اقتباسات دعاء إبراهيم

أنا عاهرتكِ الصغيرة؛ معلقة في الهواء، مقيدة بأقفال غير مرئية كقربان مصلوب في انتظار الآلهة، أرتعش بحثًا عن ذرات الهواء

تحاول السمكات الصغيرات النجاة. طوال الوقت تحاول أن تنجو. تأكل لتنجو، تتكاثر لتنجو، تسبح لتنجو. ثم بعد كل محاولات النجاة تفشل في الشيء الوحيد الذي تجيده. الشيء الوحيد الذي تعيش من أجله. تفشل في أن تنجو، فتموت.

أبدو ميتة رغم ما تحويه قسمات وجهي من حياة

لا أحد يكترث لهذا الموت الكثير.

لم أصدق أنه أبي. كأنني أتيت بمعجزة! بلا أبٍ أو أم.

‫ هؤلاء الذين يأتون بمعجزة يعانون طوال الوقت من الشك.

سالت من عيني دموع لا أعرف من أين أتت. لكنها قادرة على إغراق كل شيء. انتفض جسدي عدة نفضات كأن بداخلي زلزالًا مدمِّرًا. بعدها انطفأتُ

"ستموتين اليوم يا ماما وكل شيء سينتهي". سأحزن قليلًا وسأرتاح لبقية العمر.

قال لي: "ستموت اليوم" فلم أستطع أن أقول لا. لو أن أحدهم، في مكاني، يرى المستقبل بعينين رماديتين وثلاث نعقات، هل سينتهز الفرصة أم سيقول لا؟! لا أدري. ولا أحد غيري سيدري، فالفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة.

❞ لا وقت للكذب!

⁠‫في هذه الزنزانة، وبين ساعات الانتظار الطويلة، لا يمكنني أن أجزم متى بدأت الكارثة، لكن ما أنا واثقة منه، أنها انتهت حين أخبرني بنعيقه المزعج: "ستموتين اليوم.. ستموتين اليوم". ابتسمت، أو ربما بكيت، وأنا أردد - بلا اكتراث ❝

❞ لا أتذكر تحديدًا أول مرة أدركت فيها وجوده، رغم ظني أن حادثة "البرشامة" كانت الأولى. مع الوقت تصير الأمور الغريبة بديهية، حتى إننا نخجل من السؤال: "متى حدث ذلك؟!" ونشعر أنه بلا معنى. ❝

❞ ⁠‫أتطلع إلى السماء، وأنا أستمع إلى صوته البعيد، ثلاث نعقات.. نعقتين.. نعقة واحدة. أراه أعلى ظلال أعرفها، إنها المبنى الرئيسي للمستشفى. في الليل يبدو كمكان مهجور بظل عملاق، كان المشهد رغم دراميته مثاليًّا، وقفة مرتبة لصوت الموت في أعلى نقطة ❝

‫ انطفأتُ بعد موت أمي كسيجارة ملقاة على الرصيف، نسي راميها أن يدهسها بقدمه، تركها لنسمات الهواء، تدحرجها وتلهب شعلتها حتى تحترق، لا يبقى منها سوى رماد غير مرئي، أتحسس رماد السجائر الكثيرة التي دخنتها.

لا أحد يكترث لهذا الموت الكثير.

كأن الكون يتقلص إلى جملة واحدة،

أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف، ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده، وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش.

❞ يقول الغراب للرجل النائم في قبره:

⁠‫ليتني دفنتُ أخي في كوَّة بالسماء

⁠‫ليتخفف الكون المخنوق من غباره!

⁠‫الشاعرة: ياسمين صلاح ❝

همس قابيل في أذني:

‫ - لقد قتلت من أجلكَ!

‫ - من أجلي أنا؟!

الرؤية تنتفي في العتمة، فيصير الصوت أداة، كأن الكون يتقلص إلى جملة واحدة

لا وقت للكذب!

‫ في هذه الزنزانة، وبين ساعات الانتظار الطويلة، لا يمكنني أن أجزم متى بدأت الكارثة، لكن ما أنا واثقة منه، أنها انتهت حين أخبرني بنعيقه المزعج: "ستموتين اليوم.. ستموتين اليوم". ابتسمت، أو ربما بكيت، وأنا أردد - بلا اكتراث - جملتي المعتادة في مثل هذه المواقف: "كُفَّ عن النعيق"؛ لكنه عرف من نظرة عيني، ومن تلك البسمة اللامبالية، أنني أسمعه جيدًا، أسمعه كما لو كان بشريًّا، أو كما لو كنت أنا غرابًا!

أتعجب من قدرة الإنسان على التكيف، ككائن هلامي كلما وضعوه في إناء أصغر، اقتطع جزءًا من جسده، وألقى به بعيدًا ليعيش، دون أن يبكي على أجزائه الكثيرة المقطوعة، يتحسس المكان الجديد الضيق بشغف أنه لا يزال حيًّا. والأهم أنه لا يزال قادرًا على العيش.