرين
رأيى فى الرواية:
✨️الفكرة:
️رواية عن الحرب والسلام أحببت فكرتها المختلفة عن المألوف من أعين العامة الزاهدين فى الحرب، البسيطة أحلامهم التى تتمثل فى معيشة هادئة وبيت مستقر آمن.
️لم أتفق مع فكرة بارِج فى محاربة الحرب بالحرب لكن لا أنكر أن هدفه نبيل فقط الطريقة كانت قاسية وخاطئة
✨️الشخصيات:
كانت مؤثرة ومحكمة البناء كلٍ منهم له البُعد النفسى الخاص به والمؤثرات التى ساهمت فى بناء شخصيته
✨️السرد:
️ كان قصيراً وعميقاً فى آنٍ واحد فبعض الجمل تستحق أن تُخلد لما وصفته من دِقة الشعور بأقل الكلمات
✨️الأحداث:
️تنقل الأحداث من الأسر للحرية ومن التيه للأمان فيه رمزية عميقة أن كل عسر لا بد أن يتبعه يُسر وأن
كل حال مصيره إلى زوال
عدم تحديد زمان أو مكان معين جعل التركيز على البُعد النفسى الفلسفى للشخصيات والأحداث بدون السماح للجانب التاريخى بتمويه الفكرة
إرتفاع وتيرة الأحداث بشكل لم يسمح للملل بالظهور ولو للحظة وبالرغم من ذلك كنت أتمنى لو كان للحديث بقية فأعلم نهاية عالمهم الهادئ وأعيش مع أطفالهم أثناء اللعب على رمال رصيف الميناء وأشهد ضيوفهم من المجانين تاركى العالم ليبنوا بيوتاً خشبية إلى جوارهم
بالنهاية إستمتعت بالعمل وهو تجربة أولى لى مع قلم الكاتب إسماعيل وهدان وعلى وعد بتجربة أخرى قريبة
✨️إقتباسات أعجبتني:
"نهاية العالم ليست حدثاً ننتظره، بل هى كل يوم... كل جريمة... كل إنتهاك....وكل سرقة...وكل قتل. نستيقظ كل يوم على نهاية العالم، ونودِّعها قبل أن نغلق جفوننا ليلًا"
"الخوف هو غياب الألم مع توقعه، إذا حل الألم ما عاد هناك خوف"
"أكره العالم، أكره دفعه لي دومًا نحو الهرب والتعلق بأمل مؤلم بالنجاة. لا نجاة من هذا العالم. كل الطرق تؤدي للموت. "
"أسوأ ما يحدث عندما تحارب العالم، أنك لن تدرك أبدا أنك تخوض كل المعارك الخاسرة إلا قرب النهاية"
"لا أدرى ما المنطق فى هذا، لكننى لحظتها تمنيت الموت خوفاً من الموت"
#مسابقة_ريفيوهات_عالمي_الهادئ
#مكتبة_وهبان
#إسماعيل_وهدان
-
Rehab saleh
عالمي الهادئ
- اسماعيل وهدان -127 ص
- روافد للنشر والتوزيع
- التقييم اربع نجمات ⭐⭐⭐⭐
- قراءة الكتروني علي ابجد
" العالم مجنون.. فلنساير جنونه بالابتعاد عنه.. بهجران كل شيء. كم سيكون جميلًا أن يكون لنا ركننا الخاص من العالم!
" الحرب لعبة بشعة وحين يشنُّ الأثرياء الحروبَ، يدفع الفقراءُ ثمنَها"
رأيت رواية تحمل الكثير من الفلسفة والرموز ، انقسمت لقسمين كأنه الليل والنهار ، الخير والشر ، الصحراء والواحة الخضراء أو الحياة بحلوها ومرها
القسم الأول
بداية قوية سريعة تجعلك تلهث طوال الوقت حول جندي في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، مجرد انسان أخذوه من وسط عائلته وحياته ليقاتل في الحرب، لا يعرف من يقاتل أو مع من يحارب يقولون له فحسب أنه يقاتل من اجل الوطن تذكرت حروب كثيرة شُنت لهذا السبب وضاع فيها الكثير من البشر
❞ نهاية العالم ليست حدثًا ننتظره، بل هي كل يوم.. كل جريمة.. كل انتهاك، وكل سرقة، وكل قتل. نستيقظ كل يوم على نهاية العالم، ونودِّعها قبل أن نغلق جفوننا ليلًا.❝
الحرب خدعة ولكن ليس خدعة لعدوك بل خدعة لـ أبناء وطنك وهذا ما حدث لـ جرم فهو لا يعرف اسم الجيش الذي ينتمي إليه في بلد لا نعرف اسمه وجيوش متعددة فالكل ضد الكل، والكل يريد الدمار والسيطرة
جرم جندي لا يعرف من القتال شيئ, في اول مواجهه له يفقد وعيه ويصحو علي الدمار بل ويتم أسره ليري كتيبته تُعدم أمامه, يحاول الهرب لكنه لا يعرف إلي أين المفر.؟!
يلتقي جرم بشخص هو شبح الحرب ينقذه من العدو ثم يواصل الرحلة معه,
جرم وشبح الحرب شخصان مختلفان ف جرم شخص مسالم لا يريد حمل السلاح ولكنه أرغم علي ذلك ، بينما شبح الحرب جندي منشق يحاول تصفيه كل الجيوش
جرم شخص لا يعرف من القتال شيئ بينما شبح الحرب مقاتل لا يشق له غبار,
لهذا لم منطقي بالنسبة لي أن شخص مثل شبح الحرب نهايته تكون بهذه البساطة, يقع الاثنين في الأسر فـ يُعدم شبح الحرب, ويهرب جرم...
ثم نري القسم الثاني من الرواية عندما يصل جرم لحديقة صغيرة ومنزل واسرة بسيطة تلأوي بنفسها بعيداً عن الحرب وتعيش بالمقايضة مع الأسر البعيدة نسبياً عنها, نري عالم اخر, عالمي اخضر هادئ برئ لم يلوثه غبار الحرب’ يغرق في حب نيرة وتغرق في حبه ويبنون عالمي هادئ وينسون الحرب...
لكن الحرب لا تنساهم
النهاية قد تكون واقعية الي حد كبير بالرغم من انه هناك اشياء كثيرة مبهمة,ما ميز هذه الروية انها تحكي عن واقع مرير نعيشه, الأسماء ودلالاتها, لم نعرف اسم البلد ولا من يقاتل من كأنها حرب يعيشها العالم اجمع.
_ الرواية جميلة وتستحق القراء وتنتهي في جلسة قراءة واحدة او جلستينز
_ اسلوب الكاتب بسيط وسهل ويستحوذ عليك.
_ ارشحها للقراء
# اقتباسات
" الأمان هو الاعتقاد الكاذب أن الكون غافل عنا ولن يؤذينا."
" العالم مجنون.. فلنساير جنونه بالابتعاد عنه.. بهجران كل شيء. كم سيكون جميلًا أن يكون لنا ركننا الخاص من العالم!"
" - لكن ما دمت حيًا يمكن أن يأتي اليوم الذي تراهم فيه مجددًا.. ألا توَدُّ أن تعطيهم قبسًا من الأمل؟
- الأمل خطير..
ضحكت مرددة بنبرة ساخرة: "الأمل خطير جدًا.. ألا تقدر على التفاؤل؟
فكرت في إجابة لسؤالها.. "لا أعلم.."
" وأسوا ما يحدث عندما تحارب العالم، أنك لن تدرك أبدًا أنك تخوض كل المعارك الخاسرة، إلا قرب النهاية.."
" الخوف هو غياب الألم مع توقعه، إذا حل الألم ما عاد هناك خوف."
" سألت من حولي:
- أين نحن؟ إلى أين نحن ذاهبون؟
فلم يرد عليَّ أحد. لا أعلم لليوم، إن كان هذا لأنهم لم يعلموا إجابة لسؤالي، أم لتساوي جميع الإجابات،"
" لحظة أموت، يموت معي العالم كله. كل ما لا أراه هو غير موجود.. كل ما لا أسمعه غير موجود. ما الفارق بين نهايتي ونهاية الكون؟.. كيف سأعرف أنني أنا من متُّ، وليس أن الكون هو من انتهى فجأة ولم يبقَ سواي؟ "
#مكتبة_وهبان
#مسابقة_ريفيوهات_عالمي_الهادئ
#ريفيوهات_رحاب_صالح
-
heba alzahar
اسم الرواية : عالمي الهادئ
اسم الكاتب: إسماعيل وهدان
دار النشر: دار روافد للنشر والتوزيع
سنة النشر : ٢٠١٨
عدد الصفحات: ١٢٧
القراءة : أبجد
لم يمهد لك الكاتب بمقدمات رنانه تخبرك عن المكان والزمان
أخبرك انها النهاية وحسب
فقط أخذ القارئ من يده وألقى به في قلب الحر/ب تماما كما فعل ببطل قصته.
لا مقدمات .. لا أسباب .. لامنطق
أنت هنا في المنتصف، امامك المجهول وخلفك الخراب والرعب، فماذا ستختار؟
بطل الرواية مسيرٌ في مرة ومخيرٌ في مرة وكذا نحن معه ونحن نواجه مقدراته.
يكره الح/رب ولا يحمل أيديولوجيات، يتخبط في أسماء الكيانات المتناحرة ولا يعنيه سوء السلام.
تماما ككل الشباب الذين سيق بهم إلى جهات ومواقع لايعلمون عنها شيئا في كل زمان ومكان.
على عكس عنوان الرواية الهادئ، نواجه الصخب طوال الوقت.
احتباس الانفاس ونشاركه التساؤلات الكثيرة التي تعكس التيه الداخلي والضياع.
كم مرة في الرواية شعرت بالنهاية ثم يلوح الأمل من جديد ليرد لك الروح؟
كم مرة حبست الأنفاس ثم تنهدت مستشعرا الراحة؟
وكم مرة شعرت بالخلاص ثم يصدمك الواقع؟
وفي اللحظة للتي تتحسن فيها التحوال وتبلغ منتهى الجمال والراحة وتوشك أن تعتقد أن عنوان الرواية كُتب لأجل هذه اللحظة..
يقرر الكاتب كسر حجز الإيهام ومواجهة القارئ محدثا إياه، فتستفيق من حلمك الوردي ويذكرك انها مجرد رواية وان هناك إتفاق منذ البداية على تلك النهاية.
كتابة مكثفة تشعر معها بالوضوح والمباشرة،
تحمل فلسفة تحترمها وأفكار تشغل بالك.
قلم استمتعت معه بتلك الرحلة ولن تكون القراءة الأخيرة.
🔹️اقتباسات 🔹️
🔹️❞ تصف المقولة نهاية العالم بأنها ليست حدثًا ننتظره، بل هي كل يوم.. كل جريمة.. كل انتهاك، وكل سرقة، وكل قتل. نستيقظ كل يوم على نهاية العالم، ونودِّعها قبل أن نغلق جفوننا ليلًا. أتذكرها الآن، لأنني أعلم أن النهاية لم تأتِ فجأة، بل جاءت على مراحل عدة، مرورًا بقرونٍ من الزمن. ❝
🔹️❞ عندما عاد، وجد أمه تبكي حتى كادت روحها أن تفيض، فبكى لبكائها. ما دام من يستمد منهم
الأمان في العالم يبكون، فما عاد هناك أمان. ❝
🔹️❞ وأسوا ما يحدث عندما تحارب العالم، أنك لن تدرك أبدًا أنك تخوض كل المعارك الخاسرة، إلا قرب النهاية.. ❝
🔹️❞ - لا آبه إن لم أغيِّر العالم. يكفيني كوني ما أريد أن أكون، وما أشعر أنني وُجدت لأكون. ❝
🔹️❞ الأمان هو الاعتقاد الكاذب أن الكون غافل عنا ولن يؤذينا. ❝
أنا ونفسي 💙
#Heba_Elzahhar_reading
#أبجد
#عالمي_الهادئ
#إسماعيل_وهدان
#مسابقات_مكتبة_وهبان
#مسابقة_ريفيوهات_عالمي_الهادئ
#اقتباسات_رواية_عالمي_الهادئ
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:****
-
Hager Hegazy
❞ لم أملك سوى التفكير في تضاد اللحظة مع سابقتها. كيف انقشع الغبار، وتوقف صوت الرصاص والمدافع، ولم يتبق سوى السكون التام. سكون الحركة، وسكون الصوت. ❝
هذه رواية عن ضدين الحرب و الحب ...
هل نقيض الحرب هو الحب فعلا ؟ ام هو السلام كما ألفنا ؟
في هذه الرواية القصيرة حجما الكبيرة في معانيها تحكي عن حرب دائرة في لا زمان ولا مكان .. وكأنها حال البشرية منذ خلقت بغض النظر عن الزمان و المكان ... حرب لا ندري من فيها على حق و من على باطل .. الكل مجرم و الكل ضحية ..
الحرب ذنب إما أن تتوب عنه بمزيد من الحرب !! كما فعل شبح
الحرب ... أو بالهرب من الحرب الى المجهول كما فعل جرم ... ( جرم ).... هل يعني جسم سماوي تائه في الكون ؟ أم مجرم
هارب بذنبه يحمل على كاهله ثقل عالم يكرهه .. باحثا عن عالم اجمل ؟
هل هناك فرق ان تتوه وحدك في صحراءالعالم او ان تتوه رفقة من تحب؟ تتيه مرة مع صديق منقذ و مرة مع حبيبة جاءت كهدية من الرب بعد شقاء السنين ..
تأثرت كثيرا بهذه الحكاية المؤلمة عن البحث عن عالم هادئ ... و الهرب من قبح العالم ... ربما لا يكون قبح العالم في الحرب فقط ... وإنما ايضا في الكره .. في الأذى .. في الطمع ... في الغرور .. في كل الخطايا التي تشوه نقاء البشر .. العالم سيء .. و هذه الرواية دعوة الى البحث عن عالم هادئ .. مهما كانت الصعوبات و الآلام فلابد من هدوء يقبع في مكان ما ربما يكون بعيدا بعيدا في طرف آخر من العالم .. أو ربما كان قريبا جدا و لا نراه ..
دمعت عيني من سؤال الحبيبة ( أين الرب من كل ذاك العذاب؟؟ ) سؤال أرق البشرية دائما وأبدا ... معضلة الشر ... فلسفة لا تموت و لا اجابة الا باليقين ... تكاد نيرة تكفر بالرب ... و لا يفقد جرم يقينه للنهاية. .. فهل يصلا الى عالمهم الهادئ ؟
❞ العالم مجنون.. فلنساير جنونه بالابتعاد عنه.. بهجران كل شيء. كم سيكون جميلًا أن يكون لنا ركننا الخاص من العالم!. ❝
-
Monyaboelhoda
- عالمي الهادئ
- إسماعيل وهدان
- اجتماعي _ نفسي
- ١٢٧ صفحه على ابجد
- ⭐️⭐️⭐️⭐️
-لغة عربية فصحى
⭐️ نبدأ الرواية بامل ان تكون النهاية سعيده لتتركني محتارة مع هذا الوعد الغريب عشان اكمل واعرف ع كل صفحة ليه الوعد ده اتكتب فالأول انت في كل صفحه بتدور عالنور والأمل وسط الحرب والدمار اللي شدني فيها إن الكاتب متكلمش عن الحرب كرصاص وقنابل وجيش بس لأ قدّمها كوجع جوه الروح ، كذكريات بتطلع عليك فجأة من غير ما تستأذن.
⭐️ هي رواية مؤلمة بتحكي عن الحروب من غير أسماء ولا خلفية عن فكرة الحرب واللي بتسيبه جوا البشر ، عن التغيير فالنفوس نتيجة الضغط والظلم والوجع عن انك ممكن تجبر على الحرب بس انك تتغير دي ترجعلك انت يا تحافظ على قلبك وجوهرك يا تتحول لوحش تايه مش عارف عايش ليه .
⭐️ حبيت البطل وحبيت كفاحه انه يوصل لنقطة نور وسط الضلمة انه وسط كل الحرب كان بيدور عالحب والونس والفطرة السليمة كان بيدور على امل يخليه ثابت على اختياره وأحلى ما في الرواية انها بتخليك بعد آخر صفحة تسأل نفسك هو فعلاً الإنسان يقدر يخلق لنفسه عالم هادي وسط كل الدوشه دي؟ ولا ده مجرد مهرب جوا كل واحد فين بنرجع له وقت التعب وفقد الأمل .
⭐️ هي رواية تستحق القراءه والتفكر فيها وهتشغل عقلك خاصة انها بتتكلم عن الحرب اللي بقت محوطانا في كل مكان وبنشوف اثرها بس مش حاسين بوجعها زي ما المفروض يكون ، بعد ما تخلصها هتلاقيها تركت جواك اثر وأمل زي ماوعدنا الكاتب فأولها .
-
Dr. Toka Eslam
هل الريفيو
مكتوب ذكاء صناعي
🔷️️اسم الرواية : عالمي الهادئ
🔷️️اسم الكاتب : إسماعيل وهدان
🔷️️نوع الرواية : ادب حروب - نفسي - اجتماعي
🔷️️اصدار عن : روافد للنشر والتوزيع
🔷️️عدد الصفحات : ١٢٧ صفحة
🔷️سنة الإصدار : ٢٠١٨
في عالمي الهادئ حكاية لاتتفق مع إسمها ، حكاية تبدو في ظاهرها عن الحرب ولكن في اعماقها ودواخلها هي رحلة إنسانية بحتة ، رحلة إنسان وجد نفسه في معركة لم يخترها في واقع فرض عليه فرضاً ، يحاول ان يتعايش ويفهم ما يدور حوله ، يحاول النجاة في عالم يتصدع كل يوم ويشرف على النهاية ...
الرواية تحكي من وجهة نظر مجند عادي ليس ببطل خارق او رجل يملك إجابات او فكرة عما يحدث حوله ، شاي يرى القبح حوله في كل مكان يحاول جاهداً البحث عن هدوء ولو قليل ليلتقط انفاسه ...
اعجبني في الراوية أنها لاتتعامل مع الحرب كأحداث عسكرية بل لحظات تهز الروح قبل أن تهز الأرض فالشخصيات تتحرك بدافع الخوف والذكريات والحنين وليس بدافع البطولة ، مما جعل النص انساني بالدرجه الأولى قريب من القلب والروح بعيد عن مرارة احداث الحرب نفسها ...
لغة الرواية فصحى بسيطة لكن معبرة ومليئة بالإحاسيس الواضحة كتبت على مهل لتلامس القلب ، كأن الكاتب يهمس بالأفكار بدلاً من ان يصرخ بها ، ورغم اجواء الرواية المليئة بالضوضاء والخوف والترقب لكن أسلوبها يمنح السكينة الغريبة كأت الهدوء الذي يبحث عنه البطل انعكس على الصفحات نفسها ...
كنت أتمنى ان ترسم الشخصيات اعمق بتفاصيل أكثر عن عالمه الداخلي وماضيه ، رغم ان ذلك لم ينقص من جمال التجربة والفكره نفسها
، فهي رواية فلسفسة تطرح الكثير من الأسئله وتسلط الضوء على كثير من الجوانب كأثر الحروب على الأفراد ، والغربة والخوف والتطرف والهوية والدين بعد مزجهم تحت راية الحرب ...
🔷️إقتباسات /
-تمنياتي لك أيضًا بحياة أفضل، وهروبٍ سعيد من عالمك إن كان تعسٍا، إلى عالمٍ أجمل، وأهدأ.
-العالم مجنون.. فلنساير جنونه بالابتعاد عنه.. بهجران كل شيء.
-كل من ذهبوا إلى الحرب قتلوا. كلهم ارتكبوا أفعالًا جبانة، لأن لا شجاعة أمام الموت إلا لمجنون.






















