المقاعد الخلفية > مراجعات رواية المقاعد الخلفية > مراجعة Mohamed Osama

المقاعد الخلفية - نهلة كرم
تحميل الكتاب

المقاعد الخلفية

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#ريفيوهات

"المقاعد الخلفية..... متعة التقلب على الجمر"

تتذكرون فيلم ٣٠ يوم في السجن؟ لن أحكي عنه بالتأكيد، فقط نركز على لقطة تعريف محمد رضا "معلم السجن" بنفسه وبمهنته "حرامي غسيل" التي يعتز بها، وتراه يبدع في عشقه لها بأوصاف وألفاظ وحتى بطريقة صوته الحانية، رغم أنها تؤذيه أو تعرضه للمتاعب مثلا، أو في الأصل لا يحتاج إليها، ضع المشهد في ذاكرتك ولندخل في الموضوع.

1- الإنسان أصله جرة!

بالانتقال من التشبيه السابق نجد أن العلاقات عند بطلة الرواية "سارة " تتلخص في فن اقتناص المتعة والسعادة، ومع وضع شيء من الخوف والنظر لما تأثرت به من علاقات وأمور عائلية وقاعدة- لو صح وضعها هنا- "أحبب ما شئت فإنك مفارقه" تجد السؤال الحتمي المحدد لإطار حياتها "هل إذا لم أفعل ما أخافه لن يحدث ما أخشاه؟"، فتعيش كالمطاردة الباحثة عن مكان الاختلاف وموضع المتعة، ولكن يقع سؤال تخافه كثيرا "أين المتعة في تكرار المختلف" فتتردد بين النقيضين "الروتين وكسره" بشكل يثير الدهشة لمن حولها والشفقة لمن ينظر إليها

-وللإجابة على ذاك العنوان الغريب، ربما علينا الابتعاد قليلا والنظر لأنفسنا أو الأفضل للبيت الشعري "هذا ما جناه عليّ أبي وما جنيته على أحد" فنفهم المقصود، حيث يصير الإنسان من طفولته المتأخرة إلى مراهقته جرة شفافة تتشكل بمواقف وأزمات وصدمات تتشرب في كيانه، تصنع- إن تركت -نظرات جديدة بمفاهيم يتفرد بها صاحبها فيصير غريبا، ويكون مع كثرتها جرة تحمل من الألوان والطعوم ما لا يجتمع أصلا"أو تمتزج بلون غير معروف وطعم غريب" حينها إذا نظرنا إلى شخصية "منة" نجدها المثال الأوضح بعلاقاتها المتوترة صاحبة منصب الضحية الدائمة التي تريد الدعم دائما كذلك ضحية بالفعل أمها وأبيها، وكذلك الشخصيات المجتمعات وعلى رأسهم "سارة" بطلة الحكاية، لكن الفرص تأتيهم لسكب المزيج للمحاولة البائسة لعودة لنقطة مقاربة لنقطة الشفافية، إلى أن كما تخاف "سارة" من الدروب المظلمة التي لم تجربها وتقف على حدها متلذذة، يخافون أيضا من المجهول.

2- استخلاص الواقع

ما أعجبني وضع الأحداث الواقعية في خانة تبتعد عن التوثيق، بل تكون مهتمة أكثر بالمشاعر وبرؤية الناس لها من احتدام وحدة بشكل يشبه الملح للطبخة دون الدخول لتفاصيل أو التحيز، وهذا رأيته متبعا نهجا واحدا لكتاب روايات " كالاعترافات لربيع جابر، أو باب الزوار لمحمد إسماعيل أو رجال غسان كنفاني لعمرو العادلي، وأيضا لأعمال أخرى للكاتبة نفسها" فالعبرة هنا استخلاص الواقع وتكثيفه ليتشكل على واقع الحبكة فيتوائما ويحقق الواقع إثارته وجذبه.

3- طالما هناك مراقب

المثير والواصل للشعور بالاستفزاز لدي، أن العلاقة تعتمد على شد وجذب لا تحتمله شعرة معاوية ولا يليق بأن توصف بذلك، وإن وصفناه فعلا، فالبطلة ليست من طرفي الجذب والإرخاء، بل الخوف من مستقبل متخيل في طرف والرتابة والاستمتاع يتبادلان الطرف الآخر بطريقة جنونية مع بعضهما ويكون شخصية "رامي" في صورتهما، بينما هي تكون فوقها ترى تموجاتها وتستشعر متانتها أو طراوتها، ومنها ترى ردود أفعالها المتباينة

-أما عن سبب ذلك فكما ذكرنا "تجربة سابقة حفرت في الذاكرة" فيكون المراقب أو سائق النقل الذي يراقب ويتحفز هو من له شارة البداية في الشد، فنرى العوامل السابقة تتفاعل معها بشكل ديناميكي، وكذلك تفاعلها بعد زوال تلك المرحلة مع صديقاتها "لوهلة وضعت فرضية بأنهما من صنع الخيال نتيجة توترهن بين النصح الناتج عن قوة والضعف".

-ويكون من تعود المتعة وتعود سلوانها لضيقه رغم تعرج مسارها وتزيينها بالمصاعب والمصائب كمن ذاق الحلوى وهو عليل منها، فلذلك يتفق المثل صاحب الاستهلال مع صاحباتنا

ملاحظات:

لم يعجبني ترتيب بعض الأحداث أو القفزات المفاجئة فضلا عن احساسي بالغرابة عند وجود إيموجي مبتسم رغم في الاكتفاء بوصفه سلفا، إلا أن اللغة تعجبني فيها مناسبتها وتوازنها بين الفصحى والألفاظ العامية المصرية

الخلاصة: عمل خفيف نجدني من أزمة سدة القراءة، مبهر في التفاعل مع الشخصيات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق