اقتباسات نرمين نحمد الله

تعرف أثر «لبَّيك» في قلب خائف ينادي؟!

‫ هكذا بالضبط كان مذاق الحب في عينيك!

«لديه عينان تنفذان إلى روحك.. كأنه يمكنه تعريتك بنظرة واحدة!»، قالتها لها عنه صابرينة ذات يوم وكم كانت صادقة! لكنه معها هي كان يمتلك لها مزية إضافية.. إن كان يعريها بنظرة بواحدة، فهو يدفئها بالتي تليها.. يعانقها بالتي تليها.. ثم يلبسها ثوبًا من أمان لم تعرفه هكذا منذ زمن بعيد!

‫ - جميلةٌ أنتِ.. وبعض كلامي يزيد جمالك.

‫ تحمر وجنتاها وهي تشعر أنها تلبَّستها روح أخرى، تسأل كمسحورة:

‫ - هل تراني حقًّا جميلة؟!

‫ طقطقة شفتيه تعطي جوابًا بالنفي فتعبس ملامحها للحظة، قبل أن تنتقل ضحكته منه إليها وهو يقترب بوجهه من وجهها:

‫ - بل كأن الجمال قبلك كان يجرب ويتمرن حتى إذا سكنكِ احترف وأتقن.

❞ يعجبني كثيرًا أن يتراقص خصمي خلفي وهو يظن أنه يخدعني.. أضحك كثيرًا وأنا أتخيل صدمته يوم ألتفت فتلتقي عينانا ليدرك أي مغفل هو.. وأي داهية أنا! أنا من يضحك في النهاية.. وأنا من يعلن متى وكيف سيسدل الستار! ❝

❞ - هل قلتها؟! وماذا يعني لو قلتها؟! أحبكِ.. لا أعرف لها سببًا ولا غاية.. لا أعرف إن كان هذا زمانها أو مكانها.. لا أعرف حتى لماذا أقولها الآن وكأنها الكلمة المنطقية الوحيدة وسط الفوضى التي تحيط بنا.. كل ما أعرفه ❝

- رائحة كفك تشبه أمي.. هل كل الأمهات يتشابهن في الرائحة؟!

‫ - لو كانت القلوب هي التي تشم فلا بد أنها نفس الرائحة.

يهم باعتذار آخر لكنها تضحك.. ويتغير مع ضحكتها كل شيء! كأنما يرقص على إيقاعها الكون كله.. هل كان يفكر في اعتذار؟! لا.. لن يفعلها.. مرحبًا بأخطاء تنتهي بضحكة خرافية كهذه!

ستكونين نجمًا تؤويه سمائي لا يشقيهما ليلٌ بل يزيدهما وهجًا!

«لا تعطِني سمكة ولا تعلمني الصيد.. يكفيني ألا تجعلني أخاف البحر وأنا معك».

‫***

يقولون إن الزهور لا تبقى في حديقته أبدًا.. تذبل على أغصانها من أول يوم.. ويقولون إن أشجاره وارفة الظل خادعة المظهر.. فلا يكاد يستظل بها عاشق إلا تجردت فوقه من أوراقها لتلقيه فريسةً لحُرقة الشمس.. كأنه في شريعة البيت جريمة أن تظلل أشجاره عاشقين!

ما رأيت في حياتي أمرًا نسبيًّا كالموت.. كم من حي يعيش ميتًا بين الناس.. وكم من ميت ينبض بالحياة في قلوبهم.

ثمة أشخاص يبدون لنا بلا عمر.. بلا ملامح.. بلا هيئة.. عمرهم هو مذاق أيامنا.. ملامحهم هي خلفية صورة مرآتنا.. هيئتهم ذائبة في هالة تفاصيلنا.. لا نذكر متى ولا كيف عرفناهم فهم كانوا دومًا هناك.. ننساهم أحيانًا لكنهم يبقون عالقين في ذكرياتنا كطوق نجاة نوقن أنه سيكون موجودًا إذا داهمنا الغرق.. كفوفنا قصيرة عاجزة لو فكرنا في رد فضلهم.. فهم دومًا في خانة المعطي بل هم العطاء والعطايا.. هؤلاء كيف نوفيهم الحق وقد أثقلوا عنقنا بديون لن يكفيها عمر كي تُرَدّ!

كلنا مذنبون.. تنجبنا أخطاؤنا، ترضعنا آلامنا، وتربينا مخاوفنا فنكبر ونحن نحمل اسمها داخلنا قسرًا، وعلى طول الطريق نجد أن ما فقدناه أهم كثيرًا مما ملكناه.. هو الذي يقود بنا عربة القطار ويختار محطة التوقف.

قادر.. كريم.. يجبر الكسر.. ويدبر الأمر.

نحن لا نموت فقط عندما تنقطع أنفاسنا، نحن نموت عندما تختنق أرواحنا داخل جسد أجوف، عندما تعجز الدموع عن منحنا الراحة، يعجز الصراخ عن منحنا السلوى، عندما يعجز الزمن عن منحنا العوض، فيبقى الألم.. فقط الألم، الألم الذي من فيضه تود لو تمنحه لغيرك لعلك فقط تزيح عن كاهلك بعضه

(تابع العقل تحميه فطنته، ووحده تابع القلب مخذول)..

‫ - دموعنا عورة لا تنكشف إلا على محارم قلوبنا.. طالما تشدقت بهذه العبارة؛ فمالي الآن أسكب دمعي على الأرصفة ليكون للعامة مباحًا؟!

❞ كيف شعرت بلسعة معدن السلسلة البارد على عنقها كأنها جمرة آمنة تعدها بدفء قلبها إلى الأبد، كل ما تعرفه أنها عندما ركضت مبتعدة لتختبئ في غرفتها، تنظر إلى صورتها في المرآة كانت توقن أنه ليس عنقها فقط ما تزين بهديته، ❝

❞ كل حرف يقوله يمس شيئًا في روحها.. يضمد جرحًا.. يرفع حجرًا.. يزرع زهرًا.. ويهب عمرًا! ❝

❞ أنا التي يكفيها كي ترسم بستانًا وردة! كي ترسم سماءً نجمة! لكن الحب عقيدة الطامعين لا يعتنقه زاهد! إن لم تفِض به آبارنا فالموت عطشًا أكرم!

‫*** ❝