اقتباسات أدهم العبودي

إن الله إذ أنزل كتابه فإنّما أنزله للتدبّر والتفكّر، واجتراح الحجّة بالحجّة، والعلم بالعلم، أنزله ليمضي بنا نحو تطوّر ابن "آدم"، لا لنمضي به على علّات زمانه وظروفها، في الكتاب كلّ آيات التقدّم، وإنّنا كي نُبقي على مساحات الأمان لا نخوض في المسائل التي أوجب الله علينا الخوض فيها، الشرع موضوع، وإن كانت أصوله في الكتاب، ومن خصائص البشر التأمّل والابتداع، هذا ما خُلقنا لأجله في المقام الأوّل، فكيف بالله لا نطوّر من مسائلنا إن كان الله نفسه أمرنا به!‏

يقول الإمام "علي" كرّم الله وجهه: "داؤك منك وما تُبصر، دواؤك فيك وما تشعر، تحسب أنّك جرمٌ صغيرٌ، وفيك انطوى العالم الأكبر".‏

أنا السّائر في مهبّ احتياجٍ، شوقي كشوقِ أسيرٍ لحريّة، وحريّتي بك وفيك مشاعٌ لمن ضلّوا، كأنّما هُدىً من بعد تيهٍ، يُوقد من نبع إيقانٍ، لا مجبور ولا معذور، إيقاني يا ربّي نواةٌ تصنع للعالمين ملاذًا أخيرًا. ‏

الحياةُ والموتُ ليسا نقيضين، بلْ وجهان لسرٍّ أعمق لا يُمكن إدراكه إلَّا لمَنْ فقد كلَّ شيء،

إنْ كنت تبحث عنْ الحقيقة، فاقطع جذورَ الوهم، وابنِ بيتك في العلوِّ.

‫ لو أدركنا مصائرنا لما أصبح للحياة معنًى، يكون مثلها مثْل الموت.

❞ الأمرُ سيحدث مهما بدتْ مشاعري، ومهما رجوتُ وبكيتُ وانهرتُ، ثمّة لحظات لا يُمكن فيها أن ننكَسِر أمام مِنْ تعمّدوا إيلامنا ولو كانتْ دواخلُنا مفتّتةً لآخرها، وكما احتملتُ الحياةَ سأحتملُ الموتَ. ❝

لمَنْ ألتجئ وقدْ استعنتُ عمري كلّه بعقلي؟ لماذا لا يريد عقلي أنْ يستجيب اليوم؟

الجشع يُمكن أنْ يصل بالبني آدم لأنْ يفرِّط في كلّ شيء حتَّى أولاده،

ثمَّة أحداث قدريَّة لا يدَ لنا في حدوثها، لكنَّنا مسؤولون عنها في النّهاية، ب

“إصرارك وحماسك سيقودانك إلى أحد أمرين: إمَّا أنْ تنحدر إلى الهاوية وإمَّا أنْ تبلغ الذُروة”،

ما ألعن المسافات! ألا يُمكن أنْ يُغمِض المرءُ عينيه فيُلبّى رجاؤه؟ أرجو أنْ أراكِ، أنْ أثقب روحكِ بعينيّ، أنْ أنفذ إلَى ذكرياتكِ فأضغمها بذكرياتي

فعبر هذا العالم الشّاسع، عبر كلّ المصائرِ، يلتقي مصيرانا دون أنْ يلتقي وجهانا.

الشّرُّ يا “شُعلة”، هنا، لا ملامح له ولا هويةٌ، كالصّعقِ ساعةَ برقٍ، كالأفكارِ المختلّة وقتَ النّكباتِ، كالخيالِ الجامحِ الذي لا يعرف طمأنينةً

ثمّة أوقات نحن لا نحتاج فيها أكثر من الموتِ كي نختبر إيماننَا بالاكتفاءِ

جوهر القُربِ مِنْ الله هو الزّهدُ فيما عدَاه،

كأنّني المطرُ، كأنّها الغيمُ، حبّي لها تفجّر، كأسطورةٍ، كينبوعٍ هَدر بعْد غليانٍ

سأرحل كما يرحل أشباهُ البشر المحكومُ عليهم بالعوز أحياءً وموتَى، سأرحل كالظّلِ الهاربِ مِنْ صاحبِه، كالمَسدِ المُنفلتِ مِنْ وثاقِه

لكنّهم لا يحاربون مِنْ أجل قضاياهم يا أمّي, يحاربون فقط كي نخسر نحن قضايانا.

أريدُ أنْ أموت هنا، في هذه اللّحظة، كي يُمكن أنْ تقولي: “لمْ يفرّقنا موتٌ، بلْ جمعنا موتٌ”.