اقتباسات محمد الغزالي

اللهمَّ إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَنِ، وأعوذ بك من العَجْز والكسل، وأعوذ بك من الجُبْن والبُخْل، وأعوذ بك من غَلَبة الدَّيْن وقَهْر الرِّجال»

‫ إنَّ نبيَّ الإسلام لما قال للسائل عن البرِّ: «استَفْتِ قلبك

إذا كنتَ في كل الأمور معاتبًا‏ ‫ ‏صديقَك، لم تلْقَ الذي لا تعاتبه‏ ‫ ‏فَعِشْ واحدًا أو صِلْ أخاكَ فإنَّه‏ ‫ ‏مُقارفُ ذَنبٍ مرَّة ومُجانبه‏ ‫ ‏إذا أنتَ لم تشرب مِرارًا على القَذَى‏ ‫ ‏ظمئتَ وأيُّ الناس تصفو مشاربه‏ ‫

‏فإنْ تَكُن الأيام فينا تبدَّلت‏

‫ ‏ببُؤْسَى ونُعْمَى والحوادث تَفْعَلُ‏

‫ ‏فما ليَّنَتْ منَّا قنَاةً صَليبَة‏

‫ ‏ولا ذلَّلَتْنا لِلَّتي ليس تَجْمُلُ‏

‫ ‏ولكنْ رَحَلْنَاها نُفُوسًا كرِيمةً‏

‫ ‏تحمَّلُ ما لا يُسْتطاعُ فتَحْمِلُ‏

‫ ‏وَقَيْنَا بحسن الصَّبْرِ منَّا نفُوسَنا‏

‫ ‏فَصَحَّت لنا الأعراضُ والنّاس هُزَّلُ‏

«إنَّ بيننا وبين الله رابطة لا تنفصم، فإذا نحن أخضعنا أنفسنا لإشرافه سبحانه وتعالى تحققت أمنياتنا وآمالنا كلها».

إنَّ شرّ الناس عند الله من لا يُرجى خيره ولا يُؤمن شره.

" إحساس المرء بنفسه إذا زاد عن حدّه يحجبه عن الآخرين ويحصره في عالم خاص به.

ما يضير البحرَ أمسى زاخرًا‏

‫ ‏إن رَمَى فيه غلامٌ بحجر؟!‏

إحساس المرء بعظمة نفسه، ورسوخ قدمه، وحصانة عرضه ضدَّ المفتريات وإحساسه بتفاهة خصومه أو عجزهم عن النَّيل منه، أو قدرته على البطش بهم، كل ذلك يجعله بارد الأعصاب إذا أُهين، بطيء الغضب إذا أسيء إليه.

‫ (إنَّ الجحود فطرة، إنه ينبت على وجه الأرض كالأعشاب الفطرية - التي تخرج دون أن يزرعها أحد - أما الشكر فهو كالزهرة التي لا يُنْبتها إلا الريُّ وحسن التعهد…).

كنتُ أظنُّ أنَّ مسالك العظماء، وأنماط الحياة المترفِّعة التي تميَّز تفكيرهم ومشاعرهم هي السبب في كراهية الساقطين لهم وتبرُّمهم بهم.

‫ ثم تبيَّنتُ خطأ هذا الظنِّ، فكم من موهوب لا تزيده مَجَادته إلاَّ تقربًا إلى الناس وعطفًا عليهم.

‫ ومع ذلك فإنَّ التعليقات المرة تتبعه، وكذلك التشويه المتعمَّد لآثاره الطيبة، والتضخيم الجائر لأخطائه التافهة!!

‫ فما السر إذن؟

‫ السر أنَّ الدميم يرى في الجمال تحدِّيًا له، والغبي يرى في الذكاء عدوانًا عليه، والفاشل يرى في النجاح إزراءً به، وهكذا..!!

وليس كل امرئ يُؤتَى القدرة على تحويل قسمته المكروهة إلى حظ مستحب ذي جَدوى، فإن عُشَّاق السُّخْط ومدمني الشكوى أفشل الناس في إشراب حياتهم معنى السعادة إذا جفَّت منها، أوبتعبير أصحَّ إذا لم تجئ وَفْق ما يشتهون.

فالذين اعتادوا الرثاء لأنفسهم سيواصلون الرثاء لأنفسهم ولو ناموا على الحرير، وتقلَّبوا في الدِّمَقْس.

كل ما يصنعه المرء هو نتيجة مباشرة لما يدور في فكره، فكما أن المرء ينهض على قدميه وينشط وينتج بدافع من أفكاره، كذلك يمرض ويشقى بدافع من أفكاره أيضًا

إنَّ الإحسان للفقراء قُرْبة ميسِّرة في كل آن.

‫ فإذا أراد أحد أن ينال حُظْوة عند الله وعند رسوله فليتصدَّق، فهذا مجال رَحْب للثواب المطلوب.

فإذا شئت الإفادة من ماضيك، بل من حياتك كلِّها، فاضبط أحوالك وأنت تتعهَّد نفسك.

‫ اضبطها في سِجلٍّ أمين يحصي الحسنات والسيئاتِ، ويغالب طبيعة النسيان في ذهن الإنسان.

والحقُّ أنَّ ترويض النفس على الكمال والخير، وفطامها عن الضلال والشر يحتاج إلى طول رقابةٍ وطول حساب.

‫ إنَّ عمارة دار جديدة على أنقاض دار خَرِبة لا يتم طفْرة، ولا يتم عن ارتجال وإهمال.

ما من عمل مهم إلاّ وله حساب يضبط دخله وخَرْجه، وربحه وخسارته.

‫ إلاّ حياة الإنسان، فهي وحدها التي تسير على نحو مبهم لا يُدرَى فيه ارتفاع أو انخفاض.

وقد وجد الكاتب الأمريكي نفسه مضطرًّا إلى الانصياع لهذه الحقيقة فقال: (لقد اكتشفتُ من سنوات أنَّني وإن عجزت عن اعتقال ألسنة الناس حتى لا يطلقوها فيَّ ظلمًا وعدوانًا، إلا أنَّه وسعني أن أفعل ما هو خيرٌ من هذا. أن أتجاهل لوم الناس ونقدهم..).

قلت في كتابي «خلق المسلم» بعد كلام عن فضيلة القوة: تلك طبيعة الإيمان إذا تغلغل واستمكن، إنَّه يُضفي على صاحبه قوة تنطبع في سلوكه كله، فإذا تكلَّم كان واثقًا من قوله، وإذا اشتغل كان راسخًا في عمله. وإذا اتجه كان واضحًا في هدفه. وما دام مطمئنًا إلى الفكرة التي تملأ عقله، وإلى العاطفة التي تعمر قلبه، فقلَّما يعرف التردُّدُ سبيلًا إلى نفسه، وقلَّما تزحزحه العواصف العاتية عن موقفه. بل لا عليه أن يقول لمن حوله:

‫ ﴿اعْمَلُوا عَلَيٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (٤٠) ﴾ [الزمر: 39، 40]