دارت أحداث الرواية في اواخر القرن الثامن عشر ،في تلك الحقبة المهمة التي غيرت مجرى التاريخ، تاريخ فرنسا خاصة و أروبا عامة.

من دون ان يكون المرء على دراية بالتاريخ حتىّ، يمكن له من خلال "قصة مدينتين" ان يستوضح كيف بدأت الثورة الفرنسية و ما هي أسبابها ، تلك الثورة العظيمة التي قام بها شعب "الشارع" و استطاع ان يخّلدها في صفحات تاريخه.و ان كانت الثورة تعني بالضرورة تغيير الاوضاع القائمة ، ان كان بطريقة سلمية او بطريقة تتسم بالفوضوية، فقد اشترك الجميع في حمل سلاح واحد هو سلاح "الجوع و الانتقام"، لقمع ما عرف بالنظام الاقطاعي و الغاء امتيازات النبلاء و الارستقراطيين و تحرير الفرد الفرنسي من العبودية و المهانة، بما انه كانت هناك طبقيتين اثنتين لا غير طبقة النبلاء (التي تعيش في النعيم) و طبقة الفقراء المذَّلين (التي تدفع الضرائب من اجل رفاهية الطبقة الاولى او تموت).تأججت نيران الحقد و الوحشية المطلقة في أعين العامّة و من دون خطة واضحة ولا تنظيم محكم من أجل قيام "جمهورية الحرية و المساواة و الإخاء، او الموت" اندفع (الوطنيون) بسفك دماء كل من يشكون في (وطنيته)،و التحكم في مصائرهم و حيواتهم، بل و تعدى الامر ذلك حيث راحوا يأخذون الثأر جماعات و فُرادى ممن كانت معهم ضغائن في زمن سابق !

الرواية بالرّغم من مأساويتها إلا أنها كانت شيّقة ..