اقتباسات من رواية الغواص: أبو حامد الغزالي

«فكذلك ينبغي أن يفهم أن السعادة لا ينالها إلا من أتى الله بقلب سليم، وسلامة القلب صفة تُكتسب بالسعي، كفقه النفس وصفة الإمامة من غير فرق».

‫ «إنما يرتفع حجاب التقليد بأن يترك التعصب للمذاهب».

‫ الغزالي

التقت أعينهما، قرأ الأخ قلب أخيه، ثم استلقيا على الرمال، ووجهاهما في اتجاه النجوم، يحدقان فيها، ثم يغمضان أعينهما، ويمسك الأخ بيد أخيه. كانا وسط الصحراء مثل شعاعين من الشمس، يلتقي الرأسان ويبتعد الجسدان، كنور الشمس المنتشر. حينها يسبح العقل خارج هذه الأرض، ويسبح معه الجسد، يطوفان مع الخيال، ولا يغرقان قط، فهذا بحر بلا أمواج ولا دوامات. قال أحمد بعد حين: محمد، هل التقيت بالسحاب والنجوم؟

‫ فهمس: دومًا أفعل.

❞ «تعب كل واحد بقدر حرصه، وفقره بقدر طمعه، وراحته بحسب تسليمه». ❝

يا حكيم، انتزعني بحكمتك من نفسي، أرني الحقيقة وعلمني من بحار علمك الذي لا ساحل له، أيقظني من غفلتي. كيف لي أن أساعد غيري وأنا بلا قلب؟!

يا «سلام»، يا «مهيمن»، اغمرني بسلامك، ودثرني بهيمنتك. نهشت عقلي كل الذئاب، أصبحت سقيمًا كإبراهيم، وغاضبًا كيونس، ولكن أملى بك كأمل أيوب، أنجو بنفسي أولًا، فالفناء يدنو كل حين.

«فكل ما يُبنى على قلوب الخلق يضاهي ما يُبنى على أمواج البحر، فإنه لا ثبات له». يحبونك اليوم، وغدًا ينسونك، يهتفون باسمك يا إمام، وغدًا يلهثون وراء أمير بيده الثراء والسلطة.

«ليس كل سر يُكشف ويُفشى، ولا كل حقيقة تُعرض وتُجلى، بل صدور الأحرار قبور الأسرار».

❞ تعب كل أحد بقدر حرصه، وفقره بقدر طمعه، وراحته بحسب تسليمه، وغناه نظير قناعته» ❝

❞ أنت الزمن…فأصلح نفسك يصلح زمانك. ❝

❞ من لا يريد شيئًا سيمتلك كل شيء، وستتبعه القلوب حيثما نظر ❝

هل أصاب أفلاطون عندما قال: إن الشفقة رقة في القلب تأتي من الخوف على نفسك من مصير مَن تشفق عليه؟ يصيب الفلاسفة أحيانًا.

❞ إن الخوف منه، والأمن منه، وهو خالق سبب الأمن والخوف جميعًا» ❝

ولكن أوقفه ما كتبه الناسخ على هامش الكتاب، قرأ الخط الصغير: «تعب كل واحد بقدر حرصه، وفقره بقدر طمعه، وراحته بحسب تسليمه».

❞ والشوق وإن كان ألمًا ففيه نوع لذة إذا انضاف إليه رجاء الوصال، فإن الرجاء لذيذ، واليأس مؤلم، وقوة لذة الرجاء بحسب قوة الشوق ❝

❞ يجوز أن يغلب الحب، بحيث يكون حظ المحب في مراد محبوبه ورضاه، لا لمعنى آخر وراءه، فيكون مراد حبيبه ورضاه محبوبًا عنده ومطلوبًا» ❝

❞ العارف قد مات مرة في حق الدنيا، وفي حق كل ما يفارقه بالموت». ❝

❞ هي دنيا تحتاج فيها إلى درع وسيف. ❝

«فطعم الموت في أمر صغير

‫ كطعم الموت في أمر عظيم

‫ وكل شجاعة في المرء تغني.».

«إذا غامرت في شرف مروم

‫ فلا تقنع بما دون النجوم».