بعد القراءة الثالثة تيقنت انه هو عمل من الحياة الواقعية يتم صياغته ليصبح شكل من أشكال الخيال ويطلق عليه ( النوفيلا).

الرواية تعكس ديكتاتورية الإنسان للإنسان الآخر باسلوب التعريض، لتتركك تبحر في نطاق السلوك الذي تطرقت له الرواية من الحيوان للحيوان، وكيف أن النفس تميل للتمجيد والتدليل حتى لو كان بشعارات مزيفة.

رواية تصحب فكرك ومشاعرك، جاذبة، قوية التوجيه، واأت تقرأها تجد نفسك في كل الاحداث أو تجد أن الاحداث عُرضت ما يشابهها في عقلك، وبالفعل نحن نعيش في مزرعة الحيوان حقيقة لا مجاز، من ظلم وقهر واستبداد وغيرها.

مدخل الرواية شاد لا يتركك تقف حتى تكملها للنهاية، لتعيش في جو خليط من الحزن والمعارك والخداع واحياناً النصر، اصوات الضمور والاكاذيب والشعارات المزيفة التي تُولد قسراً في افواه الكثيرين. مثل هذا النوع من الروايات يمتاز كاتبها بالجرءة، وافضل ما قد يطلق العنان لابجديات الكتاب؛ جرئته، ولا يوجد أفضل من أوريل بذلك.

حديقة الحيوان ذكرتني برواية جاموكا للكاتب السوداني ابراهيم أحمد الإعيسر، جاموكا هي القطة التي كانت رئيسة لدولة كابيتا، خالد الاعيسر وجورج أوريل حاولا أن يوصلا صوت جمع أصوات الكثيرين في روايتيهما، برفضهما للظلم ومحاولة توجيه الضوء على سلوك الافراد على مستوى الحكم. بإختلاف أنه جاموكا كانت هدفها البعد عن تجربة الانسان في أمر القيادة، ومزرعة الحيوان كانت بتعكس سلوك الإنسان في القيادة بإنه مشابه لعقلية الإنسان مع تجريده من العقل.

* ❞ وقد اختلط عليها الأمر، ولم تعد تميز بين أوجه الخنازير وأوجه الرجال؛ ولكن بالفعل كان من المستحيل التمييز بين هؤلاء وأولئك. ❝.