اقتباسات حمدي أبو جليل

استبعاد محمد علي باشا للبدو من الخدمة في جيشه له سبب آخر، أقرب لعدم الثقة والخوف، البدو قبله كانوا يحاربون مع الأمراء المماليك، ليس كجنود نظاميين ولكن كفرسان مهرة يحاربون من أجل أهداف ومصالح شخصية

طوال الإجازة أتقمص منظر مثقف القرية، أصحو متأخرًا وأضرب الفوطة على كتفي وأتوجه إلى الترعة رافعًا فرشة الأسنان والمعجون باعتبارهما شواهد على التحضر والثقافة والرقي

أحب النجاح والتفوق، ولكني لا أثق بإمكانياتي، أراها محبطة إلى حد كبير، للنجاح ثمن باهظ

واحترت بين الفرح بكرمه والضيق من كرمه، وندمت على أنني لم أبالغ أكثر، وخرجت خلفه، ومررنا من أمام جامع الشيخ رمضان، وتخطينا بركة ماء، وعدينا على الموان واشترينا شكاير، حوالى خمسين.

جزيرة بدران على بعد خطوات، وهي بالمناسبة مشهورة بكثرة الشوام، أشهر شوارعها اسمه قصور الشوام.

نظام السفري، الصعود بشيكارة الرمل من الأرضي حتى السطوح، متر الرمل، بالميت، به عشرين شيكارة ع الدبوس، والشيكارة تزن ستين كيلو، وأنا رفعت سبعة أمتار لسطوح الدور السابع، حتى اليوم أعتبرها معجزة.

إن أجْر تشوين نقلة رمل واحدة كان يكفي للنوم أسبوعا.. تنحني فوق الشيكارة وتنظفها برفق، ثم تضغطها في حضن تنفرج له ساقاك، وصدرك يستعد لمضاعفة ..

المنطقة ضجت، وسرى بين السكان ما يشبه الاتفاق على حظر التجول في شارع منية السيرج بعد العاشرة مساءً، والدكتور نام، نام في الليل والنهار، عوّض أياماً وشهوراً، نفس الأماكن التي لم يجد فيها مكاناً حتى لقضاء الحاجة، أصبحت ملكه، من حقه النوم في أي مكان.

لا نزيد عن خمسة ستة من شباب عزبة دانيال التابعة لمركز أطسا فيوم، والدكتور بحكم الأقدمية والاستمرار كان قائدنا، كلنا كنا ندرس، وهو الوحيد الفاضي، وكان يجلس معنا على القهوة وينام في البيوت ويطارد المعلم، ولكنه يركز على المحلات والبيوت و الشوارع يبحث عن حل.

أتقمص منظر مثقف القرية، أصحو متأخراً وأضرب الفوطة على كتفي وأتوجه إلى الترعة رافعاً فرشة الأسنان والمعجون باعتبارهما شواهد على التحضر والثقافة والرقي. والدكتور لم يخجل، واشتغل في مهن كثيرة.

عبد الله أبو منصور ابن عم جدي، وهو من أوائل الذين دخلوا المدارس الحكومية في المنطقة وكان يعمل وكيل محامٍ بالفيوم، وكان يشتهر بطول اللسان وغرابة الأطوار، وكان يرتدي بدلة كاملة ويدخل النجع راكباً موتوسيكل، وكان يتكلم لهجة المدينة ويقول ايه و ليه.

من أوائل أبناء القبائل البدوية الذين استقروا جنوب الفيوم وكفوا عن الترحال والنهب، وفي شبابه كان يحمل «دِجْرة بروحين» ويقود فرقة مسلحة للخطف والنهب والثأر للقبيلة من الأعداء، والرجل الواحد كان يأخذ فيه اثنين وثلاثة، وحتى اليوم تُروى الأساطير عن قتله و قتلاه.

الكتابة كانت تمكنني من الاعتزاز بنفسي حتى وأنا أشيل الطين، مجرد تذكر أني أكتب القصص كان يعيد الأمور إلى نصابها.

ولحظة قيام الزلزال الذي رج القاهرة سنة ١٩٩٢ كنت أحفر في باطن قاعدة تحت بيت من ثلاثة طوابق، ولكني كنت أشيع حتى للمقربين مني أنني أعمل بالصحافة، وأستغل قصصي المنشورة للتأكيد على أنني أعمل بالفعل محررا بجريدة الأحرار،

أتخيل حياتي على هيئة دفاتر مرصوصة في رأسي، أحيانا تفتح واحدا واحدا، وأحيانا تندلق مرة واحدة وتختلط ذكريات الطفولة بملامح آخِر وجه رأيته.

منظري في شبرا، كنت في العشرين من عمري، وكنت عائداً للتو من رحلة عمل في ليبيا، وكنت أشتغل في الفاعل وأبحث طوال الوقت عن وظيفة، وكنت أسكن في أوضة في عين شمس مع أربعة زملاء من البلد، وكنت أشتغل مع مقاول هدد، ليس هدد إنما هدد و بناء.

دائماً أحب البداية بما أظن أنه الأضعف، الأسوأ، أنا لخلل ما أعوِّل فقط على النهاية الطيبة، تنقصني فطنة قطف الشيء الأفضل أولاً، إذا كان لديّ كتابان أبدأ بما أظن أنه الأضعف.

قطعة الحشيش كانت تعمل خمس سجاير مضبوطة. لو كان لديَّ أصدقاء لعملتها تمانية أو حتى عشرة، ولكني عملتها ثلاثة فقط، شجعت نفسي بأن هذا مفيد للتفكير في الرواية، وكل واحدة لففتها بطريقة مختلفة، وقلت أبدأ بها،

رواية ممتعة نسجها صاحبها في لغة خصبة ذات مذاق لا يخلو من خصوصية مبهجة.

‫إبراهيم أصلان

‫ الكاتب لا يتذكر ما حدث في غضب، ولا في هدوء ورضى، بل يذهب إليه ويستحضره ويضعه على المائدة ويتفرج عليه.

رواية ممتعة نسجها صاحبها في لغة خصبة ذات مذاق لا يخلو من خصوصية مبهجة.

‫إبراهيم أصلان

‫ الكاتب لا يتذكر ما حدث في غضب، ولا في هدوء ورضى، بل يذهب إليه ويستحضره ويضعه على المائدة ويتفرج عليه.