اقتباسات لورينزا جينتيله

أحيانًا، عندما يمر عليَّ يومٌ كاملٌ دون أن ينظر أحدهم في عيني؛ أتساءل عمَّا إذا كنت لا أزال موجودة في العالم.

قال لي بِنبرة شبه اعتذاريّة: القراءة هي ما أفعله كي لا أمكث كثيرًا مع نفسي.

القراءة هي ما أفعله كي لا أمكث كثيرًا مع نفسي.

الآن في مُجتمعنا لا نفعل شيئًا سِوَى الانتظار. انتظار أن تُطبق العدالة، وأن تتغيّر الأشياء، وأن يتحسّن المستقبل، وأن تحدث المعجزات أو الاستسلام، ولكن أحيانًا لا نعرف حتّى لماذا نستسلم، وهكذا ننتظر فحسب.

لأعرف ماذا فاتني. يبدو زمنهم كخطّ يتّجه دائمًا نحو الهدف، بينما زمني لَوْلَب يدور حول نفسه.

فأنا أصطحب كتابًا دائمًا؛ فأوقات الانتظار غير مُتوقّعة في عملي، وفي الحياة عمومًا. ما الّذي يمكن أن يكون أفضل من قضاء عشر دقائق في مكانٍ ما ونسيان الوجود؟

❞ خمسة أعوام. بدأت ببطءٍ شديدٍ ومرَّت في لمح البصر، إلى درجة أنّني عندما أنظر إلى الوراء أتساءل: كيف انتهت؟! وإن كنت قد عشتها حقًّا أم أضعتها في انتظار حدثٍ لن يحدث أبدًا. ❝

في زمنٍ ما، كُنّا نُصلِّح الأشياء المكسورة عشر مرّات قبل أن نتخلّص منها. كُنّا نفعل ذلك بِحُبّ.

حاليًّا، يفعلون كلّ شيء باسم الاستقلال. يتحرّرون من القيود بسهولة. إذا لم يعد شخص ما أو عمل ما يناسب أحدهم، يتركه دون الاكتراث بنتيجة ذلك، فسيكون هناك شيء آخر أو شخص آخر، ثمّ آخر أيضًا، وهكذا في دائرة لا نهائيّة. والقطار التّالي يَعِدُنا دائمًا بأن يأخذنا إلى مسافة أبعد. ولكنّ الكمال محض سراب يا عزيزتي.

شخصٌ ما. أرادني ملكًا له، أشعرني بأنّني صورة بلا إطار. اعتاد أن يُصمّم إطاراتي. في البداية افتُتِنت بذلك، وشعرت بالأمان. أخيرًا شعرت بِوُجودي. ولكن مع الوقت بدأت تلك الإطارات تَخنقني، لأنّها أجْبَرَتني على أن أكون ما يُقرّره هو. أردتُ أن أذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، أن أُعيد رسمها بألواني. كنت مُجْبَرة على البقاء داخل الخطوط المرسومة لي.

الفنّ هو طريقنا للسّفر دون الحاجة إلى الذهاب إلى أيّ مكان. إنّه قُوّتنا الّتي لا يُمكن لأحد هزيمتها.

لكلّ سؤال يطرحه أبي تُوجد إجابة واحدة صحيحة، لذلك من السّهل الخطأ. إنّه يُطالب بالكمال.

ولكن معارضة أبي تعني المخاطرة بتلقِّي نظرة تجرح أكثر من مئة نصل، والشعور بعدها بوحدة لا يمكنني تفسيرها بالكلمات، وحدةٌ قد تستمرّ لفترة زمنيّة مفتوحة، وقد تستمرّ هذه المرة إلى الأبد.

«يجب أن أنكمش لأتجنّب المشاكل».

لو، كلمة واحدة صغيرة تبتلع روحي، وتنتزعني من نفسي، وتدفعني إلى التّساؤل: ماذا لو لم أكن موجودة؟ وهكذا أُوجد فقط في ذهني، على أمل ألّا يلاحظ مَن حولي اختفائي.

فنحن نقضي وقتنا في القيام بأعمال لا نُحبّها لشراء أشياء لا نحتاجها

يكفي القليل ليعيش المرء بشكل جيّد. إلّا أنّه يلزمه قدرٌ من المزاج الجَيّد، فضلًا عن المهارة. ولكن لا يمكن صناعة المزاج الجيّد، ومن الصّعب العثور عليه في أيّ مكان.

لا يمكن للعالم أن يكون موجودًا، ما لم يكن هناك مَن يدرك وجوده. وبالتّالي، نحن أيضًا نوجد فقط عندما ينظر إلينا شخصٌ ما، عندما يستمع إلينا شخصٌ ما، عندما يعترف شخصٌ ما بوجودنا.

نظرة مَن يتساءل: لماذا أفعل ذلك؟ أحيانًا، يكون عدم وجود خيار أمرًا مُريحًا، لأنّه عندما تكون سيّد مصيرك، يتحوّل كلّ شيء إلى معركة: إذا خسرت فيها، تكون أنت المُخطئ. هؤلاء الأشخاص، أودُّ أن أعانقهم، وأبوح لهم: أعرف بعض ما تمرُّون به.

إصلاح الأشياء يعني الانحناء عليها بِحُبّ.

‫ ناتاليا غينزبورغ