اقتباسات من رواية سراب دجلة

أُنكر الماضي وأفكر في المستقبل مُحاولًا الوصول لإجابة سؤال يدور في رأسي منذ عودتي، سؤال عن ذاك الضوء الذي لا زلتُ أراه في نهاية الطريق.

كانوا خائفين في الأَسْر واستمر خوفهم في الوطن، كانوا ناجين، ولكنهم كانوا تعساء.

يصفون معاناتهم ليتخلصوا منها ويلقون بها من داخل رؤوسهم لخارجها على أمل ألَّا تبقى في ذاكرتهم

كانت حكايات الأسر أشد رُعبًا من الموت، وكان الموت هو حُلْم المأسورين،

الرَّصَاص لا يعرف المذاهب،

هل في انقسام الوطن الواحد صلاح للحال؟

لم أَكُن متأكدًا ماذا أملك في تلك الدنيا التي أعادتني من غربتي بخُفَّيْ حُنَين، بلا شيء ولا حتى أمل في حياة جديدة لا أملك لها نقطة بداية.

فجأةً شعرت أني لم أعُدْ أنتمى إلى ذلك المكان، غريبًا أو ضيفًا أو عابر سبيل ربما سيقضي وقتًا بينهم، ثم يرحل لغربته تاركًا لهم حياتهم التي عاشوها وقرروها دونه.

كنت أريد أن أجد الفرح بنهاية غربتي، حتى لو لم أكن أحد أسبابه لأنني سئمت الحزن.

الحياة يا وليدي تمضي في اتجاه واحد كطريق نسلكه ولا نملك أن نعود فيه للخلف للتعديل، لأننا لن نكتشف أننا نسير في الاتجاه الخطأ إلا بعد أن نضلَّ فيه.

فثمن كل لحظة نقضيها في فراق لن نستطيع تعويضه وسيزداد قسوةً كلما زادت مدته.

أخطأتُ في تقدير قيمة الأشياء.. كنت أعتقد أن ثمن الأرض فلوس ولم أحسب قيمة الفراق والغربة، حسبت قيمة الغربة ولم أَعِ أن ثمنها ألم الوحدة وبرودة الفراق

في كل مرة يا صادق كنت أُضطر لاتخاذ قرار لم يشغلني مدى صحته مثلما شغلني أنه ربما يكون علاجًا لخطأ سابق، فقضيت عمري أعالج خطأً بخطأ،

كنت أحبه وكان يحبني كثيرًا في صِغَري، ولكننا فقدنا الحب وسط أيام الغدر والقطيعة، بكيت.

وتركت الأفكار تأخذني إلى عالمها.

‫ عالم آخر أكثر عطفًا ورحمة، عالم أجد به أحبَّتي إلى جواري تتعالى فيه الضحكات، عالم أجد فيه أن من جَدَّ وجد ولكل تعب مقابل،

كنت أخشى رؤية العيون الباكية، كنت أخشى رؤية مصيري أمامي

كنتُ أريد أن أفهم كيف يمكننا أن نستبدل بروحٍ أخرجناها من بيننا بإرادتنا لإنسان تركناه للغربة صندوقًا خشبيًّا وورقة بيضاء؟!

ولكنه كان طريقي الوحيد في تلك الحياة.

‫ طريق لن يمكنني أن أسلك غيره وإن وُضِعت فيه رغمًا عن إرادتي، ولكنه أصبح طريقي الذي لن أستطيع أبدًا التوقف في منتصفه.

ولكنه كان طريقي الوحيد في تلك الحياة.

‫ طريق لن يمكنني أن أسلك غيره وإن وُضِعت فيه رغمًا عن إرادتي، ولكنه أصبح طريقي الذي لن أستطيع أبدًا التوقف في منتصفه.

لم أَكُن راضية… كنتُ مُجبرَة… كنت خائفة..

‫ عشتُ خائفةً وسأموت خائفةً وجبانة..

‫ ولكني لا أريد أن أموت خائفةً ووحيدة..