اقتباسات أثير عبد الله النشمي

نحن لا نصل إلى اللذة بتحقيقنا لما نتوق إليه ونرغب به ، فاللذة تكمن في الحرمان أحيانًا ـ ـ كما أن للتحقق والوصول لذة ونشوة أخرى ـ ـ مفهوم اللذة معقد إلى درجة تتجاوز إدراكنا بكثير ـ ـ

تظنّ هي أنني أجيد الغزل ، ولا تدرك كم تجيد البعثَ ، بعث السعادة والنشوة والأمل ـ ـ لا تدري كم تشعرني بالحياة ـ ـ أنا التوّاق إلى الحياة والغارق فيها حتى آخري ـ ـ المتعطش والجائع لكل لذاتها على الرغم من انغماسي فيها ـ ـ

يقال بأن عمر علاقات الحب المفتوحة أطول بكثير من عمر الزواج ـ ـ لأن حالة التوجس من الخسارة تبقي العلاقة في أوج حالاتها ـ ـ لكن حالة التوجس هذه تفقدنا القدرة على النوم وعلى التنفس ـ ـ ـ حالة الخوف من الفقد تدخلنا في دوامة اللااستقرار ، فنمشي حفاة فوق سعير الشوق ، ونتلظى بناره حتى نحترق تماماً ونفقد الإحساس بكل شيء ـ ـ

لكن الكتابة هي صوتي الصارخ ـ ـ وفي الحب نحتاج لأن نصرخ بأعلى أصواتنا لنخيف القدر ونتحدى العالم ، حتى وإن بحّت أصوات كثيرة بلا نتيجة ولا فائدة ! ـ ـ

هي امرأة تثير بي الفرح ، مثلما تثير فيّ حزناً لا يفهم ، لكنني أمقت الحزن ـ ـ فالحياة لا تحترم الحزانى ولا تحترم أحزانهم ، وأنا رجل يحتاج لأن تقف الحياة له احتراماً ـ ـ أنا رجل لن يحني رأسه للحياة ـ ـ وإن حطمتني الحياة فحسبي أني صمدت ولم أنهزم مثلما قالت سيدة فلسطين ـ ـ

سألتها وأنا أقبّل رأسها : متى أراك ؟

قالت وهي تتنفّسني بقوة : عندما تصطدم أقدارنا مرة أخرى!

عندها رفعت عينيّ إليها ، والتقت عيوننا ـ ـ فشعرت بالحياة تجتاحني ! ـ ـ خيِّل إليّ أنني أشعر بروحها تغادر جسدها وتتلبس جسدي ! ـ ـ ظللنا قرابة الدقيقتين نتأمل بعضنا بعضاً على الأرض وتحت المطر من دون أن يرمش لنا جفن ! ـ ـ

التقيتها أول مرة في ليلة ماطرة ، خرجت من مكتبي قرابة الواحدة صباحاً إلى حانة قريبة ـ ـ ظننت بأن كاساً سيريح أعصابي ـ ـ وسيجعلني أسترخي بعد ليلة طويلة من المخاض الأدبي ، لكن شيئاً ما دفعني لأن أخرج سريعاً من الحانة ـ ـ ظننت بأنني نسيت هاتفي المحمول في مكتبي ـ ـ فخرجت منها مسرعاً ـ ـ كان الجو ماطراً ولم أكن أحمل مظلة معي ـ ـ فركضت تحت المطر ، وعندها ظهرت لي فجأة من شارع جانبي صغير فاصطدمت بها بقوة ! ـ ـ

عندما تبكينا الأغاني ، فهذا يعني بأننا إما في أقصى حالات الوجع ـ ـ أو أننا في أشد أوقات الحاجة ـ ـ وكلا الشعورين أمرّ من العلقم ! ـ ـ

في حياة كل امرئ منا ، خيط رفيع يربطه بالحياة ـ ـ ما أن ينقطع هذا الخيط حتى تفقد الرغبة بالتنفس والاستيقاظ والتفكير والعيش ! ـ ـ وهي الخيط الذي يبقيني حياً فكيف أمارس الحياة بلا رابط يربطني بها ؟! ـ ـ

هي حالة غريبة ، امرأة استثنائية ـ ـ حضورها جامح ، حديثها شامخ ، امرأة واثقة ، مؤثرة وقوية ـ ـ امرأة أرسلها القدر إليّ في وقت لم أكن فيه بانتظار أي مفاجآت قدرية ـ ـ فأربكني مجيئها المفاجئ وزادني التباساً ـ ـ

الحب هو هدية الله التي لا تقدر بثمن ـ ـ الحب حالة روحانية ، حالة تجعلنا نتسامى إلى أبعد حد ، نتسامى إلى حيث لا نعرف ـ ـ في الحب نشعر بأننا مباركون ، مباركون للغاية ـ ـ نشعر بأن هالة من البياض تحيط بنا ، بأن الله يحتضننا بشدة ، بأن الحياة أجمل من أم تكون مجرد محطة ـ . في كل حكاية حب نشعر بأننا نحب ولأول مرة ـ ـ ننتشي وكأنها المرة الأولى التي ننتشي فيها ـ ـ لكن الحب قاسٍ ـ ـ قاسٍ جداً ـ ـ وأظن بأنني كبرت على أن أتحمل حباً مبهماً كالحب الذي يربطني " بها " ـ ـ

عرفت ليلة ذاك كم هو قاس علينا أن نشهد فراق عاشقين ـ ـ كم هو مضن أن ينفصل عاشقان قسراً ولا نتمكن من أن نمد لهما يد العون ـ ـ

الحب يفعل بنا ما لا يفعل بنا أي شيء آخر ـ ـ

الحياة هي أنثى خائنة في كل يوم لها عشيق جديد ـ ـ أنثى مزاجية الهوى ، أنثى لا تؤتمن بالسعادة قط ! ـ ـ لكننا اتفقنا على أن لا يخيفنا شيء ـ ـ أن لا نخشى القدر وأن لا يؤرقنا المستقبل ـ ـ لذا أحاول أن لا أفكر كثيراً فيما سيأتي ، أن لا أقحم نفسي بمعمعة القدر . .

رحلت وقد قررت أن أنتهي من كل ما مضى ، ففي ديسمبر تنتهي كل الأحلام ـ ـ وفي يناير يبتدئ حلم جديد ـ ـ ففي يناير 1991م بدأت حياة جديدة لا تشابه حياتي السابقة بشيء! ـ ـ

لم تكن ليلى تناسبني " قبائليًا" ـ ـ وقضية القبائلية هذه هي المأزق العاطفي الأكبر الذي لن يتمكن أحد من الخلاص منه إن وقع فيه ـ ـ هذه القضية لا حل لها مهما أمطرت السماء من معجزات ـ ـ لكن الحب يجعلنا نتمسك بسراب الإمكانية ، بوهم المعجزة ـ ـ الحب يجعلنا نتأمل حتى نموت أملاً وألماً ، ولم تستثنني السماء من هذا الألم للأنني لم أنفكّ عن الأمل في أن تحدث معجزة ـ ـ

زغيرة جنت وأنتا صغيرون ..

حبنا عرفناه بنظرات العيون ،

قالوا ترى ذولا يحبون ،

من الصغر للمن يكبرون ،

مثل النجمة والقمر ،

كبر حبنا وازدهر ،

لعيونك حبيبي تبتدي دروب السفر ..

في داخل كل إنسان وطن خاص به!.. الإنسان لا ينتمي إلى رقعة.. الإنسان ينتمي إلى دواخله..

غارقةٌ أنتِ في خيبتكِ، وغارق أنا في معصيتي، لكنني أحبكِ يا جمانة، فاغفري…