اقتباسات من كتاب 33 عن الفقد والرهاب

يشير نيتشه بذكاء مرارًا في كتاباته إلى أن الحقد هو عاطفة الضعفاء.

الوقتُ خادعٌ جدًّا بعد رحيل من نحبهم؛ يستمر على ما سبق وينقطع عنه، يمرُّ ببطء لكن بسرعة شديدة، يلتف حول نفسه كثعبان حزين وينطلق إلى الأمام بلا أي شعور بالذنب.

توحشني ماما حين أغمض عيني للنوم، بالذات، بطريقة فظيعة؛ تندفع صور ولحظات عشوائيّة واضحة جدًّا لها.

وتطرح أسئلة كل ابن/ابنة سألها لنفسه في لحظة ما: هل أنا ابن جيد؟ هل كنت مصدر ألم أو تعاسة ما لماما؟ هل عرفت أن أصل إليها حبي فعلًا؟ هل كان أفضل أن يتم استبدال بي ابنًا آخر؟

"لا أعرف، لكن الصمت الشديد يبدو

‫ لي في ثقل النحيب العالي الذي بلا جدوى."

‫ (أنتيجون، سوفوكليس

كأنك ترفع يدك لتلقي التحيّة، ولا يوجد أحد ليتلقاها، هكذا "لا أفهم" غياب ماما إلى الأبد.

إحساسي أني مسؤول عن إسعادها تحول إلى إحساس أبوي. بتره فجأة كان مؤلمًا وفيه فقدان للمعنى غريب.

‫ عشتُ مع ماما 32 سنة ولم أشبع منها.

يجب التكيّف مع الغياب، مع الخوف، ومع الألم.. ألمٌ شديد في رأسي يجبرني على غلق عيني. أريد أن تخرج هذه الجثة من خيالي. لكنها جثتي. تخصني أنا.

علاقتي بالموت تغيَّرت. لا أعرف كيف. لكن ماما عدلت كفّة الميزان، أصبح "ما هناك" يساوي "ما هنا"، بشكل ما لم أعد أخاف فكرة الموت مثل قبل، لي بيتٌ هناك تنتظرني فيه ماما.

الأشياءُ التي توجع القلب أكثر من أن تُحصى. ليلٌ أسوَد فيه كل الأفكار سوداء. لكن الصباح هو الأسوأ: يومٌ كامل جديد بدونها.

فائدة أخرى للإنجاب: الأطفال كامتداد لما يُقطع، بأن تنظر إلى المستقبل فلا يتعثر الماضي بك، أو أنت به. لا عزاء حقيقي لمن ليس له أطفال. لا تنفع الكتب ولا العِبر.

‫ كل ما تحبه يؤول إلى الزوال.

إقامة مؤقتة. وحضور هش. تختفي وترجع، ولا تلتفت هي إلى ذلك.

في الصور يبدو وجهي كوجه ناضج وحزين، حتى أني أكاد لا أعرفه.

الرجال الذين ليس لديهم جنون داخلهم، فهمهم فارغ وعقيم

كان الأدب يُضفي الجماليّة على حياة الأجورافوبيا بإعطائها سرديّة، صوت، داخل نسق يُقال ويُحكى ويُنقل، بدلًا من كونها شيئًا واقعيًّا جاثمًا، مؤلمًا وشخصيًّا، مُغلقًا وأخرس، وينتج معنى لها عبر إعادة التأويل . . .

الأشياء المادية حزينة،

‫ وكذلك فوق المادية.

‫ أمشي على الأسى بقدميّ الاثنتين،

‫ ولا أعرف عن البركة شيئًا.