اقتباسات بثينة العيسى

لو أن لي حياة كحياة

كم هي ساحرة هذه الآلة التي يسمونها النص الأدبي، أليس كذلك؟

‫ بثينة العيسى

سار خببًا، يذرع التلّ نزولاً، كأن ثمة من يطارده. عندما وصل إلى السيّارة وشغل المحرّك، عرف بأنه لم يكن يهربُ من الوطاويط، كان يهربُ من الصّوت. كانت كلمة "آو" تتردّد في جنباتِ صدره، كلما ارتطمت بضلعٍ كسرته.

هكذا ترسمُ الخارطة نفسها، واحدهم يهوي في اليأس، والآخر ينزفُ في الأمل اختلس نظرة إلى أخيه، نحوله البالغ والخطوط العميقة حول فمِه، الحزن السّحيق في عينيه هل يحقُّ له أن يطالبه بعيش لحظة أخرى مع فكرة المصير المجهول؟ من الأفضل

لم يكن يعرف ان هناك تمييز في العذاب أيضًا. مكانٌ للبيض، مكانٌ للسود. وهؤلاء الذين يسحقون كلّ يومٍ تحت عجلاتِ العالم الجديد، الذين يعبرون جغرافيا العطش وخرائط التيه لأجلِ أن يعيشوا، ولا.. ولده لا ينتمي إليهم. لا يدري، هل يفرح لذلك أم يغرق في الخزيِ حتى أذنيه.

كانت التفاصيل في رأسه تتدافع، تتواثب، تتهافت، تتكالبُ، تحتشدُ في قيامةٍ كبرى؛ البلوزة الحمراء شجيرات الجهنمية باب الحوش الرصيف الرمادي السنّ الناقصة كروكس باتمان تفاصيل، تفاصيل، تفاصيل. الألم يوجد في التفاصيل، الحبُّ يوجد في التفاصيل سمع وقرأ دائمًا بأن الرّب

‫ ولم تسمع نادية ما قاله بعدها، كان شيئًا يشبه الصَّلصلة الجوفاء نقطًا سوداء وبيضاء على شاشة معطّلة ضوءًا يتكسّر في منشور

"أنت وحدك، وحدك! هل تفهم؟ لا أحد لأحد في هذا العالم، عليك أن تتدبر أمرك بنفسك، لا تنتظر أن يخلصك أحد، لأن أحداً لن يأتي، الذين نناديهم على وجه الخصوص لن يأتوا."

أنا سليلة الثقافة العربية، التي تتبنى أفكارًا ميتافيزيقية أو غيبية عن الكتابة. نحن نلجأ، بأريحية مطلقة، إلى تفسيراتٍ ماورائية لكل ما نكتب: الوحي، الإلهام، وادي عبقر، شيطان الشعر. إن لدينا إرثًا ثقيلاً في هذا المضمار، ولهذا السبب، تبدو فكرة التدريب

الزَّمَن ليسَ حليفًا لك. الزمن هو العدوّ.

‫ كيف يمكنك أن توقفُ تدفّق هذا النّهر الأبدي الذي يسمّونه الزمن؟ إنه يجري بعيدًا

انا قيامه العالم

انا فوهة العدم القاهره

فالمطلوب من الحوار أن يبدو "عديم الفنيّة" على عكس باقي مكوّنات النص الروائي، وحقيقة الأمر، أنه من الأصعب الأمور قاطبة، أن تطلب من فنانٍ بأن يصنع فنّه دون أن يبدو على فنّه أن فن! إنهٌ فنٌ مضاعف.

بإمكان سطرٍ حواريّ أن يعبر الزمن ليصير جزءًا من وجداننا الجمعي وتكويننا الثقافي. جميعُنا نحفظ، مثلاً، تلك العبارة المقتبسة من رواية "عائد إلى حيفا" لغسّان كنفاني: "الوطن يا صفيّة.. هو ألا يحدث ذلك كلّه".

لحظاتٍ يتدفّق فيها السّرد، بسخاء، بين يديّ الكاتب، لحظاتٍ من النشوة الخالصة، ولكن، في كلّ مرة ينقطع فيها هذا التدفّق بسبب مشهدٍ حواري.

الرواية هي كذبة، والرواية الجيدة هي الحقيقة داخل الكذبة، كما يقول ستيفن كينغ.

نحن نؤثر طمأنينة الوهم على قلق الحقيقة الباردة.

انتماؤكم العروبي هذا يشبه حمل سلة تسوّق مليئة بالتفاح المدوّد

اللومَ امتياز الآلهة،

في العالم الواقعي، أكثر ما يخيفك هو ألا يفهمك أحدهم كما تريد له أن يفهمك. أن يفرط في التأويل، أو أن يذهب أبعد مما رميت، أو أقصر، أو أن يضيع عن فهمك تمامًا.

يقال بأنه يمكن للإنسان أن يصدّق أيّ شيءٍ إذا وضع في قصّةٍ جيدة.