اقتباسات من كتاب إلى المنكسرة قلوبهم

أيها الغادِرون لا بارك الله مقامكم حيثُ كُنتم، ولكنَّنا اليومَ أقوى!

عندما ينطفئُ الشَّغفُ سيزولُ الانبهار،‫ ونرى الأشياء على حقيقتها، ونكتشف أنهم كانوا عاديين جداً، وأن عيوننا هي التي كانتْ تُجمِّلهم،

إذا أردتَ أن تتخلَّصَ من علاقةٍ،‫ بأخفِّ الأوجاع وأيسرِ الطُّرق، فأغلِقْ دونها كل الأبواب والنوافذ،‫ لا تسترق النَّظر، ولا السَّمع،‫ اُتركهم لحياتهم، وامضِ لحياتكَ، تعاملْ مع الأمر كما تتعامل مع الموتى،تهيلُ التراب على الميت، وتديرُ ظهركَ، ولا تعود كل يومٍ لترى حاله في البرزخ، دعهُمْ في برزخهم، وامضِ، فلا شيء يُؤذي أكثر من الالتفات إلى الوراء!

إن لم يكُن للرِّضى على قَدَرِ الله إلا الراحة التي يجدُها المرءُ فكفى بها نعمة،

‫ وإن لم يكُن للسخطِ على قدرِ الله إلا الشقاء الذي يجدُهُ المرءُ فكفى به نقمة!

أجمل ما قِيل في الصدقة:

‫ هي ادِّخارُ أموال الدُنيا للآخرة، فأنتَ لا تستطيع أن تصحبَ مالكَ إلى القبر،

‫ ولكنكَ تستطيع أن تجعله ينتظركَ هناك!

كلنا فينا جوع للحُب، ونتضوَّرُ انتظاراً له،

‫ لهذا إن لم نجده اخترعناه!

‫ أو بتعبير أدق توهَّمناه!

النَّصرُ أن تُحولهم من مرتبةِ أشخاصٍ هم كل العالم، إلى مرتبةَ مُجرد أشخاصٍ في هذا العالم!

مشكلةُ الناسِ أنهم لا يعرفون إلا رداتِ الأفعال، ‫ أما العذابات المتكررة، الإهانات التي لا تحتملها الجبال،‫ الظلم الذي تراكمَ فوق بعضه حتى بلغَ عنانَ السماء، فلا يراه أحد!

وراء بعض النِعم الظاهرة حرمان قاتل،

‫ يتجرَّعه صاحبه بمرارةٍ ولا يدري به إلا خالقه!

لا تخدعنَّكم المظاهر، الناسُ صناديقُ مُغلقة.

‫ فلا تحكموا على الصندوقِ فإنَّ فيه ما لا ترون!

‫ والناسُ كالكُتبِ فيهم ما لا يُمكن معرفته بالنظرِ إلى الغلافِ فقط!

‫ خلف الضحكات جروح غائرة يُحاولُ الناسُ كِتمانها عن الناس

الصورُ في مواقعِ التواصلِ ليستْ إلا ثمرة جوز،

⁠‫إنها القشرة الصلبة فقط، في الداخلِ أشياء هشة جداً!

أسهل طريقة لنسيانِ امرأة تُحبها هي أن تتزوجها، غير ذلك ستبقى تحبها!

جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ ﷺ وقالَ له: ‫ يا رسول الله في حجري يتيمة، ‫ وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر، ‫ وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر! ‫ فقالَ له النبيُّ ﷺ: لا أرى للمُتحابين إلا النكاح! ‫ فالله

من لطائف ما قرأتُ في التفسير، ‫ قول الإمام القشيري، ‫ عن قول سيدنا سليمان عن الهدهد: ‫ ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ ‫ قال: العذاب الشديد أن يُفرِّقَ بينه وبين من يُحب، ‫ فإنَّ الفرقة عن الحبيب تجعَل المرءَ كأنما، ‫

قرأتُ مرةً كلاماً لطبيبٍ زارَ مأوى لمرضى السرطانِ

⁠‫الذين هُم في حالةٍ متقدمةٍ من المرض، وميؤوس طبياً من شفائهم،

⁠‫يقول: لفتَ نظري أن الجميعَ كانوا إما يحملون المصاحف، أو السُبحات،

⁠‫لقد رأى هؤلاء الدُنيا على حقيقتها!

⁠

الفتيلة التي ضمَّتها الشمعة طويلاً،

‫ هي التي أحرقتها!

‫ أوجع احتراقٍ هو الذي يأتيك ممن كنت تضمُّه!

أيها الغادِرون لا بارك الله مقامكم حيثُ كُنتم، ولكنَّنا اليومَ أقوى!

عندما يأتيكَ الخُذلانُ من الشَّخص الذي،

‫ كنتَ تستثنيه دائماً،

‫ فأنتَ لا تفقدُ الثقة بشخصٍ واحدٍ،

‫ وإنما تفقدها بالجميع،

في الحديث النبويِّ الشَّريف:

⁠‫«لا تزولُ قدما عبدٍ يوم القيامةِ حتى يُسأل:

⁠‫عن عمره فيمَ أفناه؟»

⁠‫لن تُسأل عن عمركَ فقط،

⁠‫وإنما عن أعمار الناس التي أهدرتها!

⁠‫عن كل كلمة «أحبك» قلتَها من لسانكَ لا قلبكَ!

⁠‫وعن كل طريقٍ مشيتها مع أحدٍ،

⁠‫دون رغبةٍ جادّةٍ منك في

النَّصرُ أن تُحولهم من مرتبةِ أشخاصٍ هم كل العالم،

⁠‫إلى مرتبةَ مُجرد أشخاصٍ في هذا العالم!