اقتباسات من رواية ميثاق النساء

لطالما شعرت أنَّني غيمة. أُشبه الغيمةَ كثيرًا. أشعر أنَّني موجودةٌ وغير موجودة، وكأنَّ حياتي امتدادٌ لرحلةٍ طويلةٍ لا أعلم متى بدأت. أشعر أنَّني تكاثفت وهطلت وتسرَّبت إلى أماكنَ مظلمة. كأنَّ كلّ الآبار احتجزتني، بينما النهر يتابع جريانه من غير أن يعرف عنِّي شيئًا. أشعر أنَّني أنساب إلى أماكنَ لا أريدها طوال الوقت، وأعلم تمامًا أنَّ خيْط الماء لا يقدر على محاربة انسيابه.‏

❞ هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس، بأن نكون بلا أملٍ ونتمسَّك بهذه الحالة، لأنَّ كلّ أملٍ جديد يحمل احتمال انكساره.. ❝

❞ ربَّما لو كانا في بلديْن مختلفيْن لكان الأمر أكثر سهولة، ولكنْ أن يعيش ويموت من نحبّهم مفصولين عنَّا بحائطٍ وبقائمةٍ لا تنتهي من القوانين والمحرَّمات، فهذا أكثر من عذابٍ وأشدّ ألمًا من أيّ فراق.‏ ❝

❞ ثم يبكي وتبكي هي بصمت. حتى وهو يحتضر كان ينادي اسمها، وكانت تسمعه وتبكي، ولكنَّ الأعراف الدينيَّة حالت بين وداعهما الأخير.‏ ❝

يطلّ الله من الضوء الكبير فوق سرير العمليَّات مجدَّدًا. أهمُّ أن أسأله «لماذا؟ أو إلى متى يا الله؟» ولكنَّ طبيب التخدير يأتي. يسقط قناع الأكسجين فوق وجهي، يثقل جفنيَّ ويختفي الله مجدَّدًا.‏

يطلّ الله من الضوء الكبير فوق سرير العمليَّات مجدَّدًا. أهمُّ أن أسأله «لماذا؟ أو إلى متى يا الله؟» ولكنَّ طبيب التخدير يأتي. يسقط قناع الأكسجين فوق وجهي، يثقل جفنيَّ ويختفي الله مجدَّدًا.‏

❞ البنت سلاحها علمها. مين بيكفل نعيش لبكرا يا علي.‏ ❝

❞ حين كنت صغيرًا كنت أذهب إلى بيت عمّك أبو مسعود لأقرأ. ثم تمهَّل قليلاً، وأكمل «توفِّي قبل أن تولدي بكثير. كان رجلاً مثقَّفًا، لكنَّه كان وحيدًا. لم يتزوَّج ولم ينجب، وكان الوحيد الذي اقتنى مكتبة ❝

وهناك ثلاثة معايير لقياس تقدُّم أيّ مجتمعٍ قبل المعايير الاقتصاديَّة، وهي: كيف يتعامل هذا المجتمع مع المرأة، كيف يربِّي أطفاله، وكيف يتعامل مع أقلِّيَّاته العرقيَّة والدينيَّة».‏

كنت أنزلق وأبوح وكأنَّني أتكلَّم من مكانٍ بداخلي فُتح للمرَّةِ الأولى من دون خوفٍ أو تردُّد. لطالما تردَّدت في مشاركة أفكاري مع الآخرين، لأنَّ جميع من حولي يرون هذا التسلُّق على سلّم الأفكار والمشاعر مجرَّد «فذلكة» و«وجع راس». كان عليَّ أن أبقى بينهم على الأرض، وفي أفضل الأحوال على الدرجة الأولى من السلَّم، حتى إذا سقطتُ لا أرتطم بأرض الواقع بعنف.

هناك أمانٌ خطيرٌ في أن نستكين لليأس

والإيمان مثل الحبّ، فهو نداءٌ يكون المؤمن مصدره، ويكون هو المجيب أيضًا. فيتبع هذا النداء الذي لا يقوده إلاَّ إلى أعماق قلبه.

ولكنِّي أقول لكم: الحرِّيَّة لا تتجزَّأ، وهناك ثلاثة معايير لقياس تقدُّم أيّ مجتمعٍ قبل المعايير الاقتصاديَّة، وهي: كيف يتعامل هذا المجتمع مع المرأة، كيف يربِّي أطفاله، وكيف يتعامل مع أقلِّيَّاته العرقيَّة والدينيَّة».‏

صحيح. الإيمان مثل الحبّ تمامًا. في اللحظة التي يبدأ فيها الإنسان بالتساؤل إذا كان لا يزال في حالة حبٍّ، يكون الحبّ قد غادره.‏

المقام في حدِّ ذاته ليس مقدَّسًا، ولا حتى الأولياء والصالحين الذين يتضرَّع الناس عند أضرحتهم. ولكنَّ دموع البشر التي ذُرفت في تلك الأماكن عبر الأجيال وقلوبهم التي تحبّ أهل الخير هي الشيء المقدَّس فعلاً.‏

لطالما رفضت تبنِّي فكرة المجتمع بأنَّ أيّ تعاطٍ مع الجنس الآخر يعني علاقةً شخصيَّةً وخيانة. نحن أكثر من أجساد

«الخيانة»، تلك الكلمة المرعبة التي تنسف كيان المرأة من أساساته، وتنزع عنها كلّ حقوقها وأيّ فرصةٍ للتعاطف معها.

من الخطأ ألاَّ يكون هناك مجتمعٌ حاضنٌ للطفل

ربَّما من أسوأ الأشياء أن تكون الأمور تحت سيطرة شخصٍ أو اثنيْن حين نتكلَّم عن تربية طفل

في الحقيقة ليس لنا قولٌ فيما سيحدث وما لن يحدث لأطفالنا. الإنسان وحده من يستوعب - بعد أن ينتهي كلّ شيء - ماذا حدث له فعلاً.‏