اقتباسات حنين الصايغ

شعرت برغبةٍ في البكاء. الرغبة في البكاء كانت تأتي من كوني أريد شيئًا. يا لعذوبة أن نريد شيئًا بقوَّةٍ وتهبنا الحياة فرصةً لنخطو ولو خطواتٍ صغيرة في اتِّجاهه!

❞ النساء بعد الأمومة يصبحن أُمَّهات فقط، والرجال بعد الأبوَّة يبقون رجالاً. ❝

شيءٌ ما يتحرَّك في المرأة حين ترى امرأةً أخرى تعاني، شيءٌ ما يوقظ أنثى الذئب المتوحِّشة في أعماقها فيستيقظ تعاطفها وتتحرَّك أمومتها، حتى لو لم تكن قد أنجبت من قبل.

أوهموكِ قبل ثلاثة عشر عامًا بأنَّكِ أنتِ صاحبة القرار، ولكنَّهم تركوا لكِ احتمالاتٍ قليلةً فوق لائحةٍ لم تكتبي منها حرفًا. فاخترتِ الرجل الأقلّ أذيَّة، المنزل الأكثر أمانًا، السجن الذي يوفِّر مساحة أوسع. وبعد ذلك، أخبروكِ أنَّكِ وحدك المسؤولة عن تلك القرارات، وأنَّ عدم تقديرك لهذه النعم يجعل منكِ جاحدة. ولكنْ في الحقيقة، أنتِ لم تختاري شيئًا، ولم تمتلكي رفاهيَّة الاختيار يومًا.‏

لن أكذب وأقول إنَّ الوجع لم يعد هناك. بل هو حاضرٌ بشدَّة، ولكنْ فهمي له، تقبُّله، وإجلاسه في صدر دار روحي جعله أليفًا ورقيقًا.

❞ هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس، بأن نكون بلا أملٍ ونتمسَّك بهذه الحالة، لأنَّ كلّ أملٍ جديد يحمل احتمال انكساره ❝

البيوت في النهاية تصبح امتدادًا لما نختبره فيها.‏

ولكنَّ الحبّ الذي أتحدَّث عنه لا يأتي للمرأة وهي في السادسة عشرة من عمرها. لا يمكن للمرأة أن تحبّ قبل أن تتعرَّف على نفسها.‏

❞ كيف أبني جسرًا فوق نهر الألم لأعبر إليك سالمة؟ ❝

❞ تقول الروائيَّة والفيلسوفة آيريس مردوك «إنَّ الحبّ هو الإدراك الصعب بأنَّ هناك شيئًا آخر حقيقيًّا غيَّر ذواتنا». الحبّ إذن هو من يُعيد الصورة المشوَّهة إلى طبيعتها، الحبّ إذن هو الطريق إلى حقيقة الآخر. ❝

❞ إنَّها مرحلةٌ جديدة يا صغيرتي. سيتَّسع الأفق بشكلٍ مخيف. سيعبر البحر من خلال قلبك الصغير لأعوام. ستسكنك حيرة الأعاصير لأعوامٍ أخرى… وسوف تصادقين الموج وتتعلَّمين أن تستخدمي الملح العالق في حلقك لتلعقي جراحك… ولكنْ بعد ذلك ستصبحين بخير، ولن يكسرك ❝

أظنّ أنَّه خللٌ فظيعٌ في اللغة أن يرتبط فعل التضحية بكلمة «ضحيَّة». أنا ضحَّيت لأسمو، لأكون، لأنتصر، لأتحرَّر. لا تقلقي عليَّ.. أنا لست ضحيَّةً. أنا عاشق».‏

‫‏***‏

صرت أُسقِط موقفي من نفسي على جميع من ألتقي بهم وكأنَّ صوتي الداخلي الذي لا يكفّ عن تحطيمي لا يكفي.‏

سمحت لتلك الأفكار أن تسحقني. سمحت للمتربِّص الذي في داخلي، والذي كان يأتي في الماضي على هيئة صوت رجل، أن يأخذ صوتي هذه المرَّة. لقد غاب الرجل وبقي المتربِّص يختبئ خلف صوت أُمِّي تارةً، وخلف صوت ابنتي أحيانًا أخرى. ولكنْ في معظم الأوقات كان له صوتي. صوتي المنحاز الذي يعرف كلّ شيءٍ عنِّي؛ فيتفنَّن في نكش الدود من أرض وجداني، ونبش كلّ الجثث المتحلِّلة التي تجنَّبتُ التعاطي معها في السابق.‏

«الحبّ هو أن نتجاذب كرة النار لا أن نتقاذفها»

❞ شغلتني العلاقة بين اختبار الفاجعة والعودة إلى الدين لفترةٍ طويلة. لاحظت أنَّ من يفقد عزيزًا، أو يُبتلى بخسارةٍ كبيرة، يرمي بثقله على فراش الإيمان الوثير. لربَّما تعود هذه النزعة إلى الشعور بالخواء بعد امتلاء! ❝

❞ المجتمع يخدع المرأة أحيانًا بتحسين شروط عبوديَّتها ويُسمَّى ذلك حرِّيَّة ❝

❞ وهناك ثلاثة معايير لقياس تقدُّم أيّ مجتمعٍ قبل المعايير الاقتصاديَّة، وهي: كيف يتعامل هذا المجتمع مع المرأة، كيف يربِّي أطفاله، وكيف يتعامل مع أقلِّيَّاته العرقيَّة والدينيَّة» ❝

الألم. هذا الشعور الدائم الذي يتملَّكني وكأنَّني في مأزقٍ أو في كابوسٍ لا ينتهي، وكأنَّ حياتي فخٌّ أستيقظ منه في كلِّ صباح حتى أسقط فيه مجدَّدًا.

ولكنَّني بدأت أتعوَّد على وجودها وعلى صراعي المستمرّ كي ألبِّي احتياجاتها. هكذا، اختبرت الأمومة. اختبرتها كسباقٍ مع طاقتي المتبدِّدة، كمحاولاتٍ متكرِّرةٍ لتجنُّب البكاء، كمقاومةٍ مستمرَّةٍ للسقوط على ركبتيَّ والصراخ «لم أعد قادرةً لينجدني أحدكم».‏