اقتباسات أسامة عبد الرءوف الشاذلي

❞ ولعل كثرة الترانيم التي تغنينا بها منذ الصغر تمجيدًا للرب على النجاة من فرعون هي التي جعلت ذكريات تلك الأيام راسخة في وجداني منذ ذلك العهد البعيد، ❝

❞ صمت قليلًا ثم قال:

⁠‫ـ القدَرُ يا بني هو التدبيرُ بميزان الحكمة، واللّطفُ بميزانِ الرحمة، والتقويمُ بميزان العدل، وكل ما يقدِّره الله لنا يكون إما لحكمةٍ يدبِّرها، أو لطفٍ من رحمته، أو تقويمٍ لما أعوجَّ من أمرنا، ولذا وجب علينا الثناء ❝

فمن ذاق شُحَّ الصحراء، لا يُزِهر إلا شوكًا، ومن ذاق نعيمَ المدن، يُزِهر ورودًا وياسَمين.

علمتني الحياة أن الإنسان مثل النبات، يُزهِر بقدرِ ما تمنحه أرضه!

منحتني الحياة فرصة كي أقترب وأعرف، فعلمت أن الأرض تتقدس حين تسود فيها عدالة السماء، فإذا عمَّ فيها الظلم والجور فهي أرض ملعونة ولن يشفع لها بيت ولا حجر، وعلمت أن الإنسان هو أسمى ما على الأرض وأن الرب يَسُرُّه أن تُعمَّر القلوب بالإيمان على أن تُعمَّر بيوته بقلوب خاوية. أدركت أن الوطن هو أرض تشعر فيها بالطمأنينة، وأن الأهل هم صحبة تشعر بينهم بالـأمان!

اعلم يا (شمعون) أن قضاء الله ليس بسهمٍ طائِش وإنما سهمٌ نافِذ تحكمُه يدُ القدَرِ، فيُصيبُ به مَن يشاء وقتما يشاء لعلمٍ نجهلُه وحِكمةٍ لا نستقيها

«لا يهان الذهب إذا لم يجد من يشتريه».

❞ سعيتُ لأن أكون إنسانًا يعرف ذاتَه، وقد عرفتُها. بحثت عن جوهري، فأدركتُ أن جوهر الإنسان لا يحدّه جسدٌ، ولا بيتٌ، ولا وطنٌ، ولا دينٌ، ولا مذهب. فحدوده كونٌ يحيط به، ومنتهاهُ إلى خالقٍ أبدعه وأنشأه واختارَ له الأرضَ موطنًا. ❝

اعلم يا (شمعون) أن قضاء الله ليس بسهمٍ طائِش وإنما سهمٌ نافِذ تحكمُه يدُ القدَرِ، فيُصيبُ به مَن يشاء وقتما يشاء لعلمٍ نجهلُه وحِكمةٍ لا نستقيها.

أتدري يا بني؛ إن الحياة في الصحراء هي الفطرة، فالأصل في الحياة هو الحركة والتنقل من مكان إلى مكان، وحينما يُكثِر المرءُ من الترحال لا يتعلق قلبه بشيء ويدرك أن الحياة في ذاتها رحلة تنتهي، لتبدأ رحلة أخرى في مكان آخر، أما السكون فهو أصل الموت، ولا ينبغي للمرء أن يسكن إلا للراحة بين رحلتين!

صمت الجمع، وعم السكون، وهدأت الريح، وشعرت كأن كل ما في الكون قد توقف ليشهد تلك اللحظة التي تتجلى فيها الحقيقة الأبدية التي لا مراء فيها، حقيقة أن أصعب ما في حياة البشر هي حرية الاختيار، تمنيت لو ضرب (موسى) بعصاه فخسف بالمعارضين والمُخذلين الأرض، تمنيت لو ساق الناس بعصاه سَوْقًا نحو الشرق، ولكن الرب لم يشأ له أن يأمر بذلك، أراد الرب أن يتخذ الشعب قراره بنفسه، فترك لهم سواد الليل حتى يختلي كل إلى نفسه، ثم يأتي بما أفضى إليه ضميره عند الصباح، وكانت حقًّا ليلة باكية،

اجعل قوتك في تقويم المعوج لا في كسره! لو أراد الله لنا حياة بلا شرور لما أتينا إلى هذه الدنيا.

اجعل قوتك في تقويم المعوج لا في كسره! لو أراد الله لنا حياة بلا شرور لما أتينا إلى هذه الدنيا.

ظننتك ستشكو إلى الله ما نزل بك!

‫ قال وهو لا يزال يتمتم بالحمد:

‫ ـ أشكو إليه صنيع من؟! ذلك صنيعه هو، والحمد لله أن لم يجعلنا غايتها!

❞ قال له متهكمًا:

⁠‫- وممن سرقتَهم؟

⁠‫- من الذين ينثرون الكراهية.. ويستقوون بالظلم.. ويُرهبون بالذل ويتنفسون الخيانة.

⁠‫اقشعر بدنه، ولكنه استمر في تهكمه، قائلًا:

⁠‫- ولكنها سرقةٌ لن تجعلك غنيًّا.

⁠‫قال في إعياء:

⁠‫- يكفي أن تجعلني إنسانًا. ❝

❞ سأله بلهجته الصعيدية:

⁠‫- فيم حُبست؟

⁠‫- لأني سارق!

⁠‫- ماذا سرقت؟

⁠‫قال بصوت متقطع:

⁠‫- سرقتُ الحب.. وسرقتُ العدل.. وسرقتُ الكرامة.. وسرقتُ الوفاء.

⁠‫قال له متهكمًا:

⁠‫- وممن سرقتَهم؟

⁠‫- من الذين ينثرون الكراهية.. ويستقوون بالظلم.. ويُرهبون بالذل ويتنفسون الخيانة.

⁠‫اقشعر بدنه، ولكنه استمر في تهكمه، قائلًا:

⁠‫- ولكنها ❝

❞ لو تتمنى شيئًا في تلك اللحظة، فهي أن يحتضنها أحدهم، حتى يهدأ ذلك الجسد المضطرب ❝

والحقيقة أن حديث البئر هذا جعلني أدرك منذ الصغر أني مختلف عن الآخرين، وجعلني أدرك كذلك أن كثرة الخضوع والمذلة لا يورثان قلب المرء شفقة وعطفًا، وإنما يملآن قلبه غلظة وقسوة، واستكبارًا على من هم دونه.

والحقيقة أن حديث البئر هذا جعلني أدرك منذ الصغر أني مختلف عن الآخرين، وجعلني أدرك كذلك أن كثرة الخضوع والمذلة لا يورثان قلب المرء شفقة وعطفًا، وإنما يملآن قلبه غلظة وقسوة، واستكبارًا على من هم دونه.

❞ وانتهينا إلى أن ذا القرنين لم يكن ملكًا من الملوك، وإنما رحالة ومستكشف وصل إلى أماكن لم يصلها أحد من قبله، وشاهد من خلال رحلته قبائل وشعوب وظواهر فلكية عجيبة لم يصفها أحد من قبله. ❝