اقتباسات أحمد عبد العزيز

لماذا تخشون الحديث عن الحب، والإفصاح عن مشاعركم، لماذا تعتبرونه نوع من العيب ومدعاة للخجل، ألا تدركون نعمة أنكم تمتلكون قلوب تنبض وأفئدة تشعر، لو حرمتم منها لقدرتم قدرها، لو حرمتم منها لتلمستم ظلها في أي مكان.‏

أفهم أن لدى البشر عادات وتقاليد، ولكنني أظن أنها ليست دومًا صحيحة، أشعر أنها بصورة أو بأخرى تشبه تقييد العقول… تخلق محظورات على أمور من المفترض أن تكون غير محظورة.‏

كنت أسأل لأنني كنت أبحث طوال حياتي عمن يمكنني أن أتحدث معه عن الحب!‏

لا يدركون أن مجرد ممارستهم لحياتهم بهذه البساطة، مجرد ابتسامتهم وضحكهم كان حلمًا يراود رجل لقرابة خمسين عامًا، فتش في ذاكرته الآن عن لحظة واحدة تشبه هذه ولم يجد!‏

تملك نفس العينين، نفس النظرات التي تخترق الأرواح دون استئذان،

فالرغبة في الحياة تنتصر في النهاية.‏

كنت أفتقد هذا، مجرد وجود موضوع ما يمكنني تبادل الآراء حوله مع أي أحد، كنا نعيش متجاورين، متزاوجين أحيانًا، ولكننا في جزر منعزلة، لا يعرف أحدنا الآخر ولا يهتم بمعرفته، لا شيء يجمعنا على الإطلاق سوى ملاجئ الخطر!‏

كنت أعرف أن هذا اليوم مشئوم!‏

‫ ‏يوم عجيب، يأبى أن ينتهي، ولا يبرح يقذفني بالمفاجأة تلو الأخرى من هؤلاء القوم المبتسمون!‏

لكن الماضي حدث وانتهى، لا يمكن تغييره، أو العودة إليه،

‏منذ بضع ساعات كنت شخصًا آخر بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وخلال تلك الساعات فقط تبدلت حياتي وانقلبت رأسًا على عقب، سمعت وشاهدت وعرفت ما كان أغرب من أي خيال.‏

‫ ‏لكنني رغم كل شيء كنت أستطيع إيجاد منطق ما يساعد عقلي على تمرير المعلومات…‏

‫ ‏لكن هذا يفوق أي منطق!‏

‏لا، لا، لقد اكتفيت، هذا أكثر من قدرتي على الاحتمال… ألا ينتهي هذا اليوم؟!‏

وكأنني كنت أستمع لقصة خيالية، لكنها في الواقع كانت قصة حياتي التي لا أعرفها،

رغم كل شيء، اشتقت إليه.‏

ولا يفني عمرًا في الدفاع عن الوهم لأنه يخشى البحث عن الحقيقة.‏

من صفاتك التطور واكتساب المهارات، ولن تستطيع فعل ذلك دون تفكير عميق، لكن التفكير يخلق الأسئلة، والأسئلة تدفعك للبحث عن الإجابات، والبحث عنها بصدق يصل بك حتمًا لمعرفة الحقائق، والحقيقة هي أكبر عدو للكيان، أكبر عدو للديكتاتورية على مر العصور، لأنه إذا انفتحت الأعين وجليت البصائر…

فلا حدود للإبداع يا بني،

ولذلك عندما صنعوا الهومولينك سلبوه كل ما يجعله بشرًا، ليخلقوا منه عبدًا مطيعًا، ومنفذًا جيدًا لما يُكلف به، يعمل طوال الوقت دون أن يدرك أنه يمتلك أي حقوق ليطالب بها، لذلك كانوا مضطرين أن يسلبوه المشاعر والأحاسيس والقدرة على الخيال… لأنه حين يمتلكهم يتأمل ويفكر ويدرك ويخرج عن المألوف، فيتعلم ويتطور ويبدع، يبتكر ويخترع،

- الخيال… الخيال يا بني.‏

‫ ‏مستفهما، أجبته بدهشة قائلًا:‏

‫ ‏- الخيال؟ ماذا يعني هذا؟‏

‫ ‏- القدرة على التخيل، مفتاح الإبداع عند البشر.‏

هل يدرك المحروم من التفكير أن شيئًا ما ينقصه؟ بأي شيء يدرك وهو لا يملك الإدراك؟‏

‫ ‏هذا الإدراك نِقمة… هذا الوعي لعنة…‏

ما ضير الرميم من نخر الدهور في أُضلُعه…‏

‫ ‏وما مغنمهُ إذا انبثقت الرياحين من ثرى جنباته!‏