اقتباسات من رواية ميثاق النساء

هناك جوعٌ ما في دواخلنا للمجهول، لاستراق النظر لعالمٍ نشعر به ولا نراه. وعندما تأتينا ومضةٌ منه نسارع لكتابة قصيدة، أو نجلس منتشين مثل الأنبياء الذين نزل عليهم الوحي للتوّ. ربَّما أتى مفهوم القدر من هناك، من ذلك العالم الذي فيه شيءٌ من السحر والذي يختلف عن حيواتنا المسطَّحة والكئيبة!

السعادة مثل ضوء الليزر يا أمل.. في كلِّ مرَّةٍ نحاول القبض عليها تفرّ وتستقرّ خارج يدنا! ربَّما علينا أن نصبح نحن ذلك الضوء الصغير الذي نطارده، أو ربَّما من الأجدى أن ننسى أنَّ لنا أيادي، ونتوقَّف عن محاولة القبض على الأشياء!‏

رحت أكتب لأقاوم الكآبة واليأس الذي يزحف إلى قلبي، والموت الذي أصبحتُ أحلم به كلّ ليلةٍ وكأنَّه الحبيب.‏

خضت حربًا نفسيَّةً داخليَّةً كنت أنا طرفيْها وكان الخوف هو السلاح المتبادل،

والإنسان بطبيعته مغرورٌ ومليءٌ بمواطن ضعفٍ لا يعرف عنها شيئًا.

كنت أراقب التحف طوال تلك السنوات، ولكنْ من الآن فصاعدًا، سأتحوَّل إلى واحدةٍ منها، سأصبح قطعةً أخرى من أثاث هذا المنزل! شعرت بالأسى يأكل قلبي.‏

أنَّ الذين يتكلَّمون كثيرًا يحاولون الهروب من أفكارهم ومشاعرهم

لم أزعج أحدًا بكلام لا يهمّه، ولم أُسكت أحدًا يحتاج إلى البوْح بشكلٍ متواصل، وكأنَّ الكلام هو الطريقة الوحيدة لدخول الأكسيجين إلى رئتيْه.

‏لم أكن يومًا تلك الإنسانة المرحة التي تنقل الفرح والفكاهة أينما حلَّت. كنت دائمًا صامتةً، منسحبةً، ولا أتكلَّم إلاَّ عند الضرورة. من يلتقيني للمرَّة الأولى يلاحظ أنَّني هادئةٌ وجدِّيَّة، ولكنِّي لم أكن كئيبة.

كان هذا التعرِّي العشوائيّ أمام الغرباء أشدَّ ألمًا من الحِقَن نفسها. لقد كنت منذ الصغر واعيةً بجسدي لدرجة أنِّي أشعر بثقله وكأنَّني أحمله على أكتافي ولا أعيش بداخله. أعرف حدوده كسائقٍ ماهر، يعرف أبعاد سيَّارته بدقَّة، فأدرس المسافة التي تفصلني عن الآخرين بعناية.

منذ الصغر واعيةً بجسدي لدرجة أنِّي أشعر بثقله وكأنَّني أحمله على أكتافي ولا أعيش بداخله. أعرف حدوده كسائقٍ ماهر، يعرف أبعاد سيَّارته بدقَّة، فأدرس المسافة التي تفصلني عن الآخرين بعناية.

كنت أظنّ أنَّ القلب مثل الجسد يؤمَّم ويُكتب وسط قائمة الأشياء الأخرى في عقد الزواج، ولكنَّني كنت مخطئة.

‏وجدت في القيادة متنفَّسًا جديدًا لي. كنت أشعر بشيءٍ من الحرِّيَّة حين أقود السيَّارة

متعتي حين أقرأ أو أكتب تشبه رفَّة جناح طائرٍ عالقٍ في بركة زيت؛ وتُشبه حالةً موقَّتة من الخفَّة وكأنَّ الحجر الراقد في معدتي منذ سنواتٍ قرَّر أن يتنحَّى للحظات؛ وتُشبه الوجع الذي يتحسَّن حين نضغط عليه، كوجع الأسنان أحيانًا.‏

ووجدت في تدوين أفكاري وملاحظاتي حول ما أقرأ شيئًا من المتعة.

‫ ‏لم أكن يومًا تلك الإنسانة المرحة التي تنقل الفرح والفكاهة أينما حلَّت. كنت دائمًا صامتةً، منسحبةً، ولا أتكلَّم إلاَّ عند الضرورة. من يلتقيني للمرَّة الأولى يلاحظ أنَّني هادئةٌ وجدِّيَّة، ولكنِّي لم أكن كئيبة.

لا أحبّ أن أعرف أكثر، لأنِّي إذا عرفت سأفكِّر؛ وإذا فكَّرت سأطرح الأسئلة، وإذا سألت سوف أعرِّض نفسي للانتقاد.‏

هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس، بأن نكون بلا أملٍ ونتمسَّك بهذه الحالة، لأنَّ كلّ أملٍ جديد يحمل احتمال انكساره..

أنَّ المشكلة لا تكمن في الدين بحدِّ ذاته، بل في الرجال الذين يتقمَّصون دور الله، ويحكمون بالنيابة عنه،

«الحبّ هو أن نتجاذب كرة النار لا أن نتقاذفها»، ثم راح يدمع من جديد.‏