ثلج > مراجعات رواية ثلج > مراجعة نهى عاصم

ثلج - أورهان باموق
تحميل الكتاب

ثلج

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ثلج

ل أورهان باموق

يعود كا الشاعر التركي إلى تركيا-إسطنبول لدفن أمه بعد سنوات قضاها منفيًا في ألمانيا..

وحين يشتد به الحنين إلى قارص مدينته القديمة يعود إليها كصحفي يغطي الانتخابات ويبحث في قضية قتل رئيس البلدية وانتحار الكثير من الفتيات..

عرقيات لا حصر لها في مدينة سرهات-قارص وحزب يدعى حزب الله يتغول ويلتف حول الناس من أجل جعل قارص مدينة إيرانية أخرى..

تكتب جريدة سارت أن الشاعر كا سيلقي قصيدة الليلة على مسرح الشعب بعنوان ثلج ولكن كا يصارح زميلته في الجامعة إيبك والذي التقاها بعد سنوات من الغياب أن لا قصيدة لديه ليلقيها ..

"سألها كا:

-لماذا ينتحر الجميع في هذه المدينة؟

قالت إيبك:

-ليس الجميع. تنتحر الفتيات والنساء الشابات فقط. الرجال يمنحون أنفسهم للدين، والنساء ينتحرن".

الرواية تناقش علمانية أتاتورك ورفض الجامعات دخول الفتيات المحجبات فيها مما أدى لانتحار إحداهن .. وبداية ظهور الجماعات الدينية الرافضة للعلمانية أو من اطلقوا على أنفسهم اسم المجاهدين الإسلاميين ..

كما تناقش بخفة قضايا الأرمن والأكراد وكذلك الأتراك في ألمانيا، والوضع السياسي والديني في تركيا في تلك الحقبة والإسلام السياسي هذا اللفظ الذي أطلقه الغرب والعلمانيون ..والذي يقتنع ويؤمن أصحابه أنهم مسلمين جاهزين لخوض المعارك في سبيل دينهم كما يقول الكاتب على لسان أحد الشباب المجاهدين..

يقول كا لصديقه مختار الإسلامي المتطرف في رأيه:

"لن أكون متدينًا، ولكن هل تعرف السبب الذي يخيفك من أن أكون متدينًا أقيم في اليوم خمس صلوات؟ أنت لا تتمسك بالدين والجماعة إلا إذا أخذوا أمثالي من العلمانيين والملحدين أمور الدولة والتجارة على عاتقهم. لا يمكن للإنسان أن يتعبد براحة ضمير في هذا البلد دون الثقة باجتهاد ملحد في أعمال خارج الدين تقود التجارة مع الغرب والسياسة على أكمل وجه".

لغة الكاتب جميلة وذات جرس خيالي جميل يداعب الآذان إذ نجده يقول مثلًا:

"كان سعيدًا إلى حد أن سينما قوة خياله بدأت تعرض فيلمين في آن واحد كما كان يشعر في لحظات السعادة الزائدة حين كان طفلًا".

في خلال أيام سيتمكن كا الذي كان عاجزًا عن كتابة القصائد لفترة طويلة من كتابة قصيدة الثلج وقصائد أخرى..

زمن الرواية قصير في التسعينيات يتخلله رجع ذكريات كا.. ثم يقفز بنا إلى مفاجأة بعد عدة سنوات يحكيها لنا صديق كا راوي الحكاية -أورهان -ثم يعود بنا ثانية إلى كا وقارص، ثم يتحدث الراوي وهكذا..

أما الاماكن قد طغى عليها الثلج وندفه في أغلب الأحيان.. فكا كان عاشقًا لبلورات الثلج وندفه منذ الطفولة.. مع وصف للأماكن بالتفاصيل وماذا كانت قديمًا وماذا أصبحت بعد ذلك وغير ذلك من دقة في الوصف..

لفت نظري التحدث بلغة الجمع لإبداء الاحترام والتعظيم لهذا الفرد كأن يقال ل كا :

"أين تأخرتم/ طوال اليوم وأنا أفكر فيكم/ ولكن يكفيني أنكم شاعر ذهبتم إلى ألمانيا".

إلى آخر ذلك من لغة المديح والتعظيم..

كتبت الرواية في صورة مشاهد ولكل مشهد عنوان مثير ومشوق من جزئين .. يجعل القاريء يفكر في ماهية المشهد المقبل باستمتاع..

فنجد مثلًا عنوان:

"ولكنني لا أعرف أحدًا منهم

كا في غرف باردة مخيفة"

يتوجس القاريء من أن كا سيعذب في السجون ولكن يجد أن الأمر مختلف فيتنفس الصعداء ويكمل قراءته ..

اتطلع لقراءة المتبقي من روائع هذا الكاتب أورهان باموق..

#نو_ها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق