عالمي الهادئ > مراجعات رواية عالمي الهادئ > مراجعة Samar Hemdan

عالمي الهادئ - إسماعيل وهدان
تحميل الكتاب

عالمي الهادئ

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

#مسابقات_مكتبة_وهبان

#مسابقة_ريفيوهات_عالمي_الهادئ

متى ينتهي العالم؟؟

بداية فلسفية جدا للرواية لرؤية الكاتب بأن العالم ينتهي لحظة إغلاقه لعينيه للمرة الأخيرة، لم أفكر بها من قبل ولكنها حقًّا فكرة رائعة. فكل موتٍ هو نهاية لعالم صاحبه ـ رحم الله موتانا جميعًاـ

❞ ‏"إن أحسست بضغطٍ عالٍ على أذنيك وأنت في ساحة القتال، احتمِ بأقرب ساتر بجانبك، واسأل الرب الرحمة". ❝ ما أقسى هذه الكلمات عند سماعها وأنت ذاهبٌ إلى ساحة القتال، فهي كلمات لا نجاة بعدها، ويالحظه فقد نجا!!

❞ لا أدري ما المنطق في هذا، لكنني لحظتها تمنيت الموت خوفًا من الموت. ‏ ❝ جملة صعبة جدًا

كيف يهرب الإنسان من الموت، هل هناك مهرب منه؟! وكيف يتمنى الموت خوفًا منه، فهو ميت في جميع الأحوال! لكن الكاتب هنا كان يتمنى الموت السريع دون تعذيب أو ترهيب كان يتمنى إغماض عينيه فلا يرى ولا يسمع أي شيء بعد ذلك.

"اسمي جِرم" كلمتان، مجرد كلمتان كانتا بمثابة باب الرحمة والحياة. لماذا تركوه حيًّا؟! هل لاعتقادهم بأنه أبله أم لعدم تمكنهم من اقتناص أي معلومات منه فتركوه في محبسه حتى حين؟!

مشهد الإعدام الذي جاء في أول الرواية هو مشهد متكرر في كل الحروب وكأنه أيقونة الحروب ولا تستقيم حربًا ويحدث فيها انتصارًا إلا بحضور هذا المشهد الأليم.

مع قراءتي للرواية كنت أكتب انفعالي اللحظي مع انتهاء كل فصل إلى أن ظهرت شخصية شبح الحرب جذبتي رغمًا عني وتوقفت عن الكتابة لأكمل الرواية كاملة،

توقفت كثيرا أمام تلك الشخصية، ذلك الطفل الصغير الضعيف الذي لم يستطع الدفاع عن نفسه أمام شخص خسيس، والأب المكلوم في ولده وإحساسه بالضيق والحزن لعدم وجودخ في الوقت الذي احتاجه ابنه فيه، فكان كل نفكيره تأن يجعل ابنه قويًّا، وتكونت شخصية شبح الحرب الذي رفض القتل دون سبب، رفض الحرب، رفض الظلم، ترك الجيش ليصبح هو جيشًا بأكمله.

تأثرت كثيرا به، وحزنت حزنًا شديدًا على موته بالرغم من شجاعته إلى آخر نفس، استطاع الكاتب أن يكتب شحصية شبح الحرب بجدارة.

تكتمل الرواية بعد موته ويذهب جِرم غربًا بحثا عن المحيط، لكن أقداره توصله إلى مزرعة رادن وأسرته وتتوهظ عزيزي القارئ او يوهمك الكاتب بأن الحياة بدأت تبتسم لجِرم، لكن انتظر لا تبتهج كثيرا فالمنحوس منحوس، وبدلًا من الهرب وحده تهرب معه حبيبته بعدما فقدت كل ما كان لها في الحياة بسبب حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وعدنا الكاتب في البداية بالنهاية السعيدة، فهل حقًّا كانت النهاية سعيد؟! أم أننا فقط نتوهمها؟

في اعتقادي الشخصي انه لا توجد أبدًا نهاية سعيدة مع الحروب حتى مع انتهائها فهي أبدًا لا تكون سعيدة بعد فقد الأهل والأحباب والمسكن والأمان.

هذه الرواية من أجمل ما قرأت، لغة سلسة وسرد رائع وتتابع شيق للأحداث دون تطويل، عنوان الرواية يوحي بالهدوء والرومانسية ربما، لكن غلافها عكس ذلك تمامًا.

الرواية برغم قِدمها إلا أنها تصلح لكل الأوقات وتصف بطريقة ما الحروب في كل الأزمان، فالكاتب هنا لم يصف حربًا بعينها ولا دولة في حد ذاتها ولكنه صاغ الأحداث في مكان وزمان مجهولين، فلا المكان ولا الزمان يغيران حقيقة أن كل حرب تبدأ بمطامع شخصية لجيوش وحكومات مختلفة والخاسر الوحيد فيها هو الإنسان البرئ.

‏مراجعة أمنية شوقي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق