اقتباسات نذير الزعبي

قالت تعاتبُه . أتهديني وردةً ذابلة.

فأجابها .. ليست ذابلةً .. بل انحنت لعطرك.

قالت لهُ .. رأيتُكَ في المنامِ ليلة أمس .. تزرعُ في شعري وردة ..

سألها .. أكانت حمراء؟

أجابتهُ متعجبةً .. نعم .. كيف عرفت؟

فأجابها .. رأيت في المنامِ ليلة أمس .. وردةً حمراءَ تشكرُني.

- ‎‏أتحرسُ الأموات؟ ‫ ‎- ‎‏أحرس قبورهم‎.‎ ‫ ‎- ‎‏ولماذا تحرسها؟ أتخشون هروبهم؟ ‫ ‎- ‎‏ها ها ها‎. ‎‏من ذلك الأحمق الذي سيفكر بالرجوع إلى الحياة بعد أن يذوق راحة الموت؟‎!‎ ‫ ‎- ‎‏وما أدراك بأن الموت مريح؟ هل جربته؟

جربت الحياة

«الزهور جميلةٌ أجل، ولا أجمل من أن تكونَ في مكان تحيطُك الزهورُ فيه من كل صوب. لكنه أمرٌ إذا طال، ستشعر برغبةٍ غريبةٍ بالتحرر منه، سيبدأ شوقك إلى العاديّ بالزحف إلى قلبك، شوقك إلى الروائح التي لا تعطل فيك بقية الحواس إذا شممتها، شوقك إلى البني والأسود وغير المبهج من الألوان

‫ لأول مرةٍ منذ دخولي ذلك الدرج، بل ربما لأول مرة في تاريخه توحدت العملات جميعها وأصبحت على قلب معدنٍ واحد

وتمنيتُ لحظتها لو كان بوسعي مثلكم معشرَ البشر.. امتلاكُ خطواتي.

وكان لكثرة تأملاته الدقيقة بكل ما رآه من منحوتات قادراً على وصف كل منحوتةٍ يحدّثنا عنها بدقةٍ متناهية، كما لو كان يعيدُ نحتها في الهواء

أتذكر عندما رأيتُ لأول مرة إنساناً يركض، ضحكتُ كثيراً ولم أفهم ما يفعله، لكن مع الوقت، علمتُ بأنها طريقتكم في التدحرج.

ذكرياتٌ كثيرةٌ مرت ببال الكهل في جلستهِ تلك، ذكرياتٌ سعيدةٌ وأخرى حزينة. وكلها أحزنته، حتى السعيدةُ منها.

فالرفضُ عند حضوره إلى الذهن لا يستوجبُ التفكير، إذ إنه صنيعةُ الفطرة، ولا شيءَ يصدقك النصحَ كفطرتِك، فإيّاك ألا تستمعَ إلى نصحها، ففي هذا يكونُ هلاكك، أما القبولُ فإن راودكَ عن قرارك فإياك والتعجل باتباعه

«وهل ثمة أشباح مُخيفة وأخرى لا تُخيف؟».

‫ –     «بل ثمة من يخافُ الأشباح، وثمة من لا يفعل

كان زياد لا يزالُ منكباً على الحاسوب، يكتبُ ويكتب، دون أن يعيدَ قراءةَ حرفٍ واحدٍ مما كتبه، يكتبُ كمن يُملى عليه لا كمن يُفكِّر ثم يكتُب.

«عن أي شيءٍ تتحدث قصتك؟» ‫ – «عن عطر ليلى» ‫ – «ومن تكونُ ليلى؟» ‫ – «بائعة عطور في الدولة العباسية» ‫ – «الدولة العباسية؟ ما الذي أرجعك كل تلك السنين إلى الوراء؟» ‫ – «بل إلى الأمام يا سيدي، حيث كنا في المقدمة

«بعضُ الأحلام جمالُها بأن تظلَّ أحلاماً…وكأنها زوارقُ ورقيّة…نهتمُّ بأدقّ تفاصيلها حين نُشكلُها…ثم لا نملكُ سوى أن نبتسمَ لها…بينما تُبحرُ مُبتعدةً عنا.

لم يكن أيٌّ من أحلامها الغريبة مفروضاً عليها. كانت تصوغُ بنفسها حُلمَ كل ليلةٍ قبل أن تنام.

يوقظها الهلع، كلما رأت البندقيةُ في نومها الأحلامَ التي قتلتها.

لكنّ جعبةَ الحكايات الجميلة مثل جرّة النوتيلا، سرعان ما تفرغ.

غير أن نهايتها المرجوّة تلك لم تقع، إذ اكتفى الصبي برميها كما هي في عتمة المخزن، بعد أن قرأ الكلمة على زر التشغيل (ON)مقلوبةً رأساً على عقب، فظنها تتوسله.

وتذكّرَ في أسىً كبير، كيف ظن انفلاتَ أزراره، أول المشاجرة، بدايةً لتحرره.

لكنّ أُنسة المساجين تلك، لم تلبث أن تحوّلت إلى معركةٍ مُحتدمة حول أيهما التي تحمل الأخبارَ الأكثر جذباً لصاحب المنزل.

‫ فيما خبرُ وفاته، حملته الجريدة التي أُلقيت خارج الصندوق.