اقتباسات فاطمة عبد الحميد

كُلَّ ربحٍ لأحدِهم، هو خسارةٌ لِآخَر.

‫ لا أستطيعُ إقناع الحزن، صاحبِ الموهبةِ الفطريّةِ في تمزيقِ القلوبِ، بأنّهُ مرفوضٌ أكثرَ منّي بين بني البشر. فقد أكونُ أنا مَطلوبًا في أوساطِ المنتحرينَ واليائسينَ، وأصحابِ الأمراضِ المزمنةِ، أمّا الحزنُ… فمَنْ ذا الّذي يتمنّاهُ أو يحتاجُ إليه؟

ثمّ حاولتْ إذابةَ الألمِ بالتّجاهُلِ،

❞ ليس ثمّة نهايات سعيدة في حياةٍ تقف على ساقٍ واحِدَة» ❝

❞ فهمْ يبجّلونَ النّورَ، ويهربونَ منهُ أحيانًا، لأنّهُ يكشِفُ سوءاتِهم. ❝

❞ فأدركت أنّ زوجها ينهار، وأنّ في صدره حقيقةً تتعفّن يومًا بعد يوم، وهو يكاد يتقيّؤها، ❝

❞ فبعضُ التّدميرِ ضروريٌّ للإلهامِ البشريِّ ❝

وكلّما أرهقتها الذّاكرةُ، اتّكأتْ على جذعِ شجرةٍ متينٍ، فلا تفكّرُ إلّا في جذورِها الّتي ترحلُ عميقًا في باطنِ الأرضِ، حيثُ يسكنُ حبيبُها… فهي أيضًا ستمدُّ جذورَها تحتَ التّرابِ، باحثةً عنْ سببٍ يبقيها على قيدِ الحياة.

عند الوقوف بقبرٍ، لا يملكُ النّاسُ الكثيرَ لقولِهِ، سوى جُملٍ مِنْ نوعِ: «حانَ الوقتُ»، أو: «امضِ قدُمًا»… فلا وقتَ يحينُ لأيِّ شيءٍ هُناكَ، ولا طريقَ لتمضِيَ فيهِ إلى الأمامِ أو إلى الوراء لا شيءَ هناكَ غير يوم طويلٍ لا نهايةَ

لا أستطيعُ إقناع الحزن، صاحبِ الموهبةِ الفطريّةِ في تمزيقِ القلوبِ، بأنّهُ مرفوضٌ أكثرَ منّي بين بني البشر. فقد أكونُ أنا مَطلوبًا في أوساطِ المنتحرينَ واليائسينَ، وأصحابِ الأمراضِ المزمنةِ، أمّا الحزنُ… فمَنْ ذا الّذي يتمنّاهُ أو يحتاجُ إليه؟

الشّيطانُ والحبُّ وحدَهما قادرانِ على العبَثِ بالبشَرِ. أمّا الشّيطان فأمره هيّنٌ، إذْ تكفي النّيّةُ الصّادقة أو الموسِيقى لطرده. وأمّا الحبُّ، فلا شيءَ يمحُوهُ، بل إنّ كلّ ما يحدث وما لا يحدث يكون سببًا في إحيائه.

غيرَ مُقدّمةٍ للمَوت؟ كلُّ الأمورِ السّيّئةِ مِنْ حولِنا مُقدِّماتٌ للمَوت.

لعلّ أكثر ما يُثيرني هو أنْ أراقبَ شخصًا يموتُ على غيرِ يديّ… كالموتِ حُبًّا، والموتِ غُربةً ووحدَةً، وكلاهما لا يمتّانِ إليَّ بصِلةٍ، فكلّ موتٍ ما عداي، يظلُّ مطالبًا بتقديم أسْبابِه.

فأنتم تعتبرونه ناجيًا من الموت. والمضحك أكثر في الأمر أنّكم تدركون استحالة الإفلات منّي، بل تعترفون بذلك. فلماذا إذَن لا تسمّون النّجاة منّي «رحمةً» أو «عفوًا مؤقّتًا»؟

بكلِّ تسامحٍ، تقُولُ الجثّةُ المنقُولةُ مِنَ الحياةِ، وهي محمُولةٌ على كتفِ قاتِلِها: «يا لهذا الجسدِ الحيِّ الّذي يتكبّدُ عناءَ حمْلي… مَنْ يكونُ؟ أيحبُّني إلى هذا الحدِّ؟!». هكذا تصبح الأجساد، وهي تسلك طريقَها إلى عمق الأرضِ…

ليس صحيحًا أنّكم تحبّون الوحدةَ، أنتم لا تطيقونها، أمّا تلك التي تميلون إليها أحيانًا أو دائمًا، فهي العزلة.

الزّمن يمضي مُسْرعًا… والوقتُ المهدورُ لا يلتفِتُ إلى أحد!

‫ - الآخرونَ يذْهبُونَ، ونحنُ نُعاني.

‫ ثمّ ابتسمتْ بسكينةٍ:

‫ - لا أعرفُ كيف مازلتُ أنجُو منْ كلِّ هذا يا جار؟

نعم! أنا أسوأُ مخاوفِكَ، وأنا كاتمٌ سِرَّ زيارتِي المباغتةِ لكَ، وهذا ما لنْ يحبَّهُ كلُّ مَنْ يهتمُّ بأمْرِك ولتعلَمْ فحَسْب، أنّه لا فرقَ بيْنَ أن تُولِّيَ وجهَكَ شطْرَ الحائطِ لحظةَ وصُولي أو أن تُولِّيَ له ظهْركَ، ففي كلتا الحالتينِ لنْ

يقدِّمُ الموْتُ للمَرءِ خِدْمةً جَليلةً، تُحسَبُ لصالحي في هذِهِ الحالةِ، إذْ يُحرّرهُ مِنْ أكبرِ آلامِهِ، بدفْنِ أقربِ النّاسِ إلى قلبهِ، ليصْبِحَ بعدَ ذلكَ قادرًا على مواجهةِ أيِّ حزنٍ يخبّئُهُ