اقتباسات روبرت غرين

فمن السهل اختراقنا بتأثير الجماعة،

ومخاوفنا تجعلنا أسهل اختراقًا،

وكلما قل يقيننا بقيمة أنفسنا أفرادًا زاد انجذابنا في اللاوعي إلى التوافق مع الجماعة، ومزجِ أنفسنا بروحها.

وكسبُنا استحسانًا ظاهريًّا من أعضاء الجماعة بإبداء تقليدنا لهم إنما يعمل على إخفاء مخاوفنا عن أنفسنا وعن الآخرين.

إلا أن هذا الاستحسان عابر؛ فمخاوفنا تنخر فينا، وعلينا باستمرار أن نجتذب اهتمام الناس لنشعر بالتثبيت.

ويجب أن يكون هدفك التقليل من سهولة اختراقك عن طريق زيادة اعتزازك بنفسك.

فإذا شعرت بالقوة والثقة بما يجعلك متفردًا – أذواقك، وقيمك، وخبراتك الخاصة – فإنه سيسهُل عليك مقاومة تأثير الجماعة؛ وعلاوة على ذلك فإنك إذا اعتمدت على عملك وإنجازاتك لتثبيت رأيك بنفسك فلن تكون مقيدًا بالسعي المستمر وراء نيل الاستحسان والاهتمام.

عليك ألا تكون ساذجًا، وتخطئ فتظن أن مظهر الناس هو حقيقتهم؛ فلا تعميك مهارات الناس في التمثيل؛ بل حوِّل نفسك إلى خبير في كشف المشاعر الحقيقية، بتحسينك لمهاراتك في المراقبة، وممارسة هذه المهارات بالقدر الذي تستطيعه في حياتك اليومية.

إنهم خبراء في قلب الطاولة على الآخرين وجعلهم يشعرون بالذنب، وأشدهم خطرًا على الإطلاق هم النرجسيون القادة، فعلينا أن نقاوم جاذبيتهم، ونرى ما وراء قناع إبداعاتهم الظاهرة، فإذا عرفنا كيف نعامل الموغلين في النرجسية في حياتنا، فتلك مهارة لها بالغ الأهمية عندنا جميعًا

❞ أفكاري أفكار تخصني. أنا لا أصغي إلى أفكار الجماعة؛ ولست إنسانًا إمَّعة!!! ❝

خصال العقلانية والأخلاق الفاضلة لا يمكن الوصول إليها إلا بالوعي وبذل الجهد، فهي لا تأتينا بصورة طبيعية، بل هي تأتي من خلال عملية النضوج الفكري.

«مثلما يجلب لنا اليوم المليء بالعمل نومًا مباركًا، فكذلك الحياة التي أُحْسِن توظيفها تجلب لنا موتًا مباركًا».

.

كان هناك اعتقاد سائد أن الناس المحبين للسلام يفوزون أكثر في الحياة. أدرك القليل من الناس أن هذه الفكرة في حد ذاتها تعد حاجزا أمام تحقيق ومعرفة المبادئ التي لا غنى عنها من أجل تحقيق النجاح في الحياة اليومية.

غالبًا ما يكون المستبدون غير متسامحين أبدًا مع أي نوع من الانشقاق عن سلطتهم؛ فهم بحاجة إلى أن يحاطوا بالمتملقين المتذللين، يذكِّرونهم باستمرار بعظمتهم وتفوقهم، فإذا كانت عند أحدهم سلطة سياسية فإنه يعمل على قمع أي دعاية سلبية بحقه، والتحكمِ بما يقوله الناس في شأنه، وعلينا أن نرى في هذه الحساسية الفائقة للانتقاد علامة على ضعف داخلي كبير ❝

وقد قال أنطون تشيخوف ذات مرة: «لا توحد المحبة الناس، ولا الصداقة، ولا الاحترام، بقدر ما توحدهم ضغينة مشتركة لشيء ما».

وسترى أن الناس الذين يتمتعون بسلامة الطبع حقيقةً نادرون كنُدرة الذهب، وإذا وجدتهم فكأنك اكتشفت كنزًا ثمينًا حتمًا.

❞آثار (فرط العزم)؛ فإذا كنت تريد النوم وتحتاج إليه حاجة ماسة، فالأرجح أنك لن تنام!

وإذا كان عليك قطعًا أن تلقي أفضل خطاب ممكن لك في أحد المؤتمرات فإنك تصبح شديد القلق من النتائج، ويكون أداؤك في حالة يرثى لها.

وإذا كنت تحتاج حاجة ماسة إلى العثور على شريك حياتك، أو مصادقة صديق، فإنك غالبًا من تنفِّره منك!

ولو أنك استرخيت بدلًا من ذلك، واهتممت بأشياء أخرى فإنك على الأرجح كنت ستنام، أو تلقي خطابًا عظيمًا، أو تأسر الآخرين،

فالأشياء الأكثر متعة في الحياة تحدث نتيجة شيء لا نقصده بصورة مباشرة، أو لا نتوقعه، فعندما نحاول اختلاق لحظات السعادة، فإنها غالبًا ما تخيب آمالنا!❝

تشرب الطاقة الهادفة:

إننا نحن البشر سريعو التأثر للغاية بأمزجة الآخرين وطاقاتهم؛

ولهذا السبب عليك أن تتجنب الإكثار من الاتصال بأصحاب الإحساس المنخفض بالهدف، أو الإحساس الزائف بالهدف.

ومن ناحية أخرى عليك دائمًا أن تحاول العثور على أصحاب الإحساس العالي بالهدف، وتصاحبهم،

وقد يكون أحدهم موجهك الأمثل، أو معلمك، أو شريكًا لك في مشروع؛

فالغالب في هؤلاء أن يخرجوا أفضل ما فيك،

وستجد أنه من السهل عليك؛ بل يريحك أن تتلقى انتقاداتهم!

فبينما تتقدم في مسارك ستكون عرضةً لانتقادات الناس المتكاثرة،

وقد يكون بعضها بنَّاءً ويستحق النظر فيه،

إلا أن كثيرًا منها نابع من الحسد،

وبإمكانك تمييز انتقادات الحساد من النغمة العاطفية لمنتقديك في تعبيرهم عن آرائهم السلبية،

فهم يوغلون في انتقادك بعض الشيء، ويتحدثون بشيء من الحدة البالغة؛

ويجعلون انتقاداتهم شخصية،

ويزرعون شكوكًا تتصل بقدراتك بصورة مجملة،

مشددين على شخصيتك لا على عملك؛

وهم يفتقدون تفاصيل محددة بشأن ما عليك تحسينه وكيف تقوم بتحسينه،

فإذا عرفتهم فحيلتك معهم ألا تستبطن هذه الانتقادات بأي صورة كانت؛

فتحولك إلى الموقف الدفاعي علامة على أنهم نالوا منك،

وبدلًا من ذلك، استفد من آرائهم السلبية لتكون حافزًا لك،

وتزيد في إحساسك بالهدف.

ولا تحاول أن تتجاوز عملية اكتشاف رسالتك، أو تتصور أنها بكل بساطة ستأتيك بطبيعتها،

فعلى الرغم من أنها ربما تأتي إلى قلة من الناس في وقت مبكر من حياتهم، أو في لحظة خاطفة،

فإن غالبيتنا بحاجة إلى بذل الجهد والتأمل الذاتي المستمر،

واختبارك المهارات والخيارات المرتبطة بشخصيتك وميولك ليس الخطوة الأهم في ترسيخك إحساسًا عاليًا بالهدف؛

بل لعلها الخطوة الأهم في حياتك كلها؛

فمعرفتك المتعمقة بما أنت عليه؛ بتفردك؛ ستسهل عليك كثيرًا تجنب جميع مزالق الطبيعة البشرية الأخرى.

❞ولِتُميِّز صاحب الورع الحقيقي من المزيف عليك أن تتجاهل كلماته والهالةَ التي تحيط به، وتصب اهتمامك على أفعاله وتفاصيل حياته❝

ويجب أن تسير محاولاتُك في التأثير على هذا المنطق نفسه دائمًا:

كيف يمكنك أن تجعل الآخرين يفهمون أن الخدمة التي تريد طلبها منهم، هي شيء يرغبون به مسبقًا؟

وإظهارُ ذلك بأنه أمر ممتع، وأنه فرصة نادرة، وأنه شيء يريد الآخرون القيام به، سيكون له عمومًا التأثير المناسب.

❞فالشخص الَّذي يُقدِّرنا ونرى فيه مرآة لأفضل خصالنا الإيجابية،

ونشعر بأننا نستحق أن نكون محبوبين.

وتحت تأثير هذا السحر، نتخلى عن "الأنا" فينا، ونترك عنادنا المعتاد؛

فنُعطي الشخص الآخر سطوة غير معهودة على قوة إرادتنا.❝

وما دام البشر موجودين فإن اللاعقلانية ستجد من يرفع رايتها، وستجد لنفسها وسائل تنتشر بها؛

أما العقلانية فهي شيء يطلبه الأفراد، لا الحركات الجماهيرية، ولا التقدم التكنولوجي.

وشعورك بالتفوق وما يتعدى ذلك هو علامة أكيدة على أن اللاعقلانية تفعل فعلها فيك!!!!!!

تعتمد سعادتنا وبقاؤنا على قدرتنا على فهم نوايا الاخرين وأفكارهم